بأقلامهم ساطع نورالدين يكتب عن: موارنة لبنان..أوهام الرئاسة ومخاطرها by admin 17 أكتوبر، 2024 written by admin 17 أكتوبر، 2024 99 رمى هوكشتاين قنبلته وغاب عن السمع. لكن المرشحين الموارنة أخذتهم الحماسة، من دون أن يطرح أحدهم السؤال البديهي الأول: هل يحتاج الغرب في هذه اللحظة الى رئيس ماروني، وبعد كل هذا الفراغ المديد والمعبّر، عن قيمة الطائفة ووزنها وبالتالي عن قيمة لبنان وموقعه. ساطع نورالدين – كاتب وصحفي لبناني هل ما زال يمكن توجيه “نصيحة” الى الطائفة المارونية بأن تهدأ وأن تتروى، لكي لا يصيبها ما أصاب زميلتها الطائفة الشيعية..لأن البلد لن يحتمل هذه المرة طائفتين تفقدان رشدهما. عن رئاسة الجمهورية يحكى. وهي علّة كل سياسي ماروني وشغفه. المسؤولية تقع اليوم على المسؤول الأميركي المعروف، عاموس هوكشتاين، الذي كان أول من أفتى، بعد ساعات فقط على التفجير الإسرائيلي لأجهزة البايجر في وجه قادة وعناصر”حزب الله”، بأن الوقت حان لسد الفراغ في هذا المنصب الشاغر منذ عامين.. لكن أحداً من المسؤولين والسياسيين الموارنة لم يلاحظ ان هوكشتاين نفسه عاد وسحب الاقتراح بعد يومين، وقال بصراحة ان واشنطن ليس لديها مرشح ولن تفرض مرشحاً، ف”هذا شأن لبناني داخلي، متروك للبنانيين أنفسهم”. كأن هوكشتاين رمى يومها قنبلة مولوتوف، على كل بيت ماروني، ولبناني أيضا. الأرجح أنه لم يكن يتسلى بالبلد وشعبه. هو أدرك على الفور خطورة فتح جبهة لبنانية داخلية جديدة، ما يمكن ان يساهم في عرقلة مساعي وقف الحرب، الدائرة بين “اليهود والشيعة”، وتضع الموارنة أمام معضلة إضافية، تتخطى معضلة حقوق الطائفة ومناصبها المفرغة..وتلامس مسؤولياتها الوطنية الكبرى. رمى هوكشتاين قنبلته وغاب عن السمع. لكن المرشحين الموارنة أخذتهم الحماسة، من دون أن يطرح أحدهم السؤال البديهي الأول: هل يحتاج الغرب في هذه اللحظة الى رئيس ماروني، وبعد كل هذا الفراغ المديد والمعبّر، عن قيمة الطائفة ووزنها وبالتالي عن قيمة لبنان وموقعه، في الوقت الذي تود فيه عواصم العالم قاطبة ان يظل التفاوض على وقف الحرب، محصوراً بالمسلمين، باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن اندلاعها، وعن إخمادها. الجواب الدقيق على هذا السؤال هو النفي التام، الذي يقتضي الانتباه الى أن انضمام أي رئيس ماروني الى هذه المسؤولية، لا يضيف شيئاً الى عملية التفاوض، عندما تبدأ، ولن يزيد دوره سوى ظهور توقيعه على وثيقة إنهاء الحرب..التي قد لا تكون أفضل أو أسلم من وثيقة قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701. وفي الحالتين، لن يكون خيار الرئيس الماروني، المنشود، مريحاً، حتى ولو كانت قنوات التواصل بينه وبين حزب الله مفتوحة على مصراعيها. فهو لن يأخذ من الحزب أكثر مما أعطي للرئيسين المسلمين المفاوضين. أما الحديث عن ان واجب الطائفة المارونية ان تتحمل تلك المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، فيمكن ان ينتظر قليلا، حتى يظهر ما سيحصل عليه المسلمون من بدائل عن خراب البلد.. الذي لن يكون من مصلحة أي طائفة ان ترثه. العاصفة أكبر من لبنان ومن جميع طوائفه. التواضع واجب على الجميع، مثله مثل الانحناء حتى تمر العاصفة. بصراحة أكثر، ليس في أفق البلد ضؤ، يجعل الرئاسة خياراً مغرياً. هو منصب يفترض الفرار منه لا اللهاث خلفه في هذه المرحلة. الوحي الخارجي خاطئ، ومضلل، وخطر، وليس هناك دليل غربي أو عربي واحد على خلاف ذلك. الاجماع الماروني وحده يكفي في هذه اللحظة. فقد كان وسيظل حلماً ورجاءً لا غنى منه، يحول على الأقل دون انتخاب رئيس يدار من الخارج، البعيد او القريب، لكي لا تتكرر تجربة الرئيس أميل لحود البائسة.. او ربما تجربة الرئيس رينيه معوض المؤلمة! القليل من التروي والتبصر الماروني، هو المطلوب فقط لا غير. مبادرة الطائفة بجميع تشكيلاتها السياسية الى إغاثة النازحين والمنكوبين، الشيعة، تحتوي على ما يكفي من الحوافز والدوافع لحث المفاوضين المسلمين بشكل دائم على اتخاذ القرار الصائب الذي يخدم مصلحة البلد الملحة: وقف النار الذي لا يحتمل التأجيل، ويتطلب الكثير من الحنكة والدهاء. مثل هذا المخاض العسير، هو ما سينتج الرئيس المقبل، الذي يفتح بوابات قصر بعبدا، ويعيد الرئاسة الأولى الى موقعها المرتجى، في الوقت المناسب للطائفة وللبلد. صفحة الكاتب facebook بيروت في 16 / 10/ 2024 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم صاغية يكتب عن: في ما خصّ «الدفاع عن لبنان»! next post عبدالوهاب بدرخان يكتب عن: “ما بعد حزب الله”.. سيناريو أميركي- فرنسي You may also like رضوان السيد يكتب عن: المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة 27 ديسمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: ما الذي تريده إسرائيل... 27 ديسمبر، 2024 أساف أوريون يكتب عن: تقارب “محورين” في إيران 27 ديسمبر، 2024 Washington institute : هل تستطيع إيران استعادة قوتها... 27 ديسمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: حافظ وليس بشار 26 ديسمبر، 2024 بيل ترو تكتب عن: تفاصيل أسبوع استثنائي في... 26 ديسمبر، 2024 ندى أندراوس تكتب عن: هوكشتاين وإنجاز الرئاسة بعد... 25 ديسمبر، 2024 يوسف بزي يكتب عن: العودة إلى دمشق.. المدينة... 25 ديسمبر، 2024 بناء سوريا ما بعد الأسد: كيفية التأكد من... 25 ديسمبر، 2024 طارق الشامي يكتب عن: هل تضبط واشنطن إيقاع... 24 ديسمبر، 2024