الشعر بريشة جان دو بوفيه (صفحة الرسام - فيسبوك) ثقافة و فنون سجال نقدي حول قصيدة النثر المصرية الراهنة by admin 1 أكتوبر، 2024 written by admin 1 أكتوبر، 2024 26 أنطولوجيا “ينابيع تصنع نهراً” تكشف الظواهر والإشكالات اندبندنت عربية / شريف الشافعي كاتب وصحافي من أبرز أعمال “مؤتمر قصيدة النثر المصرية” في القاهرة خلال دوراته السنوية إصداره “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية” بعنوان “ينابيع تصنع نهراً” عبر سلسلة من الأجزاء المتتالية. وقد أنتج المؤتمر الأهلي في دورته الأخيرة (سبتمبر/ أيلول 2024) الجزء السادس من هذه الأنطولوجيا الضخمة للعام الجاري 2024، وصدر عن دار “النسيم” للنشر والتوزيع، متضمناً نصوصاً لـ34 شاعراً وشاعرة من أجيال متباينة، باعتبارهم شعراء هذه الدورة من المؤتمر. وتفتح “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية 2024” الباب على مصراعيه لمناقشة أمور وقضايا وإشكالات متنوعة، بعضها يتعلق بمفهوم الأنطولوجيا وآلية إعدادها والغرض من إصدارها، والبعض الآخر يتعلق بطبيعة قصيدة النثر المصرية التي تتضمنها الأنطولوجيا في أحدث نسخها، وما تنطوي عليه تلك القصيدة من سمات وتجليات. معطيات الاختيار تتعدد وجوه الأنطولوجيات الشعرية، فهذه الباقات المختارة من القصائد قد تكون تمثيلاً لمنطقة أو لغة أو بلد أو جيل شعري أو نوع أدبي أو ظاهرة فنية أو موضوع مشترك أو أسلوب تعبيري أو تيار إبداعي، إلى آخره، كما قد تكون الأنطولوجيا الشعرية تحصيلاً لقصائد بعينها شهدها مؤتمر أو مهرجان أو مناسبة من المناسبات. أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية (دار النسيم) ومن الممكن أن تكون الأنطولوجيا الشعرية معنية بأكثر من معطى من هذه المعطيات، ليتم على أساسها جميعاً الانتقاء، مثل “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية 2024″، المعنية بشعراء قصيدة النثر، من القطر المصري، المنغمسين بصورة أو بأخرى في دورة عام 2024 من مؤتمر قصيدة النثر. وهكذا الحال في دورات المؤتمر السابقة، لتصير هناك في المحصلة موسوعة كبرى لشعراء قصيدة النثر المصرية، بأجيالهم المتعاقبة. وإذا كانت الأنطولوجيات الشعرية تتبنى إحدى فلسفتين، فلسفة محدودية الاختيار والاكتفاء بنماذج قليلة جيدة دالة، وفلسفة احتواء كل النماذج المتاحة التي تتحقق فيها شروط الاختيار، فإنه من الواضح أن “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية 2024” تأخذ بالفلسفة الثانية. وهي بهذا التوجه تتناغم مع شعار “في الإبداع متسع للجميع” الذي يحمله مؤتمر قصيدة النثر المصرية، ويؤكده أعضاؤه المؤسسون: عادل جلال (المنسق العام)، وأعضاء اللجنة المنظمة هناء نصير وسوزان عبدالعال وإبراهيم جمال وعمر شهريار. سؤال القيمة وتؤكد “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية” هدفها الاستقصائي الإحصائي هذا في غلافها الخلفي، وذلك بالحديث عن تمتع قصيدة النثر المصرية بالوجود المتعدد الوجوه والرؤى في كل مكان في محافظات مصر المختلفة، مع الإشارة إلى اتسام قصيدة النثر المصرية بالقوة والتنوع المدهشين، بغض النظر عن الذائقة “التي لا تزال مأزومة، حتى بين المتخصصين”. وهكذا تؤمن “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية” نفسها نسبياً ضد الاتهام بالتحيز والإقصاء وتغليب الهوى الشخصي في الاختيار، فهي ببساطة تكاد تفتح الباب للجميع، على السواء. ولكن تلك الفلسفة تزج بها على النحو المعاكس إلى سؤال القيمة المجردة، وأحقية المتلقي في قراءة نصوص بحجم ما تشغله من حيز واهتمام. وبمعنى آخر فإن وجود من قد لا يستحق أو لا تنطبق عليه الشروط من الشعراء في الأنطولوجيا هو أمر يستوجب النقد أيضاً بالتأكيد. وربما يكون النقد في هذه الحالة أقسى منه في حالة استبعاد من يستحق أو تنطبق عليه الشروط. وذلك لأنه ليس ضرورياً أن تضم الأنطولوجيا كل شيء جيد (وفق تعريفها الأصلي كمختارات)، ولكن الضروري أن يكون كل ما تحتويه الأنطولوجيا ضرورياً فعلاً وجيداً وليس مقحماً. نتائج إيجابية اتفق صناع “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية” على أن يتضمن الجزء الخاص بالعام الحالي نصوصاً لـ34 شاعراً وشاعرة، هم بالترتيب الأبجدي: إبراهيم عبدالفتاح وأحمد الجعفري وأحمد سلامة الرشيدي وأحمد عبدالعظيم وأدهم مطير وإسراء النمر وأشرف الصاوي والسيد الشقوير وإيمان الجوهري وإيمان جبل وبهاء جمعة وجمال القصاص وحسن خضر وحسين صالح خلف الله وخالد أبو بكر ودعاء فتوح ورنا أبو الغيط وعبدالرؤوف بطيخ وعبدالمنعم شتيوي وعصام رزق هيبة وقيس محمد فرج ومحمد العارف ومحمد الكفراوي ومحمد جيب ومحمد سادات التوني ومحمد عزيز ومحمد غازي النجار ومحمد فريد أبو سعدة ومحمود قرني ولبنى حمادة ونهال النجار وهاجر أبو شعيشع وهناء الغنيمي ووليد ثابت. ويلاحظ أن بعض هؤلاء الشعراء المختارين في الأنطولوجيا قد أريد تكريم اسمه في المؤتمر، وليس ضرورياً أن يكون حاضراً بشخصه، مثل الشاعر الراحل محمود قرني (1961-2023)، والشاعر محمد فريد أبو سعدة (78 سنة)، أحد شعراء جيل السبعينيات البارزين، الذي غيبته الأزمة الصحية عن الحضور. ومما يحسب للأنطولوجيا موازنتها بين الأسماء الراسخة والمتحققة والمعروفة في ميدان قصيدة النثر، والأسماء الأخرى الشابة والصاعدة والوافدة من الهامش والأطراف في المحافظات المصرية البعيدة من المركز في العاصمة القاهرة. ويدل ذلك على جهد كبير في متابعة المشهد الشعري المصري بأحدث إطلالاته، وهذه المتابعة قد أسفرت أيضاً عن نسبة حضور مقبولة للشاعرات الإناث، ومعظمهن من الأجيال الشابة. انزياحات جديدة وقد حققت الأنطولوجيا هدفها الفني بدرجة كبيرة، فقصيدة النثر المصرية بظواهرها وملامحها وانزياحاتها الجديدة متحققة بالفعل لدى أكثرية الشعراء والنصوص المتفاعلة مع جوهر الحياة ونبض اللحظة الحالية، على النحو الذي يواكب حركة قصيدة النثر العربية والعالمية. في قصيدة الشاعر أحمد عبدالعظيم، من محافظة المنيا (جنوب القاهرة)، على سبيل المثال، تنتصر دائرية الحياة المستمرة على غدر الموت ولدغاته المباغتة، وتحضر تأملات الطبيعة إلى جانب المشهد اليومي القريب في قصيدة النثر البصرية السلسة، المشحونة بنكهة الريف المصري وعلاماته الطازجة “الموت إلى جانب شجرة يفجع العصافير/ الحقيقة خضراء، وهي تتفتح للنهاية/ والأشجار لا تموت، يا قاتل/ هي تودع حياتها البذور”. وتمزج الشاعرة رنا أبو الغيط، من محافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، توترات الأنثى وانهيارات العالم وتسرب الحكايات إلى غير رجعة، في النص الذي يكتب نفسه، فاتحة قصيدة النثر على جملة من الاشتباكات والصراعات الدرامية، الداخلية والخارجية، بلغة سردية ومعالجة تصويرية وأنفاس متلاحقة متقطعة “على كف السماء، أرى وجهي شفافاً متعرجاً، يبكي نفسه، على آخر زرافة بيضاء/ وكل النجوم ندبات غائرات، في صدر الحكاية/ أرى صمتها يئن، على أرصفة التجربة/ وتقتلع كل واحدة منها، جذورها”. فخ الاحتواء ولكن هذا الحرص من صناع “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية” على التقاط جميع الشعراء واحتواء جميع النصوص من دون إقصاء، وفق فلسفة الأنطولوجيا، قد أسقطها أحياناً في فخ إدراج ما لم يكن ينبغي إدراجه قط، لعدم خضوعه لمواصفات قصيدة النثر، وفق المعيار النسقي الشكلاني في الأقل، الذي لا يحتمل تباين وجهات النظر، وذلك من دون الحديث عن المحتوى. ومن ذلك، على سبيل المثال، هذه القصيدة الموزونة الموقعة بكاملها، التي بدا غريباً للغاية أن تتضمنها “أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية”، وهي قصيدة “الحقيقة ليست فنجان قهوة” للشاعر محمد العارف، من الأقصر في صعيد مصر. وفيها يقول مستخدماً تفعيلة المتدارك “مثل بقعة ضوء، لزمنا الرصيف ونمنا/ ولم يطرق الموت باب الذي سرق البيت، بل جاءنا يترنح، مثل أب غارق في الديون/ ونحن من الطيش نسكر، نذبح فينا الحنين، ونبقي كآبته/ بائسون وحمقى/ نشوف التشرد معرفة، بمزاج الشوارع، والفقر نافذة لتأمل قاع الحياة”. ولعل الاختزال بعض الشيء يكون كلمة السر للوصول إلى بنية أكثر إحكاماً لأنطولوجيا قصيدة النثر المصرية في طبعاتها المقبلة. المزيد عن: قصيدة النثرشعر مصريشعراء جددجيل الشبابسجالمختاراتظواهر شعريةالنصإشكالات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تولستوي سؤال الإبداع الجوهري واكتفى بالجواب الأسهل next post في بريطانيا إفراط في وصف الأدوية وأخطاء في التشخيص You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024