ثقافة و فنونعربي سماح إدريس حمل “آدابه” وفلسطينه إلى الفضاء الأوسع by admin 27 نوفمبر، 2021 written by admin 27 نوفمبر، 2021 43 النهار اللبنانية توفّي الكاتب والناقد والمترجم والناشر والمثقّف والمناضل #سماح إدريس (1961-2021) بعد معاناة مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًّا ونضاليًّا من الصعب تناسيه وتجاهله. هو ابن سهيل إدريس وعايدة مطرجي، الأديبَين المثقّفين اللذين ساهما مع جمهرةٍ من الأدباء والكتّاب والمثقّفين في إرساء مفاهيم مدينيّة لبيروت الثقافيّة في منتصفات القرن وستّيناته وسبعيناته. إلى جملةٍ من القيم والمعارف نادت بها مجلّة “#الآداب” والدار التي تحمل اسمها، وساهمت في منح المدينة أبعادها العروبيّة والقوميّة في مقابل تيّارات الحداثة والخروج من قمقم الظلاميّات الإيديولوجية والسياسيّة والثقافيّة. انتمى سماح إدريس إلى الفكر العلمانيّ ودعا إلى تجديد الفكر القوميّ العربيّ، والانضواء في كنف العروبة الحضاريّة، والتزام النضال من أجلها، ولا سيّما الكفاح من أجل تحرير فلسطين من يد كيان الاغتصاب الصهيونيّ، منافحًا عن القضيّة الفلسطينيّة، معتبرًا إيّاها قضيّةً كيانيّةً ووجوديّة ومصيريّة، لا تعني الفلسطينيّين فحسب، ولا اللبنانيّين والعرب فقط، بل الإنسانيّة جمعاء، باعتبارها قضية حقّ وعدل. رأس سماح، بعد أبيه، تحرير مجلة “الآداب” الورقيّة (1992-2012) والالكترونيّة منذ 2015. يحمل دكتوراه في الأدب من الجامعة الأميركيّة في بيروت وجامعة كولومبيا، وله كتابان في النقد الأدبيّ وأربع روايات للناشئة وإحدى عشرة قصة مصوّرة للأطفال. وضع أبحاثًا ودراسات نقديّة، وكتب مقالات في محاربة التطبيع، وهو عضو مؤسّس قي حملة مقاطعة داعمي اسرائيل في لبنان. أكثر ما اتصف به سماح إدريس، أنّه كان مثقّفًا مؤمنًا بأفكاره، ملتزمًا إيّاها، مدافعًا عنها، منخرطًا من أجلها في حروبٍ ثقافيّة، اعتبرها مسألة حياة أو موت، لا هوادة فيها، حيث لا مكان للتهاون والمهادنة، ولا لأنصاف الحلول. تصحّ فيه صفة المثقّف الملتزم الذي جعل مجلّته “الآداب” مندرجة في خدمة إيديولوجيا الالتزام والنضال، والأدب السياسيّ والقوميّ والعروبيّ الصارم، مكرّسًا مواهبه المتعدّدة وطاقاته الأدبيّة والأكاديميّة من أجل القضايا الوطنيّة والقوميّة ومناهضة التطبيع. وهو في هذا المعنى، جمع حول شخصه ومجلّته ودائرته الثقافيّة رهطًا من الكتّاب يتمحور نشاطهم تمحورًا تامًّا حول الهموم والمواضيع والهواجس والنضالات والمعارك الثقافيّة الملتزمة التي استحوذت عليه بالكامل، على غرار ما يفعله المثقّفون المنضوون في الأحزاب الإيديولوجيّة والقوميّة. سماح إدريس لم يكن موضع إجماع، لكنّه كان موضع احترام. غيابه سيترك ألمًا كبيرًا وفراغًا فادحًا، ولا سيّما أنّه كان لا يزال في عزّ نشاطه، مخطّطًا لمشاريع ثقافيّة وأدبيّة مستقبليّة. ستخسر بوفاته الثقافة اللبنانيّة والقضيّة الفلسطينيّة ركنًا معروفًا وموقعًا حصينًا من مواقع الدفاع عن فلسطين والحرّيّة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post القصة الكاملة للحظر الذي يتعرض له حزب الله في مختلف أنحاء العالم next post الحكومة الكنديّة ترفض عرض شركة بوينغ لِتحديث أسطولها من الطائرات المقاتلة You may also like رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 أعظم 20 فيلما في تاريخ سينما الغرب الأميركي 9 يناير، 2025 وليام هوغارث يغزو بيوت لندن بلوحات شكسبيرية 9 يناير، 2025 استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 دمشق أقدم مدينة مأهولة… ليست مجرد عاصمة 9 يناير، 2025 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.