خسارة أفدييفكا ستجعل استعادة دونيتسك صعبة على أوكرانيا (أ ف ب) عرب وعالم سيناريوهات قاتمة لما بعد أفدييفكا في حرب أوكرانيا by admin 20 فبراير، 2024 written by admin 20 فبراير، 2024 139 يرى مراقبون أن خسارة المدينة ستجعل استعادة دونيتسك أمراً صعباً على كييف اندبندنت عربية / سعيد طانيوس صحفي لبناني تزامن منع السلطات الروسية أقارب المعارض الراحل أليكسي نافالني اليوم الإثنين من معاينة جثمانه لليوم الثالث على التوالي، مع إعلان وزارة الدفاع الروسية في اليوم ذاته سيطرة قواتها بالكامل على مصنع فحم الكوك في مدينة أفدييفكا من المسلحين الأوكرانيين. لم تكتف روسيا بذلك بل نشرت صوراً لاستيلاء قواتها على هذا المصنع، ظهرت فيها عشرات الآليات العسكرية الأوكرانية المدمرة على جانب الطريق المؤدي إليه. مشهد درامي يحمل وجهتين، ففي اللحظات التي كتبت فيها المتحدثة باسم فريق نافالني كيرا إيارميش عبر منصات التواصل الاجتماعي “أن والدة أليكسي ومحاميه وصلوا إلى المشرحة في وقت مبكر من هذا الصباح، ولم يسمح لهم بالدخول وتم دفع أحد المحامين إلى الخارج عندما سأل الموظفين عما إذا كانت جثة أليكسي هناك، بعدما امتنعوا عن الإجابة”، كانت وزارة الدفاع الروسية تصدر بياناً يؤكد سيطرتها على المصنع الأوكراني. سقوط مروع ربما يكون من مفارقات الصدف الحزينة، أو من سوء حظ المعارض الروسي أليكسي نافالني الخصم الأول للرئيس فلاديمير بوتين، أن يكون رحيله المأسوي في معتقله البعيد الرطب متزامناً ومترافقاً مع شيوع خبر استيلاء القوات الروسية على مدينة أفدييفكا التي قاومت بعناد لمدة سنتين كاملتين، وظلت تشكل شوكة مؤلمة في خاصرة القوات الروسية وأنصارها في دونيتسك، قبل سقوطها المروع والمنذر بتطورات دراماتيكية على خطوط الجبهة المفتوحة منذ الـ24 من فبراير من عام 2022. فمدينة أفدييفكا هي الضاحية الشمالية لمدينة دونيتسك، التي يدور القتال فيها منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة قبل نحو سنتين. ومنها قصفت القوات المسلحة الأوكرانية بانتظام عاصمة الإقليم الانفصالي ورمزه مدينة دونيتسك والمستوطنات الأخرى في دونباس. وتعني السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية نقل خط المواجهة بعيداً من دونيتسك وتأمينها بشكل كبير من هجمات القوات الأوكرانية. ما بعد أفدييفكا أفاد المعهد الأميركي لدراسة الحرب (ISW) بأن الروس تمكنوا اعتباراً من الـ12 من فبراير (شباط) الجاري، من شن عمليات هجومية على قطاعات عدة من الجبهة الجنوبية دفعة واحدة بسبب تأخر المساعدات الغربية لأوكرانيا. ووفقاً للمحللين، تنفذ القوات الروسية ثلاث عمليات هجومية في الأقل على طول حدود منطقتي خاركيف ولوغانسك، على وجه الخصوص، في اتجاه كوبيانسك وليمان، وفي أفدييفكا وما حولها وما بعدها، وكذلك بالقرب من روبوتيني في غرب منطقة زابوريجيا. علاوة على ذلك، بدأ الجيش الروسي هجومه في الجزء الغربي من منطقة زابوريجيا خلال الأيام القليلة الماضية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه خلال العمليات الهجومية سيطرت وحدات المجموعة المركزية من القوات بالكامل على أفدييفكا، وتقدمت إلى عمق 8.6 كيلومتر. وبلغت المساحة الإجمالية للأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي 31.75 كلم، وخسر العدو أكثر من 1.5 ألف جندي. وأكد المتحدث باسم قوات الدفاع الأوكرانية دميتري ليخوفي أنه بعد الاستيلاء على أفدييفكا، يحاول الروس التقدم نحو لاستوشكينو، وكذلك الهجوم في اتجاه مارينسكي لكن من دون جدوى. بوتين شخصياً يشرف على المعركة كشف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف أمس الأحد، أن الرئيس بوتين يتلقى تقارير فورية وفي الوقت الحقيقي من وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، حول تطور الهجوم في منطقة أفدييفكا. وقال بيسكوف “في الوقت الحالي يبلغ وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة الرئيس بأن وحداتنا تطور هجوماً ولا تسمح للعدو بالحصول على موطئ قدم لتثبيت دفاعاته على خطوط جديدة”، مشدداً على أن “الأعمال الهجومية مستمرة”، وأكد أن “القائد الأعلى يتلقى التقارير الفورية في الوقت الفعلي”. وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الهجوم الروسي الواسع على أوكرانيا قبل عامين، التي يشرف فيها بوتين شخصياً على العمليات العسكرية وعلى سير المعارك ويصدر أوامره مباشرة لوزير الدفاع وقائد الأركان، مما يدل بشكل لا لبس فيه على الأهمية التي يوليها الرئيس الروسي للاستيلاء على هذه المدينة المهمة، وخصوصية توقيت سيطرة الجيش الروسي عليها، قبيل حلول الذكرى الثانية لبدء الحرب، وقبل أقل من شهر على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية التي يعتبر فيها بوتين مرشحاً من دون منازع وبلا منافسين حقيقيين، وتزامناً مع الرحيل المأسوي لخصمه العنيد نافالني في معتقله، وما أعقب ذلك من حملة اعتقالات طاولت مئات من أنصاره في طول البلاد وعرضها، بحجة دعوتهم إلى التظاهر احتجاجاً على وفاته الغامضة التي لم يكشف عن أسبابها الحقيقية بعد. في الليلة السابقة، أبلغ وزير الدفاع سيرغي شويغو “بوتين” عن السيطرة الكاملة على أفدييفكا. وهنأ الرئيس الجيش الروسي على هذا النجاح والنصر المهم. وقبل ذلك بوقت قصير، أعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر سيرسكي انسحاب الوحدات الأوكرانية من المدينة، وأشار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى عدم وجود مساعدة كافية من الغرب والنقص المصطنع في الذخيرة من بين أسباب استسلام هذه المدينة. وكما قال مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة الماضية، فإن الولايات المتحدة ترى أن ذخيرة القوات المسلحة الأوكرانية وغيرها من الموارد الحيوية تنفد. واعتبر استسلام أفدييفكا نذير هزائم جديدة للجيش الأوكراني، لا مفر منها من دون استئناف المساعدات الأميركية. ماذا بعد سقوط أفدييفكا؟ وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن القوات الروسية تواصل الضغط على المواقع الأوكرانية كل يوم، مضيفاً “هناك تهديد بأن تصبح ليس فقط أفدييفكا تحت السيطرة الروسية”، ووفقاً له فإن هذا يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أن ذخيرة المدفعية نفدت من القوات الأوكرانية على الأرض. وتابع كيربي “ترسل روسيا موجة تلو الأخرى من المجندين لمهاجمة المواقع الأوكرانية، ولأن الكونغرس لم يوافق بعد على مشروع قانون المساعدات العسكرية، لم نتمكن من إعطاء أوكرانيا قذائف المدفعية التي تحتاج إليها بشدة لإحباط الهجمات الروسية”. وفيما ذكرت القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي الذي اجتاح المدينة أقدم على إعدام عشرات الجنود الأوكرانيين الجرحى الذي لم يتسن إسعافهم من أجل دب الذعر بين رفاقهم ومنعهم من التمركز في خطوط دفاعية جديدة خلف المدينة، أعلن النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة الروسية العقيد جنرال سيرغي رودسكوي، أنه “من غير المستبعد أن تشن القوات المسلحة الأوكرانية محاولة هجوم مضاد آخر على مدينة أفدييفكا، في حال الحصول على دعم جدي من الدول الغربية”. وقال إن عسكريين من دول “الناتو”، تحت ستار المرتزقة، يشغلون أنظمة الدفاع الجوي وإطلاق الصواريخ المتعددة وأنظمة الصواريخ التشغيلية التكتيكية في أوكرانيا. واعتبر أن “القوات المسلحة الأوكرانية لا تزال تحتفظ بقدرتها القتالية للقيام بعمليات نشطة. وفي المستقبل في حال الحصول على مساعدة عسكرية واسعة النطاق من الغرب، لا يمكن استبعاد محاولة أخرى لشن هجوم مضاد”. ومضى في حديثه، “يشارك أفراد عسكريون من حلف شمال الأطلسي، تحت ستار المرتزقة، في الأعمال القتالية بأوكرانيا. إنهم يسيطرون على أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ العملياتية التكتيكية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وهم جزء من وحدات هجومية قد تقوم بشن هجوم مضاد”. وفي موسكو رأى محللون روس إن مدينة أفدييفكا الأوكرانية، التي استولت عليها القوات الروسية وانسحبت منها قوات كييف بذريعة حماية أرواح جنودها من هجوم روسي عنيف، تمثل حجر “دومينو” مهم في الجبهة الأوكرانية. واعتبر المحللون أن ما حدث فجر أول من أمس السبت في أفدييفكا كان أول اختبار قوة عملي لتكتيك ونهج القائد الجديد للجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي، الذي لم يمض على تعيينه أكثر من 10 أيام، وهو حمل في طياته رسائل سياسية وعسكرية، ولا سيما أن المعركة في المدينة اكتسبت سمة رمزية كبيرة، أراد طرفا الصراع من خلالها تحقيق أهداف أخرى أبعد بكثير من أفدييفكا وأكثر من مجرد الاستيلاء على مدينة في حرب شاملة. فبينما أراد الرئيس الروسي تقديم هذا النصر “كهدية” لأنصاره في الذكرى الثانية لبدء الحرب، وشد أزرهم قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ17 من مارس (آذار) المقبل، والتغطية إلى حد ما على غموض رحيل خصمه العنيد أليكسي نافاني في ظروف ملتبسة، هدف الرئيس الأوكراني وقادة جيشه إلى إبلاغ الغرب بأن قرار الانسحاب من هذه المدينة المهمة استراتيجياً، جاء بسبب عدم الوفاء بوعودهم تقديم الذخائر والقذائف المدفعية والأسلحة التي تساعد في الدفاع عنها، ومن أجل حثهم على تقديم مزيد من الدعم العسكري وفي أسرع وقت ممكن. وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي واضحاً في حديثه حين قال إن “الانسحاب من أفدييفكا جاء بسبب نقص الذخيرة، وكأنه يريد إيصال رسالة للحلفاء، هل ترون ذلك. كل تأخير يعني سقوط مزيد من المدن الأوكرانية”. لكن للسقوط دلائل سلبية على أوكرانيا، إذ قد تصل الرسالة إلى الغرب على عكس ما أراده زيلينسكي، فربما تصل العواصم الغربية قناعة بأن ضخ مزيد من السلاح والأموال لن يحسم المعارك لصالح كييف لكن سيؤخر انتصار موسكو فقط وفي نهاية المطاف سيجلس الجميع على طاولة المفاوضات. نذير شؤم وقال المتخصص العسكري الروسي ألكسندر غريغوريف في حديثه لـ”اندبندنت عربية”، إن “سقوط أفدييفكا بيد القوات الروسية وجه إنذاراً للغرب الجماعي بأن بوتين يتجه لتحقيق نصر تكتيكي عليه مجتمعاً، وأن الرئيس الروسي صار قاب قوسين أو أدنى من شن هجوم شامل على القوات الأوكرانية على طول خطوط المواجهة، أي إنه استعاد زمام المبادرة في تحريك بيادق هذه الحرب بعدما أمضت قواته الصيف الماضي في مواقع دفاعية تقاوم هجوماً أوكرانيا لم ينجح في اختراقها”. أضاف “في الداخل الأوكراني ستكون هذه الهزيمة نذير شؤم ولها وقع سيئ على معنويات القيادات الميدانية على الجبهة، إذ ستجعل نظرية الانسحاب لحماية أرواح الجنود التي أعلنها القائد الجديد للجيش الأوكراني، هي الخيار الأول في المعارك، وهذا ما سيسهل الطريق أمام الجيش الروسي”. وأشار إلى أنه “في الوقت نفسه سترفع هذه المعركة معنويات القوات الروسية، بخاصة أنه مع بداية المعركة كانت التوقعات مبنية على نقطتين الأولى أن أفدييفكا ستكون حمام دم وباخموت ثانية وأن المعارك ستكون طويلة ومكلفة”. أضاف أنه “حين اشتد القتال جاء قرار الانسحاب إلى خطوط دفاعية أخرى تم الادعاء أنه تم تجهيزها مسبقاً، وهذا أعطى دفعاً قوياً للقوات الروسية لملاحقة نظيرتها الأوكرانية المنسحبة ومنعها من اتخاذ خطوط دفاعية ثابتة على مقربة من المدينة”. ورجح أن تستغل “القيادة الميدانية الروسية هذه النقطة وتواصل تقدمها بالوتيرة نفسها سواء باتجاه كوبياسنك أو على بقية الجبهات”، مما يؤدي إلى “سقوط مدن أوكرانية أخرى بيد القوات الروسية قريباً”. وتمثل التحديات التي تفرضها القوات الروسية المتقدمة إلى ما بعد أفدييفكا الأوكرانية، أول اختبار لقائد الجيش الأوكراني المعين حديثاً الجنرال أولكسندر سيرسكي، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية. وكانت التوقعات تشير إلى أن سيرسكي قد يعمد إلى سحب قوات، بخاصة بعد تصريحات له بعيد تعيينه في منصبه، قال فيها إن “أوكرانيا تتحول إلى استراتيجية دفاعية”، وإن “الهدف من عمليات الجيش هو إنهاك العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر به”. وجاء ذلك بينما تعهد زيلينسكي بإعطاء أفدييفكا “أقصى قدر من الاهتمام وأقصى قدر من الدعم”. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطوات بخصوص أفدييفكا، تذكر بالدفاع الأوكراني “العنيد” عن باخموت العام الماضي، على رغم أنه لم ينجح، إلا أن روسيا فقدت نحو 30 ألف مقاتل في هجومها على باخموت خلال تسعة أشهر، كثيرون منهم كانوا مقاتلين في قوات “فاغنر”، موضحة أن الحفاظ على أفدييفكا كان أكثر صعوبة، “بسبب نقص ذخيرة المدفعية”. أهمية المدينة خسارة أفدييفكا ستجعل استعادة دونيتسك صعبة على أوكرانيا، ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية ميكولا بيليسكوف، أنه “سيتعين على كييف تحقيق توازن صعب بين الحفاظ على قوتها وإلحاق مزيد من الضرر بالعدو أكثر مما يلحقونه بأنفسهم، أثناء الدفاع عن الأراضي التي يسيطرون عليها”. كذلك فإن من شأن معركة أفدييفكا أن توفر تصوراً حول الكيفية التي يعمل بها القائد الجديد سيرسكي لـ”سد الفجوة بين النتائج السياسية التي يرغب فيها رئيسه، والموارد العسكرية المتضائلة في أوكرانيا”، بحسب ما نقلت الصحيفة عن متخصص استراتيجي عسكري، ولواء متقاعد في الجيش الأسترالي. ألقى انسحاب القوات الأوكرانية من أفدييفكا في شمال شرقي البلاد بظلاله على سير دفة الحرب، التي تقترب من نهاية عامها الثاني، وأثار عدداً من التكهنات في شأن مستقبل الصراع. فالتطورات الأخيرة لا سيما على جبهة أفدييفكا تشير إلى تحولات كبيرة في خطوط المعركة، مما يدفع إلى إعادة تقييم النتائج المحتملة. وبحسب التطورات الأخيرة، فإننا نتوقع أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لحل الصراع: صمود أوكرانيا يسلط المتخصصون الضوء على قدرة أوكرانيا على الصمود، باعتبارها عاملاً حاسماً في مسار الصراع، لكن هذا الصمود الافتراضي مرهون باستمرار الدعم الغربي وتصاعده، بخاصة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتكتسب هنا المناقشات الجارية في الكونغرس الأميركي أهمية مصيرية في شأن حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار، التي إذا ما تم إقرارها، فإنها ستمكن أوكرانيا من الصمود في وجه الهجمات الروسية. الاجتياح الروسي على رغم المحاولات الأوكرانية للصمود والمقاومة أكبر قدر ممكن، فإن التقدم العسكري الروسي يشكل تحدياً هائلاً، يسفر عن تكبيد كييف خسائر كبيرة في الذخائر والأفراد، وهذا ما يشتت دفاعاتها على بقية الجبهات. لذلك فإن نتيجة الصراع مرتبطة بقدرة كييف على تسريع عملية تعبئة قوات جديدة وتوفير مساعدات عسكرية فتاكة لها في الوقت المناسب، وعلى التزام المجتمع الدولي بالدفاع عن أوكرانيا، بوجه اجتياح روسي محتمل في الربيع المقبل. مفاوضات السلام ظهرت تقارير عن مفاوضات سلام محتملة بين روسيا والولايات المتحدة، مما يشير إلى وجود وسيلة دبلوماسية لإنهاء الصراع. ومع ذلك فإن التصريحات المتضاربة الصادرة عن مسؤولي الكرملين والسلطات الأميركية تثير حالاً من عدم اليقين في شأن جدوى مثل هذه المفاوضات، كما أن الإصرار على مشاركة أوكرانيا في المناقشات يسلط الضوء على مدى تعقيد التوصل إلى حل دائم. التهديد النووي وسط تصاعد التوترات تلوح في الأفق مخاوف كبيرة في شأن احتمال الوصول إلى حافة حرب نووية، إذ تؤكد تهديدات الرئيس الروسي الحالي، وسلفه دميتري ميدفيديف الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بالحرب النووية على خطورة الوضع. وفي حين يبقى الغرب منقسماً في شأن خطورة هذه التهديدات، فإن العواقب المحتملة للصراع النووي وخيمة. وفي المحصلة خسارة معركة أفدييفكا لا تعني خسارة الحرب، لكن سقوط هذه المدينة له مدلول رمزي كبير على الديناميكيات الجيوسياسية للصراع في أوكرانيا، لذلك من المحتمل أن تمتد تداعيات هذه المعركة إلى ما هو أبعد من منطقة دونباس، وربما تصل شراراتها المتطايرة إلى عواصم القرار في الغرب الذي يخشى انتصار بوتين في أوكرانيا، ويعتبره تهديداً ينذر بتجريد حملة عسكرية جديدة ضد دول أطلسية صغيرة في جوار روسيا الشاسعة المساحة والهائلة القدرات. وفي النهاية يمكن الحديث عن أنه بينما يراقب العالم من كثب التطورات، تبقى ضرورة المشاركة الدبلوماسية والعمل الدولي المتضافر ذات أهمية قصوى للتخفيف من التصعيد، وتمهيد الطريق نحو سلام مستدام. المزيد عن: أليكسي نافالنيروسياأوكرانياأفدييفكافلاديمير بوتين 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تعرفت إلى الأسرة التي سكنت بجوار أوشفيتز next post لماذا لم يتبن “حزب الله” عمليتي صفد وطبريا في شمال إسرائيل؟ You may also like ما مغزى استحضار ليبيين ذكرى معمر القذافي؟ 19 نوفمبر، 2024 بري لـ«الشرق الأوسط»: ضمان موقف الإسرائيليين على عاتق... 19 نوفمبر، 2024 مقتل نجل مهندس تفجير الخبر في صفوف “حزب... 19 نوفمبر، 2024 أثناء زيارة هوكستين.. هذا “مصدر قلق لبنان” بشأن... 19 نوفمبر، 2024 ودائع الحرب… ضحايا جنوب لبنان رهن المقابر الموقتة 19 نوفمبر، 2024 تشاؤم إسرائيلي حول الاتفاق مع لبنان: لا يساوي... 19 نوفمبر، 2024 إسرائيل تعثر على أسلحة روسية داخل مخازن “حزب... 19 نوفمبر، 2024 عجائب خرق القانون وطرائف النصب في مصر 19 نوفمبر، 2024 دمشق لم تعد الملاذ الآمن للقيادات التابعة لإيران…... 19 نوفمبر، 2024 إحباط مخطط إيراني لاغتيال وزير كندي سابق داعم... 19 نوفمبر، 2024