عرب وعالم ضابط استخبارات روسي سابق: بوتين الخاسر الوحيد من تمرد “فاغنر” by admin 4 يوليو، 2023 written by admin 4 يوليو، 2023 56 سيرغي جيرنوف: الرئيس الروسي لن يضع حداً للحرب وأوكرانيا باتت عضواً في “الناتو” بحكم الواقع ودخولها الاتحاد الأوروبي سيقلب الموازين اندبندنت عربية \ ليلى المر صحافية تمرد مجموعة “فاغنر” بقيادة يفغيني بريغوجين في الـ23 من يونيو (حزيران) الماضي وتقدمه باتجاه موسكو بعد أن قطع آلاف الكيلومترات من دون أن يواجه أية معارضة، ترك كثيراً من التساؤلات والتكهنات حول ما ستكون عليه الأوضاع في روسيا وتأثير ذلك في موقع بوتين الذي بات اليوم بحسب معظم التحليلات ضعيفاً، كما لا تزال التساؤلات تحوم حول مصير رئيس الميليشيات التي حاربت واحتلت مواقع عدة في أفريقيا وسوريا وليبيا وتعمل في أكثر من 30 دولة، بحسب مراكز أبحاث. التمرد انتهى من دون عنف بتدخل رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو الذي عرض استقبال بريغوجين في بلاده، لكن حتى اليوم ما من خبر مؤكد عن مكان وجود زعيم “فاغنر”، فهل بات بوتين اليوم أضعف من ذي قبل؟ وما هي تداعيات هذا التمرد؟ وكيف سيكون مستقبل الحرب الروسية على أوكرانيا؟ وهل تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟ وفي حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي كيف ستكون جغرافيا أقطاب القوة في الاتحاد؟ إلى متى يبقى بوتين؟ الضابط السابق في الاستخبارات الروسية “كي جي بي” سيرغي جيرنوف الذي لجأ إلى فرنسا منذ عام 2001 يجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في حواره مع “اندبندنت عربية” وهو يرى أن السؤال حول مدى إمكان ترشح سيد الكرملين فلاديمير بوتين لولاية خامسة أو سادسة يكشف عن عدم معرفة شخصية بوتين جيداً، فقد عدّل الدستور ليتمكن من البقاء في السلطة لولايتين أخريين مدة كل منهما ستة أعوام، مما يعني أنه سيحكم بعد 2024 حتى 2036″. بوتين لا يحب المعاقبة لأن العقاب عنده يساوي اعترافاً بأنه أخطأ في تقديره وخياراته وحول مصير بريغوجين بعد أن أعفى عنه بوتين وأسقط صفة الخيانة العظمى بحقه، يوضح جيرنوف الذي يتابع أحداث روسيا عن كثب ويدلي بتحليله للأوضاع على وسائل الإعلام الكبرى في فرنسا، أن لا أحد يعرف مكان وجود قائد “فاغنر”، إذ تم تحديد طائرته التي تنقلت بين سان بطرسبورغ ومينسك في رحلتين ذهاباً وإياباً، لكن حتى الآن ما من معلومات دقيقة حول مصيره. أما حاصل التمرد، فقد أنتج خاسراً واحداً هو بوتين، بحسب جيرنوف، “لأنه بات في وضع أضعف، وهو اليوم مدين للوكاشينكو الذي استطاع إيجاد مخرج للأزمة، وبات أمامه شخصان، الأول مدين له بالهدوء والسلم، والثاني مدين له بالحياة”. أما بريغوجين الذي لم يكن مصيره لا السجن ولا القتل حتى الآن، فما من شيء يضمن، بحسب جيرنوف، ألا يتعرض لحادثة طائرة مروحية، وإذا اختار البقاء في أفريقيا فربما يفترسه أسد أو يدوسه فيل على سبيل المثال، أو أن يختفي ويقال إنه ذهب إلى أميركا الجنوبية فيما هو في مقبرة بمكان ما. ويتابع جيرنوف أن بوتين بإمكانه التراجع عن الوعود التي تقدم بها لقائد “فاغنر”، بخاصة أن هدف المفاوضات التي قام بها لوكاشينكو كانت لتجنب حرب أهلية، لكن الآن وقد زال خطر الحرب الأهلية اختفى، فما من شيء يلزم أي طرف احترام الوعود التي قطعها. سيرغي جيرنوف مع الزميلة ليلى المر (اندبندنت عربية) وحول مدى العقوبات التي يمكن أن تطاول دائرة المقربين من يفغيني بريغوجين، أو وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، يقول الضابط السابق في الاستخبارات الروسية إن بوتين لا يحب المعاقبة، “وهذا يعود لسببين، ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس. وكونه يمارس سلطة أفقية فإن العقاب يساوي اعترافاً بأنه أخطأ في تقديره وخياراته، ومن هذا القبيل نجد مثلاً أن كل ما فعله ضد مسؤول وكالة الفضاء روغوزين أنه أقاله من منصبه وهو اليوم من دون مسؤولية سياسية، ولا يمكن أن ننتظر من بوتين معاقبة لأن المعاقبة تعني الاعتراف بمسؤوليته الشخصية عن خياراته الخاطئة”. ويستطرد جيرنوف “يمكن القول إن تغيير رئيس الأركان أو وزير الدفاع معناه أيضاً أنه أخطأ في خياراته، ويقال إن سيرغي سوروفيكين، المقرب من بريغوجين، وضع في الحبس لدى الاستخبارات، لكن زوجته وابنته كذبتا الخبر، ويمكن أن نتخيل أن يقيله، لكنه لن يحاكمه أو يسجنه لأنه قلده كثيراً من الأوسمة الرفيعة”. مسؤولية الرئيس الروسي ويقول جيرنوف “أمضى بريغوجين 10 أشهر وهو ينتقد غيراسيموف وشويغو وتركه بوتين يفعل ذلك. كما لا ننسى أن الأخير هو من اخترع بريغوجين وجعل منه مليارديراً وساعده في تكوين ميليشيات ومخالفة القانون. كذلك هاجم بريغوجين الرئيس فلاديمير بوتين وانتقد الحرب ومبرراتها، وكل هذه التصريحات لا يمكن محوها، وليس ما نشره في آخر فيديو هو الذي سيطمس ما صرح به من قبل. لقد قال أموراً كثيرة تراجع عنها بعد فشله وكان قد ذهب بعيداً بانتقاده لبوتين”. وحول حال الترقب في العواصم الغربية وآثار التمرد على وجود المجموعة في أفريقيا، يرى جيرنوف أن “الأفارقة مثاليون يعتبرون أن الغرب استغلهم إبان الحقبة الاستعمارية، لكن نظرتهم إلى روسيا مختلفة باعتبار أن الاتحاد السوفياتي سابقاً كان بلداً صديقاً أرسل إليهم الأطباء وساعدهم في الحصول على الاستقلال، لكن بريغوجين صياد نهم ساعد عدداً من الديكتاتوريين وقبض الثمن غالياً. وكان يطالب بالمناجم والبترول والغاز والألماس والذهب، والأفارقة وقعوا في الفخ، والصين أيضاً تنهب أفريقيا”. يعتبر جيرنوف أن “ما صدر عن الغرب من ترقب وتخوف خلال التمرد كان أمراً طبيعياً، إنه رد فعل أي بلد عادي مستقر، بخاصة أن الغرب خبر الكوارث التي نجمت عن إسقاط نظام صدام حسين والحرب في سوريا وليبيا، وبالنسبة إليهم روسيا بلد شاسع ويملك ترسانة نووية، وإذا تعرض لأية فوضى ستكون كارثة، إذ لا يمكن معرفة الأيدي التي ستتمكن من السلاح النووي، وإذا اندلعت حرب أهلية في ظل وجود هذه الأسلحة سيخرج الأمر عن السيطرة، لذا من الأفضل التعامل مع بوتين مستضعف يمكن استغلاله من قبل الولايات المتحدة والصين، وهذه الأخيرة أيضاً تفضل بوتين لأنها تعرفه، وجميعهم يعرفون أنه بحاجة إليهم، وهو ضعيف لا يمكنه فعل أي شيء”. لكن هل يشجع هذا التمرد بوتين على وضع نهاية لهذه الحرب؟ يعتبر سيرغي جيرنوف أن التفاوض مع الرئيس الروسي لا فائدة منه لأن “العملية تتطلب أن يريد الشخص التفاوض، لكن بوتين يريد فقط فرض شروطه، وهو لن ينهي الحرب لأنه بدأها لا على أساس تحليل عقلاني، بل عن رد فعل عاطفي، وهو لن يوقفها طالما لم يشف غليله وحقده”. ويكمل “اليوم الوضع بات مختلفاً، فما كان يقبل به الأوكرانيون قبل طرد الروس من كييف والمناطق الأخرى لن يقبلوا به اليوم، ففي السابق كانوا يرضون بالعودة لما كان عليه الوضع قبل بداية الحرب في الـ23 من فبراير (شباط) 2022، لكنهم اليوم يريدون العودة للحدود التي حصلوا عليها إثر سقوط الاتحاد السوفياتي سابقاً، أي حدود 1991 بمعنى استعادة القرم. فالشعب الأوكراني لا يريد التفاوض حتى لو قبل به رئيسهم فولوديمير زيلينسكي”. هل يمكن إزاحة بوتين؟ يرى جيرنوف أن هذه الحرب من دون فائدة وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد، وبريغوجين لعب ورقته الأولى والأمور باتت معقدة بالنسبة إليه، ولا نعرف إن كانت لديه ورقة أخرى من عدمه. وحول ما إذا كانت هناك أسماء أخرى يمكن أن تبرز في محاولة إطاحة بوتين، يقول “أي وزير على رأس وزارة تتمتع بالقوة يمكن أن يقوم بانقلاب. وبريغوجين تقدم كيلومترات نحو موسكو من دون أن يلقى أية معارضة”. ويضيف جيرنوف “أما أوكرانيا التي اكتسبت العام الماضي صفة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقد باتت بحكم الأمر الواقع عضواً في الناتو إذا ما نظرنا إلى حجم المساعدات وتدفق الأسلحة وكل ما تحصل عليه من دعم وتدريب، وهي اليوم باتت تمتلك جيشاً قوياً تمرس في الحرب منذ عامين، الأمر الذي لا ينسحب على الجيوش الأخرى، فجيش الولايات المتحدة فر هرباً من أفغانستان وجيوش الصين لم تدخل في معارك منذ زمن طويل”. ويتابع “تعداد أوكرانيا 45 مليون نسمة وتمتلك ثروات هائلة وقدرات طبيعية وموارد وتكنولوجيا، وفي حال دخولها إلى الاتحاد الأوروبي فإن ذلك سيبدل معادلات كثيرة، وإذا ربحت الحرب ضد روسيا، فستشكل قطباً أساسياً إضافة إلى بولندا التي وجدت لنفسها دوراً جديداً، إلى جانب دول البلطيق مع مولدافيا ورومانيا، وهكذا فجغرافيا أوروبا ستتغير تماماً وتتوجه نحو دول أوروبا الشرقية، مما يعني أن المحور الكلاسيكي الذي لم يعد يعمل مثل الثنائي الفرنسي – الألماني سيصبح هامشياً، بمعنى أن قوة المعسكر الشرقي ستخل بتوازن المحور الألماني – الفرنسي”. المزيد عن: روسياحرب أوكرانياتمرد فاغنريفغيني بريغوجينالاتحاد الأوروبيحلف الأطلسيبوتين 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post المعقول واللا معقول في تمرد “فاغنر” next post ماذا تجني مصر من تأشيرة الـ700 دولار؟ You may also like حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024