الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » عقل العويط : رسالة مشفّرة إلى الأحرار

عقل العويط : رسالة مشفّرة إلى الأحرار

by admin

مَن له بصيرةٌ فليسترشد بالبصيرة والعقل، وليبصر. ومَن له أذنان مُصيختان فليُصِخ.

النهار اللبنانية \ عقل العويط

أتابع بألمٍ عظيم ما آل إليه لبنان في هذا “العهد”، على أيدي أصحابه، المدجّجين بآلة الحرب غير الشرعيّة، وبالذمّيّة المسيحيّة، المتبوعة بالذمّيّة السنّيّة (متمثّلةً بما آلت إليه رئاسة الحكومة). ها أنا أقول بالصوت الذي يجب أنْ يسمعه العالم أجمع، المسكونة كلّها، والأربع الجهات من الأرض: ليس لهذا الألم الوجوديّ حدود. ولا للوجع. يمكنني أنْ أضيف: مشاعر الاحتقار والازدراء، التي ليس لخيالٍ أنْ يتوهّم مراتبها وأشكالها وأصنافها.

مشاعر الاحتقار والازدراء، حيال ما يجري، لا توصف، لأنّ ما آل إليه لبنان (وما سيؤول إليه) غير قابلٍ للوصف.

ها أنا أتابع آخر ما توصّل إليه الإدقاع السياسيّ والوطنيّ على أيدي عصابات هذه السلطة، متوقّفًا في شكلٍ خاصّ عند “أعجوبة” الاستئناف المحتمَل لاجتماعات الحكومة. فهل تعلمون أيّ ثمنٍ سيدفعه (أو يدفعه الآن) لبنان السيّد الحرّ المستقلّ، واللبنانيّون الأحرار، في مقابل عودة “الثنائيّ” (الميثاقيّة!) إلى المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء، على وقع الصفقات الدوليّة والإقليميّة وتردّداتها الداخليّة؟

يمكنكم أنْ تتخيّلوا كلّ شيء. كلّ شيء بدون استثناء، بدءًا من تساقط آخر أوراق التين عن الكرامات الجمهوريّة والدستوريّة مطلقًا، وصولًا إلى استنزاف آخر نقطة شرف في الحكم والحكومة والقضاء والقانون والاقتصاد والمال والأمن الاجتماعيّ والحياتيّ للناس جملةً وتفصيلًا.

أمام مشهد امرأةٍ تقف بانكسارٍ مفجع عند باب مستشفى وعلى يدها طفلٌ يفارق الحياة، أو رجلٍ “يحفر” بعينيه، بدموعه، بقلبه، قبل يديه، في برميلٍ للنفايات، بعد منتصف الليل، بل في الوضح الشمسيّ الواضح، لا يعود ثمّة قيمةٌ، أو معنى، لأيّ قوّةٍ، لأيّ أكثريّةٍ، لأيّ سلطةٍ، لأيّ كرسيٍّ، لأيّ قَسَمٍ، وطبعًا لأيّ “مقاومة”.

مَن له بصيرةٌ فليسترشد بالبصيرة والعقل، وليبصر. ومَن له أذنان مُصيختان فليُصِخ.

أقول لمَن يتنفّسون الصعداء: لا تستبشروا خيرًا بهذه “العودة”. ثمنُها سيكون بـ”العملات الصعبة”، المادّيّة منها والمعنويّة. وإذا كنتم قد اختبرتم ثمن المادّيّ منها، فما أدراكم بالثمن المعنويّ. أمّا الآتي، أي البرهان، فقريبٌ. بل قريبٌ جدًّا.

لن أُيئِّس الناس أكثر ممّا هم يائسون. هذه ليست غايتي. إنّي فقط أضع إصبعًا على الجرح، من أجل أنْ أدعو كلّ ذي نبضٍ اعتراضيٍّ حرّ إلى أنْ يهبّ من شبه العدم – الموت الخَنوع، ليلتحق بالدعوات الداعية إلى الوقوف حيث يجب أنْ يقف، بوعي، بحكمة، بذكاء، بترفّع، بتضحية، وبرؤيةٍ اعتراضيّةٍ موحّدة.

لقد تأخّر الوقت. لكنّ الأوان لم يفت. ليس من شيءٍ مستحيل تحت سماء لبنان المظلمة. ليس من شيءٍ مستحيل. ولا خصوصًا “التنكيل” بهذه الطغمة الحاكمة، حيث يمكن التنكيل. وما أكثر المَواضع التي يمكن الحفر فيها بصبرٍ، بدأبٍ، بنَفَسٍ طويل، بتواضعٍ وزهد، وتحديدًا تحت الأرض الرخوة التي يقف عليها رهطٌ من أسوأ ما يمكن أنْ تنتجه السياسة من حقارةٍ ممسوخةٍ في الكون.

سأقول إنّها رسالة مشفّرة إلى الأحرار. وستصل إلى كلّ مَن يعنيه أنْ يفكّ رموز الرسائل الحرّة المشفّرة.

akl.awit@annahar.com.lb

 

 

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00