قوات خاصة رومانية على ظهر فرقاطة خلال مناورة قادها الناتو في البحر الأسود (رويترز) X FILE “شنغن عسكري” وسيناريو حرب 2025 بين الـ “ناتو” وروسيا by admin 24 يوليو، 2024 written by admin 24 يوليو، 2024 96 تقارير صحافية ألمانية عن خطط مفصلة للحشد العسكري ومعارك تمتد إلى الفضاء وفوضى بعد انتخابات الرئاسة الأميركية اندبندنت عربية / سعيد طانيوس كاتب لبناني تدرس وزارة الدفاع الألمانية سيناريو محتملاً يحاكي هجوماً روسياً على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في عام 2025، ونشرت صحيفتا “بيلد” و”ديرشبيغل” نقلاً عن وثيقة سرية للجيش الألمانية الخطة العملياتية المسماة OPLAN DEU”” في حال الحرب على الجهة الشرقية للحلف، والتي تشير بوضوح إلى أن روسيا ستكون العدو الرئيس في هذا الصراع العسكري المحتمل. وقال المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية كارستن بروير، متحدثاً من داخل مدرسة عسكرية، “يجب عليك تحديد عام 2029 في مخططك، وحتى ذلك الوقت لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به، وعلينا أيضاً أن نكون مستعدين”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “بيلد”. وإذا تصاعد الوضع على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي فسيتعين نقل 800 ألف جندي إلى هناك من موانئ هولندا وبلجيكا وألمانيا في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر، إضافة إلى 200 ألف مركبة ومعدات ثقيلة، بحسب ما كتبت مجلة “ديرشبيغل”، وهنا الحديث عن طابور يبلغ طوله نحو 13 ألف كيلومتر. وسيلعب الطريق السريع A2 دوراً رئيساً في إمداد الجانب الشرقي، ويمتد من مدينة أوبرهاوزن في شمال الراين وستفاليا إلى طريق برلين الدائري، ومع ذلك، كما لاحظت “ديرشبيغل”، فإن جسر هوهينوارتي عبر نهر إلبه شمال ماغديبورغ الذي يبلغ طوله نحو 1.2 ألف كيلومتر، سيصبح أحد الاختناقات في حال حدوث تخريب أو هجوم صاروخي، وسيتم شل A2 بالكامل. وقال كاتب العمود في “شبيغل” راسموس بوخشتاينر إن الجيش الألماني أعطى دوراً رئيساً للطريق السريع A2 الذي يمتد من أوبرهاوزن غرب ألمانيا إلى طريق برلين الدائري، ويشير إلى أن تأمين محيط هذا الطريق سيتطلب التنسيق مع الشرطة والوكالات المدنية الأخرى. نهر إلبه سيتحول إلى نقطة عبور محورية لقوات الناتو حال إندلاع حرب ضد روسيا (يورونيوز) إذاً يمكن أن يصبح جسر هوهينوارتي مشكلة في حال حدوث تخريب أو هجوم صاروخي، وسيكون الطريق السريع A2 مشلولاً تماماً. وترى المقالة أن القوافل يجب أن تكون قادرة على التوقف كل 300 إلى 500 كيلومتر، وهناك حاجة أيضاً إلى طرق بديلة إذا لم يكن من الممكن استخدام الطرق الرئيسة. وتتمثل المهمة الرئيسة لألمانيا في هذا السيناريو بضمان نشر وإمداد قوات الـ “ناتو” بالوقود والغذاء والدواء، وهنا قالت وزارة الداخلية الألمانية إنه “سيتعين استخدام كثير من الطرق والسكك الحديد، فضلاً عن البنية التحتية للموانئ للأغراض العسكرية، ولن يتم استخدامها للنقل المدني”. وترسم الخطة الإجراءات المحتملة لروسيا والغرب شهراً بعد شهر، وتصف ذروتها بجلب مئات آلاف جنود التحالف إلى الاستعداد القتالي واندلاع الحرب الوشيك في صيف عام 2025، وفي الوقت نفسه تشير صحيفة “بيلد” إلى أن المواد ولأسباب أمنية لا توفر جميع البيانات المتعلقة بعدد وتحركات قوات الـ “ناتو”. ووفقاً للسيناريو المذكور في الوثيقة السرية فإنه يفترض أن تكون روسيا أعلنت في فبراير (شباط) الماضي موجة أخرى من التعبئة واستدعاء 200 ألف شخص إضافي إلى الجيش بعد هجوم ناجح لقواتها في أوكرانيا، ورجح المسؤول الألماني أن يبلغ عدد القوات المسلحة الروسية خلال خمسة إلى ثمانية أعوام نحو 1.5 مليون جندي، بينما يتكون الجيش الألماني اليوم من 181.5 ألف جندي، داعياً إلى سد النقص العسكري بإحياء التجنيد الإلزامي. وأشار بروير أيضاً إلى أن الجيش الألماني ليس لديه سوى ما يكفي من الذخيرة لمدة يومين من القتال في المعركة، موضحاً أن معيار الـ “ناتو” يلزم الأعضاء بصد الهجوم في غضون 30 يوماً. وفي نقطة منفصلة نبّه المفتش الألماني إلى ضرورة بناء معسكرات اعتقال للعسكريين الأسرى، كما دعا الحكومة الاتحادية إلى تعزيز الدفاع المدني وضمان توفير الدواء والغذاء ومياه الشرب للسكان، وإضافة إلى ذلك طلب تثبيت صفارات الإنذار وبناء الملاجئ. تصورات الهجوم الروسي المفترض الهجوم الروسي المقصود، وفقاً لصحيفة “بيلد”، سيتألف من هجمات إلكترونية و”أشكال أخرى من الحرب الهجينة”، بخاصة ضد دول البلطيق، وعلاوة على ذلك قد تحدث اشتباكات، وبعد ذلك ستبدأ موسكو مناورات واسعة النطاق مع بيلاروس، وتقول الوثيقة السرية إن الوضع قد يتصاعد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل إذا نقلت روسيا قوات وصواريخ متوسطة المدى إلى جيب كلينينغراد في أقصى غرب البلاد قرب الحدود مع ألمانيا. ووفقاً للصحيفة نفسها فإن ديسمبر (كانون الأول) المقبل قد يشهد “صراعاً حدودياً” مفتعلاً في ممر سووالكي مما سيؤدي إلى اضطرابات وسقوط ضحايا، وبعد ذلك من المفترض أن تتهم روسيا في اجتماع استثنائي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الغرب بالتحضير لهجوم على أراضيها، بحسب ما تذكر وزارة الدفاع الألمانية في تصورات خطتها. قوات روسية في وضع تأهب للقتال خارج البلاد (رويترز) وممر سووالكي برزخ يبلغ طوله نحو 100 كيلومتر بين أراضي بيلاروس ومنطقة كلينينغراد، ويمتد فعلياً على طول حدود بولندا وليتوانيا ويفصل دول البلطيق عن حدود بقية أعضاء حلف شمال الأطلسي. وفي مايو (أيار) 2025، وفقاً لسيناريو الجيش الألماني، سيقرر حلف شمال الأطلسي “تدابير ردع ذات صدقية”، وبحسب الخطة فإنه في اليوم الـ 10 سيصدر القائد الأعلى للـ “ناتو” أمراً بنقل 300 ألف جندي إلى الجهة الشرقية، بينهم 30 ألف جندي من الجيش الألماني. لكن صحيفة “بيلد” توقعت أن يكون السيناريو بدأ فعلياً في فبراير الماضي عبر هجوم روسي نشط على مواقع القوات المسلحة الأوكرانية وانتهاء بتراجعها وانهيار الجبهة خلال يونيو (حزيران) الماضي، وهذا ما لم يحدث حتى اليوم على رغم انقضاء المواعيد المذكورة، مضيفة أن مسألة ما إذا كان سيتم احتواء روسيا في نهاية المطاف تظل مفتوحة في الوثيقة. ألمانيا تستعد لخطة حرب عام 2029 وبعيداً من الخطة الألمانية المزعومة التي نشرتها صحيفتا “ديرشبيغل” و”بيلد” حول مواجهة هجوم روسي على الجناح الشرقي للـ “ناتو”، دعا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في الخامس من يونيو الماضي الألمان إلى اتخاذ خطوات للاستعداد لحرب محتملة بحلول عام 2029، وشدد على أن النقاط الرئيسة في الإعداد ستكون الأفراد والمعدات والتمويل، مشيراً إلى أن إحياء الخدمة العسكرية الإلزامية سيزيد الفعالية القتالية للأفراد العسكريين الألمان. وبعدما قال بيستوريوس إن بلاده يجب أن تستعد لحرب محتملة بحلول عام 2029، قدمت الحكومة الألمانية “التوجيه الإطاري للدفاع المشترك” الذي حدد الإجراءات التي يجب اتخاذها في حال نشوب صراع عسكري، وهكذا، ووفقاً للخطة، سيتم نشر قوات الـ “ناتو” في جميع أنحاء البلاد إلى الجهة الشرقية واستخدام الطوابق السفلية ومواقف السيارات تحت الأرض ومحطات المترو كملاجئ للسكان، ويجب أن تكون المستشفيات مستعدة لـ “التدفق المفاجئ للنازحين” واستقبال أعداد كبيرة من المرضى على مدى فترة طويلة من الزمن. وستكون السلطات قادرة على إصدار أوامر بالإخلاء في حالات الطوارئ، وستكون وزارة الغذاء قادرة على تقنين توزيع الغذاء، وفي حال الحرب سيعاد إحياء التجنيد العسكري الإلزامي. بعد ذلك قالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (بوندستاغ) ماري أغنيس ستراك زيمرمان إن بلادها تحتاج إلى تسجيل 900 ألف جندي احتياط بسبب التهديد المزعوم من روسيا، وهكذا دعت إلى حل مشكلة إحجام أولئك الذين خدموا في الجيش عن التسجيل على أنهم خدموا. المستشار الألماني شولتز متحدثا لقواته وفي الخلف إحدى الدبابات (رويترز) وأصبح من المعروف أن الحكومة الألمانية وضعت خطة عمل لسكان الجمهورية في حال نشوب صراع مسلح مع روسيا، وتنص صراحة على أنه في حال وقوع هجوم متزامن في أماكن عدة فلن تكون الدولة قادرة على مساعدة الجميع، ويجب على المواطنين أن يكونوا مستعدين للتعامل مع الصعوبات بأنفسهم، كما تستبعد الخطة فرض حظر على حل البرلمان الحالي، بينما “تدافع ألمانيا عن نفسها”. وإضافة إلى ذلك يتناول النص مسألة النقص المحتمل في الغذاء، وفي هذا الصدد يقترح إدخال معايير لتوزيع الأغذية، ومن المتوقع أن تجمع الحكومة “إمدادات طارئة” من الرز والبقول والحليب المكثف لتزويد السكان بوجبة ساخنة واحدة يومياً. خطة ثالثة لغزو روسي في فبراير الماضي نشرت صحيفة “بيلد” سيناريو نظرياً لهجوم روسي على الـ “ناتو”، مستندة إلى “وثيقة حكومية مقدمة إلى البرلمان”، وبناء على السيناريو فقد يتكون الهجوم من أربع مراحل، الأولى تشمل حملة تضليل واسعة النطاق في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتقسيم المجتمع الغربي مع إمكان شن هجمات إلكترونية على مرافق البنية التحتية الحيوية، ثم المرحلة الثانية وفيها تبدأ موسكو مناورات عسكرية على طول حدود الـ “ناتو”” مع زيادة التجسس والهجمات الإلكترونية، وقد تُعطل الأقمار الاصطناعية الأولى في الفضاء مع مهاجمة المصانع الكيماوية ومحطات الطاقة النووية الألمانية، أما المرحلة الثالثة فستتضمن غزواً مباشراً من قبل القوات الروسية، وأخيراً المرحلة الرابعة وهي معارك في البر والبحر والجو والفضاء الخارجي، ومن المحتمل أن تستخدم موسكو الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية والنبضات الكهرومغناطيسية لحرق جميع الأجهزة الإلكترونية. وقبل ذلك نشرت صحيفة “بيلد” في يناير (كانون الثاني) الماضي أيضاً مقتطفات من وثيقة سرية لوزارة الدفاع الألمانية، ناقشت السيناريو المحتمل لنزاع عسكري بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ثم وصفت الوزارة عملية النظر في السيناريوهات المختلفة، حتى لو كانت غير محتملة للغاية، بأنها “جزء من العمل اليومي”، وقال الكرملين تعليقاً على المنشور إن برلين يجب أن تقلق من تورطها المباشر والجاد في الصراع في أوكرانيا، وليس بسبب السيناريو الوارد في المقالة. وكان كريستيان مولينغ وتوربين شوتز، وهما مؤلفا دراسة تحليلية أجرتها الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، حذرا مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 من خطر مزعوم لهجوم روسي على الـ “ناتو”، وأشارا، نقلاً عن متخصصين وأجهزة استخباراتية، إلى أنه بعد القتال في أوكرانيا سيستغرق الأمر من ستة إلى 10 أعوام حتى تتجرأ روسيا على مهاجمة الـ “ناتو”. بدوره حذر رئيس القيادة اللوجيستية لحلف شمال الأطلسي الجنرال ألكسندر سولفرانك من أن الروتين البيروقراطي يعوق حركة القوات عبر أوروبا، مما يهدد بأن يؤدي إلى “تأخيرات خطرة” في حال نشوب صراع مسلح افتراضي مع روسيا، مشيراً إلى أنه من المقترح إنشاء “شنغن عسكري” قياساً على منطقة شنغن. رد فعل موسكو على نشر الخطط الألمانية رفضت روسيا مراراً خطط الحرب مع حلف شمال الأطلسي، وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إحجامه عن الصدام مع الحلف، مشدداً على أن الصراع في أوكرانيا مرتبط بـ “خلق تهديدات لأمن الاتحاد الروسي من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”، وفي ديسمبر 2023 وصف بوتين تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن التهديد بهجوم روسي على الحلف إذا فاز في الصراع في أوكرانيا بأنه “محض هراء”. وفي يونيو الماضي اعتبر بوتين أن موسكو “ليست لديها أسباب ولا مصلحة لا جيوسياسية ولا اقتصادية ولا سياسية ولا عسكرية للقتال مع دول حلف شمال الأطلسي”، مضيفاً “لقد توصلوا إلى فكرة أن روسيا تريد مهاجمة الـ “ناتو” وأصبحت مجنوناً تماماً، أليس كذلك؟ هل هم أغبياء بشكل عام مثل هذه الطاولة؟”. أما في يوليو (تموز) الجاري فقال بوتين إن موسكو لا تريد صراعاً مباشراً مع كتلة حلف الـ “ناتو”، لكنها مستعدة لأي سيناريو. ومن جانبه شكك النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) فلاديمير دزاباروف خلال مقابلة مع صحيفة “لينتا رو” في صدقية مثل هذه التقارير، وقال “نحن لا نستبعد نشوب حرب بين الـ ‘ناتو’ وروسيا حيث سيلعب الألمان أحد الأدوار الأولى، ولكن مع ذلك، أعتقد أن ‘بيلد’ صحيفة صفراء ولا ينبغي لك أن تثق في منشوراتها”، مضيفاً أنها “مصممة لإثارة الضجيج وإدهاش الجميع”. تدريبات سابقة في هولندا تضمنت نقل قوات للناتو جوا (رويترز) وبحسب دزاباروف فإنه يمكن للمرء أن تكون لديه مواقف مختلفة تجاه أجهزة الاستخبارات الألمانية، لكن من غير المرجح أن تسمح بتسرب مثل هذه البيانات أثناء تطوير مثل هذه الخطط، مضيفاً “لذلك أنا لا أصدق هذه المعلومات”. ولم يعلق السكرتير الصحافي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف على ما نشرته صحيفة “بيلد” حول وضع ألمانيا لسيناريو لحرب محتملة بين الـ “ناتو” وموسكو بحلول صيف عام 2025، ووفقاً له ففي الآونة الأخيرة نشرت الصحيفة في كثير من الأحيان مواد غثة. ومن جهتها ردت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بسخرية على السيناريو المنشور للحرب بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، ووصفت خطة الهجوم الروسية على التحالف بأنها “طالع برج الحوت في برج السرطان”، وقالت الدبلوماسية ساخرة “لا أستبعد أن يكون الجزء التحليلي من الجيش الألماني معداً من قبل وزارة الخارجية الألمانية تحت قيادة وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك”. بدورها قالت وزارة الدفاع الألمانية في تعليقها على تقارير إعلامية حول “الخطة السرية” المزعومة لروسيا لمهاجمة الـ “ناتو”، إن النظر حتى في السيناريوهات غير المحتملة للغاية هو جزء من الأعمال العسكرية اليومية، وفي وقت لاحق قال مدير مركز التميز في الاتصالات الإستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي غانيس سارتس الشيء نفسه، ووفقاً له فإن مادة “بيلد” ليست في الواقع تحليلاً استخباراتياً سرياً ولكنها سيناريو تدريبي. الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (رويترز) وكتب سارتس عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن “سيناريو التدريبات هو دائماً موقف خيالي لاختبار القدرات العسكرية في منطقة معينة، وفي الماضي كانت مثل هذه السيناريوهات وهمية تماماً مع عدم وجود دول ومناطق جغرافية، أما الآن فتستخدم السيناريوهات دولاً ومناطق جغرافية موجودة”. مدى جدية سيناريو الحرب بين روسيا والـ “ناتو” أستاذ قسم الدراسات الأوروبية بكلية العلاقات الدولية بجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية والمحلل في نادي فالداي، ستانيسلاف تكاتشينكو، أكد أن روسيا تشك في عقلانية شركائها الأوروبيين، ووفقاً له فإن هذا هو السبب وراء استعداد موسكو للسيناريو الأسوأ، وقال “إن وجود مثل هذه الوثائق لا يمكن إلا أن يكون مزعجاً، ونشره يعطينا إشارة جديدة مفادها أن العلاقات مع ألمانيا سيئة، ولذلك تنطلق السلطات الروسية من السيناريو الأسوأ والذي بموجبه يستعد الألمان حقاً لصراع عسكري، على ما يبدو في ممر سووالكي أو في مكان ما حول كلينينغراد، وسواء حدث هذا أم لا سنرى، وهذا لا ينبع من الظروف الحالية ولا توجد أسباب جدية لنزاع مسلح بين روسيا وألمانيا حتى الآن”. ووفقاً له فإن تسرب الوثيقة الآن مرتبط بالمشكلات الكبيرة التي تواجه أوكرانيا ورغبة ألمانيا في خلق وضع يمكن أن تعتبره روسيا تهديداً لنفسها، وحول كيف يمكن أن تنتهي الحرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي قال إنه “من المؤكد أن الحرب المحتملة بين موسكو وبرلين، أي مع أحد أعضاء الـ ‘ناتو’ ستؤدي إلى كارثة، ونحن نتحدث عن صدام نووي”. وأضاف، “ألمانيا هي أحد الأعضاء الرئيسين في الحلف، وهي مسؤولة عن الأمن الأوروبي، ولذلك ستبدأ الحرب العالمية الثالثة التي يمكن أن تنتهي باستخدام الأسلحة النووية”. لماذا نشر الإعلام الألماني خططاً للحرب؟ يرى رئيس الجمعية الأوراسية في برلين ألكسندر راهر أنه بعدما أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة سترفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل انتقلت هذه المهمة إلى الأوروبيين، مشيراً إلى أن ممثلي بريطانيا وفرنسا ذهبا على الفور إلى كييف بعد ذلك لطمأنة القيادة الأوكرانية على نياتهم الثابتة لفعل كل شيء من أجل انتصار كييف، وقال رئيس الجمعية الأوراسية إن “إن ألمانيا والحلفاء الأوروبيين يتعرضون لضغوط لأخذ زمام المبادرة في تقديم الدعم العسكري لكييف”. أما نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف فكتب عبر قناته على “تيليغرام” أن “ظهور وثيقة سرية في ذروة الاحتجاجات في ألمانيا وانهيار شعبية مستشار البلاد أولاف شولتز ليس من قبيل الصدفة”، ووفقاً له فإن “الغرض من هذا التسريب ليس على الإطلاق إظهار مستوى التحليلات الغربية، بل إظهار ما سيحدث في المستقبل المنظور إذا لم تدعم كييف”. ويبدو السيناتور الروسي واثقاً من أن منشور “بيلد” يهدف إلى صياغة الرأي في أذهان الناس، “دع الأوكرانيين يموتون اليوم بصورة أفضل من الألمان غداً”. حشود عسكرية أوكرانية تخوض معارك شرسة ضد القوات الروسية (رويترز) وأوضح كوساتشيف، “الآن في ألمانيا هناك قوتان فقط تتعارضان، مؤيدة لبرلين وداعمة لواشنطن، وإذا كان كلا الاتجاهين يعتبران في وقت سابق مترادفين فإنهما اليوم متنافيان، وكانت المهمة الصعبة تتمثل في تخويف المواطن العادي وإجباره، على خلفية الخفوض الاقتصادية، على إنفاق المزيد على مشروع أوكرانيا ودعم شريكه في الخارج الذي يقود الاقتصاد الألماني بوضوح إلى الانهيار”. هل تستعد روسيا للحرب مع الـ “ناتو”؟ تصادمت روسيا مع ألمانيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية التي سقط خلالهما ملايين القتلى والجرحى، وإذا كانت موسكو تنازلت عن بعض الأراضي في الحرب الأولى فإنها لم تكتف باستعادتها فقط في الحرب العالمية الثانية، بل سلخت قسماً من أراضي ألمانيا نفسها وضمتها لبولندا، واستولت هي نفسها على كونيغسبرغ التي كانت عاصمة لبروسيا وضمتها لأراضيها تحت اسم كلينينغراد بعد سقوطها بأيدي الاتحاد السوفياتي إبان الحرب العالمية الثانية، ولذلك فإن وضع وزارة الدفاع الألمانية سيناريو لحرب محتملة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا يثير حساسيات ومخاوف كثيرة كامنة في النفوس، على اعتبار أن الألمان لا بد من أن ينتقموا لهزيمتهم على يد الجيش السوفياتي الأحمر الذي دخل عاصمة الرايخ الثالث برلين واحتلها، ثم سلخ قسماً من الأراضي الألمانية. ووفقاً للخطط العسكرية الألمانية المنشورة فقد طورت الإدارة العسكرية سيناريو تدريبياً يصف كيف سيتصرف الرئيس فلاديمير بوتين وكيف يخطط الـ “ناتو” للدفاع عن نفسه في حال وقوع عدوان افتراضي، واللافت أن السيناريو المسمى “الدفاع عن التحالف 2025” يتضمن فكرة حدوث فوضى موقتة تعقب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، إذ تقوم روسيا بدعم من بيلاروس باستغلالها “لتكرار غزو عام 2014 على أراضي الـ “ناتو”. وفي السيناريو الموصوف يفترض أن تبدأ الحرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي صيف عام 2025، وفي مايو من العام نفسه تقرر قيادة التحالف إجراءات الاحتواء، وتقول المادة إنه “في اليوم الـ 10 وفقاً لوثيقة سرية للجيش الألماني، سيصدر القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الأمر بنقل 300 ألف جندي إلى الجناح الشرقي، بما في ذلك 30 ألف جندي من الجيش الألماني”، لينتهي السيناريو بعد 30 يوماً من “اليوم x ولم يحدد الجيش الألماني بالضبط كيف سينتهي هذا الصراع”. وضعت الخطط الألمانية خططا لنقل قوات عبر نهر ألبه للدفاع عن دول الناتو (رويترز) وفي نهاية ديسمبر 2023 أعلن قائد الجيش الهولندي مارتن فيجنين وجود تهديد بالحرب مع روسيا، وتحدث الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن خطط القوات المسلحة الأوكرانية لمواصلة الهجوم عام 2024، ووصف الهدف الرئيس للجيش بعزل شبه جزيرة القرم، إذ ترفض السلطات الأوكرانية الموافقة على تجميد الصراع العسكري. لا دخان من دون نار! كتبت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” أن “التوصيات الإطارية للدفاع المشترك” تمت الموافقة عليها من قبل الحكومة الألمانية في يناير من عام 1989 عندما كانت ألمانيا مقسمة، والآن يريد مجلس الوزراء الألماني اعتماد مبادئ توجيهية عامة جديدة للحماية في حالات الطوارئ، أي أننا نتحدث عن تعديل نص وثيقة قديمة. وقالت الصحيفة إنه يترتب على التوصيات التي قدمها الجيش الألماني أنه في حال نشوب صراع ستزداد صلاحيات المستشار بشكل كبير، أي سيبدأ في قيادة الدفاع عن البلاد، ويترتب على الوثيقة أيضاً أنه يمكن للدولة مصادرة المنتجات الغذائية في حال وجود نقص في محال السوبر ماركت، وينص أيضاً على أنه في حال نشوب نزاع فقد يطلب من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و55 عاماً العمل في نظام الرعاية الصحية المدنية والمستشفيات العسكرية الداخلية. وقال نائب الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مكسيم بوياكيفيتش إن دول الـ “ناتو” تحتفظ بسجلات للسكان استعداداً للتعبئة المحتملة على خلفية عملية عسكرية. آليات عسكرية روسية خلال توغلها في الأراضي الأوكرانية الشتاء الماضي (رويترز) وفي مارس (آذار) الماضي كتبت صحيفة “فايننشال تايمز” أن رئيس لاتفيا إدغارس رينكيفيتش، ورئيس إستونيا ألار كاريس كانا يدعوان الدول الأعضاء الأوروبية في حلف شمال الأطلسي إلى رفع الإنفاق العسكري لمستويات الحرب الباردة والنظر في عودة الخدمة العسكرية الإجبارية، ويعتقدان أن هذا سيساعد في إنشاء مزيد من قوات الاحتياط الجاهزة للقتال والتعامل مع مشكلات تجنيد الأفراد. التجنيد العسكري اليوم في معظم دول الـ “ناتو” مجمد أو ملغى، بينما لا يزال يعمل في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق وفنلندا واليونان وتركيا، ولم يكن هناك مثل هذا النظام في ألمانيا منذ يوليو عام 2011 عندما أصبح التجنيد في الجيش الألماني طوعياً تماماً. وفي أوائل مارس الماضي كتبت “ديرشبيغل” أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس يعتزم تقديم اقتراحه لنموذج التجنيد الإجباري قبل انتخابات الـ “بوندستاغ” التي ستعقد عام 2025، وبحسب المجلة فإن الوزير يعتزم درس نموذج التجنيد الإجباري في السويد حيث أعيد التجنيد الإجباري عام 2017. خطط الحرب في النفوس قبل النصوص! يقول المحلل العسكري الروسي أندريه كراسنوبروف “لقد وعدنا الألمان منذ زمن طويل بأنهم لن يهاجمونا أبداً بعد الحرب العالمية الثانية وأقسموا اليمين، ولكن هذا يظهر مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نثق بوعودهم بصورة كاملة، بل يجب أن يكون لدينا ورقة رابحة احتياطية في مواجهة أصدقائنا”. وفي صدد احتمالات نشوب حرب ذكرت صحيفة “المحافظ الأميركية” أنه من المتوقع أن يسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنزال قواته في أوكرانيا لوقف هزيمتها، وأن الجيش الأميركي سيتبعها. وفيما تتوقع روسيا أن ترسل فرنسا قريباً قوات عسكرية إلى أوكرانيا على شكل مدربين عسكريين، تأتي هذه الأخبار في وقت بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة تشارلز براون جونيور علناً في وضع الأساس لما يقول إنه سيكون النشر النهائي للمدربين العسكريين الأميركيين في أوكرانيا. وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مطار رزيسزو- ياسيونكا البولندي (أ ف ب) وتعمل دول الـ “ناتو” بالفعل على إيجاد طرق لنقل القوات الأميركية إلى حدود روسيا، وقد نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية خريطة للممرات البرية التي يجري إنشاؤها، وهي تنطوي على إنزال القوات الأميركية في ميناء روتردام ثم نقلها إلى بولندا عبر هولندا وألمانيا. وكتبت الصحيفة أن “ذلك يأتي وسط تحذيرات من القيادة العليا للحلف من أن الحكومات الغربية يجب أن تستعد للصراع مع روسيا”، فيما أشار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى أن العالم أصبح بالفعل على بعد خطوة واحدة من نقطة اللاعودة قبل حرب كبيرة جديدة. وقال لمحطة إذاعة “كوسوث” في يونيو الماضي بعد جولته التي شملت روسيا وأوكرانيا والصين، “نحن نقترب من نهاية قدراتنا وأعتقد أن هناك نقطة يصعب تحديدها، لكن في تاريخ الإعداد لكل حرب كانت هناك نقطة تحوي الفرصة الأخيرة للانكشاف، ونحن في الدقائق الأخيرة على بعد سنتيمترات من نقطة اللاعودة”. المزيد عن: ألمانياأميركاأوكرانياروسيابريطانيافرنساالـحروبمعارك 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أجهزة الأمن الإسرائيلية تدفع نتنياهو لقبول فرصة أخيرة لصفقة الأسرى next post 10 نجوم عالميين تخلوا عن العلاقات العاطفية You may also like جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 حافظ الأسد كان قلقا من أن تلقى سوريا... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: بن لادن استقبل مبعوث... 21 نوفمبر، 2024 من مول استهداف ملحق سفارة أميركا لدى بيروت... 17 نوفمبر، 2024 مرافق سفير بريطانيا لدى لبنان أنقذ الأميركيين من... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 “إسرائيل الكبرى”… حلم صيف يميني أم مشروع حقيقي؟ 12 نوفمبر، 2024