الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » شكسبير مصابا بحمّى الغرام في “لا شيء مثل الشمس” لأنطوني بارغس

شكسبير مصابا بحمّى الغرام في “لا شيء مثل الشمس” لأنطوني بارغس

by admin

حياة غامضة لشاعر الإنجليز كما كتبها سيّد من مبدعيهم المعاصرين

اندبندنت عربية/ إبراهيم العريس باحث وكاتب

حقّق المخرج الأميركي ستانلي كوبريك، الذي أنجز معظم أفلامه في إنجلترا لاجئاً إليها من اضطهاد جابهه في وطنه، معظم أفلامه انطلاقاً من مقتبسات عن نصوص روائية أو غير روائية لكتّاب كبار. فمن فلاديمير نابوكوف إلى ستيفن كينغ ومن ويليام ثاكري إلى أنطوني بارغس وسي- كلارك وصولاً إلى آرثر شنيتزلر، حملت النصوص التي اشتغل عليها كوبريك تواقيع كبار في عالم الأدب. لكن واحداً منهم أزعجه بشكل خاص وهو ستيفن كينغ المعروف بسيّد روايات الرعب. فهذا لم يرض أبداً عن إخراج كوبريك لروايته “شايننغ” وملأ الدنيا صخباً ضارباً الصفح عن أن المتفرجين والنقّاد ومؤرخي السينما اعتبروا الفيلم بالإجماع على رأس قائمة أعظم أفلام الرعب في تاريخ السينما. وفي المقابل تعامل صاحب رواية “البرتقال الآلي” التي اقتبس منها كوبريك تحفته التي تحمل الاسم نفسه بأناقة وحرفية حين سئل عن رأيه في هذا الفيلم الأخير فقال إنه “فيلم رائع ومميّز في تاريخ السينما من دون أن يعني هذا أنه أمين أو غير أمين للرواية”. وأضاف: “ليس على عمل فني اقتُبس من عمل فني آخر أن يكون أميناً له، وإلا سيفقد مبرر وجوده”.

أنطوني بارغس (1917 – 1993) (عن موقع britanica)​​​​​​​

حياة قاسية لسيّد الشعراء الإنجليز

من هنا، حين أصدر أنطوني بارغس في عام 1964 تلك التي ستعتبر من أجمل رواياته ويتناول فيها بالتحديد حياة سيّد كتّاب المسرح والشعراء الإنجليز، ويليام شكسبير، كان من الطبيعي ألا يسمح لأحد بأن “يحاسبه” على ما إذا كانت الرواية أمينة أو غير أمينة للمسار المعروف عن حياة صاحب “هاملت” و”روميو وجولييت”، فهو، ومنذ العنوان حدّد أن ما كتبه رواية/ قصة/ حكاية وليس سيرة للكاتب الكبير. بل إنه اختار لتلك “الرواية” عنواناً رئيسياً مستقى من بيت في واحدة من سونيتات شكسبير (البيت الأول في السوناتا التي تحمل الرقم 130). صحيح أن هذه الرواية ودفاع بارغس عن حرية كتابته فيها، وحرية تفسيرها لما يبدو غامضاً في حياة شكسبير، أتيا قبل أعوام طويلة من ظهور “البرتقال الآلي” كفيلم، لكنه أتى مستبقاً السجالات ليعكس موقفاً حضارياً من الكاتب ويفسر الموقف الذي سيتخذه لاحقاً من اشتغال كوبريك على الرواية، ويبدو ردّاً استباقياً أيضاً على الصخب الذي أثاره ستيفن كينغ.

الطريف في الأمر أن رواية “لا شيء مثل الشمس”، تركّز على حكاية حب يرى بارغس أن شكسبير قد عاشها مع فتاة ليل سوداء تدعى فاطيما، مفترضاً أنها هي نفسها تلك التي يشير إليها شكسبير تحت لقب “الليدي السوداء” في السوناتا المذكورة. والطريف في الأمر أن بارغس يشير في مقدمة طبعة لاحقة من الرواية إلى أنه كان يتمهل في كتابتها أول الأمر لكنه وجد نفسه مضطراً إلى إنجازها بسرعة في النهاية كي تصدر لمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الرابعة لولادة شكسبير ربيع عام 1964.

مهما يكن فإن الرواية هي رواية في قلب رواية أخرى. وهذه الأخيرة تحكي عن أستاذ محاضر يلقي محاضرة حول شكسبير و”اعتراف” هذا الأخير ضمناً بالتقاطه مرض الزهري وقد أصابه من طريق العدوى من تلك العشيقة التي انطلاقاً من هنا سيسمي غرامه بها بالحمى الملتهبة! أما القسم الآخر من الرواية وبعدما يطلعنا بارغس على حال البروفسور المحاضر السكير واسمه هو الآخر… بارغس وكيف أنه بالكاد يمكنه أن يكمل محاضرته، فيتابع حكاية شكسبير المفترضة المتأرجحة بين علاقته بالليدي السوداء وتركه منزله في ستراتفورد في عهدة أخيه الذي لن يلبث أن يقيم علاقة مع آن هاثاواي…. زوجة شكسبير.

“بارغس” الآخر الذي تخيّل الحكاية

لا يخفي بارغس أن الحكاية كلها متخيّلة، لكنه يضيف أنه لم يكن هو من تخيّلها بل، ذلك الأستاذ المحاضر الذي جعلته المصادفة يحمل اسمه… والحقيقة أن القراء قبلوا كل تلك المبررات على الرغم من أن بارغس حين أصدر روايته وبرّرها على تلك الشاكلة لم يكن قد أصبح بعد ذلك الكاتب الذي أسبغ عليه فيلم كوبريك كل تلك الشهرة التي جعلت كتبه تترجم إلى شتى اللغات. واللافت أن متفرجي الفيلم كما قارئي بارغس اكتشفوا أمام ذهولهم، أن حكاية مدرس الموسيقى الذي يغتصب الشبان العنيفون زوجته أمامه على أنغام السيمفونية التاسعة لبيتهوفن في “البرتقال الآلي”، هي مع بعض التحوير حكاية جرت للكاتب نفسه. وهكذا راح الاهتمام به يتزايد ليكتشف القراء أن مأساته لا تقف عند ذلك الحد، بل تتجاوزه بكثير، وأن خلف كتابته العنيفة لا توجد قصة اغتصاب امرأته وحدها، بل خاصة قصة “موته”. إذ في العام 1960 قرر الأطباء أن انطوني بارغس مصاب بالسرطان وأنه سيموت بعد عام لا محالة. وانطلاقاً من ذلك القرار المميت عكف بارغس على الكتابة يطفئ فيها مخاوفه ويقاوم بها الموت المقبل.

لكن العام صار عامين ثم خمسة ثم تكررت السنوات. وكانت النتيجة أن عاش بعد إعلان موته المحتم ثلاثاً وثلاثين سنة، لأنه في الواقع لم يرحل عن عالمنا إلا في خريف عام 1993.

ولكن لئن كان بارغس قد أفلت من الموت فإنه لم يفلت من هاجس الموت، الذي ظل يطارده وظل يكتب في ظله، الموت الذي كانت روايته “البرتقال الآلي” التي كتبها في 1962 باكورة تصديه له، لكنها لم تكن باكورة كتابته ما يجعلها سابقة على روايته الشكسبيرية بعامين، فبارغس الذي ولد في 1917 انتظر أواسط سنوات الخمسين حتى يشق لنفسه طريقاً في عالم الأدب، هو الذي حكمت حياته وتوجهاته منذ البداية أحاسيسه باللاانتماء، حيث نعرف أنه ولد في مانشستر من أسرة كاثوليكية وسط بحر من العوالم البروتستانتية، وكان يتطلع منذ بداية صباه لأن يصبح موسيقياً، ولئن كان قد فشل لاحقاً في أن يكون موسيقياً كبيراً، فإن الموسيقى لم تغب عن عمله، حيث نجد بيتهوفن يتجاور مع فاغنر وهايدن مع موزار، وحيث صاغ معظم كتبه صياغة تدين للموسيقى بالكثير، ولا ننسينّ هنا أن مشهد الاغتصاب في “البرتقال الآلي” يدور كله على خلفية سيمفونية بيتهوفن التاسعة.

من شكسبير إلى نابوليون ويسوع الناصري

مهما يكن، فإن توجه بارغس الحقيقي كان، منذ الخمسينيات توجهاً أدبياً، حيث كتب أولاً، وهو يعمل كمدرس في المدارس الاستعمارية الإنجليزية في بورنيو وماليزيا، رواياته الثلاث التي شكلت ما سمي “الثلاثية الماليزية” (1956 – 1959) وهي الثلاثية التي كتبها خلال عمله مع دوائر المخابرات البريطانية، عملاً قاده إلى ادعاء اعتناق الإسلام في ماليزيا لفترة سُمّي خلالها “الحاج عبدالله”.

بيد أن “الثلاثية الماليزية” مثلها في هذا مثل معظم كتابات بارغس لم تُكتشف حقاً وتُقرأ على نطاق واسع إلا اعتباراً من العام 1972 يوم بلغت شهرة الكاتب آفاقها. وهو لئن كان قد كشف في “البرتقال الآلي” عن كل العنف الذي كان يتآكله، فإن تلك الرواية أتت، بعد كل شيء أشبه بتعويذة، لأنه هدأ بعدها وراح يتأمل موته المقبل بشكل بطيء، ولقد قاده ذلك التأمل إلى الاهتمام بشخصيتين لم تبرحا ذهنه: السيد المسيح، ونابوليون بونابرت، فهو كان يراهما معاً رمزين للبشرية جمعاء، وكل منهما في اتجاه، وهو بالفعل وضع عن كل منهما عملاً أدبياً كبيراً، ومن المعروف أن عمله عن “يسوع الناصري” قد نقل إلى مسلسل تلفزيوني شهير حققه الإيطالي فرانكو زيفريللي.

لقد حقق أنطوني بارغس طوال سنوات “موته” الطويل كل أحلامه الكتابية وكذلك تمكن من تحقيق بعض طموحاته الموسيقية، وهو لم يتوقف عن الكتابة حتى شهور حياته الأخيرة وكان من أبرز كتبه الأخيرة “عازف البيانو” و”آخر أخبار العالم” وطبعاً تلك الرواية الغريبة التي صوّر فيها جزءاً من سيرة شكسبير على الطريقة التي وصفناها. وكتاب نقد لأعمال جويس – الذي يرى الناقد هارولد بلوم أن “لا شيء مثل الشمس” تدين لها لغة وأسلوباً”. وإلى ذلك وضع بارغس سيناريوهات عديدة. غير أن الحلم الذي داعب خياله طويلاً ولم يتمكن أبداً من تحقيقه كان تلك الأوبرا التي أراد كتابتها وتلحينها حول حياة فرويد وعمله ولم يقيّض له أن ينجزها أبداً.

المزيد عن: أنطوني بارغس/ويليام شيكسبير/رواية لا شيء مثل الشمس/سينما/ستانلي كوبريك

 

 

You may also like

51 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 1:33 ص

Wonderful, what a weblog it is! This blog gives helpful data to us, keep it up.

Reply
бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 9:15 ص

Thanks for one’s marvelous posting! I truly enjoyed reading it, you will be a great author.I will be sure to bookmark your blog and will eventually come back down the road. I want to encourage you to continue your great posts, have a nice holiday weekend!

Reply
глаз бога 10 أبريل، 2024 - 10:32 م

Howdy! Would you mind if I share your blog with my facebook group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Thanks

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 3:18 م

What a stuff of un-ambiguity and preserveness of precious knowledge concerning unexpected feelings.

Reply
бот глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 3:16 ص

Aw, this was an incredibly nice post. Finding the time and actual effort to produce a very good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done.

Reply
глаз бога тг 12 أبريل، 2024 - 10:49 م

Appreciating the hard work you put into your website and in depth information you provide. It’s awesome to come across a blog every once in a while that isn’t the same out of date rehashed material. Wonderful read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account.

Reply
глаз бога бот 13 أبريل، 2024 - 7:24 م

Hello there! Do you use Twitter? I’d like to follow you if that would be ok. I’m definitely enjoying your blog and look forward to new updates.

Reply
глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 5:47 ص

I’m gone to say to my little brother, that he should also pay a visit this blog on regular basis to take updated from most recent information.

Reply
глаз бога бот 14 أبريل، 2024 - 3:42 م

I’m not sure why but this blog is loading incredibly slow for me. Is anyone else having this issue or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists.

Reply
глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 1:12 ص

I always used to read post in news papers but now as I am a user of internet thus from now I am using net for articles or reviews, thanks to web.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 15 أبريل، 2024 - 11:03 ص

Its like you read my mind! You seem to understand so much approximately this, like you wrote the e-book in it or something. I feel that you could do with some % to pressure the message house a bit, however other than that, this is wonderful blog. An excellent read. I’ll definitely be back.

Reply
бот глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 9:27 م

Hi to every body, it’s my first pay a visit of this website; this webpage consists of remarkable and actually fine information designed for readers.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 16 أبريل، 2024 - 7:42 ص

It is not my first time to go to see this site, i am visiting this site dailly and take nice data from here daily.

Reply
steam csgo betting site 8 مايو، 2024 - 1:19 ص

Hi there, yup this piece of writing is actually good and I have learned lot of things from it concerning blogging. thanks.

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 2:12 ص

One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 5:57 م

Hi there, for all time i used to check webpage posts here early in the morning, as i like to gain knowledge of more and more.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 8:29 م

Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this post and also the rest of the site is extremely good.

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 7:07 م

Hi, just wanted to say, I liked this post. It was practical. Keep on posting!

Reply
hot fiesta слот 13 يونيو، 2024 - 1:25 ص

This design is wicked! You certainly know how to keep a reader entertained. Between your wit and your videos, I was almost moved to start my own blog (well, almost…HaHa!) Fantastic job. I really enjoyed what you had to say, and more than that, how you presented it. Too cool!

Reply
хот фиеста слот 13 يونيو، 2024 - 6:34 م

Hey There. I found your blog using msn. This is a very well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback.

Reply
hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 5:04 ص

Hmm is anyone else having problems with the images on this blog loading? I’m trying to find out if its a problem on my end or if it’s the blog. Any feed-back would be greatly appreciated.

Reply
hot fiesta slot 14 يونيو، 2024 - 4:45 م

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
хот фиеста слот 15 يونيو، 2024 - 4:02 ص

I like reading a post that will make people think. Also, thanks for allowing me to comment!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:05 ص

Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again soon!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 7:39 م

You’ve made some decent points there. I looked on the internet to learn more about the issue and found most individuals will go along with your views on this website.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 9:10 ص

This website was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Appreciate it!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:28 م

With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My website has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it looks like a lot of it is popping it up all over the web without my agreement. Do you know any techniques to help stop content from being ripped off? I’d genuinely appreciate it.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:11 ص

Hi there, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam comments? If so how do you reduce it, any plugin or anything you can suggest? I get so much lately it’s driving me mad so any help is very much appreciated.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:08 ص

Magnificent goods from you, man. I’ve bear in mind your stuff prior to and you’re simply too fantastic. I really like what you’ve got here, really like what you’re stating and the way in which you assert it. You are making it entertaining and you still take care of to stay it sensible. I cant wait to read far more from you. This is actually a great website.

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 10:57 م

When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Cheers!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:17 ص

whoah this blog is great i really like reading your articles. Stay up the good work! You understand, many individuals are searching around for this info, you can help them greatly.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:56 م

Greetings! Very helpful advice within this article! It is the little changes that produce the greatest changes. Thanks for sharing!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:40 ص

Nice blog here! Also your site lots up fast! What host are you the use of? Can I am getting your associate link on your host? I want my website loaded up as fast as yours lol

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 9:51 ص

This site definitely has all of the information I wanted about this subject and didn’t know who to ask.

Reply
строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 7:37 م

Предлагаем строительство автомоек под ключ для вашего бизнеса. Всё будет выполнено быстро, качественно и по конкурентоспособным ценам.

Reply
строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:14 ص

Мойка самообслуживания под ключ обеспечивает комфорт для клиентов и стабильную прибыль для владельца. Присоединяйтесь к успешным предпринимателям!

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:42 م

Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:13 ص

Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги.

Reply
строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 8:59 م

Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии.

Reply
строительство автомойки под ключ 9 يوليو، 2024 - 8:30 ص

Мойка самообслуживания под ключ – великолепный выбор для тех, кто хочет начать бизнес без лишних забот. Все под контролем, и вы в деле!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 7:44 م

Great post.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 12:58 م

What i do not realize is in reality how you’re not really a lot more well-liked than you may be right now. You are so intelligent. You know therefore significantly on the subject of this matter, produced me in my opinion consider it from so many numerous angles. Its like men and women aren’t fascinated unless it’s something to accomplish with Lady gaga! Your own stuffs nice. All the time care for it up!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 2:44 ص

Heya just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results.

Reply
автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:14 ص

“Автомойка самообслуживания под ключ” открывает новые возможности для предпринимателей. Входите в перспективный бизнес с надежной поддержкой!

Reply
Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 6:11 ص

An impressive share! I have just forwarded this onto a colleague who had been doing a little research on this. And he in fact bought me lunch because I found it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending time to discuss this topic here on your website.

Reply
theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 10:08 م

Have you ever thought about publishing an e-book or guest authoring on other sites? I have a blog based upon on the same ideas you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my audience would enjoy your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e-mail.

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 2:50 م

I am in fact glad to read this webpage posts which includes lots of useful data, thanks for providing such information.

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 6:56 ص

It’s very simple to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this site.

Reply
theguardian.com 27 أغسطس، 2024 - 8:58 م

Good day! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be great if you could point me in the direction of a good platform.

Reply
theguardian 28 أغسطس، 2024 - 10:24 ص

It’s really a nice and helpful piece of information. I’m glad that you shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 11:41 م

What a information of un-ambiguity and preserveness of precious familiarity regarding unexpected feelings.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00