ثقافة و فنونعربي “عودة الحياة” في مصر: جدّ وهزل وفرحة وتوجس by admin 27 يونيو، 2020 written by admin 27 يونيو، 2020 273 الفتح النسبي للمقاهي والمطاعم يفرض على الرواد نمطاً جديداً ويجعلهم مسؤولين عن أنفسهم اندبندنت عربية / أمينة خيري صحافية تبدو الأجواء في مصر أبعد ما تكون عن هلع كورونا ورعب الفيروس ووجل الوباء، رغم أن الهواء والبشر والحكومة والشارع والمزاج العام جميعها ينضح بكمامات ومطهرات ولافتات تشير إلى أن الدخول بأولوية الحجز والسلام من بُعد و”يا بخت من زار وخفف”. استعدادات وخفة ظل خفة ظل واضحة تغلف العديد من الاستعدادات الدائرة رحاها بكل همة ونشاط حيث اليوم السبت موعد عودة الحياة إلى طبيعتها “الجديدة”. خفة الظل خليط من فرحة حقيقية بإعادة فتح بيوت أغلقها الحظر، وتنشيط حركة بيع وشراء ركدت بفعل الإغلاق الجزئي والخوف الكلي الذي دفع الملايين إلى الاكتفاء بشراء الأساسيات، وأدرينالين الإثارة الناجمة عن بدء حياة، يعلم الجميع أنها لن تكون كتلك التي ودعوها منتصف مارس (آذار) الماضي. يعود تاريخ اللافتة الورقية الملصقة على واجهة المقهى الشعبي بمنطقة “ميدان الجامع” في مصر الجديدة (شرق القاهرة) إلى مارس (آذار) الماضي. ويبدو هذا واضحاً من لونها الذي تحول إلى البني وأطرافها المهلهلة. لكنها لم تصمد أمام همّة ونشاط خمسة شباب، هم قوة العمل الضاربة في المقهى، الذين تم استدعاؤهم على عجل لتجهيزه لليوم الموعود. قبل عودة الحياة اليوم السابق لعودة الحياة، هو المسمى الذي اعتنقه عموم المصريين للإجراءات الحكومية المعلنة لعودة النشاط التدريجي بعد أسابيع الإغلاق والحظر الجزئيين، حوّل شوارع مصر وحاراتها إلى خلايا نحل. المقاهي والمطاعم التي تمثل عصب الحياة بملايين البيوت المصرية، ومصدر البهجة والسعادة في أخرى هي قبلة الأنظار في اليوم الأول لعودة الحياة. يقول سامر سعيد، 38 عاماً، مهندس، “إن من يتابع ما يحدث في الشارع وعلى أثير مواقع التواصل الاجتماعي يشعر أن قرار عودة الحياة يعني بالنسبة إلى ملايين المصريين عودة المطاعم والمقاهي للعمل، وكأنها هي الحياة”. لكن ما يجري ليس مجرد شعور، بل واقع يشير إلى أن العمالة الموسمية في مصر غير محددة العدد أو النسبة. أرقام وزارة القوى العاملة تشير إلى نحو عشرة ملايين عامل موسمي. دراسة للبنك الدولي عن العمالة وسوق العمل في مصر رصدت أن العمالة المصرية في القطاع الخاص موزعة بين مؤسسات عمل غير رسمية (49 في المئة من مجموع المؤسسات الخاصة) ومؤسسات عمل رسمية (51 في المئة من مجموع المؤسسات الخاصة)، ويمثل العاملون في المطاعم والمقاهي بأنواعها نسبة معتبرة (وإن كانت غير محددة رسمياً) من العمالة الموقتة أو الموسمية، لكنها تقدر ببضعة ملايين. مقهى ريش التاريخي وسط القاهرة (أ ف ب) ملايين دون دخل القطاع الأكبر من هذه الملايين وجد نفسه دون مصدر دخل بين وباء وضحاه. أغلقت المقاهي أبوابها وكذلك المطاعم، وأبقى البعض على خدمة توصيل الطلبات للمنازل، فاستيقظت ملايين البيوت على كابوس الخراب. سيف محمود، 28 عاماً، نادل في مطعم فول وفلافل، تحول إلى مجال توصيل طلبات المتاجر (السوبر ماركت) في زمن كورونا. يقول، “الميزة الكبرى أنني أمتلك دراجة نارية. وحين أغلق المطعم أبوابه وجدت نفسي في الشارع. ولأنني متزوج ولدي طفل فقد وجدت في توصيل الطلبات ملجأ لي من الجوع، لا سيما أن أغلبنا (النادلين) يعمل دون تعاقد رسمي، ومن ثمّ لا مجال للحديث عن حقوق إلا ما يتصدق به صاحب العمل”. أصحاب العمل من مطاعم ومقاهٍ تضرروا، شأنهم شأن العاملين لديهم، ولكن كلاً بدرجة متفاوتة عن غيره. ولذلك كانت المكالمات الهاتفية التي أجراها أصحاب المطاعم والمقاهي بالعاملين لاستدعاء بعضهم استعداداً للفتح بمثابة “قبلة الحياة”. لكن سيف محمود لم يستقبل مكالمة، بل بادر بالاتصال بصاحب المطعم الذي أبلغه أن القرار الحكومي ينص على استقبال 25 في المئة فقط من سعة المطعم، وهو ما دفعه للاكتفاء بـ25 في المئة فقط من العاملين لحين عودة العمل بطاقة مئة في المئة. ويستمر محمود في عمله البديل كعامل “ديليفري” ضمن الجيش الجرار لعمال التوصيل، الذي انتعش وتوسع وتشعبت مهامه بفضل كورونا. كنف كورونا “عودة الحياة” في كنف كورونا تصول وتجول في فلك المقاهي وما خلفها. التحام الأسر في المنازل، واضطرار الرجال التزام البيوت دون مهرب أو ملجأ أو مخرج طيلة الأشهر الثلاثة الماضية أدت إلى تفجر كمّ هائل من الجد المختلط بالهزل حول أثر المقاهي في حياة الرجال، وكيف أن حرمانهم منها مضافاً إليه وقوفهم وجهاً لوجه للمرة الأولى في حياتهم أمام مسؤوليات البيت والأبناء وتفاصيل الحياة الأسرية الدقيقة والكبيرة، التي يقع أغلبها على كاهل الزوجة كادت تدفع البعض منهم إلى الجنون. جنون السخرية على أثير مواقع التواصل الاجتماعي تفجر مئات النكات المصورة والأفكار المتبلورة حول عودة الرجال إلى المقاهي. فمنهم من هتف “تحياة القهوة (المقهى) ولمة الشباب وتسقط الستات الطاغية”، ومنهم من تنبأ بأن يقوم “المعلم” صاحب المقهى بعمل “إنترفيو” شخصي لكل زبون حتى يتمكن من اختيار الـ25 في المئة الموعودة بالعودة إلى المقهى. العودة للمقاهي درجات لكن العودة إلى المقهى درجات وفئات. ففي “ميدان الجامع” هذه المنطقة التجارية والسكنية يجري العمل على قدم وساق لإعادة فتح المقاهي الشعبية ملجأ الباعة والمشترين والسائقين والحمالين على حد سواء. هناك لا يحمل كثيرون هم الـ25 في المئة. فالمقاهي تتمدد وتتشعب وتتوغل حتى وإن اقتصرت أرجاؤها على هذه النسبة. يقول سيد محمد، 42 عاماً، عامل المقهى العائد بعد الحظر، والمنهمك بكل همّة ونشاط وبهجة في غسل الرصيف المتاخم لمكان عمله، “25 في المئة 20 في المئة 10 في المئة، النسبة لا تهم. المهم أن باب المقهى سيفتح مجدداً. اللهم أدمها نعمة. وسنذهب نحن بالشاي والقهوة والسحلب والقرفة إلى الـ75 في المئة المتبقية”، مشيراً إلى طبيعة المنطقة حيث أمام كل محل تجاري مقهى صغير يجلس فيه صاحب المحل وزبائنه وما تيسر من مارة من رجال ونساء. الأكل طلباً للراحة المثير هو أن النساء ينافسن الرجال في ترقب عودة المقاهي، وهو ما يعني عودة الخروج مع الصديقات ولقاء القريبات والتقاط الأنفاس من المسؤوليات. لكن هذا يعني أيضاً إعادة فتح خزانة الملابس واكتشاف ما فعله الحظر وملله، التي بات من الصعب حشرهن في ملابس ما قبل الإغلاق بسبب الإفراط في تناول الطعام بحثاً عن الراحة. راحة من نوع آخر تعتري فئة عريضة من المصريين مع إعادة فتح دور العبادة للصلوات اليومية وليس الأسبوعية بعد إغلاق يعد الأول في تاريخ مصر الحديث والقديم. وعلى الرغم من أن أغلب دول العالم أغلقت دور العبادة ضمن إجراءات مواجهة الوباء، فإن كثيرين اعتبروا الإغلاق حرباً ضد الإسلام والمسلمين. وقد انعكس هذا الشعور فرحة غامرة وبهجة عارمة دعت البعض إلى التوجه إلى المساجد يوم الجمعة، أي قبل فتحها بيوم، لعرض المساعدة في إجراءات التعقيم والتطهير. مخاوف من تزايد أعداد المصابين بكورونا مع تخفيف قيود العزل في مصر (رويترز) تعقيم وتطهير إجراءات التعقيم والتطهير في مكان آخر ألا وهو الفنادق والمنتجعات السياحية التي عانى العاملون فيها الأمرّين طيلة الأشهر الماضية جرت بشكل فريد. عدد من الفيديوهات تم تحميله على “يوتيوب” تم تصويره لطواقم العمل الفندقي من موظفي وموظفات استقبال وعمال نظافة ونادلي مطاعم ومدربي تنس وسباحة وهم يستعدون لاستقبال النزلاء بطاقة 50 في المئة والجميع يرقص فرحاً وابتهاجاً. فرحة العودة وبهجتها اقتصادية نفسية خالصة. تقول نرمين الشريف، 34 عاماً، موظفة استقبال في فندق، إنها وزملاءها وزميلاتها ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر. تقول، “أعلم أن ما أقوله ليس منطقياً لكنه حقيقة واقعة. غاية المنى والأمل لملايين من المصريين أصبحت عودة الحياة لطبيعتها حتى وإن كان ذلك في وجود الوباء. ويبدو أن الناس أيقنت أن الفيروس ما زال مجهول المعالم، ما يعني أن الأسهل تعليق الأماني على عودة الحياة وفتح المنشآت المغلقة وليس انتظار الأمصال والعلاجات لأنها في علم الغيب. العودة الآن ألقت الكرة بملعب الناس والرهان على وعيهم”. الرهان على الوعي معرفة أن عودة الحياة إلى طبيعتها “الجديدة” لا يعني انتهاء الفيروس بل التعايش معه وتجنب الخروج لمن يستطيع إلى ذلك سبيلاً يبدو واضحاً في الهاشتاغ الذي أصبح ترند على “تويتر” باسم “هتعمل إيه يوم السبت” أي أول يوم من أيام العودة. وبينما تتواتر نوايا المرابطة على باب المقهى من الصباح الباكر على أمل اللحاق بالـ25 في المئة المحظوظة بدخول المقهى، ومحاولات العثور على ملابس مناسبة لأن الخزانة لا تزال متخمة بملابس الشتاء منذ الإغلاق، ومخططات التردد على أكبر عدد ممكن من المطاعم لتعويض ما فات، تتواتر كذلك تحذيرات ظاهرها هزل وباطنها جد. يشير البعض أن يوم السبت وما يليه من أيام سيخصص لرقصة “حاملي النعش” أو “النعش الراقص”، التي اشتهرت بها فرقة من غانا تقوم بخدمة حمل النعوش والرقص بها. ويشير الآخر إلى أنه سيتوجه فوراً إلى المسجد لصلاة الجنازة اختصاراً للطريق والوقت. وقال آخرون إن يوم السبت وما بعده فرصة لنجاح ما أخفقت فيه الحكومات المتتالية على مدى عقود ألا وهو تقليل عدد السكان وتحديد النسل. ولأن خير التغريدات ما قل ودل فقد غردت إحداهن قائلة، ” هاعمل إيه يوم السبت؟ قرار الحكومة بالفتح وعودة الحياة غير ملزم للفيروس. الفيروس سيعمل عادي وأنا سألتزم البيت عادي أيضاً”. وغرد آخر، “هاعمل إيه يوم السبت؟ سأنتظر بخوف إلى أن تصدر وزارة الصحة حصيلة الإصابات والوفيات ثم أخلد إلى النوم”. وسواء دارت عودة الحياة حول تعويض ما فات من إغلاق المقاهي أو الإفراط في التردد على المطاعم أو الاستمرار في الخضوع للعزل والتزام البيت، فإن عودة الحياة الطبيعية “الجديدة” في مصر تفترض أن غسل الأيدي أصبح أسلوب حياة، وتكشف كيف أن المقهى غالٍ ونفيس، وترفع عن الملايين الشعور الضاغط بأنهم ليسوا أحراراً ثم تتركهم لوعيهم دون غرامة خرق حظر أو مخالفة قواعد إغلاق. المزيد عن: مصر/كورونا/المقاهي/المطاعم/تخفيف قيود الحظر 52 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post في مذكرات إدوارد سنودن: هذا ما كنا نفعله في دهاليز الاستخبارات next post يا لجحيم المدينة! في “تحية لأوسكار بانيتزا” لجورج غروس You may also like الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 52 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 3:50 ص Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You clearly know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read? Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 12:04 ص Because the admin of this website is working, no hesitation very rapidly it will be well-known, due to its quality contents. Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 1:19 م Hey! I know this is somewhat off-topic but I had to ask. Does running a well-established blog like yours take a massive amount work? I’m completely new to writing a blog but I do write in my diary on a daily basis. I’d like to start a blog so I will be able to share my experience and thoughts online. Please let me know if you have any suggestions or tips for new aspiring bloggers. Appreciate it! Reply cs 2 skins betting sites 7 مايو، 2024 - 4:15 م I like the valuable information you supply in your articles. I will bookmark your weblog and test again here frequently. I am quite certain I will be told many new stuff right here! Good luck for the following! Reply Francisk Skorina Gomel state University 15 مايو، 2024 - 5:10 م Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Francisk Skorina Gomel state University 17 مايو، 2024 - 2:04 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply Francisk Skorina Gomel state University 17 مايو، 2024 - 1:31 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 18 مايو، 2024 - 12:08 ص ГГУ имени Ф.Скорины Reply University 18 مايو، 2024 - 10:44 ص Francisk Skorina Gomel State University Reply F. Skorina Gomel State University 19 مايو، 2024 - 8:03 م Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 8:49 ص Aw, this was a really nice post. Finding the time and actual effort to make a good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 11:19 ص Hello! Do you know if they make any plugins to protect against hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any suggestions? Reply 国产线播放免费人成视频播放 4 يونيو، 2024 - 6:36 ص Thank you for another fantastic article. Where else may just anyone get that kind of information in such a perfect method of writing? I have a presentation next week, and I am at the look for such information. Reply www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 11:37 ص I don’t even know the way I stopped up here, however I assumed this submit was good. I don’t recognise who you are however definitely you are going to a famous blogger in case you are not already. Cheers! Reply hot fiesta game 12 يونيو، 2024 - 4:20 م Its like you read my mind! You seem to know so much approximately this, like you wrote the guide in it or something. I feel that you simply could do with some % to drive the message house a bit, however other than that, this is magnificent blog. A great read. I’ll definitely be back. Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 12:21 ص fantastic post, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply hot fiesta game 14 يونيو، 2024 - 12:00 م I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one these days. Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 11:16 م Have you ever considered about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is valuable and all. However just imagine if you added some great visuals or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and clips, this website could undeniably be one of the greatest in its niche. Terrific blog! Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 4:59 م I have been surfing online more than three hours today, yet I never found any interesting article like yours. It’s pretty worth enough for me. Personally, if all website owners and bloggers made good content as you did, the net will be much more useful than ever before. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:31 م Great beat ! I wish to apprentice while you amend your site, how can i subscribe for a blog web site? The account aided me a acceptable deal. I had been tiny bit acquainted of this your broadcast provided bright clear concept Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 3:38 ص Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You definitely know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your site when you could be giving us something enlightening to read? Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:45 م Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 6:34 م If you want to increase your knowledge simply keep visiting this site and be updated with the most up-to-date news posted here. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 7:18 ص Hello there, You have performed a great job. I will definitely digg it and individually recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this web site. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 1:28 م Currently it looks like Movable Type is the top blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog? Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:32 ص When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Cheers! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:10 م Great post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thanks! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 3:11 ص It is appropriate time to make a few plans for the future and it is time to be happy. I have read this submit and if I may just I wish to suggest you few fascinating things or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to read more things approximately it! Reply строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 2:38 م Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 12:57 م Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:45 ص Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 4:32 م Автомойка самообслуживания под ключ становится всё популярнее. Это экономичный и простой способ начать своё дело с минимальными вложениями. Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 4:18 ص “Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами! Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 3:49 م 1Франшиза автомойки от нашей команды – это успешный бизнес с минимальными инвестициями. Давайте станем партнерами! Reply автомойка под ключ 9 يوليو، 2024 - 3:35 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 10:54 ص Hello! Do you use Twitter? I’d like to follow you if that would be ok. I’m undoubtedly enjoying your blog and look forward to new updates. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 7:09 ص If some one needs expert view regarding blogging then i suggest him/her to pay a visit this website, Keep up the pleasant job. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:09 ص What’s Happening i’m new to this, I stumbled upon this I have found It positively helpful and it has helped me out loads. I am hoping to give a contribution & aid other users like its helped me. Good job. Reply строительство автомоек под ключ 14 يوليو، 2024 - 11:36 م Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 8:06 ص Строительство автомойки – это ответственный процесс, требующий знаний и опыта. Наша команда гарантирует качество и соблюдение всех норм. Reply строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 4:37 م Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство. Reply автомойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 1:11 ص Reply строительство автомойки 16 يوليو، 2024 - 9:38 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 6:27 م Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply мойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 12:17 م Строительство автомойки под ключ – ваш шаг к автономному и прибыльному бизнесу. Наши специалисты помогут на каждом этапе. Reply Джак 18 أغسطس، 2024 - 11:47 م You can definitely see your expertise in the article you write. The arena hopes for more passionate writers like you who aren’t afraid to mention how they believe. Always go after your heart. Reply theguardian 22 أغسطس، 2024 - 6:35 م Hi there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I truly enjoy reading through your blog posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Thanks a ton! Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 3:38 م It is appropriate time to make a few plans for the longer term and it is time to be happy. I have read this post and if I may just I want to recommend you few fascinating things or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to read more things approximately it! Reply theguardian 26 أغسطس، 2024 - 6:32 ص This is the right website for anybody who would like to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I personally would want toHaHa). You definitely put a brand new spin on a topic that’s been written about for a long time. Excellent stuff, just excellent! Reply theguardian.com 26 أغسطس، 2024 - 9:10 م If you want to take a great deal from this article then you have to apply such strategies to your won webpage. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 4:50 ص Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this post and also the rest of the site is very good. Reply theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 7:43 ص I don’t even understand how I stopped up here, however I assumed this submit was good. I don’t recognise who you are however definitely you are going to a famous blogger in the event you are not already. Cheers! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.