علاج باستخدام نظام روبوتي يحيي أمل مريض بالوقوف على رجليه

تعرض لوك لودن، 32 سنة، لكسر في الرقبة والظهر، إلى جانب إصابات خطرة في الساق، في حادثة سيارة خطرة في أغسطس 2020

اندبندنت عربية \ دان باركر

منح علاج روبوتي مبتكر أباً لأربعة أطفال أصيب بالشلل بعد تعرضه لحادثة خطرة أملاً بمرافقة بناته على رجليه إلى المذبح خلال مراسم زفافهن.

وتعرض لوك لودن لكسر في الرقبة والظهر، إلى جانب إصابات خطرة متعددة في الساق، في أغسطس (آب) 2020، ولأكثر من عامين، اضطر صانع الألبان إلى التفكير في نهاية حياته كما كان يعرفها سابقاً.

وقال الشاب البالغ من العمر 32 سنة، من بلدة ووفيل في منطقة دامفرايز وغالاوي، إنه “علم على الفور” بعد الحادثة أنه مصاب بالشلل. أضاف “لم يقل الأطباء إنه لا توجد فرصة للمشي ولكنهم قالوا إن هناك فرصة ضئيلة”.

لكن هذه الفرصة الضئيلة بدأت الآن تتحول إلى حقيقة واقعة بعد أن أصبح أول مريض يتلقى نوعاً جديداً من العلاج في وحدة الملكة إليزابيث الوطنية لإصابات العمود الفقري في غلاسكو.

وقال “سرعان ما بدأت أشعر بالتغيرات الإيجابية، والآن هناك ألم أقل، وتشنجات أقل، وأنام بشكل أفضل وفقدت وزناً. لقد كان ذلك أيضاً تأثيراً كبيراً في صحتي العقلية”.

لقد كانت زوجته آنا وأطفاله آنا (ثماني سنوات)، وكلوي (ست سنوات)، وماري (أربع سنوات)، وإسحاق (ثلاث سنوات)، مصدر إلهام له ودعمه خلال فترة تعافيه.

قال السيد لودن، “لقد ساعدوني على الصمود – وبخاصة زوجتي. لا أعرف كيف كنت سأدبر أحوالي من دونها. لقد مررت ببعض الأوقات العصيبة حقاً، لكن الآن يمكنني أن أتطلع إلى الأمام بأمل حقيقي”.

وأضاف “من الواضح أن الحلم هو أن أسير مع بناتي إلى المذبح [خلال مراسم الزفاف]، لذلك سأستمر في المحاولة، من أجل آنا وجميع أطفالي”.

وأكمل “انظر إلى ما أنجزه هذا النظام معي حتى الآن – ونحن لا ندري ما التطورات الأخرى المرتقبة”، لافتاً “لا تفهموني خطأ، لقد كان الأمر صعباً والمستقبل محفوفاً بالقلق، لكن الفريق هنا كان رائعاً، وأنا أعلم أنهم يساندونني”.

قبل أن يبدأ السيد لودن علاجه على نظام “زيرو جي غايت أند بالانس” ZeroG Gait and Balance System، والذي وصفته هيئة “خدمات الصحة الوطنية” في غلاسكو الكبرى وكلايد بأنه الأول من نوعه في اسكتلندا، قال إنه “بذل الكثير من الجهد ولم ينل أي نتيجة، وكان يشعر باليأس ونضوب الأمل”.

وأضاف، “كان الأمر صعباً حقاً في البداية، ولم أكن أعرف حقاً ماذا أفعل. كنت في لياقة جيدة ونشطاً حقاً، لذا كانت خسارتي لساقي أمراً صعباً”.

في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بدأ باستخدام الجهاز الروبوتي، الذي يدعمه أثناء العلاج ويقوم بمزامنة تلقائية لحركاته لمساعدته على المشي ومنع السقوط.

قال السيد لودن، “لقد غير حياتي وشعوري. لقد انتقلت من حالة القدرة شبه المعدومة على التحرك إلى القدرة على المشي 20 متراً من دون توقف على القضبان. سجلي على نظام “زيرو جي” ZeroG هو 57 متراً.

وأشار “أود أن أستمر في التحسن ولكن بصراحة، إذا لم أتمكن من تحقيق المزيد، سأكون سعيداً كما أنا. مجرد أن تكون قادراً على الوقوف، حتى لو كان بمساعدة إطار، هو أمر مذهل. إذا سألتني قبل ستة أسابيع عما إذا كان بإمكاني تحقيق ذلك لقلت لا تكن سخيفاً، لكن الآن يمكنني الوقوف بجانب أطفالي”.

وقالت كلير لينكولن، وهي كبيرة الباحثين في العلاج الطبيعي في المستشفى، إن المرضى الذين يستخدمون الجهاز يمكنهم القيام بالكثير من النشاطات قبل أن ينهكهم التعب.

وأضافت “يتيح لنا النظام أيضاً أن نكون أكثر إبداعاً في الأنشطة التي نقوم بها، مما يعني أن المريض يحصل على مزيد من المتعة والرضا بينما يرى أيضاً فائدة إضافية”، موضحة “ما زلنا نتعلم الإمكانات الكاملة للنظام، ولكن بسبب الدعم والأمان الإضافي الذي يوفره للمرضى، فقد سمح لنا بالفعل بتجربة العلاجات في وقت أبكر مما كان ممكناً من قبل”.

وقال الدكتور مارييل بورسيل، وهو استشاري إصابات العمود الفقري، إنه منذ أن بدأ حياته المهنية قبل 30 عاماً، أصبح لدى المزيد من المرضى اليوم القدرة على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى.

وأضاف “اعتدنا أن نرى الكثير من الشباب الذكور، الذين ربما تعرضوا لحادثة سيارة أو تعرضوا لحادثة خلال العمل، لكن التقدم في مجال السلامة – ارتداء حزام الأمان وقوانين الصحة والسلامة – أحدثت فرقاً حقيقياً”.

وأوضح “الأضرار التي نشهدها اليوم أقل سوءاً، ونرى مرضى أكبر سناً ممن عانوا إصابات في حوادث منخفضة السرعة. يمنحنا هذا فرصة حقيقية لمساعدة هؤلاء المرضى، وسيكون نظام “زيرو جي” ZeroG مفيداً في هذا الشأن”.

المزيد عن: أخبار بريطاني\اهيئة خدمات الصحة البريطانية\الشلل\حوادث السير\الاختراعات الطبية