الإثنين, نوفمبر 18, 2024
الإثنين, نوفمبر 18, 2024
Home » زها حديد مخترعة “الدرجة 89”

زها حديد مخترعة “الدرجة 89”

by admin

أربع سنوات على رحيل المعمارية العراقية صاحبة أرفع الجوائز ومبدعة الأيقونات الهندسية

اندبنذنت عربية / صلاح أحمد 

خلال حياتها المهنية الساطعة أنجزت المهندسة المعمارية العراقية زَها حديد نحو 950 مشروعا في 44 بلدا حول العالم، وجلست على عرش فنون المعمار عقودا إلى أن أضافت في 2004 جوهرة الوسط إلى تاجها عندما نالت جائزة “بريتزكر” Pritzker الدولية الأرفع على الإطلاق في مجال الهندسة المعمارية. وتعتبر هذه الجائزة “نوبل المعمار” وتمنح للمهندس صاحب المساهمة الأعلى في “رفع مستوى الحياة البشرية عبر فنون المعمار”. ولم تكن حديد أول عربية تحصل على هذا الجائزة وحسب، بل أول امرأة في تاريخ الجائزة الذي بدأ قبل 41 عاما.

في وطنها الثاني بريطانيا أغدقت عليها الملكة في 2012 لقب Dame (“ديم” المعادل للقب “سير” أو الفارس)، وذلك بعد عامين من نيلها أعلى الجوائز المعمارية البريطانية وهي “ستيرلينغ” Sterling. وكانت هذه واحدة من أكثر من 100 جائزة أُسبغت عليها اعترافا بإبداعاتها والآفاق الجديدة التي طرقتها في مجال تخصصها. وكانت منذ العام 2000 تحصل على جائزة على الأقل كل سنة، وحدث أنها نالت 12 جائزة في عام واحد، وهذا كمّ من التكريم لم يبلغه أي معماري آخر في العالم رجلا كان أو امرأة.

بعض إنجازاتها

تشمل إنجازات حديد المعمارية معالم شهيرة في ألمانيا مثل مبنى “بي إم دبليو” الإداري ومحطة مطافئ فيترا، ومركز فاينو للعلوم. ولها أيضا منصة القفز الجليدي في اينسبروك، النمسا، ودار أوبرا غوانزو ومجمع غالاكسي سوهو في الصين، ومتحف ريفرسايد بغلاسغو، اسكتلندا، والمتحف القومي لفنون القرن الحادي والعشرين (ماكسي) في روما، ومتحف إيلي وإديث للفنون في جامعة ميشيغان، ومركز روزنتال للفن المعاصر في سنسيناتي، الولايات المتحدة، وجسر الشيخ زايد في أبوظبي ومقر شركة بيئة في الشارقة.

وشملت أعمالها التي أنجزتها في السنوات الأخيرة من عمرها استاد لندن للرياضات المائية (أولمبياد 2012)، ومركز حيدر علييف في أذربيجان، وبلازا دانغديمون بسيول، كوريا الجنوبية، ومكتبة جامعة فيينا، وجناح التجديد بجامعة هونغ كونغ، ومبنى إدارة الموانيء في انتويرب، بلجيكا.

كما صممت عددا آخر من المشاريع المعمارية الضخمة التي بدأ العمل فيها، لكن المنيّة لم تمهلها لرؤيتها مكتملة. ومن هذه محطة ساليرنو البحرية في ايطاليا، وبرج سكوربيون في ميامي، وناطحة السحاب 666 في مانهاتن، ومطار دازينغ الدولي في الصين، ومجمع سكاي بارك السكني في براتسلافا، سلوفينيا.

مجمع غالاكسي سوهو في الصين من تصميم زها حديد (غيتي)​​​​​​​

سيرة حياتها

ولدت زهاء محمد الحاج حسين حديد اللهيبي في بغداد في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1950 لأسرة ميسورة الحال، إذ كان والدها، محمد حديد، أحد رجال الصناعة العراقية ومن قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية بين عامي 1958 – 1960. وكانت والدتها، وجيهة الصابونجي، فنانة تشكيلية من الموصل يعود إليها الفضل في زرع جماليات الرسم في نفس ابنتها. ولها شقيق أكبر هو هيثم وهو اقتصادي يقيم في لبنان، وشقيق أصغر هو فولاذ المتوفى قبلها في 2012، الذي درس القانون ثم الأعمال وأسس شركة للمحاسبة في بيروت، لكنه اعتبر المغرب وطنه الثاني إذ تزوج فيه من العائلة المالكة، كما كان كاتبا له مؤلفات في الشؤون السياسية العراقية والعربية.

تقلبت زها في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971 ثم بدأت تخصصها في الهندسة المعمارية في أقدم كليات بريطانيا العليا وهي “كلية رابطة المعماريين” في لندن وتخرجت فيها العام 1977. وحتى في ذلك الوقت قال عنها أستاذها المشرف ايليا زينغليس إنها أفضل الطلاب الذين تتلمذوا على يديه. وقال: “كنا نسميها مخترعة الـ89 درجة لقناعتها بأنه لا مكان للزاوية القائمة في المعمار”.

بدأت حياتها العملية بعد تخرجها في مكتب المعمار المديني في روتردام، هولندا، ثم عادت محاضرة إلى كلية الرابطة المعمارية في لندن. وفي 1980 أنشأت بالعاصمة البريطانية شركتها الخاصة “مكتب زها حديد المعماري” الذي يعمل به أكثر من 350 مهندسا، وصارت أعلى المعماريين أجرا على مستوى العالم. وفي الوقت نفسه انتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا والولايات المتحدة منها هارفارد وشيكاغو وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.

ولم تقترن زها بأي زواج في حياتها التي وهبتها للارتقاء بفن المعمار.

توفيت في مثل هذا اليوم، 31 مارس (آذار) 2016، عن 65 عاما في مستشفى بميامي إثر إصابتها بأزمة قلبية وكانت تخضع لعلاج من الالتهاب الرئوي. وكانت ثروتها الشخصية وقت وفاتها تتراوح بين 85 مليون دولار تبعا لمصادر و215 مليون دولار تبعا لأخرى، بما فيها ممتلكاتها العقارية واستثمارتها في الأسهم وأعمالها في مجالات الأزياء والتجميل والعطور والمطاعم وفريق لكرة القدم.

بداية سومرية

برد في المصادر أن اهتمام حديد بالهندسة المعمارية بدأ عندما ذهبت وهي صبية مع أسرتها في رحلة لزيارة الآثار السومرية – أقدم حضارة عرفتها البشرية – في جنوب العراق. وتقول زهاء في لقاء صحافي: “اصطحبنا أبي لزيارة المدن السومرية، وقد ذهبنا بقارب مصنوع من حِزَم القصب. ظل جمال المناظر الطبيعية هناك من أطلال ومبان ورمال وماء وطيور وأناس محفورا في ذاكرتي منذ تلك اللحظة. أنا أحاول اكتشاف أو اختراع طراز معمارى وأشكال من التخطيط العمرانى يكون لها التأثير نفسه ولكن بصورة أكثر عصرية.”

فنانة عارضة

أقامت حديد العديد من المعارض الدولية لأعمالها الفنية تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات. وقد بدأتها بمعرض كبير في الجمعية المعمارية بلندن العام 1983. كما أقامت مجموعة من المعارض الأخرى الكبيرة في متحف جوجنهايم بنيويورك في 1978، ومعرض “غا غاليري” بطوكيو في 1985، ومتحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988، وقسم الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد عام 1994، وصالة الانتظار في المحطة المركزية الكبرى بنيويورك عام 1995. كما شكلت أعمالها الفنية وتصاميمها المعمارية جزءا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت.

أسلوبها اللامنتمي

كانت تصميمات حديد المعمارية راديكالية، بمعنى إيغالها في الخروج على المألوف، إذ اتسمت بالانسيابية والاستدارة التي تأتت من قناعتها القديمة بأنه لا مكان للزاوية القائمة في المعمار. ويرد في سجلات سيرها أنها تأثرت بأعمال المعماري أوسكار نيمايير، وخاصة إحساسه بالمساحة وتعامله معها باعتبارها كيانا في مقام الملموس.

وقد ألهمتها أعمال هذا المعماري وشجعتها على ابتداع أسلوبها الخاص القائم على الانسيابية في كل الأشكال وتوظيف الفراغات بينها. وتميزت أعمالها بالتفكيكية أو التهديمية وظهور المبنى وكأنه يتحدى الجاذبية الأرضية لأنه عبارة عن أسقف وأقواس طائرة، مع التأكيد على ديناميكية التشكيل. ولذا فقد أُطلق على أعمالها اسم “التجريد الديناميكي” الذي يبدو وكأنه أسلوب مستقى من كوكب آخر وليس من عالمنا هذا.

قالوا عنها

* “زها حديد هي ملكة المنحنيات التي حررت الخطوط المعمارية من قيودها وقوالبها ووهبت لها بعد ذلك هوية جديدة تعبر بها عن نفسها كما حلا لها” – صحيفة “غارديان” البريطانية.

* “الدخول في مبنى من تصميم زها حديد كالدخول في قوقعة محّار” – نيويورك تايمز

* “لا شك في أن إنجازها المعماري جعل من عدم اليقين فنا قائما بذاته” – نيويورك تايمز (في مقالة أخرى عنها).

* “زها حديد تستحق هذه المكانة بسبب سيطرتها على المساحات حولها وإنجازاتها المعمارية الفريدة في سائر أنحاء الدنيا، وأيضا لسحر شخصيتها والغنائية النسائية التي تتميز يها أعمالها الفنية العديدة” – مجلة تايم تبرر اختيارها حديد إحدى شخصيات 2010 المائة الأكثر تأثيرا على مجريات العالم.

* “إبداعات حديد وتصاميمها تشبه سفن الفضاء التي تسبح متحررة من تأثير الجاذبية في مساحة خالية مترامية الأطراف، ليس فيها جزء عال أو منخفض، وليس لها واجهة أو ظهر” – الناقد المعماري أندرياس روبي.

* “زها حديد كوكب يدور في فلكه الخاص” ايليا زينغليس، استاذها في كلية رابطة المعماريين اللندنية.

المزيد عن: زها حديد/العراق/الهندسة المعمارية/فن العمارة/جائزة بريتزكر

 

 

You may also like

26 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 23 مارس، 2024 - 2:43 م

Hi, always i used to check weblog posts here early in the morning, because i love to gain knowledge of more and more.

Reply
глаз бога бот 11 أبريل، 2024 - 6:21 م

Wow! This blog looks exactly like my old one! It’s on a completely different topic but it has pretty much the same layout and design. Outstanding choice of colors!

Reply
csgo live betting website 2024 8 مايو، 2024 - 9:26 م

This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your magnificent post. Also, I have shared your web site in my social networks!

Reply
Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 10:04 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 1:40 م

It is not my first time to pay a visit this site, i am visiting this web site dailly and get nice data from here daily.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 4:55 م

I feel this is one of the such a lot significant information for me. And i’m satisfied reading your article. However want to remark on few general things, The site taste is great, the articles is actually nice : D. Good activity, cheers

Reply
乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 12:25 ص

Hi mates, pleasant piece of writing and nice arguments commented here, I am truly enjoying by these.

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 11 يونيو، 2024 - 9:07 م

Simply wish to say your article is as surprising. The clearness in your post is simply spectacular and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the rewarding work.

Reply
хот фиеста game 13 يونيو، 2024 - 6:30 ص

I’m really enjoying the design and layout of your blog. It’s a very easy on the eyes which makes it much more enjoyable for me to come here and visit more often. Did you hire out a designer to create your theme? Excellent work!

Reply
хот фиеста 13 يونيو، 2024 - 10:00 م

Undeniably consider that that you stated. Your favourite justification appeared to be at the net the simplest thing to bear in mind of. I say to you, I definitely get irked whilst other folks consider concerns that they plainly do not recognize about. You controlled to hit the nail upon the top as smartlyand also defined out the whole thing with no need side effect , other people can take a signal. Will likely be back to get more. Thank you

Reply
hot fiesta игровой автомат 14 يونيو، 2024 - 7:48 ص

It is perfect time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I wish to suggest you few interesting things or suggestions. Perhaps you could write next articles referring to this article. I want to read more things about it!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 11:06 م

Asking questions are truly nice thing if you are not understanding anything completely, except this post offers good understanding even.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 1:28 ص

I got this site from my pal who told me regarding this site and now this time I am visiting this site and reading very informative posts at this place.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:17 م

Hi there! Would you mind if I share your blog with my facebook group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Cheers

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 9:28 ص

Thanks in favor of sharing such a pleasant opinion, piece of writing is nice, thats why i have read it completely

Reply
автомойка под ключ 8 يوليو، 2024 - 11:46 م

Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 12:57 ص

When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now every time a comment is added I recieve four emails with the same comment. Perhaps there is a means you can remove me from that service? Many thanks!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 5:48 ص

I was wondering if you ever considered changing the page layout of your blog? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better?

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 6:49 م

We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive activity and our whole community can be grateful to you.

Reply
строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 3:30 م

Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь.

Reply
купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 10:01 ص

I’m really enjoying the design and layout of your site. It’s a very easy on the eyes which makes it much more enjoyable for me to come here and visit more often. Did you hire out a designer to create your theme? Outstanding work!

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 2:33 ص

Oh my goodness! Incredible article dude! Thanks, However I am experiencing issues with your RSS. I don’t know why I can’t subscribe to it. Is there anybody else getting identical RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!!

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 6:50 م

Pretty section of content. I just stumbled upon your website and in accession capital to assert that I acquire in fact enjoyed account your blog posts. Any way I’ll be subscribing to your augment and even I achievement you access consistently fast.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 12:18 ص

Hi there would you mind letting me know which webhost you’re utilizing? I’ve loaded your blog in 3 completely different web browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good web hosting provider at a reasonable price? Cheers, I appreciate it!

Reply
theguardian 28 أغسطس، 2024 - 1:43 م

Hi I am so excited I found your weblog, I really found you by error, while I was researching on Digg for something else, Regardless I am here now and would just like to say cheers for a incredible post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I dont have time to go through it all at the minute but I have book-marked it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read much more, Please do keep up the superb jo.

Reply
theguardian 29 أغسطس، 2024 - 4:35 م

I got this web site from my friend who told me about this website and now this time I am visiting this website and reading very informative articles at this place.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00