الثلاثاء, أبريل 15, 2025
الثلاثاء, أبريل 15, 2025
Home » غادة حلاوي تكتب عن: كواليس النقاش حول السلاح وشروط حزب الله: التفاوض بدأ

غادة حلاوي تكتب عن: كواليس النقاش حول السلاح وشروط حزب الله: التفاوض بدأ

by admin

 

يعتبر حزب الله أن اتفاق وقف النار ينصّ على سحب السلاح جنوب الليطاني، وهو بالفعل يعمل على تسهيل دخول الجيش اللبناني ويتعاون معه. أمّا شمال الليطاني، فالأمر مرهون بالانسحاب الإسرائيلي وبعوامل عدّة، من بينها السلاح الفلسطيني وموضوع النازحين السوريين وخطر داعش على الحدود.

المدن الالكترونية / غادة حلاوي  – صحافية لبنانية

لم يعد حزب الله بعيدًا عن فكرة تسليم سلاحه. أو لنقل إن الفكرة بحد ذاتها لم تعد من المحرّمات التي يُمنع الحديث عنها أو مقاربتها، بدليل أن الحزب دخل في نقاشها، إن من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو مباشرة. يدرك حزب الله مقدار الضغط الذي يُمارس عليه وعلى البلد عمومًا بسبب القدرات العسكرية التي يتمتّع بها، وأن خلاصة ما حملته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس تندرج في سياق التهديد بأن لبنان سيكون عرضة للاعتداء متى استمر هذا السلاح. وأكثر من ذلك، فإنه لن يكون هناك مساعدات ولا إعادة إعمار. ما لم تطمئن إسرائيل إلى أن حدودها مع لبنان أصبحت خالية من حزب الله وسلاحه.

مربك حزب الله، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سوريا لم تعد مساندة، والحزب في حيرة حيال التعاطي معها. قدرته على مواجهة إسرائيل معدومة في الوقت الحاضر، وقد مُني بخسائر معنوية وبشرية وعسكرية تلزمه سنوات لتعويضها. إيران لم تعد على سابق عهدها كراعية للمحور، وقد انكسرت، وبات وضعها مهدّدًا، بدليل دخولها في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لتجنّب ضربة إسرائيلية-أميركية تبدو أكثر من جدّية. وفي الداخل لم يعد له حليف يغطي سلاحه. للمرة الأولى يجد الحزب أن طرح مستقبل سلاحه جدي، وبات من الضروري البحث عن صيغة مرنة لنقاشه، خصوصاً وان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون هو المبادر للنقاش تلافياً للضغوط الخارجية وتأخير عملية إعادة الإعمار.

تسليم السلاح بشرط
تكشف مصادر سياسية مُلمّة أن حزب الله وافق على أن يدخل تسليم سلاحه حيّز البحث المباشر بين الرئاسة الأولى والثنائي الشيعي بشقّيه، هو والرئيس نبيه بري، وأن الحزب بدا متفهّمًا لموجبات طرح الموضوع، وإن كانت له رؤيته التي يتمسّك بها. يطرح حزب الله الانسحاب الإسرائيلي كشرط مقابل السلاح، فمن يضمن هذا الانسحاب ووقف العدوان الإسرائيلي في كل مرة تدّعي فيها إسرائيل وجود تهديد لأمنها؟ وماذا عن الحدود من ناحية سوريا؟ ومن يضمن أمن هذه الحدود، حيث باتت إسرائيل على الحدود المحاذية من ناحية الشمال والبقاع؟

يعتبر حزب الله أن اتفاق وقف النار ينصّ على سحب السلاح جنوب الليطاني، وهو بالفعل يعمل على تسهيل دخول الجيش اللبناني ويتعاون معه. أمّا شمال الليطاني، فالأمر مرهون بالانسحاب الإسرائيلي وبعوامل عدّة، من بينها السلاح الفلسطيني وموضوع النازحين السوريين وخطر داعش على الحدود.
موافقة حزب الله على فكرة النقاش لا تلغي حقيقة كونه يتمهّل في الخطوة. عينه على المفاوضات الإيرانية-الأميركية، وإن كان ثمة من نصحه بأن هذه المفاوضات قد لا تظهر نتائجها قبل أشهر، وهو لذلك يتريّث في مناقشة الموضوع، ويطالب بطرحه ضمن نقاش موسّع حول معادلة السلاح ككلّ من خارج إطار الجيش اللبناني.
لكن المفارقة فيما يلمسه البعض على خط النقاش الحاصل حول نزع السلاح، هي الاختلاف في مقاربة الأمر داخل حزب الله نفسه، واختلاف الرأي حيال السلاح بين الجناحين العسكري والسياسي. فبينما يصرّ الجناح العسكري على التمسّك بالسلاح لأنّ التخلي عنه سيعود بالهلاك على الحزب وبيئته الحاضنة، يرى الفريق السياسي أن الوضع العام، ربطًا بالضغوط، يفترض الانفتاح على الحوار. غير أن القاسم المشترك بين وجهتَي النظر هو رفض الدخول في حرب جديدة مع إسرائيل، وتفادي التهديد الأميركي-الإسرائيلي بذلك، والاتفاق على الحاجة إلى ضمانات بانسحاب إسرائيل أولاً. وإلا، ما المانع من عودة إسرائيل إلى احتلال القرى والبلدات ومواصلة الاعتداءات؟

استفزاز حزب الله
كلّ تلك الهواجس تدخل في الحوار بين الرئاسة الأولى وحزب الله حول السلاح، وسط تفهّم متبادل من كل طرف لموقع الآخر. يتجنّب العهد استفزاز حزب الله ومنطق سَحب السلاح بالقوة بناءً على طلب الأميركيين، لما لذلك من انعكاس سلبي على استقرار الوضع الداخلي، بينما يحرص الأخير على إنجاح العهد. والطرفان يدركان حجم الضغوط الخارجية، والأميركية على وجه التحديد، وكيف تخلّى الجميع عن سلاح الحزب، ولم يعد له مناصر حتى بين الحلفاء.

في زيارتها، قالت الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس إن بلادها لا تناصب العداء للشيعة في لبنان، ولا لحزب الله كحزب سياسي، لكنها ترفض احتفاظه بسلاحه. لبنان، الذي استمع لمواقفها ومحاذيرها، بقي متوجّسًا، خصوصًا وأنها هي نفسها أطاحت بمرونتها التي أبدتها في الاجتماعات مع الرؤساء الثلاثة، من خلال مواقفها في الإعلام، وقولها إن حزب الله “سرطان يجب اجتثاثه”.
وتقول المعلومات إن لبنان طلب من الأميركيين رسميًا جدولًا زمنيًا لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها، ووقف اعتداءاتها المتكررة، والالتزام بتنفيذ اتفاق وقف النار كخطوات تسبق تسليم السلاح الذي تعهد بمعالجته بالاتفاق مع حزب الله. وهو في انتظار الرد الإسرائيلي الذي يفترض أن تحمله أورتاغوس في زيارتها المقبلة إلى لبنان. أبلغ لبنان الموفدة الأميركية رفضه وجود جدول زمني لسحب السلاح، قالت إنها تريد أن ترى خطوات جدية نهاية الشهر. وجواباً على مطلب اللجان الديبلوماسية، ردّ لبنان باعتباره مطلبًا غير مفيد بالنظر إلى اتفاقية الهدنة التي يمكن العودة إلى تنفيذ بنودها وتعديل بعضها إذا لزم الأمر، مع الالتزام بنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود جنوبًا.

توقيت سحب السلاح
المشكلة تقع في الخلاف على توقيت سحب السلاح: تريده الولايات المتحدة قبل الحوار، بينما يشترط لبنان الانسحاب أولًا، ويطالب حزب الله بضمانات لإتمام سحب السلاح.

تقول المصادر إن النقاش في موضوع سحب السلاح لا يزال في بداياته، وتحيط به هواجس ومحاذير من ناحية حزب الله. لكن هذا لا يُلغي تعيين المعنيين للتفاوض بشأنه. لا صيغة معتمدة مجرد عنوان عريض تسعى بعبدا إلى احاطته بتفاصيل مطمئنة للحزب، وتسحب وتيرة أي توتر داخلي محتمل.
يقف حزب الله أمام منعطف كبير، ما بين لملمة وضعه الداخلي، وحجم الاستهداف الإسرائيلي لعناصره وبيئته، وما بين الضغوطات السياسية عليه من الداخل والخارج. عمله كمقاومة لم يصبح من الماضي، لكنه، وبحكم الظروف، سيكون مجمّدًا. تسليمه زمام الردّ على عدوان إسرائيل للدولة، مردّه إلى حاجته لالتقاط النفس. أمّا السلاح، فالنقاش بتسليمه وارد، وما دون ذلك، مسار طويل له شروطه وضماناته وعلاقته بتطورات الوضع في المنطقة.

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili