بأقلامهمعربي عقل العويط : رسالة مشفّرة إلى الأحرار by admin 19 يناير، 2022 written by admin 19 يناير، 2022 52 مَن له بصيرةٌ فليسترشد بالبصيرة والعقل، وليبصر. ومَن له أذنان مُصيختان فليُصِخ. النهار اللبنانية \ عقل العويط أتابع بألمٍ عظيم ما آل إليه لبنان في هذا “العهد”، على أيدي أصحابه، المدجّجين بآلة الحرب غير الشرعيّة، وبالذمّيّة المسيحيّة، المتبوعة بالذمّيّة السنّيّة (متمثّلةً بما آلت إليه رئاسة الحكومة). ها أنا أقول بالصوت الذي يجب أنْ يسمعه العالم أجمع، المسكونة كلّها، والأربع الجهات من الأرض: ليس لهذا الألم الوجوديّ حدود. ولا للوجع. يمكنني أنْ أضيف: مشاعر الاحتقار والازدراء، التي ليس لخيالٍ أنْ يتوهّم مراتبها وأشكالها وأصنافها. مشاعر الاحتقار والازدراء، حيال ما يجري، لا توصف، لأنّ ما آل إليه لبنان (وما سيؤول إليه) غير قابلٍ للوصف. ها أنا أتابع آخر ما توصّل إليه الإدقاع السياسيّ والوطنيّ على أيدي عصابات هذه السلطة، متوقّفًا في شكلٍ خاصّ عند “أعجوبة” الاستئناف المحتمَل لاجتماعات الحكومة. فهل تعلمون أيّ ثمنٍ سيدفعه (أو يدفعه الآن) لبنان السيّد الحرّ المستقلّ، واللبنانيّون الأحرار، في مقابل عودة “الثنائيّ” (الميثاقيّة!) إلى المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء، على وقع الصفقات الدوليّة والإقليميّة وتردّداتها الداخليّة؟ يمكنكم أنْ تتخيّلوا كلّ شيء. كلّ شيء بدون استثناء، بدءًا من تساقط آخر أوراق التين عن الكرامات الجمهوريّة والدستوريّة مطلقًا، وصولًا إلى استنزاف آخر نقطة شرف في الحكم والحكومة والقضاء والقانون والاقتصاد والمال والأمن الاجتماعيّ والحياتيّ للناس جملةً وتفصيلًا. أمام مشهد امرأةٍ تقف بانكسارٍ مفجع عند باب مستشفى وعلى يدها طفلٌ يفارق الحياة، أو رجلٍ “يحفر” بعينيه، بدموعه، بقلبه، قبل يديه، في برميلٍ للنفايات، بعد منتصف الليل، بل في الوضح الشمسيّ الواضح، لا يعود ثمّة قيمةٌ، أو معنى، لأيّ قوّةٍ، لأيّ أكثريّةٍ، لأيّ سلطةٍ، لأيّ كرسيٍّ، لأيّ قَسَمٍ، وطبعًا لأيّ “مقاومة”. مَن له بصيرةٌ فليسترشد بالبصيرة والعقل، وليبصر. ومَن له أذنان مُصيختان فليُصِخ. أقول لمَن يتنفّسون الصعداء: لا تستبشروا خيرًا بهذه “العودة”. ثمنُها سيكون بـ”العملات الصعبة”، المادّيّة منها والمعنويّة. وإذا كنتم قد اختبرتم ثمن المادّيّ منها، فما أدراكم بالثمن المعنويّ. أمّا الآتي، أي البرهان، فقريبٌ. بل قريبٌ جدًّا. لن أُيئِّس الناس أكثر ممّا هم يائسون. هذه ليست غايتي. إنّي فقط أضع إصبعًا على الجرح، من أجل أنْ أدعو كلّ ذي نبضٍ اعتراضيٍّ حرّ إلى أنْ يهبّ من شبه العدم – الموت الخَنوع، ليلتحق بالدعوات الداعية إلى الوقوف حيث يجب أنْ يقف، بوعي، بحكمة، بذكاء، بترفّع، بتضحية، وبرؤيةٍ اعتراضيّةٍ موحّدة. لقد تأخّر الوقت. لكنّ الأوان لم يفت. ليس من شيءٍ مستحيل تحت سماء لبنان المظلمة. ليس من شيءٍ مستحيل. ولا خصوصًا “التنكيل” بهذه الطغمة الحاكمة، حيث يمكن التنكيل. وما أكثر المَواضع التي يمكن الحفر فيها بصبرٍ، بدأبٍ، بنَفَسٍ طويل، بتواضعٍ وزهد، وتحديدًا تحت الأرض الرخوة التي يقف عليها رهطٌ من أسوأ ما يمكن أنْ تنتجه السياسة من حقارةٍ ممسوخةٍ في الكون. سأقول إنّها رسالة مشفّرة إلى الأحرار. وستصل إلى كلّ مَن يعنيه أنْ يفكّ رموز الرسائل الحرّة المشفّرة. akl.awit@annahar.com.lb 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عبد الرحمن الراشد : التوازن والردع مع إيران next post بعد إغلاق أطالته الثلوج، طلاب أونتاريو على مقاعد الدراسة You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.