بأقلامهمعربي عقل العويط : جرِّبوا… by admin 17 يناير، 2023 written by admin 17 يناير، 2023 28 النهار اللبنانية \ عقل العويط تريدون رئيسًا آخر؟ يمكنكم أنْ تحصلوا عليه. هذا، إذا استطعتم. كما يمكنكم أنْ تواصِلوا تمريغ الدولة، والقانون، والدستور، والقضاء، والعدل، والأمن، والرغيف، والأمان. يمكنكم أيضًا أنْ تأخذوا ما شئتم، وأنْ تستولوا على ما شئتم – إذا استطعتم – لكنّكم لن تحصلوا على لبنان. ولا على صكوك الاعتراف من الأحرار، ولا على الرضوخ، ولا على الخنوع، ولا على الاستسلام. ولن تحصلوا من الأحرار على مواثيق الجزية التي يؤدّيها لكم – فقط – أهل الذمّة وسائر الخدمتجيّة والنفايات. وخصوصًا خصوصًا، لن تتمكّنوا من حرّيّتنا. بيننا وبينكم مسألة الحرّيّة، وهي عمرُها عمرُ الهواء والزمان، وقبل الهواء والزمان وقبل المكان. بل أيضًا قبل الحياة. تريدون سلطة الدولة؟ خذوها – إذا استطعتم – وخذوا – إذا استطعتم – الرئاسات كلّها. والمؤسّسات. وراكِموا الأتباع. وكدِّسوا المرتزقة. والعملاء. والأبواق. والانتهازيّين. والانبطاحيّين. والمتسلّقين. واجمعوا تحت عهركم (وعهدكم) كلّ مَن يقبّل يدًا ورِجلًا ويلحس صبّاطًا وقفا. وفرِّغوا الدولة، ما دمتم تستطيعون. وجوِّفوا الإدارات. ونكِّلوا بالناس. بالأحرار من الناس. وكثِّروا السجون. والنظارات. واشتروا الضمائر. واغتصِبوا الليرة. وعمِّموا “فلسفة” الجوع والمرض والفقر والأوبئة والأمراض. وعطِّلوا الحياة. وامنعوها. وانشروا ثقافة اليأس والقحط والجهل والفساد والتهجير والظلام والموت. لكنّكم لن تحصلوا على امرأةٍ حرّةٍ واحدة، ولا على رجلٍ حرّ واحد. ولن. لن تحصلوا على طفلٍ حرٍّ واحد. ولا أيضًا على نطفة – أو فكرة – جنينٍ حرّ. ولن تتمكّنوا من الحرّيّة. ولا من أصولها. ولا من جذورها. ولا من أشعارها. ولا أيضًا وخصوصًا من مفاتيح أبوابها. وغدها. افعلوا ما شئتم، وما استطعتم – إذا استطعتم – سبيلًا. لستم أوّل من استأثر (في الداخل ومن الخارج)، وصادر، واحتلّ، وهرّب، ورهّب، وقتل… ولن تكونوا الأخيرين. قد تحصلون على السلطة – إذا استطعتم – وقد تحصلون تقريبًا على كلّ شيء، لكنّكم لن تحصلوا على الكرامة، ولن تنالوا منها. لن. حصرمٌ في عيونكم هي الكرامة. وأنتم أيّها السادة الطغاة العبيد: شوكةٌ في زلاعيمكم هي الحرّيّة. ولأفترض أنّكم ستستطيعون. وستتمكّنون. والحال هذه، قد تستولون على الجغرافيا، وقد تستفردون بها. وقد تصادرون لبنان كلّه. عال. لكنْ، جرِّبوا فقط أنْ تغمضوا، وأنْ تناموا. وجرِّبوا – حذار – أن تتنشّقوه في إغماضكم وفي نومكم. جرِّبوا – حذار – أنْ تتنشّقوا لبنان. هؤاؤه مسمومٌ بالحرّيّة. وستختنقون بهوائه. ستختنقون، أيّها الطغاة العبيد، بهواء الحرّيّة! akl.awit@annahar.com.lb 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الآلاف يتظاهرون في ستراسبورغ دعما للاحتجاجات الإيرانية next post إسرائيل تفتش في الدفاتر القديمة عن “مستوطنات الغد” You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024