السبت, مايو 10, 2025
السبت, مايو 10, 2025
Home »  شعراء من العالم يلتقون في مهرجان كازابلانكا الدولي

 شعراء من العالم يلتقون في مهرجان كازابلانكا الدولي

by admin

 

قراءات بلغات مختلفة ونقاش حول ترجمة الشعر في العالم وتكريم لأحد رواد الحداثة بالمغرب

اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار

شهدت الدورة الأولى من مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر حضور شعراء وباحثين ومترجمين وإعلاميين وفاعلين في حقل الثقافة من المغرب والسعودية وأميركا وهولندا والعراق ومصر والبيرو وسوريا والإمارات العربية المتحدة وتونس والهند وإندونيسيا. وأعلن رئيس مركز الأنوار للتنمية الترابية، الجهة المنظمة، أن هذه الدورة حملت اسم الشاعر المغربي الراحل محمد عنيبة الحمري، في سياق تكريم أحد رواد الشعر الحديث بالمغرب الذي غادر عالمنا قبل أيام. كما أكد رئيس مركز الأنوار أن هذه التظاهرة تراهن على تجسير التواصل الثقافي بين المغرب والعالم.

وسعى المهرجان سواء في المحور النقدي أو في القراءات التفاعلية إلى خلق مساحة من الحوار بين ثقافات العالم عبر الانفتاح على مستجدات الكتابة الشعرية في عدد من بلدان العالم، سواء من ناحية مضامينها ومواضيعها أو من ناحية تحولاتها التقنية، مع التوقف المسهب عند إشكالية ترجمة الشعر. وعمل المهرجان على إبراز الخصوصية المغربية وعلى تقريب الآخر مما وصلت إليه التجربة الشعرية في المغرب على يد شاعرات وشعراء من أجيال مختلفة راهنوا على التفاعل الحي مع ثقافات العالم، من دون التفريط في الأصالة والهوية. وتوزعت فعاليات المهرجان بين القاعة الكبرى في فندق موغادور ومسرح بوجميع وبعض المؤسسات التعليمية.

قراءات وندوات وورش كتابة

في أحد اللقاءات الشعرية (خدمة المهرجان)

 

شارك في فعاليات الدورة الأولى من المغرب الشعراء إدريس عيسى ومحمد بوجبيري ومحمد عزيز الحصيني وإيمان الخطابي ومحمد عابد وإدريس علوش وفدوى الزياني وصباح الدبي وأمين زكَنون ومحمد موتنا وحفيظة الفارسي ودامي عم والزبير خياط ورشيد الخديري وأبوبكر لمليتي. بينما شارك من السعودية علي الحازمي ومن سوريا مروان علي ومن العراق محمد الأمين الكرخي وشعلان شريف ومن تونس رضوان العجرودي ومن الإمارات مريم الزرعوني. وشارك في مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر جورج والاس (أميركا) وسونيت ماندل (الهند) وأمين كميل (إندونيسيا) وريك فان بوكيل (هولندا) وكارينا مانون (البيرو).

في الندوة النقدية المخصصة للترجمة والتأويل تدخل كل من جورج والاس وشعلان شريف ومريم الزرعوني وسونيت ماندل ومحمد خفيفي. أما الندوة المخصصة للشاعر الراحل محمد عنيبة الحمري، فشارك فيها الكتاب والباحثون المغاربة سعيد منتسب وأنيس الرافعي وحسن نرايس وأفراد من عائلة الشاعر الراحل. وعلى مدى أيام المهرجان تكلف بعملية الترجمة الفورية وقراءة الترجمات الشعرية المترجم العراقي المقيم في أستراليا محسن بني سعيد والمترجم العراقي المقيم بين هولندا والمغرب شعلان شريف.

وخارج القاعة الكبرى لفندق موغادور ومسرح بوجميع، انتقل ضيوف المهرجان إلى المؤسسات التعليمية لفتح حوار مع الطلبة وتنظيم ورش لقراءة وكتابة الشعر، والحديث عن أهمية الترجمة والانفتاح على تجارب العالم في الكتابة الأدبية.

اللافت أن إدارة مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر خصصت أربعة أيام للقراءات والندوات والورش، بينما خصصت يومين لتنظيم خرجات استكشافية لضيوف المهرجان من أجل التعرف إلى معالم الدار البيضاء وتاريخها وخصوصياتها الثقافية، في سياق عملية تلاقح ثقافي من أجل إعداد كتاب جماعي يضم قصائد جديدة عن كازابلانكا بست لغات يؤلفها الشعراء المشاركون في دورته الأولى.

 ترجمة الشعر

ونظم مهرجان كازابلانكا ندوة دولية حول ترجمة الشعر، فتوقف المترجم العراقي شعلان شريف عند حضور الشعر الهولندي في العالم العربي الذي ظل مجهولاً لفترة طويلة عند قراء العربية، مؤكداً ضرورة مواكبة الشعر الهولندي الراهن وإكراهات هذه المواكبة، وأشار في الآن ذاته إلى مساحات التأويل التي يخلقها المترجم وفق أنواع ومستويات تفاعله مع النص في لغته الأولى.

بوستر المهرجان الشعري (خدمة المهرجان)

 

وناقش المترجم محسن بني سعيد مسؤولية المترجم وحدود اشتغاله ومساحات التأويل التي تضبط المسافة بينه والنص الذي يشتغل عليه. وأكد أن فهمنا للعالم قائم على ما تترجمه لنا حواسنا عنه. فمجمل الوعي البشري يعتمد على ما تنقله الحواس لنا. فالعين، بحسب المترجم العراقي تترجم لنا الأشياء التي تراها، وعلينا أن نعي أن الاشياء بحد ذاتها قد تختلف عن صورتها التي تصلنا من خلال العين، الألوان على سبيل المثال. فما نعرفه عن العالم هو في الحقيقة ترجمة له. كما ألمح بني سعيد، من ناحية أخرى، إلى أن الترجمة على المستوى الفردي تعني أننا نترجم أفكارنا إلى كلمات كلما تحدثنا وأن مساحة أفكارنا مقرونة بمساحتنا اللغوية، فالترجمة في النهاية عملية حياتية، بحسب ما أكده محسن بني سعيد مترجم سيرة ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو.

وتطرق الشاعر والناشر الهندي سونيت ماندل إلى مسألة التعدد اللغوي في الهند وهيمنة الثقافة المحلية. فالترجمة الأدبية، بالنسبة إليه، يجب أن تراعي الشرط المحلي. وإن كثيراً من النصوص تفقد قيمتها حين تنتقل من شمال الهند إلى جنوبه، وهذا الفقد يتضاعف حين تنتقل النصوص خارج الهند. وألمح ماندل إلى أن المترجمين في الهند يهتمون أكثر بالنصوص الأدبية الآتية من خارج البلد. بالتالي تضيع على قراء الشعر في العالم فرصة اكتشاف تجارب وأسماء شعرية مهمة تكتب باللغات المحلية.

وناقش جورج والاس المسافة التي تقطعها اللغة بين المتلقي والمرسل، مؤكداً أن هذه المسافة تصير أطول حين يتعلق الأمر بالشعر. وإذا كانت للمترجم مساحة للتأويل، فإن هذه المساحة قد تكون أكبر عند المتلقي. وناقش والاس الاختلافات اللغوية بين بريطانيا وأميركا، متسائلاً عما إذا كان الشعر المكتوب بإنجليزية أميركية يحتاج إلى أن يترجم إلى إنجليزية بريطانيا أو العكس. وأكد في النهاية أن مترجم الشعر لا يترجم الكلمة، بل الدلالات المتوارية خلفها، وهذا مرتبط بفهمه الخاص لتلك الدلالات.

أما الشاعرة والناقدة الإماراتية مريم الزرعوني، فعادت بالحضور لترجمة الشعر في التراث العربي، مستندة إلى الموقف النقدي الحذر للجاحظ الذي كان من أوائل من انتبهوا إلى إشكالية ما يترجم من الشعر وما لا يترجم منه. وبخصوص دينامية الترجمة والتأويل ميزت الباحثة الإماراتية بين التأويل الذهني والتأويل اللغوي، مستندة إلى فكرة تودوروف “الترجمة لا تنقل النص، بل تخلقه من جديد”.

وذهبت صاحبة “تمتمات” و”رسالة إلى هارفارد” إلى أن ترجمة الشعر ليست عملية تقنية تُعنى بنقل الكلمات، بل إنها مشروع تأويلي يتطلب إبداعاً ووعياً ثقافياً وجمالياً. إنها، بحسب الشاعرة والباحثة الإماراتية إعادة خلق للنص في ثقافة جديدة وكتابة ثانية تنبع من التفاعل العميق مع النص الأصلي. ومن خلال المترجم، تولد قصيدة جديدة بلغة أخرى، تحمل معها أصواتاً متقاطعة تعكس الأصل وتعيد تأويله.

رهان على المستقبل

وفي تصريح خاص إلى “اندبندنت عربية” أشار رئيس مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر الكاتب والناشط الثقافي عبدالرحمن شكيب إلى أن الرهان كان هذا العام هو تعرف جمهور الشعر إلى تجارب شعرية من جغرافيات متباعدة، عبر ترجمة النصوص وترجمة الحوارات المرافقة للقراءات والمنبثقة من ندوة المهرجان، وأكد أن هذه الدورة، وإن كانت ذات طابع تجريبي، فقد خلقت أثراً واضحاً في الحياة الثقافية بالمغرب عبر ما خلفته من نقاشات. وأضاف صاحب كتاب “من كازابلانكا إلى مونتريال”، “ستنفتح الدورة المقبلة على عدد أكبر من شعراء العالم، وستخصص ندوة عن حضور الدار البيضاء في نصوص شعرائها وشعراء العالم. كما سنحاول الخروج بالشعر إلى الشوارع والفضاءات العامة، وسنهتم أكثر بتجارب الأداءات الشعرية وابتكارات الإلقاء التي لا تلقى اهتماماً كبيراً في بلدان العالم العربي”.

وفي تصريح آخر لمحمد الأمين الكرخي المدير الفني للمهرجان أكد لنا أن هذه التظاهرة الشعرية شكلت فرصة لاستضافة هذا التلاقي الثري بين الأصوات الشعرية المغربية والعربية والدولية. وأضاف أن “هذا الفضاء المشترك يمثل فرصة فريدة لتعزيز الحوار الخلاق وتبادل الرؤى الشعرية المتنوعة. وينطلق المهرجان من رؤية واضحة ترتكز على منح مساحة واسعة للشعريات المهمشة، تلك الأصوات التي قد لا تجد دائماً المنصات الكافية للتعبير عن نفسها. نؤمن بأن هذه الشعريات تحمل في طياتها ثراءً وتنوعاً يغني المشهد الأدبي بأكمله”. وعن الغاية من مهرجان كازابلاكا الدولي للشعر يقول محمد الأمين الكرخي “هدفنا خلق بيئة احتفالية تحتفي بالتعددية الشعرية وتشجع على الاستماع إلى مختلف النبرات والتجارب، مما يسهم في إثراء الحوار الثقافي وتوسيع آفاق المهرجان”.

المزيد عن: مهرجان شعريالدار البيضاءشعراء عالميونقراءاتأمسيات شعريةورش كتابةالترجمة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili