النزوح والتشرد وحالات العنف الجنسي تواترت تقاريرها مع استمرار المعارك (اندبندنت عربية - حسن حامد) عرب وعالم صدمات نفسية تلاحق نساء السودان بسبب انتهاكات الحرب by admin 11 أبريل، 2025 written by admin 11 أبريل، 2025 15 واجهن الاغتصاب والعنف الجنسي وأصيب بعضهن بالاكتئاب والقلق واليأس وهناك من انتحرن اندبندنت عربية / إشراقة علي عبدالله صحفية سودانية @Eshraga56502065 منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات “الدعم السريع” داخل العاصمة الخرطوم في منتصف أبريل (نيسان) 2023، وتمدد رقعته جغرافياً ليشمل ولايات مختلفة، ظلت النساء والفتيات السودانيات اللاتي يشكلن ركيزة المجتمع يدفعن فاتورة باهظة بتعرضهن لصور متعددة من الانتهاكات الجسيمة، إذ واجهن القصف العشوائي المتبادل بين طرفي النزاع، إضافة إلى مشاهدة الدمار والموت ونهب الممتلكات والتهجير القسري، فضلاً عن عمليات الاغتصاب التي مثلت الوجه القبيح لهذه الحرب. هذا الواقع المؤلم ضمن المشهد السوداني تسبب في حدوث آثار وصدمات نفسية لدى كثير من النساء، وأصاب بعضهن بالاكتئاب والقلق والخوف واليأس والأرق فضلاً عن الانتحار، فما حال ووضع النساء السودانيات وكيف يسيرن حياتهن في ظل هذه الظروف القاهرة؟ حصار وانتهاكات تروي المواطنة السودانية عرفة عيسى قصة هربها من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور خوفاً من الانتهاكات، قائلة “ظللنا صامدين في مدينة الفاشر منذ اندلاع القتال على رغم احتدامه داخل الأحياء السكنية، وكنا نتعايش مع صوت الرصاص لكن خلال الأيام الماضية أصبحت الحياة مستحيلة بسبب انعدام المواد الغذائية والدواء جراء الحصار المتواصل لأكثر من 10 أشهر، إضافة إلى استهداف المواطنين بالقصف الجوي والمدفعي”. واستطردت عيسى “هذا الوضع المزري أجبرني على النزوح رفقة أبنائي الأربعة بحثاً عن الأمان والغذاء، فضلاً عن عدم مقدرتي على الالتزام بأبسط المتطلبات الأساس بسبب الغلاء الفاحش، وبخاصة أننا من دون عائل بعد وفاة زوجي بطلق ناري إثر اشتباكات درات قرب منزلنا، إضافة إلى صعوبة الحصول على الماء إلا عبر العربات التي تجرها الدواب، إذ بلغ سعر برميل الماء نحو 12 ألف جنيه سوداني (ما يعادل 20 دولاراً)”. وزادت “كانت رحلة النزوح طويلة امتدت إلى ثلاثة أيام، إذ سرنا على الأقدام مسافات بعيدة وأخرى بمركبات متهالكة حتى وصلنا مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان التي تبعد من الفاشر 528 كيلومتراً، لكن المشكلة أن هول ما شهدته من انتهاكات وقتل ودمار جعل حالتي النفسية في غاية السوء، وتزداد إلى الأسوأ يوماً تلو الآخر، إذ إن أطفالي باتوا بلا عائل وسأواجه وحدي تحمل مسؤوليتهم بالكامل، كما أن أطفالي في وضع نفسي سيئ لمشاهدتهم والدهم والدماء تنهمر من جسده، فلا أدري كيف يتناسون هذا المشهد المؤلم والمحزن”. واقع مؤلم تعيشه المرأة السودانية (اندبندنت عربية – حسن حامد) وختمت النازحة السودانية بقولها “سأحاول إيجاد عمل هنا بعد أن يطيب بنا الاستقرار، حتى أتمكن من توفير حاجة أبنائي من العيش والتعليم والصحة، لكن من دون شك أن مواجهة الحياة أمر ليس سهلاً وبخاصة عندما تحاول الاستقرار في مدينة لم تزرها من قبل”. تداعيات مستمرة من جانبها، تقول الناشطة والحقوقية نعمات كوكو إن “الحرب تسببت بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، وتزايدت تداعياتها بسبب استمرارها، لا سيما أن النساء والفتيات السودانيات دفعن فاتورة باهظة، إذ واجهن صوراً متعددة من المعاناة وتأثرت نفسياتهن بالصدمات الناتجة من الشعور الدائم بالخوف والقلق والتوتر طوال فترة الحرب، بسبب أعمال العنف الجنسي والاسترقاق والاختطاف والاستعباد الجنسي واستخدام أجساد النساء والفتيات سلاحاً في الحرب. فهذه الأزمات التي عاشتها النساء تكابلت عليهن ما بين إصابة بعضهن بشظايا المدفعية ودمار المنازل وسرقتها، التي شكلت بدورها هاجساً نفسياً وحسرة يصعب تجاوزها، علاوة على تحمل أخريات الواجبات المعيشية لأطفالهن وهن في حال من النزوح ومصير مجهول”. وأردفت كوكو “كذلك كبدت الحرب النساء قدراً كبيراً من الخسائر الاقتصادية على مستوى الوظائف وفقدان مصادر الدخل، مما دفعهن إلى طرق أبواب الإغاثة والمساعدات، لكن الخسارة الأكبر كانت في مناطق الريف كون النساء يعملن في مجال الزراعة والرعي والأعمال الحرفية، التي تلعب دوراً مهماً في تحقيق الأمن الغذائي، من خلال مساهمتهن في الاقتصاد الزراعي بنحو 80 في المئة من إنتاج الغذاء، ومع استمرار الحرب أصبحن في حاجة ماسة للغذاء بسبب ما حدث من انهيار كامل للقطاع الزراعي، وكن في مواجهة خطر المجاعة”. وواصلت “من المؤكد أن تداعيات الحرب ستكون موجودة في ظل اشتعالها داخل دارفور وكردفان فضلاً عن انتقالها إلى مدن الولايات الشمالية من خلال استهدافها من قبل “الدعم السريع” بالمسيرات الانتحارية، من ثم في الإمكان تكرار ما حدث من انتهاكات بحق النساء داخل الولايات التي شهدت نزاعاً نشطاً، لا سيما أن الانتهاكات أصبحت أداة إجرامية لإذلال النساء خصوصاً الاغتصاب الذي تمتد آثاره النفسية أعواماً طويلة، وهو ما يحتاج إلى علاج من المضاعفات الصحية وغيرها، لكن الحاجة المؤلمة أن هذا الانتهاك (الاغتصاب) قاد بعض النساء وأفراد من الأسرة للانتحار، بل بعضهم تعرض للقتل من قبل رب الأسرة”. ولفتت الناشطة والحقوقية إلى أن “ما واجهته النساء والفتيات كفيل بالإصابة بالجنون، وبخاصة اللائي أنجبن نتيجة الاغتصاب أو الزواج القسري، مما يتطلب إيجاد معالجات إنسانية وتدخل الطب النفسي للناجيات بالمتابعة الدورية، وبخاصة في ظل العودة إلى الديار. ومن المؤسف أن توقف مراكز الأمراض النفسية سيؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباه”. تفعيل المصحات في السياق ذاته، أوضحت المتخصصة في الصحة النفسية أسماء محمد جمعة أن “شرارة الحرب أحرقت النساء والفتيات، وأدت إلى انتهاكات أسهمت في ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية نتيجة تعرضهن لأبشع الفظائع التي لم تراع حقوق المرأة، وبخاصة من جانب قوات ’الدعم السريع‘، مما تسبب في إصابتهن بالصدمات النفسية، فضلاً عن فقدهن للخصوصية في معسكرات الإيواء. لكن ما فاقم أوضاعهن النفسية الاغتصاب الجنسي الجماعي والتحرش اللفظي وحملهن سفاحاً، وتقاعس القانون في حمايتهن”. وتابعت جمعة “عاشت النساء والفتيات خلال فترة الحرب أوضاعاً مزرية على نطاق واسع، لا سيما القاصرات اللاتي تزوجن من أفراد ’الدعم السريع‘ مقابل دفع مال لأسر لا تملك حق الرفض، إضافة إلى أن هناك بعض النساء شاهدن تصفية رب الأسرة أو الأبناء أمام أعينهن، وهي جديرة بالإصابة بالصدمات النفسية الخطرة”. عاشت النساء والفتيات خلال فترة الحرب أوضاعاً مزرية (اندبندنت عربية – حسن حامد) وحضت المتخصصة النفسية على ضرورة إزالة التحديات التي تعوق استقرار العائدين من النزوح داخل المناطق التي حُررت أخيراً من قبضة “الدعم السريع”، إضافة إلى تفعيل دور المصحات النفسية، وبخاصة أن النازحين بصفة عامة تعرضوا إلى أوضاع معقدة داخل مناطق النزوح، مع الأخذ في الاعتبار تنشيطهم اجتماعياً واقتصادياً من خلال دعم المشاريع الصغيرة. غياب الحماية وعلى صعيد متصل، قالت منسقة برنامج السودان في المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (صيحة) نعمات أبو بكر إن “نساء السودان عشن مآسي بالغة التعقيد، بسبب هذه الحرب وتبعاتها خصوصاً من ناحية النزوح والتشرد وحالات العنف الجنسي التي تواترت تقاريرها مع استمرار المعارك”. وأضافت أبو بكر “مع ازدياد رقعة الحرب عانت النساء والفتيات من الانتهاكات خصوصاً في ما يتعلق بالاغتصاب، باعتباره الجريمة البشعة التي طاولتهن أثناء الحرب خلال وقت يصعب عليهن تجاوزها، وبخاصة وسط الفتيات الصغيرات في العمر، إلى جانب ارتفاع معدلات الاختفاء القسري لعدد كبير من النساء والفتيات، إذ لا يزال البحث جارياً عنهن، فضلاً عن تعرضهن في مواقع سيطرة ’الدعم السريع‘ للاستغلال الذي وصل حد الاستعباد الجنسي، مما أثر في أوضاعهن الصحية جسدياً ونفسياً”. وأشارت منسقة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي إلى أن “حماية النساء باتت قضية جوهرية يجب الالتفاف حولها من جميع المنظمات التي تدافع عنهن وترصد أوضاعهن منذ اندلاع الحرب، فهن في أمسِّ الحاجة إلى تحريكها وعدم السكوت عنها في ظل الوضع الراهن، الذي تغيب خلاله الجهات التي تعمل في هذا المجال”. المزيد عن: الدعم السريعالحرب السودانيةانتهاكاتالأمم المتحدةالاغتصابالسودانالجيش السودانيالتهجير القسريحرب السودان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحلم الأميركي يستحيل كابوسا لـ”المهاجر والمغادر” next post الأردن ضاق بتوظيف “الإخوان” للدين والسياسة في الشارع You may also like دبلوماسي ورجل عقارات يقودان المحادثات النووية… فمن هما؟ 11 أبريل، 2025 الأكراد يتفقون على المطالبة بـ”نظام اتحادي” في سوريا... 11 أبريل، 2025 مصر ترفع أسعار المحروقات بين 11 و33 في... 11 أبريل، 2025 “عريضة الطيارين” تهز أركان سلاح الجو الإسرائيلي 11 أبريل، 2025 ما الملفات التي قد تطرح على طاولة المفاوضات... 11 أبريل، 2025 الأردن ضاق بتوظيف “الإخوان” للدين والسياسة في الشارع 11 أبريل، 2025 الحلم الأميركي يستحيل كابوسا لـ”المهاجر والمغادر” 11 أبريل، 2025 وزير الخارجية اللبنانية لـ«الشرق الأوسط»: أُبلغنا بوضوح أن... 11 أبريل، 2025 عون يؤكد أن «حزب الله» أبدى «مرونة» لمعالجة... 11 أبريل، 2025 فتوى من خامنئي لفصائل عراقية تُجيز «المناورة»… وفريق... 11 أبريل، 2025