الإثنين, يناير 20, 2025
الإثنين, يناير 20, 2025
Home » طوني فرنسيس يكتب عن: ماذا بعد هزيمة المشروع الإيراني؟

طوني فرنسيس يكتب عن: ماذا بعد هزيمة المشروع الإيراني؟

by admin

 

سعت طهران إلى إخراج أميركا من منطقة غرب آسيا فعادت الولايات المتحدة للإمساك بمفاصلها من لبنان إلى غزة

اندبندنت عربية / طوني فرنسيس إعلامي وكاتب ومحلل سياسي لبناني

ارتبط النشاط الإيراني في المشرق العربي خلال العقد الأخير بشعار العمل على “طرد الأميركيين من غرب آسيا”، وانتهى العقد بطرد الإيرانيين وعزلهم وتنشيط الحضور الأميركي نفسه عسكرياً وسياسياً.

وعلى مدى العقود الأربعة من قيامها، بنتْ الدولة الخمينية تنظيماتها في لبنان والعراق واليمن وأرسلت جنودها وجنرالاتها إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد، ثم ابتدعت نظرية وحدة الساحات عشية عملية “طوفان الأقصى”، في محاولة ربط مباشر بين معركة تحرير فلسطين ومعركة إخراج الأميركيين من المنطقة، لكن نتائج هذه الجهود الإيرانية جاءت مخيبة وكارثية، مخيبة للمشروع الإيراني التوسعي، وكارثية للمجتمعات التي استهدفها ذلك المشروع، فلم يحصد العراق من التدخل الإيراني سوى تعميق الانقسام المذهبي وتعميم الفساد ونسف أسس الدولة التي يطمح إليها العراقيون، وأدى التدخل الإيراني في سوريا إلى تعميم المجازر والدمار وفرض تغييرات ديموغرافية على بلد عربي امتاز دائماً بتنوعه وعيشه المشترك، ومثل ذلك حصل في لبنان حين نسف التدخل الخميني كل احتمالات قيام المؤسسات بدورها في بلد تميّز باكراً بنظامه الديمقراطي البرلماني، وزج بالبلاد في سلسلة من الصراعات والحروب، وفي اليمن جرى توجيه الميليشيات الحوثية إلى خوض معارك إقليمية تغطي مسؤولية تلك الميليشيات في منع إتمام المصالحة الوطنية، وإخراج هذا البلد من نفق الفقر والدمار.

كل تلك الطموحات الإيرانية انتهت اليوم أو هي في بداية نهايتها، فلقد انهار نظام الأسد وفرّ الإيرانيون من سوريا وباتوا ممنوعين من دخولها، سوريا التي اعتبرها قادة إيرانيون المحافظة الإيرانية الـ 35، وقال الوزير الراحل حسين أمير عبداللهيان إن خسارتها تفوق في الخطورة خسارة إقليم خوزستان الإيراني الغني بالنفط والمواد الأولية، حيث طُرد الإيرانيون بعد أكثر من 40 عاماً من محاولاتهم التغلغل وبناء القواعد الصلبة فيها.

وفي مصادفة معبرة أن هذا الطرد جرى في اليوم التالي للضربة التي تلقتها إيران في لبنان، واضطر “حزب الله”، ممثلها فيه، على توقيع اتفاق ينهي في حال تنفيذه وجوده العسكري في لبنان، وانعكست تطورات البلدين سريعاً على العراق حيث جرى ضبط تحركات الميليشيات الموالية لطهران، ووضعت قضية إنهاء “الحشد الشعبي” قيد النقاش والبحث، بما في ذلك مع المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يتمسك ببقاء الميليشيات في موازاة الدولة.

مسار التحولات هذا بدأ باكراً، فقد قاومت شعوب المنطقة التخريب الإيراني مثلما واجهت قبله الاحتلال الإسرائيلي، لكن الضربة القاصمة التي أصابت تطلعات وخطط إيران جاءت إثر اندفاع “حماس” في فتح معركة غزة، إذ كانت إيران هيأت لتلك اللحظة، مع نفيها علمها بالتوقيت، ولم تبخل عبر مسؤوليها ومحلليها في تحليل وشرح خلفيات “طوفان الأقصى” بوصفه تحركاً يهدف إلى أمور عدة، أولها الانتقام لاغتيال قاسم سليماني، وثانيها وقف عمليات السلام العربي – الإسرائيلي التي انطلقت مع عملية “اتفاقات إبراهام”، ومواجهة الموقف السعودي الذي اشترط لقيام السلام السير في عملية بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وثالثها نسف مشروع الممر الهندي – الأوروبي، ورابعها وضع نظرية “وحدة الساحات” موضع التنفيذ بقيادة “محور المقاومة” الذي تموله إيران، وخامسها بدء تنفيذ شعارات إزالة إسرائيل من الوجود وطرد الأميركيين من غرب آسيا.

فتح النار في غزة كان إيذاناً بالوصول إلى النتائج الهائلة التي نشهدها، فقد انطلقت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة وغالبية القوى الكبرى في العالم في حرب مدمرة قتلت وشردت مئات ألوف الفلسطينيين، وأطاحت بأحلام المرشد علي خامنئي وكشفت أهدافه ونياته، وأوقعت الحرب الإسرائيلية المجنونة خسائر فادحة في الأذرع والأتباع، مخلفة الدمار والقتلى والجرحى على طول ساحل المتوسط الشرقي من غزة إلى بيروت، مروراً بأراضي فلسطين والجنوب والبقاع اللبنانيين، وصولاً إلى سوريا ساحلاً وداخلاً.

انتهت الحروب التي أعقبت يوم “الطوفان” باستعادة “الكيان” المحكوم بالزوال قوة الردع داخل فلسطين وخارجها وصولاً إلى إيران نفسها، والمعارك التي كان من أهدافها إخراج الأميركيين أفقياً، على قول الأمين العام السابق لـ “حزب الله” حسن نصرالله، أسفرت عن تعزيز الأميركيين حضورهم المباشر في المنطقة من العراق إلى سوريا ولبنان وأخيراً غزة، فالتسوية التي وافقت عليها إيران عبر حزبها في لبنان يشرف عليها جنرال أميركي، وهدنة غزة التي انطلقت متعثرة ترعاها أميركا ضمن ثلاثي يضم مصر وقطر، وفي لبنان وغزة تطوعت الولايات المتحدة لإعطاء ضمانات لإسرائيل تسمح لها باستخدام القوة لدى شعورها بالتهديد.

وفي الحال اللبنانية لم يخف أطراف اتفاق وقف الأعمال العدائية بين “حزب الله” وإسرائيل معرفتهم بتلك الضمانات، وفي حال اتفاق غزة كانت الضمانات الأميركية ممهورة بتوقيع رئيسين، جو بايدن ودونالد ترمب، واللذين “تعهدا لإسرائيل بأنهما سيوافقان على استئناف الحرب في حال خرق ‘حماس’ اتفاق وقف إطلاق النار أو تسلحت مجدداً أو استأنفت العمليات المسلحة في غزة”.

هذا التعهد الذي أكده مسؤولون أميركيون كبار لصحيفة “إسرائيل هيوم” وأعلنه نتنياهو يماثل في مضمونه رسالة التطمينات الأميركية لإسرائيل في شأن لبنان و”حزب الله”، والتي أتاحت وتتيح لإسرائيل مواصلة هجماتها في عمق الأراضي اللبنانية ضد أي تحرك لـ “حزب الله”، وهو ما يضع المهلة المحددة لتنفيذ الاتفاق والتي تنتهي أواخر يناير (كانون الثاني) الجاري في مهب الريح في حال لم يجر الالتزام بمضمون القرار رقم (1701) وإجراءاته من جانب الحزب المذكور.

قادت إدارة بايدن العمل من أجل اتفاقي غزة ولبنان، ولكن التوصل إليهما احتاج إلى ضغط مكثف من الرئيس المنتخب، فقد هدد ترمب بالجحيم في حال لم يجر التوصل إلى اتفاق في غزة، ووعد بالسلام في لبنان قبل أن يتولى منصبه، وفي موقع “فوكس نيوز” جاء أن تهديد ترمب بالجحيم “كان بمثابة رسالة واضحة ليس فقط لـ ‘حماس’ بل لجميع الجهات الفاعلة المارقة في الشرق الأوسط، ومثّل ذلك تجسيداً للرؤية الواضحة للإدارة المقبلة التي تبشر بفصل جديد في مستقبل هذه المنطقة المضطربة والمتقلبة”، والمستقبل الجديد يقوم على قاعدة “فرض السلام بالقوة”، وفي الرؤية الأميركية التي مورست خلال 466 يوماً من القتال في غزة ولبنان أن تهدئة تتحقق عبر تغيير تاريخي يحصل في الشرق الأوسط ويناقض تماماً رؤية خامنئي وأنصاره، فقد “عانت إيران ووكلاؤها من انتكاسات كبيرة”، وجرى تدمير “حماس” في غزة وإسقاط نظام الأسد في سوريا، أما في لبنان فانتخب رئيس للجمهورية ورئيس وزراء جديدين” كلاهما من خارج الصندوق الإيراني.

ترتبك القيادة الإيرانية في مواجهة انهيار مشروعها، ورئيسها مسعود بزشكيان يتعرض لهجمات أنصار خامنئي، ويتهمونه بممالاة الغرب فيما ينصرفون إلى الإشادة بالانتصارات “الإلهية” في لبنان وفلسطين، وآخر الهجمات التي تعرض لها بزشكيان جاءت على خلفية نفيه أن تكون إيران تسعى إلى الانتقام من ترمب بسبب قراره اغتيال سليماني، وصحيفة المرشد “كيهان” قالت له “أنت موظف مهمته تنفيذ إرادة خامنئي، لكن ذلك لم يمنع إيران من المسارعة إلى توقيع الاتفاقات الإستراتيجية مع روسيا عشية تنصيب ترمب للقول إن لطهران حلفاء أقوياء، لكن موسكو تعاملت ببرودة مع هذا الحدث، وقيل إن بوتين جعل بزشكيان ينتظره ساعة كاملة قبل الإيذان باستقباله في الكرملين، ولم تتضمن الاتفاقات بنداً دفاعياً كما في معاهدات وقعتها روسيا مع بيلاروس وكوريا الشمالية، وفوق ذلك تساءل المحلل الروسي أندريه أنتيكوف “إلى أي مدى ستتمكن روسيا من تنفيذ أحكام هذه المعاهدة، فلقد أصبحت إيران ضعيفة للغاية على خلفية الأحداث في غزة ولبنان وسوريا”.

والسؤال الروسي يستبطن رغبة بمعرفة ما سيجري لاحقاً مع ترمب، فروسيا أيضاً تنتظر ولا تراهن كثيراً على حلفاء من نوع إيران تتهمهم بأنهم فروا من سوريا من دون أن يخوضوا المعركة الحاسمة، والشرق الأوسط يتغيّر فعلاً بين مشروعين، واحد إيراني يُهزم وآخر إسرائيلي من دون أفق إذا واصل تجاهل الحقوق الفلسطينية الأساس، وبين المشروعين يطل ترمب ونظرته إلى فرض السلام بالقوة، وهو يعرف تماماً أن هذا السلام مطلب عربي صاغته مجموعة الدول العربية وأقرته في “قمة بيروت”، وكررت طرحه في “قمم الرياض”، وهو ما سيكون على الطاولة خلال الأسابيع والشهور المقبلة.

المزيد عن: غزةلبنانحرب القطاعسورياإيرانأميركاروسيا دونالد ترمبفلاديمير بوتينحزب الله

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00