بأقلامهم عبد الرحمن الراشد يكتب عن: والآن… 1.5 مليون فلسطيني بلا سكن أو تطبيب أو كهرباء by admin 27 أكتوبر، 2023 written by admin 27 أكتوبر، 2023 73 «حماس» ليست الفيتكونغ ولا غزة فيتنام. حرب الفيتناميين قصيرة، كلها 20 سنة فقط، أقصر من حرب الحوثي في اليمن! أما فلسطين، نزاع ممتد منذ أكثر من 80 سنة، والحقيقة عمره 120 عاماً. وإذا كان ولا بد من المقارنات ربما نجد دروساً في نزاعات مثل آيرلندا الشمالية أو الأكراد. الشرق الاوسط / عبد الرحمن الراشد إعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «الشّرق الأوسط» ومجلة «المجلة» والمدير العام السابق لقناة العربيّة. خريج إعلام الجامعة الأميركية في واشنطن، ومن ضمن الكتاب الدائمين في الصحيفة. الذين أنعشتهم أنباء هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ربما لم يخطر ببالهم، ولو للحظة، أن يتساءلوا عن اليوم التالي، ما الذي سيحدث بعده؟ الذي جرى بعده متوقع تماماً. هجوم كاسح وتهجير. نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، أهل نصف غزة الشمالي، تم تهجيرهم عشرين كيلومتراً إلى جنوبها، ليعيشوا في العشرين كيلومتراً المتبقية من القطاع مع المليون فلسطيني! الآن، عشرات الآلاف من الأسر بلا ماء أو كهرباء أو وقود أو سكن، ومن دون مستشفيات أو مدارس. فيديوهاتهم وأخبارهم تدمي القلب. فهل يمكن أن يتواضع المبتهجون قليلاً، ويتأملوا مصير الناس؟ نحن أمام مأساة أخرى، لم يمر مثلها على فلسطين، والفلسطينيين، منذ تهجيرهم في هزيمة حرب 1948. الحال صادمة ومرعبة. لهذا، في القضايا المصيرية، علينا أن نرى كامل الصورة وليس جزءاً منها. باختصار، هجوم «حماس» الكبير، عبر الحدود، قتل 1400 إسرائيلي ودمر حياة مليون ونصف المليون فلسطيني. وهذه بداية المسلسل وليست نهايته. أقول هذا لأن كثيرين يخلطون بين الواقع والفانتازيا، وبين الوقائع الماثلة للعيان واستعارات التاريخ المبتسرة، وبين الممكن والمفروض، وبين الحلقة والمسلسل، وبين الخبر العاجل والقصة الكاملة. للبعض الذي يتفرج على «نتفليكس» ومثيلاتها، أحداث غزة مجرد فيلم آخر. الواقع غير ذلك. ناس القطاع ليسوا ممثلين، وغزة ليست مسرحاً من ديكور خشبي. لو تخيلتم التفاصيل ستصيبكم بالحزن وربما الجنون. مرضى بلا مستشفيات، وأطفال رضع بلا حليب، والآلاف ينامون على الطرقات من دون ألحفة. الذين في أسرتهم الوثيرة بترف يستشهدون بالفيتكونغ وفيتنام ودحر المحتل الأميركي هنا وهناك. غزة وفلسطين مأساة قرن لا يجوز أكاديمياً، وبالطبع خلقاً وإنسانية، وضعها في ميزان المقارنات والحروب. ما الذي يتوقعه المنتشون من أدرينالين هجمات السابع من أكتوبر؟ يطالبون فلسطينيي الضفة بالمواجهات حتى يفقدوا ما تبقى من أراضيهم! وينادون على مصر والدول العربية بأن تحارب، وللسخرية يقارنونها بامتناعهم، هم، عن شرب قهوة أو هامبرغر من شركة أميركية، احتجاجاً وتضامناً. يا لها من تضحية عظيمة من جانبهم. حتى قبل السابع من أكتوبر، كنا ندري أن مصر لن تشن الحرب، والسعودية والكويت والعراق لن تقطع البترول أو الغاز، وأبو مازن لن يلغي أوسلو، وعشائر الأردن لن تعبر النهر، و«حزب الله» سيعض على بيروت، وما تبقى من الدول الاثنتين والعشرين العربية لن تفعل شيئاً. أبداً، لا توجد مفاجآت. ولو كنت أنت صاحب قرار بينهم، ستفعل مثلهم. لم يشركك أحد، ولم تستشر في قرار الهجوم. أيضاً، أنت لن تدمر بلدك وشعبك من أجل عنوان في الأخبار، أو فيديو في «تيك توك»، أو التصفيق لك في ساحة الإرادة. للعلم فيتنام، التي صدع رؤوسنا بها البعض، كانت حرباً بين الفيتناميين المنقسمين. الجنوبيون، والأميركيون في صفهم، ضد الفيتناميين الشماليين الشيوعيين، كانت من حروب الحرب الباردة، مثل كمبوديا وأفغانستان. «حماس» ليست الفيتكونغ ولا غزة فيتنام. حرب الفيتناميين قصيرة، كلها 20 سنة فقط، أقصر من حرب الحوثي في اليمن! أما فلسطين، نزاع ممتد منذ أكثر من 80 سنة، والحقيقة عمره 120 عاماً. وإذا كان ولا بد من المقارنات ربما نجد دروساً في نزاعات مثل آيرلندا الشمالية أو الأكراد. الاستدلال بالعراق وأفغانستان وفيتنام في غير محله، الإسرائيليون ليسوا أميركيين ترهقهم الخسائر ويحملون حقائبهم قافلين، هذا صراع بين قومين ولا بد من حل سياسي يتفاهم عليه الطرفان. في هجمات 7 أكتوبر الخاسر الوحيد هو الفلسطيني، حتى الإسرائيليون رغم عدد قتلاهم الكبير يجدون فيها فرصة لتصفية حساباتهم. والكثيرون، غير الإسرائيليين، لديهم حساباتهم أيضاً، يسعون لتجنب الأضرار أو تحقيق المكاسب، بمن فيهم الروس والإيرانيون والأتراك والسوريون والخليجيون والمصريون والعراقيون والبقية. الفلسطيني هو الخاسر الوحيد. هل هذا يعني أن على الفلسطينيين الاستسلام؟ للحديث بقية… 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رضوان السيد يكتب عن: الحرب على غزة والرأي العام الغربي next post حازم صاغية يكتب … عن منطقة تكره السياسة You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024