محل ورود يتجهز لاستقبال المحبين بالقاهرة في عيد الحب (رويترز) منوعات عيد الحب في مصر… الكرنفال الأحمر يتلاشى by admin 13 فبراير، 2025 written by admin 13 فبراير، 2025 22 خريطة الهدايا تتغير وتتحول إلى لمسات شديدة الرمزية بفعل التضخم الاقتصادي ومظاهر بهجة المناسبة تتراجع في الشارع بسبب الركود اندبندنت عربية / حميدة أبو هميلة كاتبة يتزامن قدوم عيد الحب هذا العام مع الاستعداد المحموم لقدوم شهر رمضان، إذ تنشغل العائلات المصرية بالتسوق بصورة استثنائية ومضاعفة، كلٌّ حسب مقدرته، فالعادات الرمضانية في التسوق تستهلك كثيراً من موازنة الأسرة، لذا فغالباً ما يتغاضى عن هدايا عيد الحب إجباراً. وهذه ليست فرضية خيالية، فوفقاً لما حدث خلال الأعوام الماضية بات هناك توجه ملحوظ في مصر لاستبدال الهدايا التقليدية في هذه المناسبة الرومانسية بأخرى ذات طبيعة تسهم في سد حاجات المنزل من مواد غذائية وغيرها، مما يشير إلى أن هذه المناسبة ستتجرد تدريجاً في مصر من طبيعتها التي عُرفت بها، إذ يستغلها المتحابون للتعبير عن عاطفتهم للطرف الآخر من خلال الاهتمام باقتطاع جزء من موازنتهم لشراء مقتنيات بعينها باتت رمزاً لهذا اليوم. الحديث هنا ينطبق فقط على المهتمين بالاحتفال بهذا اليوم ويعدونه مناسبة أساساً، وفي حين تنحصر الفئات بصورة رئيسة بين المخطوبين والمتزوجين حديثاً فإن قطاعاً كبيراً أيضاً ممن مر على زواجهم أعوام طويلة لا يفوتون مراسم عيد الحب، إذ تمثل الهدايا المحببة في هذا اليوم دمى الدباديب والشوكولاتة والمشغولات الذهبية والساعات والعطور تفاصيل معتادة، ولا يرغبون في تركها. لكن، على ما يبدو أن نسبة لا بأس بها من المحتفلين ستتبدل مشترياتهم بقائمة السلع الأساس التي يحتاج إليها البيت، أو حتى يتجاهلون المناسبة كي يمر اليوم بسلام، لتنتهي في نظر بعض فكرة هدايا عيد الحب بفعل التضخم وارتفاع الأسعار. أين ذهبت الدباديب؟ وبينما كانت تتزين شوارع القاهرة بمظاهر احتفالية بارزة بمناسبة عيد الحب، فإنه وبحسب جولة أجرتها “اندبندنت عربية” فإن تداخل المناسبة مع قرب حلول رمضان جعل لطقوس الأخير الغلبة، إذ تحتل الفوانيس ودمى رمضان واجهات المحال بينما يتراجع اللون الأحمر بصورة ملحوظة. يقول صاحب محل هدايا شهير بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، “أسعار الهدايا الكلاسيكية المتعلقة بعيد الحب أصبحت في تزايد مستمر”. موضحاً “ارتفعت هذا العام بنسبة تزيد على 30 في المئة، مما جعلني أقتصد في الكميات التي أستوردها من الصين”، مؤكداً أن الطلب على هدايا عيد الحب “يتراجع عاماً بعد آخر، ولا نتوقع طفرة كبيرة في البيع هذا العام أيضاً”. ويلاحظ التاجر الستيني أن الشباب الصغير لم يعد يقبل على شراء هذه الهدايا في هذه المناسبة بالصورة التي كانت معروفة قبل نحو خمسة أعوام على سبيل المثال، لافتاً إلى أن هذه الملاحظة اتفق عليها كثير من زملائه ومعارفه في المجال، “بعضهم يكتفي بكارت صغير أو دبدوب صغيرة، بعدما كانوا يحرصون على شراء عدد من العناصر والتباهي بها أمام خطيباتهم وزوجاتهم”. لا هدايا فاخرة تقول ليلى نادي وهي أم لطفلة عمرها ثلاثة أعوام ومر على زواجها عامان إنها وزوجها لا يزالان ملتزمين بتقديم الهدايا، لكن تغيرت طبيعتها تماماً، إذ أصبحت رمزية جداً، مشيرة إلى أنها حتى عامين مضيا وطوال فترة الخطوبة تلقت هدايا ثمينة، كما منحت زوجها هدايا قيمة أيضاً، معتبرة أن علاقتهما كانت نتاج قصة حب طويلة ويقدران اللفتات الرومانسية كثيراً. لكن مع دخول ابنتها المدرسة وارتفاع أسعار السلع بصورة عامة لا سيما المستوردة، فإنهما شيئاً فشيئاً يتجهان لتبادل هدايا مختلفة مثل زهرة جميلة أو قصاصات ملونة عليها عبارات امتنان، أو رسائل هاتفية معبرة بعد أن بات صعباً أيضاً استبدال كل هذا بعزومة في أحد المطاعم الفارهة بسبب ارتفاع الأسعار كذلك، وفق رواية الأم المصرية. وتضيف الموظفة الثلاثينية بشركة أدوات طبية “دخلنا (راتبنا) معقول لكن مصروفات المدرسة تلتهم كثيراً منه، وبخاصة أننا نصر على أن لا تشعر ابنتنا بأي تغيير مادي يطرأ، ولذلك لم يعد هناك مجال لأن أتلقى هدايا ذهبية مثلما كان يحدث في السابق، أو أن أهدي زوجي جهازاً إلكترونياً ثميناً أو ساعة فخمة”. مشيرة إلى أن الهدية ليست بسعرها بالتأكيد، لكن المقتنيات الفاخرة تمنح السعادة وتزيد من مشاعر التقدير، حتى لو ادعى بعض عكس ذلك. مصري يسير بشوارع القاهرة بعدما اشترى هدية عيد الحب (رويترز) وخلال الأيام الماضية وصل سعر غرام الذهب عيار 21 في مصر إلى 4 آلاف جنيه أي ما يعادل 80 دولاراً، إذ سجل ارتفاعاً قياسياً وهو معيار الذهب الأكثر تفضيلاً لدى المصريين، ويقبلون على شرائه لكنه أصبح بعيد المنال، إذ يعادل سعر الغرام الواحد منه نحو 70 في المئة من دخل موظف يتقاضى الحد الأدنى للأجور بالبلاد (7 آلاف جنيه/ 120 دولاراً أميركياً). ومعروف أن مطلع فبراير (شباط) 2024 شهد تعويماً جديداً جعل سعر الدولار الأميركي يتجاوز 50 جنيهاً، ومعه ارتفعت بصورة كبيرة أسعار السلع الأساس والمأكولات، لكن الارتفاع الأكبر كان من نصيب تلك المستوردة نظراً إلى فرض ضرائب إضافية عليها، إضافة إلى وصول التضخم إلى 23.2 في المئة وفقاً لإحصاءات البنك المركزي الشهر الماضي. من ثم، حتى أسعار دمى الدببة القماشية المحبوبة التي كانت تمتلئ بها محال الهدايا والزهور أصبحت باهظة، إذ يتجاوز الحجم الكبير والمتوسط وعالي الجودة منها آلاف الجنيهات، ومن هنا تتغير خريطة الهدايا في موسم الحب بصورة لم تعد سراً. طريقة رمزية للاحتفال وقبل أعوام كانت الهدايا التي ارتبطت بعيد الحب في متناول الجميع، إذ يمكن اقتطاع مبلغ بسيط من الدخل وشراء عدة مقتنيات قيمة دون أن تشكل عبئاً كبيراً على المشتري، إذ كانت الأسعار مقارنة بالدخول بصورة عامة متوازنة، وهو أمر لم يعد متاحاً الآن إلا لفئة قليلة للغاية. وعلى رغم أن الهدايا المكلفة ليست هدفاً في حد ذاتها، فإنها وفقاً لأكثر من طرف تعبر عن التقدير أيضاً، كأن يبذل الشريك مجهوداً في انتقاء أفضل المشتريات التي ستسعد الآخر، وألا يبخل بدفع مبلغ كبير لاختيار الأعلى جودة، لكن مساحة هذه النوعية من الهدايا تتراجع بصورة ملحوظة رغماً عن المحتفلين بعيد الحب، ليس فقط لأن هناك أولويات لكن لأن الأسعار بالنسبة إليهم لم تعد منطقية، من ثم تذهب هذه الأمور في خانة الرفاهية المبالغ فيها بعد أن كانت أمراً مهماً في علاقتهم وينتظرونه من العام إلى العام، ومثلها أيضاً هدايا أعياد الميلاد بالنسبة إليهم. فما تأثير هذا التحول إلى الهدايا الشديدة الرمزية بين الشريكين؟ وهل هذا يعني انتهاء طقوس الاحتفال بعيد الحب عند الفئة الأعرض أيضاً؟ من أبرز مشاهد عيد الحب في مصر البالونات الحمراء (رويترز) تجيب الاستشارية النفسية وعضو المجلس الأميركي للمستشارين النفسيين الدكتورة النفسية أمل محسن بأن الرومانسية بين الشريكين ليست شيئاً ثانوياً أو هامشياً أبداً، بل هي شيء مهم للغاية بين طرفي العلاقة لاستمراريتها بصورة مستقرة. مضيفة أن عيد الحب مجرد مناسبة، لكن على الزوجين الاهتمام بإظهار المشاعر الطيبة طوال الوقت، لأن هذا من شأنه أن يذيب التحديات والصعوبات اليومية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية. وأضافت أن التهادي أحد طرق التعبير عن المحبة، وهو وقود نفسي للمحافظة على العلاقات. وفي ما يتعلق بتأثيرات الجانب الاقتصادي على طرق التعبير هذه، ذهبت استشارية الصحة النفسية إلى الحل الذي باتت الغالبية تلجأ إليه، وهو البحث عن “الأساليب الرمزية للهدايا لإرضاء الشريك، بدلاً من التجاهل”. مؤكدة أن الظروف المادية ليست عائقاً أبداً، فالشخص الذي يمتلك كرم مشاعر سيجد وسيلة لإظهار اهتمامه، حتى لو اشترى هدية قيمتها 50 جنيهاً (دولاراً واحداً) وأرفقها بكلمات طيبة تعين الطرف الآخر على مواجهة الضغوط معه. البحث عن بدائل من جهتها، تعترف أيضاً متخصصة الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية هبة الرحمن الطماوي بأن الصعوبات المادية تؤثر بصورة كبيرة في بنود الهدايا بين المتحابين، لكنها في رأيها لا تؤثر في قوة العلاقة إلا إذا كانت العلاقة هشة من الأساس، داعية إلى ابتكار وسائل مختلفة للتعبير عن الحب مستمدة من لغاته الخمسة المعروفة. فنظراً إلى أهمية الهدايا بين الزوجين، ترى الطماوي أنه ينبغي هنا إتقان التعرف على لغات الحب المختلفة، واختيار الأنسب منها وفقاً لكل شخصية، لأن بعضها لا يحتاج إلى أي عبء مادي، مضيفة أن عدم الوعي بهذه اللغات قد يدمر العلاقات، مضيفة أن بعضاً يحتاج إلى المدح والدعم بالكلمات الإيجابية والتعبير عن الامتنان والوفاء بالجميل، وآخرين يهتمون بالهدايا والسفر، وهناك لغة الخدمات كالمساعدة في الطهي والتنظيف ومشاوير الصغار، وكذلك هناك لغة الوقت النوعي أي قضاء وقت مقطوع لتبادل الحديث في هدوء خلال منتصف اليوم على سبيل المثال، وهناك من يقدر الطبطبة والربت على اليد للشعور بتواصل جسدي يضفي الطمأنينة. إلغاء بند الهدايا الفاخرة في عيد الحب بمصر أصبح قراراً اضطرارياً (رويترز) الركود في أسواق السلع التي تصنف على أنها غير أساس أمر واضح للغاية، وبينها السلع المرتبطة بصورة وثيقة بمناسبات مثل عيد الحب، وهو ما أكده البائعون في عدة مناطق. وعلى مستوى الأفراد فإن إلغاء بند الهدايا الفاخرة أصبح قراراً اضطرارياً، بل إن الأولوية لاحتياجات المنزل من المأكولات وتسديد الفواتير الباهظة لا سيما بالنسبة إلى مستوى دخل الفئات المتوسطة، إذ تتقلص لديهم مظاهر الاحتفال بعيد الحب عاماً بعد آخر، فمنتجات مثل أدوات التجميل والمجوهرات والعطور وصولاً إلى الساعات والحقائب الرجالية وحتى الملابس والدمى والإلكترونيات، بات سعر قطعة بسيطة منها يعادل خمسة آلاف جنيه (100 دولار أميركي)، إذ إن الارتفاعات المتتالية في أسعارها لم تعد مرتبطة فقط بارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه. لكن لأن الضرائب والجمارك المفروضة عليها تزيد كل فترة، مما يجعلها أغلى من نظيرتها في دول أخرى بفارق كبير للغاية. من ثم، لم يعد أمر اقتنائها متوافقاً مع دخول الغالبية، لا سيما من الشباب الذين يبدأون مشوارهم الوظيفي. ومن بين هؤلاء بلال مهدي الذي يعمل في مجال التسويق العقاري، ويتحصل شهرياً على ما يعادل 10 آلاف جنيه، يقول إنه يجد صعوبة كبيرة في إيجاد هدية لائقة بخطيبته. مضيفاً أن الأمر قد يكون أسهل بين المتزوجين، نظراً إلى أن طول العلاقة بينهم يجعل هناك مرونة في نوعية الهدايا، فقد يستبدلون الهدية الشخصية بأخرى ضمن حاجات المنزل، أو يستعيضون عنها بنزهة بسيطة. لكنه يعد نفسه في موقف لا يحسد عليه، ومثله معارف كثر يضطرون إلى البحث عن حلول لهذا الوضع. معتقداً أنه في النهاية سيقتطع نصف راتبه لهدية بسيطة، ولن يكون راضياً عنها بصورة كبيرة.إذاً، وعلى ما يبدو في المستقبل القريب قد يضطر الجانب الأكبر من الشركاء تحت الضغوط للتحول بصورة كاملة إلى فكرة الهدايا الرمزية، أو التغاضي عن المناسبات من هذه النوعية تماماً. لكن هذا لا يعني إلغاء اللمسات اللطيفة بين الأحبة مثلما تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة آمل محسن إذ تنبه مجدداً إلى أنه ينبغي ألا تكون الإمكانات المادية شماعة يعلق عليها تقصير الشركاء. المزيد عن: مصرعيد الحبهدايا عيد الحبالاقتصاد المصريالجنيه المصري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post منصة “Le Chat” تضع فرنسا على خريطة الذكاء الاصطناعي next post شابلن بدأ مشروعه بشرائط قصيرة تسخر من السينما You may also like «الانفراج السياسي» يفك عزلة وسط بيروت 13 فبراير، 2025 ميلانيا ترمب… ما خفيَ تحت القبّعة من ألغازٍ... 6 فبراير، 2025 حمصية من عائلة أرستقراطية… من هي زوجة أحمد... 6 فبراير، 2025 مقعد في حديقة الأسرار… ماذا يفعل الجواسيس المتقاعدون؟ 3 فبراير، 2025 في سويسرا أيضا… أرواح وأشباح و”وسيط محتال” 31 يناير، 2025 القضاء البريطاني ينظر في أول دعوى اغتصاب بحق... 30 يناير، 2025 “الراب” الليبي… صرخة الطوارق المنغمة 27 يناير، 2025 هل كانت لهتلر عائلة سرية في المملكة المتحدة؟ 24 يناير، 2025 كيف أصبح هدف الـ30 مليون سائح بعيدا في... 24 يناير، 2025 الأزمات الإقليمية تهدد أرزاق 50 ألف عامل في... 23 يناير، 2025