الثلاثاء, يناير 28, 2025
الثلاثاء, يناير 28, 2025
Home » علاقة إيران بـ”داعش” تهدد استقرار سوريا

علاقة إيران بـ”داعش” تهدد استقرار سوريا

by admin

 

تحاول طهران استغلال “براغماتية” التنظيم الإرهابي

المجلة / لينا الخطيب

جلب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الأمل في توسيع الاستقرار بالشرق الأوسط. لأكثر من عقد من الزمن، كانت الحرب في سوريا مصدرا رئيسا لعدم الاستقرار، ليس فقط للدول المجاورة، ولكن أيضا على مستوى العالم. وفي صميم هذا الاضطراب كان تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي برز في عام 2014 ليصبح الجماعة المتطرفة الأشهر عالميا، حيث نفّذ هجمات إرهابية على نطاق واسع. واليوم، يتجدد الأمل بأنه إذا تمكن القادة الجدد في سوريا من معالجة المظالم التي دفعت البعض للانضمام إلى “داعش”، وحكموا البلاد بعدالة، فإن نفوذ التنظيم سيضعف بشكل أكبر. ومع ذلك، هناك بُعد غالبا ما يُغفل عند الحديث عن بقاء “داعش”، وهو الدور الذي تلعبه إيران في دعم هذه الجماعة.

وفي خضم الهجوم الذي شنه المتمردون السوريون ضد نظام الأسد العام الماضي، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من أن التطورات في سوريا ستجلب عدم الاستقرار، مؤكدا أن “أي انعدام للأمن في سوريا لن يظل محصورا في ذلك البلد”. وبعد الإطاحة بالأسد، ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي خطابا متلفزا في الثاني والعشرين من ديسمبر، شدد فيه على أن الشباب السوري “يجب أن يقفوا بحزم وعزم ضد المخططين والمنفذين لانعدام الأمن وأن ينتصروا عليهم”.

وبعد يومين، أثارت تلك التصريحات ردود فعل من وزير الخارجية السوري الحالي، أسعد حسن الشيباني، الذي كتب على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وأمنها. نحذرهم من بث الفوضى في سوريا، ونحملهم المسؤولية عن تداعيات التصريحات الأخيرة”.

إن توصيف إيران للتغييرات في الوضع الراهن في سوريا والذي عنى فقدان عنصر رئيس من “محور المقاومة” المعلن، يروج لرواية مفادها أن نظام بشار الأسد وحلفاءه كانوا يقاتلون الإرهاب. وتشير هذه الرواية إلى أن الإطاحة بالأسد وطرد الميليشيات المدعومة من إيران من سوريا سيؤديان إلى خلق فراغ أمني يمكن لتنظيم “داعش” استغلاله.

هذه الرواية تخدم مصالح إيران، حيث تصورها وحلفاءها كقوة ضد “داعش”، بينما تخفي دورها في الإرهاب الدولي، كما يتضح من العمليات الإرهابية العالمية التي نفذها “الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله”. ومع ذلك، لم تعمل إيران ووكلاؤها، ولا النظام السوري بقيادة بشار الأسد، بفعالية لتأمين سوريا من هجمات “داعش”. وتُظهر الوثائق أن عدد هجمات “داعش” في سوريا خلال عام 2024، عندما كان الأسد لا يزال في السلطة، وحين كانت الجماعات المدعومة من إيران، مثل “حزب الله”، نشطة في البلاد، قد بلغ ثلاثة أضعاف عدد الهجمات التي وقعت في عام 2023.

لقد ادعت إيران تحقيق نجاحات كبيرة ضد “داعش” في العراق، حيث جرت الإشادة بميليشيات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران لدورها في هزيمة التنظيم عسكريا. ومع ذلك، كانت لبعض فصائل “الحشد” بعض التعاملات مع “داعش”، حيث سيطرت هذه الفصائل على أجزاء من الحدود العراقية السورية، وانخرط بعضها في ممارسات مثل تأجير الطرق بين البلدين لعناصر “داعش”. وبموجب هذه الترتيبات، كان عناصر التنظيم يدفعون المبلغ اليومي المطلوب لاستئجار الطريق، ما يتيح لهم حرية استخدامه لنقل ما يرغبون فيه، بما في ذلك الأشخاص، والأسلحة، والنقد، والنفط، والمخدرات، بالإضافة إلى سلع مهربة أخرى. وعلى النقيض من ذلك، في منطقة البادية السورية، كان “حزب الله” يدفع لتنظيم “داعش” مقابل تسهيل مرور شاحنات تنقل الكبتاغون.

ولدت “هيئة تحرير الشام” من جماعات إسلامية متطرفة كانت سابقا جزءا من “داعش” أو متحالفة معه، لكنها قطعت لاحقا علاقاتها مع “داعش” و”القاعدة”، وبدأت في قتالهما على المستويين الأيديولوجي والميداني

كما استخدمت إيران ونظام الأسد تنظيم “داعش” كأداة لإضعاف المعارضة السورية. ففي عام 2015، سمح الجيش السوري لـ”داعش” بالتقدم نحو تدمر لمهاجمة فصيل الثوار في الجبهة الجنوبية. وفي عامي 2014 و2018، سهّل النظام هجمات “داعش” على السويداء. في عام 2014، ومع تقدم “داعش” نحو المدينة، زودت استخبارات النظام التنظيم بمعلومات ساعدته على احتلال صحراء السويداء. وفي الوقت نفسه، حاول النظام السيطرة على الأسلحة الثقيلة التابعة لفصائل “مشايخ الكرامة” أثناء تقدم “داعش”. أما في عام 2018، فنفذ “داعش” تفجيرات انتحارية منسقة وغارات على السويداء، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص. ورغم شدة الهجوم، امتنعت القوات الموالية للنظام بشكل كبير عن التدخل ضد “داعش” أثناء تنفيذ هجماته.
ويبدو التعاون بين تنظيم “داعش” وإيران أكثر وضوحا في شمال شرقي سوريا. ففي العام الماضي، اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) محمد البخيت، المعروف أيضا باسم أبو غامد، وهو مقاتل سابق في “داعش” أصبح لاحقا زعيما للفصائل العشائرية في مدينة الميادين. وكانت هذه الفصائل مدعومة من إيران وتقاتل “قسد”. وفي عام 2021، عُقد اجتماع بين تنظيم “داعش” و”الحرس الثوري الإيراني” و”حزب الله” في منطقة البادية السورية. ومنذ ذلك الحين، تجنبت هجمات “داعش” استهداف الجماعات المرتبطة بإيران، وركزت بدلا من ذلك على “قسد” والتحالف الدولي ضد “داعش”.

أ ف ب / رجل يمشي أمام لوحة إعلانية عليها صور قاسم سليماني (يسار)، وحسن نصر الله (وسط)، وأبو مهدي المهندس في وسط بغداد في 21 يناير 2025

وقد تجلت العلاقة الوثيقة بين الجماعات المدعومة من إيران و”داعش” في شمال شرقي سوريا بشكل واضح خلال تقدم هجوم الثوار السوريين المناهضين للأسد نحو المنطقة في أواخر عام 2024. حيث واصلت إيران تمويلها وتواصلها مع تنظيم “داعش”، بينما تركت الجماعات المدعومة من إيران- التي فرت من الشمال الشرقي- أسلحتها وقواعدها تحت سيطرة “داعش”. وبهذا، أصبح “داعش” أداة إيرانية بحكم الأمر الواقع تهدد بزعزعة استقرار سوريا.
إن زعزعة الاستقرار هذه من شأنها أن تظهر الإدارة السورية الحالية بقيادة “هيئة تحرير الشام” على أنها ضعيفة، وتعزز رواية إيران حول دورها في مكافحة انعدام الأمن، فضلا عن خلق صراع طائفي. وفي الحادي عشر من يناير/كانون الثاني، تمكنت السلطات السورية من إحباط مؤامرة لتنظيم “داعش” استهدفت منطقة السيدة زينب في دمشق، والتي تُعد موقعا لأحد الأضرحة الشيعية الرئيسة.
إن تعاون تنظيم “داعش” مع إيران في هذا السياق مدفوع جزئيا برغبة التنظيم في الانتقام من “هيئة تحرير الشام”. فعلى مدى سنوات، انخرطت “داعش” و”هيئة تحرير الشام” في تنافس وحشي. وولدت “هيئة تحرير الشام” من جماعات إسلامية متطرفة كانت سابقا جزءا من “داعش” أو متحالفة معه، لكنها قطعت لاحقا علاقاتها مع “داعش” و”القاعدة”، وبدأت في قتالهما على المستويين الأيديولوجي والميداني. ويمكن أن يعزز صعود “هيئة تحرير الشام” باعتبارها المجموعة الأكثر هيمنة في سوريا بعد سقوط الأسد التعاون العملي بين “داعش” وإيران.

على الرغم من أن “داعش” قد هاجم إيران في بعض الأحيان، فإن التنظيم، بطبيعته البرغماتية، ينخرط في صفقات مع جهات فاعلة متعددة لضمان بقائه

أحد السيناريوهات التي قد تدعم هذا التعاون يتمثل في تصاعد القتال بين “قسد” والجماعات الكردية في شمال شرقي سوريا من جهة، والجماعات المدعومة من تركيا من جهة أخرى. ويكمن الخطر هنا في أن “قوات سوريا الديمقراطية” تتحمل مسؤولية إدارة السجون ومراكز الاحتجاز التي تضم الآلاف من مقاتلي “داعش” وأعضائه الذين حاول التنظيم تحريرهم مرارا. وفي حال انشغال “قوات سوريا الديمقراطية” بمواجهة جماعات مثل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، قد يتمكن “داعش”- بدعم من إيران- من استغلال هذه الفوضى لاقتحام السجون، مما يشكل تهديدا أمنيا كبيرا على المنطقة بأكملها.

أ ب / جنود من الجيش العراقي يحتفلون وهم يحملون علم تنظيم “داعش” الذي استولوا عليه خلال عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على قرية خارج الموصل بالعراق في 29 نوفمبر 2016

وهناك خطر آخر يتمثل في الدعوات المتزايدة التي وجهتها الحكومة العراقية إلى الفصائل المدعومة من إيران في العراق، والتي تعمل خارج نطاق الدولة، لتسليم أسلحتها والانضمام إلى الجيش العراقي. وتعتبر إيران هذا السيناريو تهديدا لنفوذها في العراق. ومع بناء هذه الجماعات لشرعيتها على أساس محاربة تنظيم “داعش”، فإن إيران قد تلجأ إلى تنشيط خلايا “داعش” لإظهار أن مهمة هذه الجماعات لم تنته بعد.
وينطبق خطر مماثل على لبنان، حيث يواجه “حزب الله” ضغوطا محلية ودولية متزايدة لنزع سلاحه. وفي ظل استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل، قد يصبح أي هجوم ينفذه “داعش” العذر الوحيد الذي يمكن لإيران و”حزب الله” استخدامه لادعاء أن القوات المسلحة اللبنانية ضعيفة جدا ولا تستطيع تأمين لبنان دون دعم “حزب الله”.
وعلى الرغم من أن “داعش” قد هاجم إيران في بعض الأحيان، فإن التنظيم، بطبيعته البرغماتية، ينخرط في صفقات مع جهات فاعلة متعددة لضمان بقائه. واليوم، أصبحت إيران الطرف الرئيس الذي يمكنه استغلال هذه المعاملات التي يتبناها “داعش”، لتحقيق مصالحها الإقليمية والسياسية.

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00