الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » صلاح جاهين… جولة في أرشيف العاطفة والوطن

صلاح جاهين… جولة في أرشيف العاطفة والوطن

by admin

الابنة: لا أنسى صوت ضحكته وأحتفظبتفاصيل مكتبه كما هيأمين حداد: هكذا كانت زيارتنا المختلفة لقبر الرسول

اندبندنت عرببة /حميدة أبو هميلة كاتبة

لا بد من عيد الميلاد! أنا عيد ميلادي مالوش معاد.. فين الورق والنسمة والمقص والقلم يا واد؟.. ولا بلاش، ده مفيش أمل.. أعياد كتير بيبتدوا وبيفرغوا.. وبيفضل العالم كده.. مكبوس، ودمه تقيل تقيل.. يا ربنا، يا اللي خلقتلنا الأيادي للهزار و للعمل.. إديني قوة ألف مليون إيد، عشان أزغزغه!‏”.

في كلمناسبة يحضر وكأنه منا، يعرفنا بيقين بالغ، كما كان يعرف تماما أن مناسباتعيد الميلاد حزينة رغم مظاهر الفرحة، 89 يبدو رقما غير مبالغ فيه،فكثيرون يعيشون إلى هذ العمر وما بعده، فلو كان الله أمد في عمر صلاحجاهين، كان يمكن أن يكون بيننا الآن، لكنمهلا من قال إن صلاح جاهين غاب، إنه واحد من أكبر صانعيالأرشيفالعاطفي والوطني والاجتماعي للمصريين“.‏

تراث مذهل يليق بشاب عمره ألف عام

كان الأمر سيكون أيسر بكثير لو كانت تلك السطور عن شاعر فذّ أو فيلسوف يقظالضمير، أو مؤلف مبهج أو رسام عبقري، أو منتج صاحب علامات سينمائيةناجحة وباقية، لكن كيف يمكن الحديث عمن يجمع كل هذا، ونجح في كل هذا،لن تنفع الحِيل مع صاحب الرباعيات ونجم الحِيل!‏

10 ‏شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين عنوان شاهد على حياة صاخبة لصلاح جاهين (اندبندنت عربية)

الطفل العملاق، الذي كان يملأ الدنيا ضحكا ودهشة بأغانيه وبشاشته، وسخريتهالفلسفية، غادر باكرا كان لتوه قد أكمل الخامسة والخمسين من عمره حينمافارق الحياة في 21 أبريل (نيسان) عام 1986، عاش 55 عاما فقط وترك إرثا يليق فعلابشاب عمره ألف عام، متعدد المواهب ومتقنها أيضا. صلاح جاهين منمواليد 25 ديسمبر (كانون الأول) 1930 بحي شبرا القاهري، ترتبك أمامه كلخطط الكتابة، المفاجأة أن عائلته أيضا تشبه الجمهور، فلا يعرفون ماذا يقولون حينمايتعلق الأمر باسم صلاح جاهين، وبينهم ابنته الصغرى سامية جاهين، المطربة فيفرقةإسكندريلاالمصرية، وصاحبة مشروع تراثي لحكايات الأطفال. تفيض مشاعر الابنة التي حملت اللقب والروح ونفحة الموهبةمن الأب، قائلة لـاندبندنت. عربية، وقد اختصتنا بصور نادرة لأبيها، إنكل لمحة مع أبي لا تنسى، لا يمكن أن أختار ذكرىمحددة، ورغم أنه غادر الحياة وأنا في السادسة من عمري، لكنه ملأ ذاكرتي“.‏

منزل صلاح جاهينممتلئ بضحكاته

سامية جاهين التي لا تزال تعيش في نفس المنزل الذي كان يعيش فيه والدها “10 ‏شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين بمحافظة الجيزة المصرية، تتابعكانأبي طفلا، يلعب معي على الأرض، يدللني بحنان ليس كمثله حنان، كانت جلستهالمفضلة معي على الأرض ليشاركني ألعابي ونرسم سويا، لأ أنسى أبدا تلكالجلسات، ولا صوت ضحكته وصوت الموسيقى في مكتبه“.‏

سامية جاهين الابنة الصغرى للشاعر (اندبندنت عربية)

تؤكد الفنانة التي ورثت ملامح والدتها الفنانة منى قطان وروح الأب الخلابة أنأباها لم يمارس أبدا أي تسلط عليها. بالعكس، حينما كانت تخطئ مثل كل الصغاركان الحزم يأتي من ناحية الأم، فيما الشاعر الكبير كان يدلل ويعانق ويعود طفلاكي يرسم الابتسامة من جديد على وجه أصغر أبنائهلديه من زوجته الأولىالسيدة سوسن محمد زكي ابنة وابن، هما أمينة جاهين، والشاعر بهاءجاهين“.‏

الابنة على العهد ولا تزال تحتفظ بمكتب صلاح جاهين على حاله، وتتابعكلتفصيلة بمكتب أبي على وضعها، كنت أتابعه دوما يجلس وينجز أعماله، يرسمويكتب، ولذلك حرصت على ترك غرفة المكتب كما تركها، ولكنني فقط أخرجتمنها البيانو لأنني كنت بحاجة إليه في البروفات“.‏

سامية جاهين أم لطفلة وطفل، تقول عنفكرة اهتمامها بالفن، وكذلك أخيها غير الشقيق الشاعر بهاء جاهين، وهل الأمر فعلاله علاقة بالوراثة والجيناتالأمر في رأيي ليس هكذا أبدا، ولكن الفن يكون مثلالعدوى، فالطفل الذي يعمل والده بالطب ينشأ على تلك الأجواء فيتعلق بتفاصيلالمجال، وبالتالي الفن، فمن ينشأ في بيئة كلها تحتفي بالفن وتشجّع عليه يكبر وهويريد أن يتعمق أكثر ويكون لديه الشغف لهذا الأمر“.‏

صلاح جاهين مع حفيده أحمد حداد وهو بعمر 17 يوما (اندبندنت عربية)

كيف لوّن صلاح جاهين أيام ومناسبات المصريين؟!‏

‏”يأسك وصبرك بين إيديك وإنت حر.. تيأس ما تيأس الحياة راح تمر.. أنا دقت منده ومن ده وعجبي لقيت.. الصبر مر وبرضه اليأس مر، بعض من كلماته التيكُتب لها البقاء، أستاذ الرباعيات الذي يحضر في كافة أيام مصر الكبرى، حيث تُستدعى أغنياته ورباعياته في أيام الثورة المصرية، كما يحضر بنفسالبهاء في مناسبات البهجة والنفحات، مبدع أوبريتالليلة الكبيرة، أحد عروضالعرائس الخالدة بمصر، ونجم الربيع بكلماته فائقة السعادةالدنيا ربيع، صديقالشتاء برباعيته الأثيرة عن هذا الفصل، وفي عيد الأم تصدح كلماته الرقيقة، فيماقائمة أفلامه ترافق أوقات لم الشمل، وأبرزهاخللي بالك من زوزو“. صديق سعادحسني وصندوق سعادتها وبئر أسرارها، وشريكها في صناعة المجد، الذي جرّبالتمثيل وأحب كافة الفنون، نسيب الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد،حيث تزوجت ابنته الكبرى أمينة من نجل حداد، و هو شاعر متدفق الموهبة يلمسالقلب دوماأمين حداد“.‏

صلاح جاهين والزيارة الأخيرة لقبر الرسول

أمين حداد قال في جزء من تدوينة له عن الراحل صلاح جاهين، سارداذكرى نادرة معهسألت نفسي سؤالًا: من أنا لأتكلم عن صلاح جاهين. فكرتقليلًا ثم أجبت: أنا ابن صديقه وصديق ابنه وزوج ابنته، ثم أبو أحفاده. وأنا شاعريكتب بالعامية المصرية تأثرت به وأتأثر به. وتشجيعه لشعري كان من الشهاداتالتي أعانتني على مواصلة الكتابة، وأنا رفيقه في آخر رحلة له قبل وفاته عندما ذهبناسويا في يناير (كانون الثاني) سنة 1986 إلى الأراضي الحجازية، مرتدين ملابس الإحرام منجدة إلى مكة، وفي حرم الكعبة وبين الصفا والمروة ثم في المدينة المنورةأزور معه قبر الرسول، ونصلي سويا في الروضة الشريفة، وأنا واحد منالمصريين من الخلق المخلوقين من طين ولدت مغمض العينين وقضيت الدقائقوالشهور والسنين منذ ستينيات القرن الفائت أقرأ أشعاره ورباعياته وأطالعرسوماته وأسمع أغانيه، وتأتيني كلماته في الصباح الباكر لتوقظني من نومي ومنغفلتي. وتنير يومي. حتى ولو كانت كلمات من الحزن العظيم“.

ويتابع ليحكي موقفا لا ينساه حينما كانا معا في السعوديةأشكرك على يومزيارة المسجد النبوي، عندما كان الزحام شديداً على قبر الرسول، فقلت لك: لن نستطيع الوصول إليه، فقلت لي: خليك في ظهري. وفجأة وجدتناأمام القبر نقرأ الفاتحة، وأنا مذهول من سهولة الوصول، ولما سألتك بعد ذلك: كيف وصلنا؟ قلت لي: قلت لنفسي لو كان الرسول عايزني حيخليني أوصل له“.

المزيد عن: صلاح جاهين/الليلة الكبيرة/أعمال صلاح جاهين/أبناء صلاح جاهين/أمين حداد/مصر/اخترنا لكم

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00