بأقلامهم عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يتخلّص السوريون من إرث 60 عاماً سيئة؟ by admin 9 ديسمبر، 2024 written by admin 9 ديسمبر، 2024 79 الكثيرُ من الآمال يحلمُ بها أكثرُ من عشرين مليون سوري فهل حقاً ينتظر سوريا أخيراً الفرجُ وتعودُ دمشقُ عاصمةَ الحضارات؟ الشرق الاوسط / عبد الرحمن الراشد إعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «الشّرق الأوسط» ومجلة «المجلة» والمدير العام السابق لقناة العربيّة. خريج إعلام الجامعة الأميركية في واشنطن، ومن ضمن الكتاب الدائمين في الصحيفة. اليوم يبدأ السوريون عهداً جديداً يتخلَّصون فيه من كلّ ما يذكّرهم بستينَ عاماً من حكمه وتاريخ والدِه حافظِ الأسد. سيُسدلُ السّتار على علمِ النَّجمتين ويُرفع علمُ الاستقلال ذو النَّجمات الثلاث، ويُغلق حزبُ البعث، وتُحَلُّ الفرقةُ الرابعة المرعبة، وتنتهي العَلاقةُ الخاصةُ مع إيران وروسيا، ومراكزها الثقافية. ويعود اثنا عشرَ مليون سوري مهجّرين ونازحين من الداخلين والخارج إلى وطنِهم، ويُطوى بذلك تاريخُ دولةٍ تأسست على انقلابِ عام 1963. لاحتِ السعادةُ على وجوه السوريين كأنَّهم يخرجون من حبس كبير، بعد أكثرَ من ستة عقود عاشوها في بلد بوليسي، منغلقٍ اشتراكي، مليء بالسجون والمعتقلين. رافقهم الفقرُ عاماً بعد عام، واستمرت الليرةُ في الانهيار حتى لم يعد لها قيمة. وقد جرّب بشارُ الأسد أن يهزمَ الثوار برفع مرتباتِ جنودِه إلى النّصف، لم يكن سوى 17 دولاراً في الشهر. ترك البلادَ مفكّكةً محتلة، قوات أميركية، وميليشيات إيرانية وأفغانية وعراقية ولبنانية. تداولوا الدولارَ الأميركي في القامشلي والليرةَ التركية في حلب، كانت الدولةُ مجردَ علم في دمشق، وعندما ثارتِ الحربُ وسقطت حلب، لم يستغرقُ الأمرُ سوى 17 يوماً حتى تصلَ المعارضةُ المسلحة إلى دمشقَ وتصعدُ جبلَ قاسيون. لقد رفضَ الجنودُ القتال. الكثيرُ من الآمال يحلمُ بها أكثرُ من عشرين مليون سوري فهل حقاً ينتظر سوريا أخيراً الفرجُ وتعودُ دمشقُ عاصمةَ الحضارات؟ سوريا تستحقُّ فرصتَها بعد ستين عاماً من الانتظار. لكنَّ بناءَ الدولةِ أصعب، والتحديات أمام السوريين كثيرة. لقد أظهر أحمد الشرع، قائدُ العمليات العسكرية، شخصيةً لا تشبه أحداً ممن حكموا سوريا في نصفِ قرن. قالَ كلاماً جامعاً وعادلاً ورحيماً، ووجدَ ترحيباً من كلّ السوريين. وهو في الدَّرب إلى دمشقَ أظهر شخصيةً قياديةً حكيمة، دخلَ عشرات المدن والبلدات بقواتِه من دون أن تُنهبَ أو تُسلب أو تثأر. ولا ندري بعد من سيحكمُ عاصمةَ الأمويين. سلَّم مدينةَ السلمية للإسماعيليين ليديروا شؤونَهم بأنفسهم، وزارَ قلعةَ حلب التاريخية، ثاني أكبر مدن سوريا، بعد سيطرة مقاتليه عليها، موجّهاً رسائلَ طمأنة إلى المسيحيين بأنَّهم لن يتعرضوا لأي أذًى. وعندما أعلنَ السيطرةَ على حماة وعدَ ألا يكون هناك «ثأر» للمجزرة التي ارتكبت في المحافظة في عهد حافظِ الأسد. لقد لعبً الأسدان على عاملِ الخوف عند الأقليات لضمان تأييدهم، ومع ذلك لا ننسَى أنَّ العديدَ ممَّن قادوا الثورة كانوا علويين ومسيحيين وأكراداً مع الغالبية السنية. هل سقوط الأسدِ يعني أنَّنا أمام بداية سوريا موحدة، ثورتها لا تشبه ثورةَ ليبيا ولن تلقَى مصيرَها؟ هناك الكثير ممَّا يستحقُّ الحديثَ عنه لاحقاً . 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post غسان شربل يكتب عن: سقوط الأسد وليلة المصائر الدمشقية next post نائب إيراني: خسرنا أكثر من 6000 قتيل في سوريا You may also like غسان شربل يكتب عن: ليلة القيصر 3 مارس، 2025 حازم صاغية يكتب عن:السؤال الذي يتحاشى الكثيرون طرحه! 3 مارس، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: أمة التغيير..”ما فيش فايدة” 3 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يسير ترمب... 2 مارس، 2025 سكوت أتران – أنخيل غوميز: ما تطلعات أهل... 28 فبراير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: «مقاومة»… لكنها لا تقاوم 28 فبراير، 2025 جو معكرون يكتب عن: إضطراب المكوّن الشيعي في... 27 فبراير، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: التقارب الروسي –... 27 فبراير، 2025 دلال البزري تكتب عن: حزب الله… نصر الله 27 فبراير، 2025 سونر چاغاپتاي يكتب من داخل المحادثات الأخيرة لحزب... 26 فبراير، 2025