الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
Home » غريس كيلي الأسطورة التي رافقها سوء الحظ عقودا بعد رحيلها

غريس كيلي الأسطورة التي رافقها سوء الحظ عقودا بعد رحيلها

by admin

حين أخفق فيلم حياتها ونهايتها الذي كان كثيرون يحلمون بتحقيقه

اندبندنت عربية \ إبراهيم العريس باحث وكاتب

كان الحدث نادراً. كان نادراً أن يُجابه فيلم يفتتح به مهرجان “كان” السينمائي دورته لعام 2014 بمثل ذلك الهجوم الساخط الذي جُوبه به فيلم “غريس أوف موناكو”، الذي حققه السينمائي الفرنسي أوليفييه دهان عن فصول من حياة أميرة موناكو الراحلة غريس كيلي من تمثيل نيكول كيدمان. يومها، لم يكن النقاد الوحيدين الذين هاجموا الفيلم، بل واكبتهم الصحافة والمؤرخون في ذلك، متهمين السيناريو بالتهافت، واختراع أمور لم تحدث. وهو نفس ما اتهمت به أسرة غريمالدي، أمراء موناكو وأبناء الراحلة، الفيلم، ليثني عليه منتجه هارفي فينشتاين الذي أعلن على الملأ أن المخرج لم يلتزم بالعقد، وأنه غض النظر عن ملاحظات كثيرة أبداها له، مؤكداً أنه كمنتج وموزع للفيلم في الولايات المتحدة، سيحدث الكثير من التعديلات والتصحيحات على النسخة التي ستوزع هناك. صحيح أنه فعل، لكن ذلك لم يبدل من فشل الفيلم. الفشل الذي حسبه البعض في خانة الحظ السيئ الذي جعل المرحلة الأخيرة من حياة غريس كيلي ومرحلة ما بعد رحيلها تتسم بسوء الطالع وكأن رحيلها المفجع لم يكن سوى حلقة في سلسلة.

من الممثلة إلى الأسطورة

والحال أنه منذ رحيل الفنانة الأميركية غريس كيلي – التي كانت قبل تلك النهاية المفجعة بسنوات قد تحولت إلى أميرة فاتنة لواحدة من أصغر دول العالم، موناكو – وكثير من السينمائيين يحلمون بتحقيق فيلم عن حياتها، بل بشكل أكثر تحديداً، عن موتها، وهي التي كان العالم كله قد ذهل يوم الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) 1982 حين أذيع نبأ مقتلها إثر حادث سيارة عنيف تعرضت له. والحقيقة أن الذهول لم يكن ناجماً عن كون القتيلة أميرة في تلك الإمارة الأشبه بقطعة من فردوس أرضي حقيقية، ولا حتى عن كون القتيلة عرفت كواحدة من ساحرات هوليوود في سنوات الخمسين، حين كانت تخوض مساراً سينمائياً حافلاً بالوعود وبالنجاحات، حين اختارت لها الأقدار أن تتعرف على أمير موناكو الشاب رينييه، في ذلك الحين، فيتزوجها ويحولها من ممثلة إلى أسطورة. ما أذهل الناس يومها كان ذلك الموت المفجع الذي اختطف “الأسطورة”، وكشف للجميع عن أن الأساطير تموت أيضاً، وبشكل مباغت إذا أمكن. بهذا المعنى كان قاسياً موت الأميرة غريس، بل أقسى من موت ريتا هايورات مصابة بداء “ألزهايمر” بعدها بفترة، ومن موت إنغريد برغمان، أو غريتا غاريو، أو ماريا كالاس، أو حتى جاكلين كينيدي. ونحن إذا كنا قد سقنا هذه الأسماء معاً، فما هذا إلا لأن صاحباتها تشاركن في قاسم مشترك أساسي، وهو أنهن جميعاً كن سيدات المجتمع والفن و”أحاديث النجوم” في القرن العشرين. وكن “أساطير” حقيقية في زمن تحطم الأصنام وموت الأساطير، وجميعهن كانت نهاياتهن فجائعية، بيد أن غريس كيلي تميزت في كون فاجعة موتها جاءت بغتة، فيما ماتت الأخريات موتاً متوقعاً: بعد مرض، أو عزلة طويلة، أو بعد أن انحسرت عنهن الأضواء.

غريس كيلي (غيتي)​​​​​​​

الأقدار بالمرصاد

وحدها بينهن غريس كيلي ماتت في عز صباها، في لفتة مؤلمة من القدر. ولئن كانت نجمات من طراز مارلين مونرو وداليدا قد اخترن موتهن بأنفسهن، فإن غريس كيلي لم تتمكن حتى من أن تختار ساعة رحيلها وأسلوبه. والحقيقة أن فيلم “غريس أوف موناكو” عجز تماماً عن تظهير تلك الصورة الواقعية، مكتفياً بأن تتأرجح أحداثه السابقة لموتها بين قطبين شغلا سنواتها الأخيرة: قطب سياسي، حيث جهد الفيلم بشكل مبالغ فيه في تصوير دور مفترض لغريس في صراع كانت الإمارة الصغيرة تخوضه لأسباب بدت في الفيلم متشابكة وغير منطقية، ضد فرنسا الجنرال ديغول من ناحية، ومن ناحية أخرى قطب سينمائي حين جاء المخرج الأثير لدى غريس، ألفريد هتشكوك إلى الإمارة محاولاً إقناعها بالعودة إلى السينما للقيام ببطولة فيلم سيقول لها إنه كتبه من أجلها هو “مارني” الذي سينتهي الأمر بتيبي هدرن لتلعب الدور الرئيس فيه. ولئن كان فيلم دهان يقول لنا إن الأميرة قد نجحت في مساعيها السياسية “مرغمة” الزعيم الفرنسي الكبير على الرضوخ والإذعان لمشيئة إمارة الكازينوهات والأثرياء، فإنه يفيدنا في المقابل أن غريس كيلي قد تراجعت في اللحظات الأخيرة عن العودة إلى السينما معيدة مخرجها المفضل خائب المسعى إلى هوليووده الساطعة. ولسوف تعيش غريس بعد ذلك مزدهية بانتصارها على الفرنسيين، حزينة على رد هتشكوك خائب المسعى، قلقة إزاء تربية أطفالها ومصائرهم كما على صحة زوجها الأمير… حتى خلصها الحادث الذي وضع نهاية غير متوقعة لحياتها من كل تلك الآلام وضروب القلق.

الحياة الأسطورة

في تلك النهاية المبكرة ماتت غريس هكذا ببساطة، بحادث سيارة أحمق لتجعل من موتها أسطورة، وهي التي كانت حياتها أسطورة وحكاية جن حقيقية. في البداية لم تكن غريس كيلي المولودة في فيلادلفيا في عام 1928، سوى فتاة من أسرة برجوازية هوت فن التمثيل، فمثلت على المسرح وكانت في العاشرة من عمرها، ثم مثلت بعض المسلسلات المتلفزة قبل أن تظهر في أفلام سينمائية وإعلانية، وتكون تلك هي البداية الحقيقية لها، إذ سرعان ما اكتشفتها هوليوود، بعد دور صغير أدته في فيلم من إخراج هنري هاثاواي، حيث لفتت الأنظار بعينيها الخضراوين الغريبتين وشعرها الذهبي ومظهرها الأرستقراطي الذي نادراً ما كانت هوليوود قد عرفت مثيلاً له من قبل، إذ كانت عاصمة السينما قد اعتادت على الفتيات الآتيات من أوساط الشعب. من هنري هاثاواي إلى جون فورد ومن مارك روبسون إلى فرد زينمان، وقع مخرجو هوليوود الكبار تحت سحر البرجوازية الحسناء، فراحوا يعطونها أدوار مغامرات في أفلامهم جعلت لها شعبية معينة. وفي ذلك الحين كان هتشكوك الكبير بالمرصاد، ووجد أن ملامح غريس كيلي الباردة والاستعلائية تناسب شخصياته الرئيسة، فأدارها في ثلاثة أفلام متتالية، عند أواسط سنوات الخمسين، رفعتها بغتة إلى ذروة لم تكن تحلم بها: أولاً كان هناك “اطلب الرقم ميم إذا كانت هناك جريمة” (1954)، ثم “النافذة الخلفية” (1954)، وأخيراً “امسك حرامي” (1955)، الذي مثلته في موناكو.

أوسكار للجمال

صحيح أن غريس كيلي لم تقنع أحداً كممثلة، بأدائها التبسيطي ونظراتها الهاربة ونطقها المرتجف، لكنها أقنعت الجميع بجمالها، وهذا الجمال شجع في 1957 على منحها جائزة الأوسكار، ما أثار احتجاجاً حقيقياً. المهم أن تلك الأفلام القليلة، ثم في فيلمين آخرين حققهما كينغ فيدور وتشارلز والترز، جعلت لغريس كيلي شهرة عالمية لا بأس بها، وراح اسمها يملأ الصحف تارة بوصفها “بضاعة” هوليوودية من نمط جيد وأخاذ، وتارة بوصفها “سيدة مجتمع” حتى كان زواجها في ربيع عام 1956 من الأمير رينييه الذي تعرف إليها خلال عملها مع هتشكوك في الفيلم الذي صوره في موناكو. ولما كان الأمير يبحث في تلك الآونة بالذات عن “نصفه الآخر” طلب يدها فوافقت، وانتقل الحديث عن غريس نهائياً من صفحات النجوم إلى صفحات المجتمع المخملية وعاشت طوال نحو ثلاثين عاماً حكاية حب وأضواء، وكان المثل يضرب بها عند الحديث عن السعادة والنجاح، في وقت كان فيه ماضيها الهوليوودي (العابر على أي حال) قد أضحى وراءها نهائياً.

خبز الصحافة اليومي

حكاية النجاح المخملية هذه كانت معلماً أساسياً من معالم اهتمامات الصحافة طوال تلك الفترة، هذه الصحافة التي حين رحلت غريس كيلي في حادث السيارة، كتبت عن الراحلة بدموع غزيرة وكأن زمننا قد فقد واحدة من خير بناته، بالطبع، وما هذا لأن غريس كيلي ومثيلاتها كن، ولا يزلن، الخبز اليومي لصحافة صنعتهن وأعطتهن البعد الأسطوري الذي كان لآلهة الأولمب في العصور السحيقة.

المزيد عن: غريس كيلي\أميرة موناكو\ألفرد هيتشكوك\نيكول كيدمان

 

 

You may also like

11 comments

업소사이트 정보 28 يوليو، 2021 - 8:33 ص

My programmer is trying to convince me to move to .net from PHP.
I have always disliked the idea because of the costs.
But he’s tryiong none the less. I’ve been using WordPress on several websites for about a year and am nervous about switching to another platform.
I have heard good things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress posts into it?
Any help would be really appreciated!

Reply
LewisGah 28 يوليو، 2021 - 8:35 ص

“Itis hard to find educated people for this topic, however, you sound like you know what youire talking about! Thanks”
https://sodigital.it/wp-content/plugins/formcraft/file-upload/server/content/files/160ec99c53aa3d—vCe1yL.pdf

Reply
오피사이트 28 يوليو، 2021 - 8:35 ص

Hmm it appears like your website ate my first comment (it was
super long) so I guess I’ll just sum it up what I wrote and say, I’m
thoroughly enjoying your blog. I as well am an aspiring blog writer
but I’m still new to the whole thing. Do you have any suggestions for inexperienced
blog writers? I’d really appreciate it.

Reply
대구Op 안내 28 يوليو، 2021 - 8:36 ص

Highly descriptive article, I enjoyed that bit. Will there be a part 2?

Reply
대구오피 트위터 28 يوليو، 2021 - 8:40 ص

This piece of writing will help the internet viewers
for building up new webpage or even a blog from start to end.

Reply
업소사이트 정보 28 يوليو، 2021 - 8:42 ص

Unquestionably believe that which you said. Your favorite reason appeared to be on the internet the easiest thing
to be aware of. I say to you, I certainly get irked while people consider worries
that they plainly do not know about. You managed to hit the nail upon the
top and defined out the whole thing without having side-effects , people could take
a signal. Will likely be back to get more. Thanks

Reply
Likeability Blueprint Review 28 يوليو، 2021 - 8:43 ص

I like what you guys are up too. This sort oof clever work andd reporting!
Keep up tthe superb works guys I’ve included you guys to blogroll.

Here is my webpage … Likeability Blueprint Review

Reply
Beverly 8 أغسطس، 2021 - 9:48 ص

I’d like to thank you for the efforts you’ve put in penning this blog.
I am hoping to see the same high-grade blog posts from you in the future as
well. In fact, your creative writing abilities has inspired me to get my own site now 😉

Reply
off ps4 games 22 أغسطس، 2021 - 11:41 م

Thank you, I’ve recently been looking for info approximately this
subject for a while and yours is the best I’ve
discovered till now. However, what about the conclusion? Are you certain about the source?

Reply
your ps4 games 23 أغسطس، 2021 - 6:40 م

Hi everyone, it’s my first pay a quick visit at this web page, and post is in fact fruitful in support of
me, keep up posting these types of posts.

Reply
ps4 games their 24 أغسطس، 2021 - 2:29 م

Hello I am so delighted I found your weblog, I really
found you by mistake, while I was looking on Aol for something else, Anyways I am here now
and would just like to say kudos for a fantastic post and a
all round exciting blog (I also love the theme/design), I
don’t have time to go through it all at the minute but I have book-marked it and also
included your RSS feeds, so when I have time I will be
back to read a great deal more, Please do keep
up the excellent jo.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00