عرب وعالمعربي طلال طعمة : الثورة ستصطدم عاجلاً أم آجلاً بحزب الله by admin 27 نوفمبر، 2019 written by admin 27 نوفمبر، 2019 97 المدن / طلال طعمة بدايةً، يتوجب عليّ الاعتراف بأنني كنت فقدت الأمل في قيام أي حركة احتجاج واسعة، لأن حالة الاستقطاب الطائفي التي ارستها الطبقة السياسية، كانت تتيح لها السيطرة على أي امكانية للاحتجاج أو حتى منعها قبل حصولها، من خلال اللعب على الوتر الطائفي وتحريك الطوائف ضد بعضها البعض، الأمر الذي أتاح لها في ما مضى تدمير العمل النقابي واستخدام النقابات في صراعاتها على السلطة، إضافة إلى تدمير الحياة الحزبية الحقيقية، وتحويل الأحزاب الموجودة إلى أدوات لنفوذها. المفاجأة جاءت من الجيل الشاب، الذي تبيّن أنه لم يتلوث بالطائفية بالقدر الذي تتمناه أحزاب السلطة. هذا الجيل، كامل الحماسة، جيد التعليم، كان يرى كيف أن السلطة التي من المفترض أن تدير الشأن العام لمصلحة المواطنين وأن تخلق فرص العمل للشباب، غارقة في صراعاتها الهادفة إلى اقتسام مغانم الحكم والإثراء غير المشروع، بوقاحة قل نظيرها، وأن المصير الذي ينتظر هؤلاء الشباب هو الهجرة لمن استطاع إليها سبيلاً، أو القبول بشروط عمل رديئة لا تتناسب مع طموحاتهم. كان الانفجار حتمياً، وكان ينتظر ساعته المناسبة. وموضوع فرض الرسوم على مكالمات الواتساب أشعل الفتيل لا أكثر، لأنه عنى للناس أن السلطة لا تفكر في إصلاح حقيقي، بل كل ما تفكر فيه هو حل الأزمات على حساب المواطن. “الواتس اب” كان القطرة التي جعلت الكأس تفيض، فكان نزول الناس، لا سيما الشباب الى الشارع، بشعار “كلن يعني كلن” ضد الطبقة السياسية بكل مكوناتها الطائفية. من الصعوبة بمكان اطلاق توقعات بشأن مآلات الثورة. شخصياً، استبعد أن نتمكن من تحقيق كل ما نصبو إليه، خصوصاً أننا أمام سلطة مستعدة لاستخدام كل الوسائل للدفاع عن مكتسباتها. لكن يمكن القول إن الثورة حققت انجازات لا بأس بها حتى الآن. لقد فرضت الثورة نفسها في حسابات الحاكمين، ولم يعد ممكناً للسلطة تجاهلها. أصبح للثورة، بمعنى ما، حقّ الفيتو على خيارات الحكم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولم يعد ممكناً تجاهل رأيها. ولعل أكبر الإنجازات أن الثورة جمعت اللبنانيين من كل المناطق والطوائف في دينامية هدفها تحسين حياتهم واحترام كرامتهم وحقوقهم. وهذه الحالة ستعيد الإعتبار والحيوية لاحقاً إلى العمل الحزبي والنقابي، وستولد أطراً للعمل ربما لم نعتد عليها. لقد نجحت الثورة في خلق مناخ جديد في مواجهة الفساد الذي تغلغل في المجتمع. أعتقد أن الفاسدين، بدءاً من رجال السياسة والمال، وصولاً إلى الموظفين، كبارهم وصغارهم، يشعرون أنه لم يعد بإمكانهم الإستمرار في فسادهم. إلى ذلك، أتوقع أن تطلق الثورة في الحياة السياسية، جيلاً من الكفاءات القادرة على تقديم الكثير في حل أزمات البلاد. أما على المستوى الثقافي، فسيكون للثورة بالتأكيد الكثير لتضيفه. الثورة في ذاتها هي حالة إبداع وتجديد، وسينعكس ذلك حكماً على الواقع الثقافي. لعل التجديد الأبرز جاء في الشعارات، بدءاً من الاغاني والهتافات مثل الهيلا هيلا هوو الشهيرة التي تردد صداها في العالم، وصولاً إلى اليافطات واللافتات الفردية، وشعارات الجدران ورسوم الغرافيتي التي لا يمكن حصرها، وتحتاج إلى الدراسة. في هذا المجال أسجل ملاحظتين: الأولى أن حركة الإحتجاج الحالية تختلف عن حالات الإحتجاج التي عشناها في السبعينات لجهة الشعارات وآلية إنتاجها. في السبعينات كانت الهتافات والشعارات المكتوبة تنتج بطريقة مركزية، فالهتافات تأتي مكتوبة وتعمم على “الهتيفة”، وكذلك اليافطات واللافتات. أما اليوم، فهناك حرية مطلقة في ابتكار الهتافات والشعارات، وبإمكان كل متظاهر أن يأتي مع لافتته التي كتب عليها ما يريد. وما شجع هذا الأمر أن الثورة الحالية هي حالة اعتراض وغضب مفتوحة وحرة وغير خاضعة لقرار مركزي. من هنا أيضاً عبثية طلب السلطة تحديد قائد أو أكثر للثورة للتحاور معه. لعل أجمل ما أتاحته لي الثورة هو الإقتراب أكثر من جيل الشباب الغاضب، وإمكانية التحاور معه. شخصياً، أزعم أنني لست منقطعاً عن هذا الجيل، لكن الثورة والتواجد في ساحات الإحتجاج تتيح لي وقتاً لتواصل اوسع وأغنى مع الشباب، من خلال الإستماع إلى آرائهم في خيام النقاش المختلفة. الثورة إلى أين؟ هذا هو السؤال الكبير الذي لا يخلو من قلق، عندما نرى الهجمات المتلاحقة التي تعرضت لها أماكن الإعتصام. لست مقتنعاً بأن سبب الهجمات هو قطع الطرقات. فقطع الطرقات أمر متّبع في الحركات الإحتجاجية عبر العالم. وقوى السلطة التي تهاجم لجوء الثورة إلى هذا الأسلوب، سبق لها أن اعتمدته مراراً. هم يريدون فقط حجة للإنقضاض على الثورة. منذ البداية، كنت أدرك أن الثورة ستصطدم عاجلاً أم آجلاً بعراب النظام حالياً، وهو حزب الله، الذي عمل طوال سنوات على إيجاد وترويض هذه التركيبة الحاكمة، التي تضمن له السيطرة والسكوت عن دويلته الموازية المانعة لكل تقدّم، وهو سيدافع بشراسة عن انجازاته. لا أريد أن أبدو متشائماً أو إنهزامياً، لكنني أتوقع الأسوأ، لأن الحزب سيدافع عن مكتسباته بكل الوسائل. ولأن الحزب هو جزء من محور إقليمي، فإنني أتضرع إلى الله أن ينصر المحتجين في العراق وإيران، فربما يخفف هذا من آلامنا. 3 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post العفو الدولية: أربعة أجهزة أمنية أداة قمع رئيسية في مصر next post مظاهرات لبنان: إلى أين تسير البلاد بعد بيان سعد الحريري برفض تشكيل حكومة جديدة؟ You may also like توجس في سوريا من فرض اللباس الشرعي والحد... 14 مايو، 2025 الذهب من طهران إلى بيروت: هل بدأ تفكيك... 14 مايو، 2025 الـ” يونيفيل” في جنوب لبنان… معضلة التجديد والصلاحيات 14 مايو، 2025 رحلة صعود وسقوط «غنيوة» أحد أمراء الحرب في... 13 مايو، 2025 ترمب يتوعد إيران بـ«ضغوط هائلة» إذا رفضت «غصن... 13 مايو، 2025 القوة الأممية: عثرنا على 225 مخبأ سلاح في... 13 مايو، 2025 تحذيرات من عودة شبح الحرب الأهلية لليبيا 13 مايو، 2025 دلالات تزوير جوازات سفر جزائرية لسوريين 13 مايو، 2025 “طالبان” تمنع لعبة الشطرنج في أفغانستان 13 مايو، 2025 مصادر لتايمز أوف إسرائيل: وسيط سري ساعد في... 13 مايو، 2025 3 comments ปั้มไลค์ 23 يونيو، 2020 - 6:58 م Like!! I blog frequently and I really thank you for your content. The article has truly peaked my interest. Reply mostbet 5 أبريل، 2025 - 4:55 ص 969826 278994I discovered your weblog internet site internet web site on the internet and appearance some of your early posts. Continue to keep within the wonderful operate. I just now additional increase your Rss to my MSN News Reader. Seeking toward reading far a lot more from you obtaining out at a later date! 754260 Reply หวยลาว 4 مايو، 2025 - 1:50 ص 508446 698190I genuinely like reading via and I believe this website got some genuinely utilitarian stuff on it! . 881008 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.