أنتوني هوبكنز في حفلة موسم الرياض (الخدمة الإعلامية) ثقافة و فنون عن صناعة الترفيه وأنتوني هوبكنز: الحياة حلم by admin 25 يناير، 2025 written by admin 25 يناير، 2025 34 الحاجة ملحة إلى التبادل الثقافي والفني كفضاء ذي رسالة تنموية اندبندنت عربية / موسى برهومة كشف أنتوني هوبكنز عن موهبة إبداعية إضافية تمثلت في احترافه الموسيقى، إذ قدم عرضاً أخاذاً سماه “الحياة حلم”، مستهلاً إياه بعبارة الشاعر الأميركي إدغار آلان بو: “لقد كنت أؤمن دائماً بأن كل ما نراه أو نعتقده ليس سوى حلم داخل حلم”. لم تكن الحفلة الموسيقية، التي أنجزها هوبكنز، سوى تعبير عن حياته المكثفة التي ما انفكت تتدفق على مدار سبعة وثمانين عاماً، أيقن خلالها، خصوصاً في التمثيل، بأن الفن “قوة تحويلية”، وبأن “الموسيقى والفن هما الطريقان إلى الله”، بحسب الفيلسوف الأميركي، رالف والدو إمرسون الذي قال عنه هوبكنز، كما نقلت الأنباء: “لقد كان يعلم أن لمس روح واحدة يعني لمس جميع الأرواح”. هوبكنز في مسيرته الفنية هو ثمرة الجهد والابتكار والتخطي الذي صنع منه أسطورة. لذا فإن تكريمه في الرياض، في مناسبة خاصة، بمبادرة من هيئة الترفيه، يعد بمثابة رد جميل لهذا الإنسان الذي ما برح يحلم بطفولته، ويستلهم منها الموسيقى والشغف. الإنجازات التي يحققها الترفيه، في حقوله المتعددة، أصبح، فضلاً عن قوته الناعمة شديدة الأثر، أحد أبرز مصادر الدخل والاستثمار، وهو فضاء تبرع فيه دول خليجية من أجل تدشين مجتمعات الرفاهية أولاً، ثم تخليق فرص عمل، وإبداع مشاريع تنموية تبدأ بالمسرح والموسيقى والغناء وصناعة الألعاب، ولا تنتهي بالرياضة. وإذا ذكرت صناعة الترفيه Entertainment Industry، فلا بد للمرء أن يستذكر مؤسسة صناعة الترفيه (EIF) الريادية التي أُسست في عام 1943، وتتمثل مهمتها، كما يقول موقعها الإلكتروني، في تعبئة الأصوات القوية والمواهب الإبداعية في صناعة الترفيه والاستفادة منها، إضافة إلى تعزيز دعم المنظمات العامة والخاصة وفاعلي الخير الملتزمين بالمسؤولية الاجتماعية والتغيير. ثقافة الترفيه تتسع حدودها (موقع انترتيتمانت اندوستري) بعد مرور ثمانية عقود على إنشائها، تواصل مؤسسة صناعة الترفيه تحقيق رؤية مؤسسيها، إذ أدرك أيقونات هوليوود الأسطوريون: صموئيل غولدوين، وهمفري بوغارت، وجوان كروفورد، وجيمس كاغني، والأخوة وارنر، تأثير صناعة الترفيه ومدى انتشارها في جمع الأموال والوعي للمحتاجين. لقد أدى التأثير الجماعي لمجتمع الترفيه إلى جذب الاهتمام العالمي والتمويل المكثف لأسباب تشمل الإغاثة في حالات الكوارث، والإدماج، والعدالة الاجتماعية، والصحة، والعافية العقلية، والتعليم، وخدمات الشباب، وسواها. وفي وقت يجنح العالم إلى الشعبوية والتخندق ومنطق الجزر المعزولة، لا سيما مع الحقبة الترامبية الجديدة، ومع النذر التي يطلقها شريكه إيلون ماسك بخصوص إنعاش قوى اليمين في أوروبا، فإن الحاجة إلى الترفيه كفضاء ذي رسالة تنموية يغدو ضرورة. وقد تبدو المعركة المقبلة بين خصمين لدودين؛ واحد يريد مضاعفة أرباحه المادية بأية كلفة، وآخر لا يزال يمسك بتلابيب المجتمع الكوني المتحد المتعدد الأعراق والميول والاتجاهات والحاجات الأخلاقية القصوى. التنقية من الضغائن صناعة الترفيه تغدو، في ضوء ذلك، رافعة لتنقية الروح البشرية من الضغائن، ولبث دماء التواصلية والتشاركية في عروق الجسد الإنساني الذي لن يتعافى إلا بتعافي أعضائه كافة. واستطراداً، فإن الترفيه هو أي نشاط يوفر التسلية، أو يسمح للأشخاص بتسلية أنفسهم في أوقات فراغهم، وقد يوفر أيضاً المرح والمتعة والضحك والفائدة وتعزيز القيم الإيجابية. وتعد صناعة الترفيه جزءاً من القطاع الثالث في الاقتصاد، وتتضمن العديد من الصناعات الفرعية المخصصة للترفيه، مثل الفنون المسرحية ذات الشعبية التجارية، وبخاصة المسرح الموسيقي، أو مسرح الترفيه الشعبي، الفودفيل Vaudeville، والكوميديا، والأفلام، وألعاب الفيديو، والرياضة، والموسيقى الخالصة بسائر أشكالها ومستوياتها. وفي إطار صناعة الترفيه، لا يعمل التبادل الثقافي والحضاري كجسر بين الأمم فحسب، بل يسمح أيضاً للحكومات بالتأثير على الرأي العام، وتحدي التصورات النمطية السلبية، وتعزيز صورتها العالمية. ويرى مقال نشره موقع مركز الحرب غير النظامية الأميركي (IWC) أنه من خلال التعاون مع الفنانين وصانعي الأفلام وشركات الإنتاج، تعمل الحكومات على إنشاء منصة للروايات المشتركة التي يتردد صداها مع الناس في جميع أنحاء العالم. وبدلاً من إكراه الآخرين، تعمل الحكومات على التأثير وتشكيل الروايات المتعلقة ببلدانها وثقافاتها ودينها. وبربطها بالاقتصاد، يُعتقد أن صناعة الترفيه، مثل أي صناعة أخرى، تخلق فرص عمل، وتدر الأموال، وتزيد الطلب الإجمالي. لكن تأثير الصناعة داخل دولة واحدة يبدأ بسلسلة من النشاط الاقتصادي، مثل الطلب على العمالة المحلية والسياحة والغذاء والسكن وخدمات النقل. ووفق مقال نشره العام الماضي موقع StreetFins، أثرت موجة الكيبوب أو البوب الكوري K-Pop الناشئة، والتي قادتها فرقة BTS وفرقة Blackpink، بشكل كبير على اقتصاد كوريا الجنوبية، إذ ارتفعت قيمة صادرات السلع والخدمات المرتبطة بالكيبوب من أكثر من 40 مليون دولار في عام 2003 إلى أكثر من 5 مليارات دولار في عام 2018، بحسب بيانات من وكالة المحتوى الإبداعي الكورية، مما يعكس متوسط معدل نمو سنوي قدره 31.9 في المئة. الترفيه في لحظة تاريخية حرجة ومتعسرة كالتي يشهدها شرقنا المتوسط يصبح حاجة ضرورية تتعدى المعنى المباشر للعبارة، إلى المحتوى الرحب والأثر الفسيح الذي توفره هذه الرافعة، من أجل التخفيف عن الضغوط النفسية القهارة التي يرزح تحت نيرها البشر، وهو ما ألمح إليه أنتوني هوبكنز في سياق حديثه عن أهمية التكاتف الإنساني، قائلاً: “لا أستطيع أن أتصور مكاناً أفضل من هنا لنتحد، ونجسر خلافاتنا، ونتخيل عالماً يسوده السلام والتوازن والمحبة”. المزيد عن: أنتوني هوبكنزصناعة الترفيهالقوة الناعمةصموئيل غولدوينهمفري بوغارتالأخوة وارنرالبوب الكوري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post وصية فنية وسياسية من مخرج الهند الكبير ساتياجيت راي next post “البجع الأسود” يحلق فوق 2025 You may also like وصية فنية وسياسية من مخرج الهند الكبير ساتياجيت... 25 يناير، 2025 سيرة جديدة تكشف وجها آخر من المركيز دو... 24 يناير، 2025 أنجيلينا جولي ونيكول كيدمان: بين الخيارات الآمنة والأدوار... 24 يناير، 2025 هرتزوغ أسطورة السينما الألمانية يبدع في الـ83 24 يناير، 2025 الضحك قرين الجرأة… هكذا اختفت الصحافة الساخرة في... 24 يناير، 2025 عندما قام برونيليسكي بمهمة غامضة في أزقة روما 24 يناير، 2025 معرض القاهرة للكتاب يستوحي شعاره من “الحوار الديني” 24 يناير، 2025 جوائز “الراتزي”: “أوسكار” أسوأ الأفلام 24 يناير، 2025 ( 60 قصيدة ) لعشرين شاعرا أميركيا حازوا... 24 يناير، 2025 رحلة هتشكوك الغامضة من أحياء لندن البائسة إلى... 24 يناير، 2025