لقطة من واحد من الأفلام الشابلنية الخمسة الأولى (موقع الفيلم) ثقافة و فنون شابلن بدأ مشروعه بشرائط قصيرة تسخر من السينما by admin 13 فبراير، 2025 written by admin 13 فبراير، 2025 18 صعلوك الشاشة في خطواته الأولى لم يرض عما اكتشفه في عالم السينما ولم يتردد في قول ذلك اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب إذا كانت السينما الأميركية، الهوليوودية بصورة خاصة، أبكرت في جعل نفسها موضوعاً لأعداد متزايدة من شرائط طويلة أو قصيرة، روائية أو حتى وثائقية راحت تزداد قوة وربما شراسة أيضاً مرحلة بعد مرحلة، لتصل إلى ذروتها باكراً في فيلم “سانست بوليفار” للمخرج بيلي وايلدر، فإن فنانها الكبير والفريد من نوعه تشارلي شابلن خاض النوع بدوره باكراً، بل ربما منذ بداياته وقبل أن يتحول إلى الإخراج، وتحديداً منذ مفتتح عام 1914 جاعلاً من فيلمه الأول “كيد أوتو يسابق في فينيسيا” فيلماً يغمز من قناة السينما كما كانت تصور في ذلك الحين. صحيح أن شابلن لم يكن مخرج ذلك الفيلم، بل عمل تحت إدارة هنري ليمان الذي كان أداره قبل ذلك مباشرة في تجربة أولى تولى فيها شابلن الجانب الفني وتحديد الموضوع، بينما اشتغل ليمان على الجانب التقني وراء الكاميرا. كانت التجربة الأولى شريط “اكتساب الرزق” الذي كان أول احتكاك للمهرج الآتي من لندن ومن ثم من المسرح قبل حين، وسنرى في نهاية هذا الكلام أن شابلن كان انضم للعمل في السينما فقط لأمله في أن يحقق من خلاله بعض أرباح تمكنه من العودة للمسرح، لا للندن بالطبع، في محاولة منه لإنقاذ ذلك الفن المسرحي الذي يحبه ولا يفضل السينما عليه، لكنه علق في الفخ بحسب تعبيره نفسه كما سنرى، وكان شابلن في ذلك الحين لايزال في الـ24 من عمره. وسيتضح أن الفنان الشاب لم يكن راضياً كل الرضا عما شاهده في عالم السينما، وهو سيعبر عن ذلك على أية حال في الأفلام الخمسة التالية التي صور أولها، مباشرة بعد تلك التجربة الأولى وأيضاً تحت إدارة ليمان الذي كان أشبه بظل له. والحقيقة أن نظرة شابلن إلى الفن السابع التي ستكون واضحة في كل واحد من تلك الأفلام الخمسة، تكاد تؤكد لنا أنه بالفعل لم يكن يحب السينما، وربما كان دخل عالمها أول الأمر لكي ينسفها من الداخل! وحسبنا هنا أن نراجع ما كان ذلك الفنان يحاول قوله في كل واحد من تلك الأفلام المبكرة حتى نتيقن من ذلك. اختراع صعلوك داهية انتهى تصوير “اكتساب الرزق” بين الخامس والتاسع من يناير (كانون الثاني) 1914، وعلى الفور في اليوم الـ11 انطلق ليمان وشابلن يصوران فيلم “سباق فينيسيا” الذي سيعرف تاريخياً بكونه الفيلم الذي ظهرت فيه شخصية الصعلوك (شارلو) للمرة الأولى بعدما صاغها على قياسه وحدد ملامحها. وسيكون لافتاً أن أول مشهد صوره الفيلم لهذه الشخصية في فيلمها الأول ذاك، هو مشهد نرى فيه المهرج وهو يزعج بصورة مقصودة فريقاً سينمائياً يقوم بتصوير سباق يشارك فيه الأطفال. والطريف هنا هو أن المشهد صور جمهوراً حقيقياً يشاهد شارلو وينزعج منه للمرة الأولى، بينما فريق التصوير يحاول كل السبل لإزالة الصعلوك المزعج عن طريق المتسابقين. ولكن عبثاً، إذ بدا من الواضح كما يشير مؤرخ السينما الناقد رينيه ماركس، أن “الصعلوك يؤكد أنه هنا ليبقى طويلاً”. ويلفت الناقد نظرنا إلى أن عنوان الفيلم حين عرض في فرنسا كان “شارلو راضياً عن ذاته”، هو الذي إنما أتى إلى عالم السينما ليعبر عن عدم رضاه عن الكيفية التي كانت تصنع بها. تشارلي شابلن بين المسرح والسينما (موقع شابلن) شارلو متفرج عاشق في فبراير (شباط) من العام نفسه، وفي فيلم تال بات دور شابلن في إخراجه أكبر، وعنوانه “فيلم جوني” يطالعنا الصعلوك هذه المرة، ورأيناه متفرجاً في صالة سينمائية يشاهد واحداً من أفلام شركة كيستون الحافلة بالصبايا الجميلات، ويقع في غرام واحدة منهن تطل عليه من الشاشة فيجد نفسه وقد تسلل إلى عالم الاستديو لمقابلة النجوم من دون أن ينتبهوا إليه. وهناك يحاول إزعاج تصوير مشهد يجد نفسه داخله، مما يخلق ارتباكاً عاماً من الواضح أنه شكل نوعاً من موقف من شابلن إزاء الأداء المهني السينمائي، خصوصاً أن المشهد تمكن بالطبع من إثارة ضحك الجمهور الذي تماهى هنا مع الصعلوك على رغم هيامه بالسينما، ولعل هذا التماهي هو الذي خلق لدى شابلن فكرة فيلمه التالي وعنوانه “تبرج”. وفيه نشاهد شابلن جالساً إلى جانب زميله فاتي وهما يتبرجان استعداداً للتصوير، فيتحول شابلن إلى صعلوك ثم إلى امرأة ويتابع في الحالين استعراض عالم الاستديو من داخله ساخراً من كل ما يمر به، وكأنه يتعمد الكشف عن أسرار اللعبة السينمائية، والكشف تحديداً بصورة شديدة اللؤم لم يسبقه فيها أو إليها أحد في عالم السينما. مزيد من اللؤم المدروس وفي عام 1915 ينتقل شابلن من العمل لحساب شركة كيستون للعمل لحساب شركة إيسيناي، إذ يبدأ بنفسه تولي الكتابة والإخراج إلى جانب التمثيل، ودائماً تقريباً من خلف قناع الصعلوك شارلو. وسيصور فيلمه الأول مع الشركة الجديدة في شيكاغو، جاعلاً منه يغوص أكثر وأكثر في عالم الموضوع السينمائي. فهذه المرة ها هي إدنا بورفيانس، شريكته في حياته وفي عمله، تظهر تحت قناع سكرتيرة في شركة إنتاج. صحيح أنها لا تزال في الـ16، غير أنها تتمكن بلؤمها من أن تجبر شارلو على حرمانها من لعب دور كانت تحلم بلعبه. وفي الفيلم أيضاً الممثل الهزلي بن توربين الذي يرمز في السيناريو إلى أولئك الذين نجدنا مجبرين على سحقهم حتى نصل إلى غاياتنا في عالم السينما. وأخيراً في عام 1916 ها هو شابلن في الفيلم الأخير بين تلك المجموعة التي كرسها لنوع من “ملاحظات تكاد تكون نقدية تتعلق بالمسألة السينمائية” ها هو شابلن يجمع لعبة المراشقة بقالب الغاتوه الذي كان يملأ الأفلام المضحكة إلى حد التخمة مع قبلة شديدة الغرابة يتبادلها هو نفسه على الشاشة مع إدنا بورفيانس، إنما متنكرة هذه المرة في ثياب فتى، وذلك مرة أخرى داخل ستديو سينمائي. رغبة في العودة للمسرح من المؤكد أن حضور السينما في تلك الأفلام الخمسة وعلى تلك الصورة، المشاكسة قبل أن تكون أي شيء آخر، لم يكن بفعل الصدفة بل يمكننا احتسابه كموقف سلبي من شابلن إزاء فن لم يكن راضياً عنه كما أشرنا. والحقيقة أن في مقدورنا أن نضافر هذه الحساسية السلبية تجاه الفن السابع، مع ما صرح به شابلن نفسه في ذلك الحين، ثم لم يتوان عن التذكير به لاحقاً، من أن الأمر كان بالنسبة إليه، مجرد التوجه إلى العمل في السينما لفترة قصيرة يتمكن عبرها من جمع بعض المال لإعادة تأسيس مسرحه في زمن كانت كل الأموال تتوجه إلى السينما فيما المسرح خالي الوفاء مفلساً على الدوام، “لكني علقت في الفخ السينمائي… ولم أجد من ينقذني منه!”، كما كان يقول ويريد حتى في سنواته الأخيرة. المزيد عن: السينما الأميركيةهوليوودالمخرج بيلي وايلدرتشارلي شابلنأفلام قصيرة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عيد الحب في مصر… الكرنفال الأحمر يتلاشى next post المفكر رولان غوري: تفكيك الحضارة منطق جديد للهيمنة You may also like أسامة منزلجي المترجم الذي أسس مشروعا شاملا 13 فبراير، 2025 المفكر رولان غوري: تفكيك الحضارة منطق جديد للهيمنة 13 فبراير، 2025 الفيلم الفرنسي “الجدار الرابع”: بيروت 1982 في ظلال... 13 فبراير، 2025 الوحدة الأوروبية أجهضت قبل أن تولد مرة ثانية 13 فبراير، 2025 اتهامات مفبركة ضد كراوتيين مجنسين في “مسكوت عنه” 13 فبراير، 2025 تحويل منزل فيروز إلى متحف قريبا… صور ومقتنيات... 13 فبراير، 2025 ندى حطيط تكتب عن: هل كان كارل يونغ... 13 فبراير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: صيد الأسود على وعاء... 12 فبراير، 2025 محمد أبي سمرا عن : حوار غير منشور... 12 فبراير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: ما يرويه ألمودوفار عن... 12 فبراير، 2025