تعانق ابنها أثناء لم شملهما بعد سنوات من الانفصال (أ ف ب) عرب وعالم عائدون إلى حلب: أجمل لحظة نعيشها by admin 6 ديسمبر، 2024 written by admin 6 ديسمبر، 2024 27 يتحدثون عن فرحتهم برؤية مدينتهم من جديد بعد سنوات النزوح وعن حلم تحقق بعناق الأولاد والأمهات اندبندنت عربية / أ ف ب في منزلها بمدينة حلب، حضنت بحرية بكور ابنها محمد طويلاً، وتشاركا الدموع فرحاً بلقاء طال انتظاره، بعدما أتاح خروج المدينة عن سيطرة القوات الحكومية إثر هجوم مباغت لفصائل معارضة، عودته. تقول بكور (43 سنة) بينما لا تنفك تعانق ابنها لوكالة الصحافة الفرنسية، “كنت أحصي الدقائق والساعات لرؤيته. لم أتوقع أن يحصل ذلك. كنت أخال أنني سأموت قبل أن أراه”. وكان محمد جمعة (25 سنة) في عداد عشرات آلاف من سكان المدينة ومقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم نهاية عام 2016 إثر اتفاق تسوية كرس سيطرة القوات الحكومية على المدينة بالكامل، بعد أن كانت فصائل معارضة تسيطر على أحيائها الشرقية منذ عام 2012. وحده يعلم فرحتي بعد هجوم “هيئة تحرير الشام” وفصائل معارضة في شمال سوريا، وسيطرتها على غالبية أحياء مدينة حلب ومناطق مجاورة، عاد محمد الذي كان استقر في عفرين الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً من حلب، حيث كان يعمل على صهريج لنقل المياه، إلى مسقط رأسه. وتضيف الوالدة “الحمد لله أنني رأيته. وكأن الدنيا كلها ضحكت لي”. في غرفة متواضعة ذات جدران إسمنتية، تجلس بكور مع ابنها على مقعد وحيد، تمسك يديه وتقبلهما من دون توقف. وتقول بتأثر “الله وحده يعلم فرحتي”. “الحمد لله أنني رأيته. وكأن الدنيا كلها ضحكت لي” (أ ف ب) وتتابع “نذرت أن أصوم لسبعة أيام، وأقدم الطعام في بيتي لسبعة أيام، وأن أقبل الأرض التي داس عليها، إن عاد إليّ”. في زقاق أمام المنزل، يجلس أقارب وجيران توافدوا للتهنئة، يسألون الشاب عن أحواله ويتحدثون عن التطورات الأخيرة في المنطقة. وكان الآلاف من معارضي رئيس النظام السوري بشار الأسد، لا سيما المقاتلين، فضلوا التسوية عام 2016، وتم إجلاؤهم إلى مناطق مختلفة خارجة عن سيطرة القوات الحكومية، على البقاء في حلب. في منزل العائلة في حلب، يراقب جمعة الذي ارتدى سترة عسكرية ولف رأسه بكوفية حمراء وبيضاء، والدته ترحب بالضيوف، ويقبل يديها بدوره. ويقول للصحافة الفرنسية “خرجت من حلب عندما سيطر النظام عليها. كنا نعلم أنه لا يمكننا البقاء فيها لأنه يصنفنا كإرهابيين. حوصرنا وخرجنا من حلب”. ويوضح الرجل القوي البنية وهو أب لأربعة أطفال “لا أصدق حتى الآن أنني عدت إلى حلب. أهلي كلهم هنا”، متابعاً “إنها فرحة لا توصف”. هنا قلعتنا وأرضنا وأحكمت القوات الحكومية سيطرتها على المدينة عام 2016، بعد سنوات من المعارك تخللتها غارات كثيفة وحصار خانق انتهى بإجلاء 35 ألف شخص بين مقاتلين ومدنيين، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر حينها. وتوجه المغادرون إلى ريف حلب الغربي حيث توجد اليوم سيطرة لفصائل موالية لتركيا، وإلى محافظة إدلب المجاورة التي أصبحت في ما بعد معقل “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى تنفذ الهجوم المستمر منذ أيام ضد القوات الحكومية. منذ ذاك الحين، لم يعد جمعة إلى مدينته التي يقول إنه وجد “شوارعها قد تغيرت قليلاً”، لكنها تبقى “بلدنا: أرضنا هنا وقلعتنا هنا”. إلا أن فرحة اللقاء ينغصها غياب والده الذي يقول إن قوات النظام اعتقلته بعد بسط سيطرتها على المدينة، موضحاً “ما أتمناه الآن فقط هو عودة أبي. لا نعرف شيئاً عنه”. بين العائدين أيضاً أحمد عرابي (35 سنة) الذي نزح من حلب قبل سبع سنوات باتجاه محافظة إدلب مع زوجته وطفلته الرضيعة أسيل. لكن ضراوة الغارات حينها على المنطقة حيث يقيم حالياً أكثر من خمسة ملايين شخص، العدد الأكبر منهم نازحون، دفع بزوجته للعودة مع طفلته إلى منزل عائلتها في حلب. لم يظن الناشط الإعلامي المعارض أن غربته ستطول إلى هذا الحد. ويقول للصحافة الفرنسية “بعد التهجير كانت العودة بمثابة حلم. عندما بدأت المعارك، لم أنتظر. كنت أود رؤية ابنتي”. “لا أصدق حتى الآن أنني عدت. أهلي كلهم هنا” (أ ف ب) ويضيف “قبل يوم من المعركة، تحدثت معها عبر الفيديو. في اليوم التالي قررت أن أنطلق. لم يكن الطريق ممشطاً بشكل كامل. وصلت إلى الحي وبدأت مناداتها باسمها. عندما شاهدتها كانت أجمل لحظة أعيشها”. ويتحسر عرابي على السنوات الماضية. “لم أعش مشاعر الأبوة، ولم أتمكن من عناقها وتقبيلها على مدى سنوات”. حديقة في حلب اصطحب عرابي طفلته التي لا تفارق الابتسامة وجهها وهي ترتدي ثياباً ملونة وتحمل حقيبة من القش، إلى حديقة في حلب. كان يحملها ويقبلها حيناً، ثم ينتظرها وهي تلعب بينما تعلو حولهما قهقهة أطفال وزحمة رواد. لكن في أنحاء أخرى من المدينة، تفتقد الشوارع زحمتها الاعتيادية ويطغى شعور بالقلق، إذ يخشى سكان من تدهور الوضع، أو من تعرضهم لمضايقات من الفصائل المعارضة. وقال موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا، إن التطورات الأخيرة في البلاد “تثير ردود فعل مختلفة بين الشعب السوري، فهي تشكل تهديداً خطراً بالنسبة إلى البعض، وهي مؤشر أمل بالنسبة إلى آخرين”، داعياً الى خفض التصعيد وإلى حل سياسي للنزاع. أما عرابي فيتمنى أن تتذكر ابنته يوماً ذهابها إلى الحديقة مع والدها حيث “لعبنا والتقطنا الصور، هذه أسعد لحظات بالنسبة إلى الأب”. ويضيف “حلب حلم لكل حلبي. لكل شخص يعيش في الخارج وعاد. حلب أم وأصالة، وهي تستقبل الجميع”. المزيد عن: سوريامعركة حلبهيئة تحرير الشامالمعارضة السوريةقوات النظام السوريبشار الأسدالصليب الأحمرالحرب في سوريا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل ينقذ “استفتاء الدستور” ليبيا من مستنقع الانقسام؟ next post جنود “معركة حلب” خلف الستار You may also like ميقاتي يلتقي عون: نحن أمام مرحلة جديدة لسحب... 10 يناير، 2025 نعمت عون حملت مسؤوليات «بحجم جبال»… ما نعرفه... 10 يناير، 2025 كانتونات للدروز وأخرى للأكراد… ترسيم سوريا بخطط إسرائيل 10 يناير، 2025 كواليس الساعات الأخيرة لانتخاب عون رئيسا للبنان 10 يناير، 2025 هل تتمكن “الإخوان” من لملمة “إمبراطوريتها” المالية بعد... 10 يناير، 2025 بايدن يهنئ جوزيف عون: “الزعيم المناسب للبنان” 10 يناير، 2025 هل يعكس انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان الملامح... 10 يناير، 2025 “النواب الأميركي” يصوت بمعاقبة “الجنائية الدولية” بسبب إسرائيل 10 يناير، 2025 العثور على مواطن سويسري ميتا داخل سجن في... 10 يناير، 2025 الفقر والبطالة في إيران بين الواقع والإحصاءات الحكومية 10 يناير، 2025