بأقلامهم عبد الرحمن الراشد يكتب عن: الترمبية… المخاطر والفرص by admin 6 فبراير، 2025 written by admin 6 فبراير، 2025 20 إن كانت إسرائيل عازمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية فإنها ستضطر للانتظار حتى يفشل ترمب في مساعيه التفاوضية التي يرجح أن تبدأ قريباً. ولن يكون مستغرباً أن تتعاون القيادة الإيرانية مع ترمب، حيث إنها فقدت أكثر من نصف قوتها الخارجية بعد تدمير قدرات «حماس» و«حزب الله» وإسقاط نظام الأسد. الشرق الاوسط / عبد الرحمن الراشد إعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «الشّرق الأوسط» ومجلة «المجلة» والمدير العام السابق لقناة العربيّة. خريج إعلام الجامعة الأميركية في واشنطن، ومن ضمن الكتاب الدائمين في الصحيفة. كثيرون يرددون أن أقوال دونالد ترمب، الرئيس الأميركي العائد، مجرد فرقعة صوتية. رأيي باختصار شديد، ترمب قد يكون أي شيء، قنبلة صوتية أو قنبلة مدمرة. أمامنا أربع سنوات الأرجح أنها غير عادية، قد تكون الكابوس الذي نخشاه، فلسطينيون بلا أرض، أو الحلم، دولة فلسطينية. ربما تتسبب سياساته في حرب إقليمية خطرة مع إيران، أو ينجز سلاماً إقليمياً يختتم أربعين عاماً من المعارك والتوترات مع إيران عربياً وغربياً. قد يتسبب في سقوط أنظمة وتعم الفوضى، أو يساعد على بسط الأمن والسلام في المنطقة. هذه ليست مبالغة، ترمب شخصية لا يمكن التنبؤ بها. لا يمكننا تجاهل الرئيس الأميركي الحالي، هازئاً أو جاداً، وكما قال المتنبي: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم فهو لم يكمل بعد مائة يوم في رئاسته وقد قام بفصل قياديين في وكالة الـ«إف بي آي»، وعطل نشاطات وكالة الإغاثة الأميركية ونقل عشرة آلاف موظف منهم، وأوقف كل المساعدات الأميركية للعالم، وانسحب من منظمة الصحة الدولية، وبدأت طائرات نقل عسكرية تحمل اللاجئين غير النظاميين إلى خارج الولايات المتحدة في مشهد غير مسبوق، واضطر رؤساء في أميركا اللاتينية لاستقبالهم. كذلك سارع رئيس وزراء كندا بنشر نحو ربع مليون من الجيش وحراس الحدود لمنع عمليات التسلل والتهريب، وكذلك فعلت المكسيك. وبدأت في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، اجتماعات للتدارس حيال عزم ترمب على التخلي عن دعم أوكرانيا ورفع الرسوم الجمركية على بضائعهم. إذا لم تكن هذه الأفعال توضح شخصية ترمب وأسلوب إدارته فإن الآتي قد يكون أعظم. قبل أن يصل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، إلى واشنطن، رفع ترمب الحظر عن بيع قنابل الألفي رطل لإسرائيل التي سبق أن منعها سلفه بايدن، وأعلن عن العمل على منع إيران من بيع نفطها. وبعد «التعرف» على الرئيس الأميركي الذي أصبح أقوى من المرة الماضية، علينا أن نراجع القضايا التي سيخوض فيها. رفض التعامل معه ثمنه كبير، ومع أن ترمب كرر مراراً أنه لن يستخدم القوة العسكرية ضد خصومه أو من يختلف معهم، لكن بمقدوره إلحاق الأذى بمن يختلف معهم. بيد ترمب سلاحان، الأول اقتصادي ومالي، مثلاً رفع الرسوم الجمركية، ولحسن الحظ الصادرات العربية محدودة للولايات المتحدة، أو وقف المساعدات. الدول العربية التي تحصل على المعونات تحتاج إلى أن تعيد ترتيب أوضاعها إن كانت تنوي عدم التعاون معه، وعليها ألا تأمل بدعم بديل من الدول العربية وغيرها؛ لأن ترمب سيعاقب الحكومات والبنوك الدولية التي تعين الحكومات التي تتحداه. السلاح الثاني سياسي، فالخلاف مع ترمب ستستغله القوى المعارضة. هذه القوى، جماعة «الإخوان» على سبيل المثال، قد تحاول الاستفادة من المناخ السياسي. فهي من جهة تحرض على تحدي ترمب وإحراج الحكومات العربية بحملات دعائية، والعمل على إضعافها، وفي الوقت ذاته ستتقرب الجماعة من إدارة ترمب والتعاون معها للهدف نفسه، كما فعلت في عام 2011. القضيتان الرئيسيتان أمام إدارة ترمب، الإيرانية والفلسطينية. تتفرع عنهما أزمات مثل الحوثي اليمني، وسوريا، ولبنان، وكذلك العراق. إن كانت إسرائيل عازمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية فإنها ستضطر للانتظار حتى يفشل ترمب في مساعيه التفاوضية التي يرجح أن تبدأ قريباً. ولن يكون مستغرباً أن تتعاون القيادة الإيرانية مع ترمب، حيث إنها فقدت أكثر من نصف قوتها الخارجية بعد تدمير قدرات «حماس» و«حزب الله» وإسقاط نظام الأسد. أيضاً، سيتضاعف الخطر عليها من جراء خنق اقتصادها، حيث قرر ترمب إعادة تفعيل حظر بيعها النفط، ومن المرجح كذلك أن يضع على الطاولة التهديد بقصف إسرائيلي لقدرات إيران النووية، بما يعني فقدان كل أوراقها التفاوضية التي كانت تلوح بها. القضية المستعجلة والخطيرة مشروع ترمب بتفريغ غزة، وللحديث بقية. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ( 6 طرق) سهلة تحميك من عمليات الاحتيال على الإنترنت next post ميلانيا ترمب… ما خفيَ تحت القبّعة من ألغازٍ وأسرار You may also like بيل غيتس: العلاج النفسي في طفولتي غير حياتي 5 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن: ترامب ونتنياهو.. “توسيع” إسرائيل... 5 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن: هدفان مفروضان دولياً.. “تعاون”... 4 فبراير، 2025 حازم صاغيّة يكتب عن: لـبـنـان لـقـمـان سليم ولـبـنـان... 4 فبراير، 2025 طارق الشامي يكتب عن: أوراق ترمب وحدود مقاومة... 3 فبراير، 2025 ماجد كيالي يكتب عن: من “انتصارات” الأنظمة إلى... 3 فبراير، 2025 ألكسندر دوغين يكتب عن: “الترمبية” قد تهز العالم 3 فبراير، 2025 غسان شربل يكتب عن: الشرع والموعد السعودي 3 فبراير، 2025 حازم صاغية يكتب… عن الحشود التي تكسر القلب... 2 فبراير، 2025 أحمد مصطفى يكتب عن: خطط الصين للرد الانتقامي... 1 فبراير، 2025