السبت, ديسمبر 28, 2024
السبت, ديسمبر 28, 2024
Home » ساطع نورالدين يكتب عن: موارنة لبنان..أوهام الرئاسة ومخاطرها

ساطع نورالدين يكتب عن: موارنة لبنان..أوهام الرئاسة ومخاطرها

by admin

 

رمى هوكشتاين قنبلته وغاب عن السمع. لكن المرشحين الموارنة أخذتهم الحماسة، من دون أن يطرح أحدهم السؤال البديهي الأول: هل يحتاج الغرب في هذه اللحظة الى رئيس ماروني، وبعد كل هذا الفراغ المديد والمعبّر، عن قيمة الطائفة ووزنها وبالتالي عن قيمة لبنان وموقعه.

ساطع نورالدين – كاتب وصحفي لبناني

هل ما زال يمكن توجيه “نصيحة” الى الطائفة المارونية بأن تهدأ وأن تتروى، لكي لا يصيبها ما أصاب زميلتها الطائفة الشيعية..لأن البلد لن يحتمل هذه المرة طائفتين تفقدان رشدهما.

عن رئاسة الجمهورية يحكى. وهي علّة كل سياسي ماروني وشغفه. المسؤولية تقع اليوم على المسؤول الأميركي المعروف، عاموس هوكشتاين، الذي كان أول من أفتى، بعد ساعات فقط على التفجير الإسرائيلي لأجهزة البايجر في وجه قادة وعناصر”حزب الله”، بأن الوقت حان لسد الفراغ في هذا المنصب الشاغر منذ عامين.. لكن أحداً من المسؤولين والسياسيين الموارنة لم يلاحظ ان هوكشتاين نفسه عاد وسحب الاقتراح بعد يومين، وقال بصراحة ان واشنطن ليس لديها مرشح ولن تفرض مرشحاً، ف”هذا شأن لبناني داخلي، متروك للبنانيين أنفسهم”.

كأن هوكشتاين رمى يومها قنبلة مولوتوف، على كل بيت ماروني، ولبناني أيضا. الأرجح أنه لم يكن يتسلى بالبلد وشعبه. هو أدرك على الفور خطورة فتح جبهة لبنانية داخلية جديدة، ما يمكن ان يساهم في عرقلة مساعي وقف الحرب، الدائرة بين “اليهود والشيعة”، وتضع الموارنة أمام معضلة إضافية، تتخطى معضلة حقوق الطائفة ومناصبها المفرغة..وتلامس مسؤولياتها الوطنية الكبرى.

رمى هوكشتاين قنبلته وغاب عن السمع. لكن المرشحين الموارنة أخذتهم الحماسة، من دون أن يطرح أحدهم السؤال البديهي الأول: هل يحتاج الغرب في هذه اللحظة الى رئيس ماروني، وبعد كل هذا الفراغ المديد والمعبّر، عن قيمة الطائفة ووزنها وبالتالي عن قيمة لبنان وموقعه، في الوقت الذي تود فيه عواصم العالم قاطبة ان يظل التفاوض على وقف الحرب، محصوراً بالمسلمين، باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن اندلاعها، وعن إخمادها.

الجواب الدقيق على هذا السؤال هو النفي التام، الذي يقتضي الانتباه الى أن انضمام أي رئيس ماروني الى هذه المسؤولية، لا يضيف شيئاً الى عملية التفاوض، عندما تبدأ، ولن يزيد دوره سوى ظهور توقيعه على وثيقة إنهاء الحرب..التي قد لا تكون أفضل أو أسلم من وثيقة قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701.

وفي الحالتين، لن يكون خيار الرئيس الماروني، المنشود، مريحاً، حتى ولو كانت قنوات التواصل بينه وبين حزب الله مفتوحة على مصراعيها. فهو لن يأخذ من الحزب أكثر مما أعطي للرئيسين المسلمين المفاوضين. أما الحديث عن ان واجب الطائفة المارونية ان تتحمل تلك المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، فيمكن ان ينتظر قليلا، حتى يظهر ما سيحصل عليه المسلمون من بدائل عن خراب البلد.. الذي لن يكون من مصلحة أي طائفة ان ترثه. العاصفة أكبر من لبنان ومن جميع طوائفه. التواضع واجب على الجميع، مثله مثل الانحناء حتى تمر العاصفة.

بصراحة أكثر، ليس في أفق البلد ضؤ، يجعل الرئاسة خياراً مغرياً. هو منصب يفترض الفرار منه لا اللهاث خلفه في هذه المرحلة. الوحي الخارجي خاطئ، ومضلل، وخطر، وليس هناك دليل غربي أو عربي واحد على خلاف ذلك. الاجماع الماروني وحده يكفي في هذه اللحظة. فقد كان وسيظل حلماً ورجاءً لا غنى منه، يحول على الأقل دون انتخاب رئيس يدار من الخارج، البعيد او القريب، لكي لا تتكرر تجربة الرئيس أميل لحود البائسة.. او ربما تجربة الرئيس رينيه معوض المؤلمة!

القليل من التروي والتبصر الماروني، هو المطلوب فقط لا غير. مبادرة الطائفة بجميع تشكيلاتها السياسية الى إغاثة النازحين والمنكوبين، الشيعة، تحتوي على ما يكفي من الحوافز والدوافع لحث المفاوضين المسلمين بشكل دائم على اتخاذ القرار الصائب الذي يخدم مصلحة البلد الملحة: وقف النار الذي لا يحتمل التأجيل، ويتطلب الكثير من الحنكة والدهاء. مثل هذا المخاض العسير، هو ما سينتج الرئيس المقبل، الذي يفتح بوابات قصر بعبدا، ويعيد الرئاسة الأولى الى موقعها المرتجى، في الوقت المناسب للطائفة وللبلد.

صفحة الكاتب facebook

بيروت في 16 / 10/ 2024

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00