بأقلامهم علي رضا نوري زاده يكتب عن : فلسطين ذريعة لنهب أموال الشعب الإيراني by admin 29 نوفمبر، 2023 written by admin 29 نوفمبر، 2023 164 نظام طهران يحتجز مواطنيه كأسرى وثروات البلاد تتعرض للنهب باستمرار ويهبها المرشد إلى “حماس” و”حزب الله” اندبندنت عربية / علي رضا نوري زاده كاتب وباحث إيراني @Nourizadeh_ منذ اليوم الأول الذي حل فيه ياسر عرفات ضيفاً على إيران ليبارك للخميني انتصار الثورة وغادرها محملاً بحقائب من الوعود، وحتى الوقت الحاضر الذي يحكم فيه نظام ولاية الفقيه، فإن النظام الإيراني لم يخط أية خطوة إيجابية لمساعدة الشعب الفلسطيني. قال لي عرفات في مقابلة نشرتها في صحيفة “روزكار نو” و”المجلة”، إن الضربات التي تلقاها الشعب والثورة الفلسطينية من النظامين الإيراني والسوري تعد أكبر من الضربات التي تلقيناها من إسرائيل بعشرات المرات. كشف ياسر عرفات عن محاولتي اغتيال ضده في بيروت على يد عملاء النظام الإيراني. وقال إن الإيرانيين عندما كانوا يخوضون حرباً ضد العراق أقدموا على شراء أسلحة من إسرائيل، واستقبلوا ممثلي “الموساد” و”الشاباك” ووزارة الدفاع الإسرائيلية. وعندما انتهت الحرب توجهوا إلينا وقد وظفوا عملاء مأجورين مثل فتحي شقاقي، وكانوا يحاولون ضربنا، كلما حصلنا على تنازل من إسرائيل أو أميركا، لتجميد أنشطتنا. وكان علي أكبر محتشمي وزير الداخلية الإيراني السابق أشرف على عملية قيصرية خرج منها “حزب الله” من رحم حركة “أمل”، وقاد الإرهابيين من دمشق لحرق مقر “المارينز” في السفارة الأميركية ببيروت ومقر الجنود الفرنسيين في البقاع، وعمل لترسيخ عمليات الخطف في لبنان. أصبح محتشمي رئيساً للتيار الإصلاحي في مجلس الشورى خلال حكم محمد خاتمي وعقد مؤتمراً تحت عنوان “دعم الانتفاضة”، وكان قد أرسل دعوات إلى 50 بلداً إسلامياً لكن لم يلب الدعوة إلا 16 وفداً بتمثيل منخفض، لكن حضر المؤتمر حديثو النعمة من بين منتسبي “حماس” و”الجهاد” ومجموعة أحمد جبريل. لقد أنفقوا على المؤتمر ملايين الدولارات، وخطب بهم خامنئي مرتدياً كوفية فلسطينية، وأطلق شعارات رنانة أمام المشاركين. من أجل نسف السلام كانت نتيجة المؤتمر للشعبين الإيراني والفلسطيني من الناحية المعنوية والسياسية صفراً. وقدموا لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل 50 مليون دولار من أموال الشعب الإيراني طبقاً لأوامر ولي الفقيه. هذه الأموال لم تسلم للحكومة الفلسطينية من أجل سد عجز الموازنة لديها، أي إن الشعب الفلسطيني لم يحصّل شيئاً من هذه الأموال. وكان خالد مشعل وموسى أبو مرزوق مثل قادة “حزب الله” و”الجهاد الإسلامي” قد حصلوا على مثل هذه الأموال مرات متعددة وقاموا بتقبيل يد ولي الفقيه تقديراً له، لكن الشعب الفلسطيني لم ينل أي شيء من هذه الأموال. قال لي أبو مازن في حوار أجريته معه في الكويت، إن الأموال الإيرانية تنفق فقط من أجل نسف السلام وتوجيه ضربة لحركة “فتح” والسلطة الوطنية الفلسطينية. لم يقدم المسؤولون الإيرانيون ولو لمرة واحدة أية مساعدة للشعب الفلسطيني. وقد أعرب بقية القادة الفلسطينيين عن استيائهم من أسلوب المراوغة الذي ينتهجه نظام ولاية الفقيه، وقد أكدوا مرات متعددة أن النظام الحاكم في إيران هو العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني. وكلما ضغطت أميركا على إسرائيل للالتزام بتعهداتها فإن طهران تعمل من أجل إنقاذ المعارضين للسلام من خلال الإيعاز بتنفيذ عملية انتحارية وقتل عدد من المواطنين العزل وتتراجع بسببها أميركا من الضغط على إسرائيل ويفقد الفلسطينيون الأمل بالسلام والمصالحة وإقامة دولة مستقلة بسبب هذه الإجراءات. لكننا هذه المرة نواجه تطوراً أكبر من الأحداث السابقة، إذ كان علي خامنئي وغرفة عملياته وكذلك قادة “حماس” قد تصوروا أنهم من خلال هجوم مباغت يتمكنون عبره من قتل وأسر الآلاف من الإسرائيليين (الجزء الأول من الخطة قد تحقق بنجاح نوعاً ما). كما كانوا يتوقعون أنه في اليوم التالي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) أن ينهض العالم العربي والإسلامي ويقوم “حزب الله” بعمليات بعد هجوم “حماس”، ويصدر بعدها القائد المعظم أمر الجهاد وتمطر صواريخ ومسيرات إيران سماء إسرائيل. لكن هذا التصور كان خاطئاً تماماً، إذ استطاعت إسرائيل السيطرة على الموقف وحولت المشهد إلى دموع ودماء ودمار. أتذكر ما قاله الكاتب والمفكر اللبناني حازم صاغية في صحيفة “الحياة”، ومؤداه أن هنالك شعوباً تصنع مستقبلها بالعقل وشعوباً تهدم مستقبلها بالشعارات. ويضيف صاغية إن شعوباً تدخل التاريخ من خلال اختراعاتها وشعوباً من خلال الموسيقى والثقافة الغنية والشعر والرسوم والتماثيل وفن العمارة. كما يخلد التاريخ شعوباً شجاعة بسبب بطولاتها. وهنالك شعوب تهدم مستقبلها من خلال الشعارات. النظام الحاكم في إيران يحتجزنا كأسرى، وثروات البلاد تتعرض للنهب باستمرار، ويهبها المرشد إلى “حماس” و”حزب الله” اللبناني و”حزب الله” العراقي. وكان حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله”، وهو ربيب نظام ولاية الجهل والظلم والفساد، قد أكد مرات متعددة أن نفقات الرواتب والتدريب العسكري والتسليحي التي يتلقاها الحزب تأتي من إيران. واعترف وزير التراث الثقافي عزت الله ضرغامي أخيراً، أنه شارك في تدريب “حماس” على صناعة الصواريخ والمسيرات في أنفاق غزة. كما قد تحدث وزير خارجية حكومة “حماس” السابق محمود الزهار ويحيى السنوار وزياد نخالة عن كرم علي خامنئي، وتتجسد أمامي مناظر الدمار الذي خلفه الزلزال في مدينة بم، وكذلك الدمار الذي خلفته الحرب في شادكان وخورمشهر وعبادان وكرمانشاه، حيث لم يعمل النظام على إعادة بنائها بعد انتهاء الأزمة. علم الإسلام الولائي على أي أساس يهب علي خامنئي ثروات الشعب الإيراني للإرهابيين في العراق ولبنان وفلسطين؟ ما العداء بيننا وإسرائيل وأميركا حتى يقوم علي خامنئي بمنح ثروات مواطنينا بواسطة نظامه لحسن نصرالله وخالد مشعل وزياد نخاله ليعملوا على تدريب انتحاريين ومقاتلين، ويبثوا ثقافة الموت والكراهية والدمار في الشرق الأوسط؟ لم يكن نهب ثروات الشعب الإيراني بواسطة علي خامنئي مكشوفاً مثل المرحلة الحالية مقارنة بما سبق. بعد اعترافات محمود الزهار وعدد من قادة “حماس” و”الجهاد”، اعترف قادة “الحرس الثوري” وكذلك أعضاء حكومة رئيسي بأن أولوية خامنئي ليست بناء الوطن والعدالة الاجتماعية، بل إن هدفه هو رفع علم الإسلام الثوري والولائي على مساجد القدس وبيروت والشام وبغداد. يتباهى النظام بأهمية دعمه لـ”حماس” والمجموعات الفلسطينية المسلحة، ويؤكد أنه مستمر بدعم الحركة، أي إن السياسة العامة للنظام تتمثل بدعم “حماس” و”حزب الله” و”الجهاد الإسلامي”. كما أن “حزب الله” يفتح دكاناً طويلاً وعريضاً تنفق عليه إيران مئات الملايين من الدولارات. وكان حسن نصرالله أعلن بعد تدمير جنوب لبنان عام 2006، أنه طبقاً لأوامر ولي الفقيه يمنح أي من الشيعة الذين تدمرت بيوتهم 12 ألف دولار لإيجار منزل لسنة كاملة، وخمسة آلاف دولار لشراء أثاث للمنزل، و30 ألف دولار لإعادة بناء المنزل. وقد منحت إيران منذ 2022، كل عام 900 مليون دولار لـ”حزب الله”. أما الآن وبعد الدمار الذي حل بغزة فإذا ما توقفت الحرب على ما عليه الآن ولم تطل إيران، فإن تكاليف إعادة بناء ما دمرته الحرب يتحملها الشعب الإيراني. فهل توفق إسرائيل في وقف إطلاق الصواريخ من لبنان وتدميره على رأس حسن نصرالله؟ نقلاً عن “اندبندنت فارسية” المزيد عن: إيرانحزب اللهحركة حماسجماعة الجهاد الإسلاميفلسطينإسرائيلآية الله على خامنئي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post قائد شرطة مونتريال ’’قلق للغاية‘‘ من التوترات المتصلة بنزاع حماس وإسرائيل next post غسان شربل يكتب عن: جنرالات إسرائيل و«جنرالات» غزة You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024