يبدو أن الرئيس دونالد ترمب وإيلون ماسك بنيا واقعاً بديلاً، إذ يمكن عزل قضاة لا يوافقان على قراراتهم، ويكون هناك جنسان فقط من البشر، ويمكن أن تتحول حديقة البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات "تسلا" (أ ب) Xمن البشرعرب وعالم صنع ترمب واقعه الخاص… والآن نحن جميعا عالقون فيه by admin 13 أبريل، 2025 written by admin 13 أبريل، 2025 20 نجم تلفزيون الواقع الذي أصبح رئيساً إلى جانب ملياردير تحول إلى مستشار رفيع. وحدا قواهما لبناء نسخة بديلة من الواقع، يقول باحثون إن التاريخ الحديث لم يشهد لها مثيلاً من قبل اندبندنت عربية / كيلي ريسمان @KellyRissman خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب مواطنيه من “حديقة الورد” في البيت الأبيض قائلاً “أيها الأميركيون، هذا يوم التحرير“، مستخدماً مصطلحاً ابتدعه بنفسه أثناء إعلانه عن خطة جمركية واسعة النطاق ضد جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. وأضاف الرئيس “سيظل هذا اليوم خالداً في الذاكرة كيوم ولدت فيه الصناعة الأميركية من جديد، ويوم استعادت فيه أميركا مصيرها، ويوم بدأنا فيه نجعل أميركا غنية من جديد”. المشهد الصاخب الذي طبع أول من أمس الأربعاء تحدى التحذيرات التي وجهها خبراء من التأثير المدمر المحتمل لهذه الرسوم الجمركية على المستهلكين الأميركيين. فبعد يوم واحد فقط من “يوم التحرير”، شهدت أسواق الأسهم العالمية هبوطاً حاداً، وتوعد قادة العالم بالرد. وفي خطابه الرئاسي الأول، كرر ترمب عبارة “كما لم يحدث من قبل” خمس مرات، وكانت خطة الرسوم الجمركية مجرد أحدث مثال على قدرته في صناعة واقع بديل. المتخصص في مجال العلوم السياسية في “جامعة رادفورد” تشابمان راكاواي قال لـ”اندبندنت”، “لم نشهد حقاً أي شيء كهذا من قبل”. ووصف هذه الدرجة من تحريف الوقائع بأنها “غير مسبوقة” في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة. بعد أن رفضت وكالة “أسوشيتد برس” تسمية “خليج المكسيك” بـ”خليج أميركا”، منع البيت الأبيض أحد مراسلي الوكالة من حضور فعاليات في “المكتب البيضاوي” (رويترز) ويمكن القول إن هذا التكتيك كثيراً ما اعتمده دونالد ترمب. فخلال أبريل (نيسان) 2011، بينما كان لا يزال يقدم برنامج “المتدرب المشهور” Celebrity Apprentice، قال لزميلته ميريديث فييرا إن لديه “شكوكاً جدية” في أن الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما وُلد فعلاً في الولايات المتحدة. المقابلة أعادت إحياء نظرية المؤامرة العنصرية المعروفة بـ”بيرثر” birther، التي ظهرت للمرة الأولى خلال حملة أوباما الانتخابية عام 2008، وساعد ترمب من خلالها في تمهيد الطريق لواقع سياسي لم تعد الحقائق فيه ذات قيمة، وهو الواقع الذي بنى عليه الآن رئاستين. لكنه الآن، يحظى بدعم شخص بارز آخر بارع في تحريف الحقائق هو إيلون ماسك. فملياردير التكنولوجيا الذي استحوذ أخيراً على منصة “تويتر” (’إكس‘ الآن)، طرد المشرفين على سلامة المحتوى في الموقع، وأعاد الحسابات المحظورة سابقاً -بما فيها حسابات مؤيدي نظرية “كيو أنون” QAnon (التي تعتقد بوجود مؤامرة من الدولة العميقة ضد دونالد ترمب وأنصاره)- واضطلع بدور في الترويج شخصياً لنظريات هامشية وتضخيمها، مثل “بيتزا غيت” Pizzagate (ظهرت خلال انتخابات العام 2016 وزعمت زوراً أن شبكة للاتجار بالأطفال تضم سياسيين بارزين، بمن فيهم شخصيات من الحزب “الديمقراطي” مثل هيلاري كلينتون، تدار من قبو مطعم بيتزا في واشنطن العاصمة). ترمب يحضر احتفال السجادة الحمراء لبرنامج “المتدرب المشهور” في “برج ترمب” خلال يناير (كانون الثاني) 2015 في مدينة نيويورك (غيتي) عمل ترمب وماسك معاً على إعادة تشكيل المشهد السياسي في الولايات المتحدة ليصبح واقعاً جديداً تماماً، إذ يعلن فيه الرئيس نفسه “ملكاً” ويهمش الدستور. وفي هذا الواقع المعدل، لا وجود إلا لجنسين، ويمكن لكندا أن تصبح الولاية الـ51، كما يمكن شراء غرينلاند. قد ينبع هذا التحول جزئياً من خلفيتهما في مجال الأعمال. فبعد خروج دونالد ترمب من ست حالات إفلاس أصبح أغنى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، بينما يجد إيلون ماسك -مؤسس شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”- نفسه الآن في منصب مستشار الرئيس. سلوكهما في البيت الأبيض اتبع معايير قادة الأعمال بدلاً من تلك التي يلتزمها الرؤساء ومستشاروهم، مثل احترام مبدأ الفصل بين السلطات والخضوع لسيادة القانون. ويقول البروفيسور راكاواي إنه في عالم الأعمال “يتصرف الفرد وفقاً لما يريد ويشعر به، والربح هو المعيار النهائي للنجاح”. على سبيل المثال، دعا ترمب وماسك إلى عزل القضاة الذين أصدروا أحكاماً ضد إدارة ترمب، ليس استناداً إلى “مبادئ دستورية أو الأعراف المعتمدة على مدى 230 عاماً”، كما يوضح راكاواي، بل لأنهما ببساطة لا يتفقان مع تلك الأحكام. شارك الرئيس الأميركي على حسابه عبر منصة “تروث سوشال” مقطع فيديو مبتكراً بتقنية “الذكاء الاصطناعي” لقطاع غزة، إذا ما أصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، كما سبق أن تخيله (@realDonaldTrump/ تروث سوشال) وفي المقابل، قام الثنائي ترمب وماسك بتجاوز الإجراءات البيروقراطية البطيئة المعتادة، وتحركا بسرعة من خلال “وزارة الكفاءة الحكومية” المستحدثة Department of Government Efficiency، لكن من دون حذر. وأدى اندفاعهما إلى حالات جرى فيها تسريح موظفين أساسيين “من طريق الخطأ” ليعاد توظيفهم لاحقاً، مما تسبب بفوضى وارتباك واسعي النطاق. وتواجه الإدارة الأميركية الآن دعاوى قانونية متعددة، مع اتهامات لها بـ”انتهاك الدستور على الأرجح”. ويرى أستاذ السياسات في كلية “ويليام وماري “البروفيسور ستيف هانسون أن الرئيس الأميركي ترمب يتعامل مع الحكومة كما لو كانت “شركة عائلية”. وبحسب المتخصص في مجال العلوم السياسية في كلية “وليام أند ماري”ستيف هانسون فإن ترمب ينتمي إلى نمط من القادة يسميه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر “القائد الأبوي” Patrimonial Leader، [وهو الحاكم الذي يتعامل مع الدولة كأنها ملكية شخصية أو شركة عائلية، يوزع المناصب فيها على المقربين منه، ويقيس الولاء بمعايير شخصية لا مؤسسية]. وأوضح أن “القادة الأبويين بمن فيهم ترمب وساسة مثل فلاديمير بوتين في روسيا وفيكتور أوربان رئيس الوزراء في المجر، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في إسرائيل ينظرون إلى الدولة على أنها ملكية خاصة لهم ويديرونها كـ’شركة عائلية‘”. وأضاف أن اللحظة التي وقف فيها دونالد ترمب إلى جانب سيارة “تسلا” حمراء في حديقة البيت الأبيض، بينما كان سعر سهم الشركة المصنعة للمركبات الكهربائية يهبط بصورة حادة، كانت بمثابة عودة إلى عصور ما قبل الحداثة، حين “كانت الدولة تستخدم لتعزيز المصالح الاقتصادية للحاكم و’عائلته الأوسع‘”. خلال عام 2022 اشترى إيلون ماسك -الذي أعطى لنفسه لقب “مطلق حرية التعبير”- موقع “تويتر”، الذي أصبح الآن “إكس”، وهو منصة تعرضت لانتقادات بسبب افتقارها القيود التي تمنع انتشار المعلومات المضللة (أ ف ب/ غيتي) ويضيف هانسون “القادة الأبويون يحكمون كما يشاؤون”، ولذلك، كما يقول، “فهم ينظرون إلى مصادر الخبرة والاستقلالية المهنية على أنها تهديد، ويسعون إلى تقويضها بأقصى قوة ممكنة”. ولهذا لم يتردد الرئيس في مهاجمة الصحافيين والقضاة والمدعين العامين. على سبيل المثال، منع ترمب مراسل وكالة “أسوشيتد برس” من حضور فعاليات في “المكتب البيضاوي”، بعد أن رفضت الوكالة الإشارة إلى “خليج المكسيك” بالتسمية التي يستسيغها وهي “خليج أميركا”، وهذا مثال آخر على تحريف الواقع بما يتناسب مع سرديته. البروفيسور تشابمان راكاواي تطرق إلى برنامج “المتدرب”، ليشير إلى أن “أسلوب ترمب الخطابي كان واضحاً قبل توليه الرئاسة بوقت طويل. فهو كان دائماً يصور الأمور على أنها معركة ضد عدو… وكثيراً ما اتبع برنامجه باستمرار سردية ’الأخيار ضد الأشرار‘”. ولفت راكاواي إلى أن ترمب غالباً ما كان يميل إلى استهداف الذين يختلفون معه شخصياً، لأن ذلك “يزيد من ولاء مؤيديه الذين لا يؤمنون فقط بأنه على حق، بل يشعرون أيضاً بأنه يتعرض لهجوم ظالم لمجرد كونه على حق”. إيلون ماسك نفسه تحول إلى مصدر رئيس للمعلومات المضللة. فخلال الأشهر الثلاثة الفاصلة بين إعلان تأييده لترمب وانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، حظيت المنشورات “الكاذبة والمضللة” لمالك شركة “إكس” بملياري مشاهدة، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن “مركز مكافحة الكراهية الرقمية” Center for Countering Digital Hate. المسألة لم تقتصر على منصة “إكس” فحسب، فقد أعلنت شركة “ميتا” هي الأخرى عن خططها للتخلي عن نظام التدقيق في الحقائق على تطبيقي “إنستغرام” و”فيسبوك”، واستبداله بنظام مشابه لـ”ملاحظات المجتمع” Community Notes الخاص بـ”إكس”، وذلك قبل أسابيع قليلة من عودة دونالد ترمب إلى تولي مهام الرئاسة. وخلال الوقت نفسه، تسعى منصة “تروث سوشال” التي يملك ترمب غالبية أسهمها، إلى أن تكون “ملاذاً لحرية التعبير”، وتروج “لحرية تعبير غير مقيدة”. ويستخدم الرئيس الأميركي هذه المنصة في المقابل لإطلاق تهديدات بفرض رسوم جمركية، وإعلان تعيينات وزارية ونشر أنواع أخرى من المحتوى، بما فيها مقطع فيديو غريب رُكِّب بواسطة “الذكاء الاصطناعي”، يتخيل قطاع غزة على أنه “ريفييرا الشرق الأوسط” وفق رؤية ترمب. ويمكن تشبيه قاعدة الموالين التي اكتسبها ترمب وماسك بالأتباع الدينيين، فكل ما يقولانه يقبل على أنه “حقيقة” من جانب مؤيديهما، بغض النظر عن مدى واقعيته. البروفيسور ستيف هانسون يرى أنه “ينبغي عدم الاستهانة بالرابطة العاطفية العميقة التي تجمع الرئيس ترمب بأتباعه، الذين يعده كثير منهم قائداً مختاراً من الله أُرسل لإنقاذ الأمة”. وأضاف “حتى إيلون ماسك لديه أتباع يعدونه رائد أعمال استثنائياً قادراً على تفكيك البيروقراطيات القديمة، التي كانت تعد في السابق منيعة ولا يمكن المساس بها”. وفي عودة إلى ما قاله ترمب عن أوباما، فإنه بعد خمسة أعوام من مقابلته مع فييرا أقر بأن الرئيس السابق ولد داخل الولايات المتحدة، وهو اعتراف هش بني على رواية بديلة أخرى للواقع. فقد ادعى ترمب خلال سبتمبر (أيلول) 2016 -على رغم عدم وجود دليل يدعم كلامه- أن “هيلاري كلينتون وحملتها الانتخابية عام 2008 أطلقتا الجدل حول مسقط رأس أوباما، وأنا أنهيته”. المزيد عن: دونالد ترمبإيلون ماسكالسياسة الأميركيةالاقتصاد الأميركيماكس فيبرنظرية المؤامرةالرسوم الجمركيةالصناعة الأميركيةحركة كيو أنونشركة تسلا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف يمكن للذكاء الاصطناعي منح الوظائف للعرب؟ next post القلق المغاربي خلال “العشرية السوداء” في الجزائر You may also like قيود التأشيرة تهدد مستقبل الطلاب العرب في الولايات... 15 أبريل، 2025 “لسنا كفارا”… سوريون يعترضون على مظاهر سيارات “الحسبة”... 15 أبريل، 2025 “مهمة النار” وحدة سرية إسرائيلية تتبعت “حزب الله”... 15 أبريل، 2025 السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى البنك الدولي 15 أبريل، 2025 إسرائيل تباشر بشق طرق “عازلة” بأموال المقاصة الفلسطينية 15 أبريل، 2025 «هجرة الأطباء» تُثير الجدل في مصر مجدداً بعد... 15 أبريل، 2025 هل تسبب «سد النهضة» الإثيوبي في غرق أراضٍ... 15 أبريل، 2025 زعيم المحافظين في كندا يتعهد بترحيل الأجانب المروجين... 15 أبريل، 2025 نتنياهو ينتقد رئيس الوزراء الكندي لتأييده على ما... 15 أبريل، 2025 سلام يكشف تفاصيل زيارة “الصفحة الجديدة” إلى سوريا 15 أبريل، 2025