سباق في لبنان بين مساعي تهدئة الميدان وخطر الانفجار

يبدأ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي جولة مفاجئة اليوم في بيروت، فيما جددت كندا دعوة رعاياها للمغادرة

“اندبدنت عربية” ووكالات  

بقدر ما يتابع العالم والإقليم تطورات الحرب القائمة في غزة وسط ترقب لما ستحمله معركة رفح خلال الأسابيع المقبلة، بقدر ما تتجه الأنظار أيضاً إلى جنوب لبنان حيث يشهد الميدان تصعيداً متزايداً بين إسرائيل و “حزب الله“، فيما تحمل تصريحات المسؤولين على الضفتين، الكثير من التهديد باندلاع المعركة الكبرى التي قد تجر المنطقة برمتها إلى حرب واسعة.

ميدانياً، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي صباحاً بلدة عيتا الشعب بصاروخي جو – أرض، وكذلك شن غارات على بلدة الخيام – باب الثنية، واستهدف بالقصف المدفعي وادي حامول وأطراف الضهيرة، وطراف بلدة الوزاني.

فيما أعلن الدفاع المدني على منصة “إكس”، أن “عناصره أخمدت عند منتصف الليل حرائق شبت في ثلاثة منازل وأشجار حرجية في شبعا – حاصبيا، جراء القصف الاسرائيلي الذي طال البلدة”.

استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي صباحاً بلدة الخيام (ا ف ب)

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف البنية التحتية لـ”حزب الله” في منطقتي المطمورة وشبعا ونشر مقطع فيديو لما قال إنه عملية الاستهداف والقصف.

وكان الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، قد قال أمس الثلاثاء، إن إسرائيل قادرة على “إغراق لبنان بالظلام” وإضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام، لكنها ستدفع “ثمنا باهظا” أيضاً.

إردوغان و “خطط إسرائيل”

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دخل بدوره على خط المواقف من الوضع في لبنان، واتهم الدول الغربية بـ “دعم” خطط إسرائيل لشن هجوم على “حزب الله”.

وقال أمام نواب حزبه في البرلمان “يبدو أن إسرائيل التي دمرت غزة، تضع لبنان نصب عينيها الآن ونرى أن القوى الغربية تربت على كتف إسرائيل في الكواليس لا بل تدعمها”

إصابة متعهدين مع اليونيفيل

نائبة مدير مكتب “اليونيفيل” الإعلامي كانديس ارديل أعلنت من جانبها قبل ساعات “إصابة ثلاثة متعهدين يعملون مع اليونيفيل أثناء عودتهم إلى منازلهم من مقرنا في القطاع الغربي في بلدة شمع، بإطلاق نار على سيارتهم، من دون تسجيل إصابات خطيرة”.

وأضافت في حديث إعلامي “لقد شهدنا بالفعل عدداً كبيراً جداً من الإصابات والوفيات نتيجة لتبادل إطلاق النار. ونحثّ جميع الأطراف المشاركة في النزاع على وقف إطلاق النار والعمل على إيجاد حلّ دبلوماسي لإنهاء العنف”.

وفي المساعي القائمة لتغليب الحل الدبلوماسي على المعارك العسكرية، غادر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بيروت متوجها إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي.

وينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سيجتمع مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، وبمسؤولين أمميين في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك. كذلك سيقوم الوزير بوحبيب بزيارة رسمية إلى كندا.

فيما كشفت الوكالة الوطنية للإعلام أن جولة الوزير بو حبيب تهدف إلى “متابعة مساعي لبنان لتجنب حرب واسعة في الجنوب قد تتطور إلى حرب إقليمية مفتوحة، وكذلك إلى شرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النزوح السوري في لبنان ورؤيته للحل”.

بارولين يكمل جولته

في الأثناء يتابع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والوفد المرافق جولته في لبنان على المسؤولين، وقد التقى قبل ساعات رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي.

ودعا بارولين من بيروت أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى قبول “مقترحات السلام” لوقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن المنطقة وضمنها ولبنان “ليست بحاجة إلى حرب”.

وقال المسؤول الثاني في الفاتيكان إن “لبنان، والشرق الأوسط، والعالم بأسره بالتأكيد لا يحتاج إلى حرب”.

وقبل ساعات استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، في السرايا الكبيرة، في مستهل زيارة رسمية للبنان.

خلال الاجتماع، قال ميقاتي “نثمن دور ألمانيا الفاعل على الصعيدين الأوروبي والدولي، ونقدر الحرص الألماني على لبنان، ونعتبر أن المدخل الأساسي لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملا”.

كذلك، أكد “ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإعلان وقف إطلاق النار بشكل شامل والعودة الى حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ودعوة المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط”.

التقى ميقاتي وزيرة خارجية ألمانيا في مستهل زيارة رسمية للبنان (الوكالة الوطنية)

بدورها، قالت الوزيرة الالمانية: “إن الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة. من هنا، ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكما وقفا لإطلاق النار في الجنوب”.

زيارة مفاجئة لزكي

أيضاً دبلوماسياً، يبدأ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي جولة مفاجئة اليوم في لبنان سيلتقي خلالها ميقاتي وبري ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، ضمن مهمة تستمر يومين تأتي بتكليف شخصي من الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.

وقبل ساعات جددت كندا دعوة رعاياها لمغادرة لبنان بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تصاعد العنف بين إسرائيل و”حزب الله”.

وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية، ميلاني جولي، في بيان، يوم الثلاثاء، إن الوضع الأمني في لبنان أصبح متقلباً بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به بسبب العنف المستمر والمتصاعد بين الحزب وإسرائيل، ويمكن أن يتدهور أكثر دون سابق إنذار.

ومنذ بدء التصعيد، قُتل 481 شخصاً في لبنان بينهم 94 مدنياً على الأقلّ و313 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

من جهته، أعلن الجانب الإسرائيلي مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً بنيران مصدرها لبنان.

المزيد عن: لبنانغزةحزب اللهإسرائيلألمانياجامعة الدول العربيةكندا