بأقلامهم رضوان السيد يكتب عن: القيادة السعودية والمستقبل العربي ــ الإسلامي by admin 1 ديسمبر، 2023 written by admin 1 ديسمبر، 2023 279 التاريخ هو بالفعل حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل. ونعرف الماضي القريب للمملكة مع فلسطين من موقف الملك عبد العزيز الذي عبّر عنه في محادثاته مع الرئيس الأميركي روزفلت، خلال لقائهما في البحيرات المرّة، عام 1945. أما الحاضر والمستقبل فهما في قيادة المملكة في هذا العهد الزاهر للعرب والمسلمين، رالشرق الاوسط / ضوان السيد كاتب وأكاديميّ وسياسي لبناني وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية كان مؤتمر القمة العربية الإسلامية المنعقد بالرياض، بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، لإغاثة غزة وفلسطين إحدى ذرى مبادرات المملكة العربية السعودية لجمع كلمة العرب والمسلمين حول قضاياهم الكبرى من جهة، واستعادة الزمام في القضية الفلسطينية وقَودها نحو السلام والدولة، أو الدولة والسلام، بدلاً من استمرار الانقسام (بين الفلسطينيين) واستمرار المذابح من جانب الإسرائيليين (التي دخل فيها الحماسيون أيضاً هذه المرة)، كما استمرار الاحتلال. في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، سبقت قمة إغاثة غزة قمة شاملة عربية وإسلامية أيضاً في مايو (أيار) عام 2017. لقد بادرت المملكة إلى جمع العرب والمسلمين آنذاك للخروج من الحرب العالمية التي شنتها الولايات المتحدة على الإرهاب الإسلامي، وحوصر بنتيجتها العرب والمسلمون الذين تأذوا من انشقاقات «القاعدة» و«داعش»، مثلما تأذى الآخرون وأكثر. وهكذا ظهر العرب والمسلمون، وعلى رأسهم المملكة وقيادتها، ليقولوا بحجمهم ودينهم وأمام دونالد ترمب إنه لا يمكن اختزالهم شعوباً وديناً وحاضراً ومستقبلاً، وإنّ المظالم تولّد مظالم، وإنّ الاستقرار والتنمية والسلام هي العمل والأمل الباقي لدى المسلمين جميعاً، من ضمن سلام العالم وتقدُّمه وأمنه. وفي عهد الملك سلمان بن عبد العزيز أيضاً وأيضاً انعقدت القمة العربية التاسعة والعشرون أو قمة الظهران التي سماها الملك قمة القدس، يوم الأحد 15 أبريل (نيسان) 2018؛ على أثر العدوانات المتكررة على المسجد الأقصى والنزاعات المسلحة بين إسرائيل و«حماس» بغزة. وما تراجع الدعم السعودي الإنساني والسياسي للقضية الفلسطينية، وهو الآن في إحدى ذراه، كما سبق القول، فالسعودية الآن أكبر مقدمي الدعم للفلسطينيين المنكوبين في غزة، في الجو والبحر. وقد عبّر عن ذلك ولي العهد السعودي في كلمته أمام قمة الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي كلمته الجامعة أمام اجتماع «البريكس»، بدعوة من جنوب أفريقيا: وقف العدوان، والمساعدات، ومحاسبة المرتكبين للمذابح، وحلّ الدولتين الذي يصغي للحقوق الفلسطينية، ويصنع السلام الدائم. وفي 27/ 11/ 2023، صدر بجدة عن «منظمة التعاون الإسلامي» و«رابطة العالم الإسلامي» الميثاق الإعلامي الجديد الذين يُدين الكراهية والدعاوى المضلِّلة واضطهاد الأديان والبشر، ويدعو لاحترام كرامة الإنسان ويستنكر التفرقة الدينية والعنصرية، وينتصر لحقوق الإنسان وصَون العمران الإنساني. يقول المؤرخ البريطاني ف. كار: «التاريخ حوارٌ دائمٌ بين الماضي والحاضر والمستقبل. وفي خضمّ هذا النهوض التاريخي الذي يقوده الملك سلمان وولي عهده، تأتي في قلبه بمثابة عمادٍ له (رؤية المملكة 2030) التي أحدثت تحولاً تاريخياً في شتى مناحي الحياة باتجاه المدن التكنولوجية الجديدة، والاستثمار الهائل، وتجاوز الإدمان على النفط، والإصلاح الاقتصادي والإداري والقانوني، والاتجاه الغلاّب للاستنارة الدينية والفكرية، وتقديم الشباب، واستكشاف الإمكانات الكبيرة لعالم المملكة الشاسع، من خلال ملاقاة العالم المعاصر في السياحة والرياضة، واستقبال «إكسبو» عام 2030، والألعاب الأولمبية عام 2034. إنّ أحد الآفاق الواعدة للتنمية المستدامة والمتعاظمة: الاستقبال الحافل للمملكة وتحالف اقتصادات «G20»، وما قدَّمت المملكة من خدماتٍ لعالم المستضعفين خلال فترة «كورونا»، ودعوتها للانضمام إلى القطب الاقتصادي الصاعد للاقتصادات الكبرى والوسطى غير الغربية (البريكس). وإلى هذا وذاك وذلك الاتجاه نحو الشراكات الكبرى مع الصين وروسيا والهند وباكستان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وعدة دول أوروبية. وهي شراكاتٌ تبدو فوائدها السياسية الآن، حيث ترأس وزير الخارجية السعودي بعثة القمة العربية الإسلامية من أجل غزة وفلسطين إلى الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، ثم إنها تبدو في تعاظم التبادل التجاري والاعتماد المتبادل، وهي شراكة تسعى الولايات المتحدة أيضاً إلى عقدها مع المملكة اليوم. خلال قرابة العقدين، وبعد عام 2001، ووسط الحرب العالمية على الإرهاب، استطاعت المملكة الحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج، وشاركت في مساعي ضرب «القاعدة» و«داعش». وبعد عام 2017، اتجهت، من ضمن سياسات الاستقرار واستعادة الزمام في المجال العربي، إلى دعم سياسات المصالحة في اليمن، والعلاقات الطبيعية مع العراق، وإلى إعادة العلاقات مع سوريا ومع إيران، والمشاركة في اللجنة الخماسية لمعالجة مشكلات لبنان، وجمع المتصارعين في السودان للتفاوض على وقف الحرب واستعادة السلام الداخلي، في منصة جدة. إن سياسات المملكة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، هي الاستيعاب وبالحوار الملحاح، والتأكيد على مشتركات المصالح لجمع الأطراف المتنازعة على أوليات العيش المشترك ومن جديد. وقد كانت هذه سياساتها في فلسطين بين الطرفين المتنازعين («فتح» و«حماس»)، وهي تتعاون اليوم مع الأطراف العربية في مصر وقطر والأردن والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة من أجل وقفٍ دائمٍ للنار في غزة، ثم الدخول في المفاوضات المؤدية لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. لماذا يشكّل مؤتمر القمة العربية الإسلامية في المملكة تحولاً عالمياً؟ ولماذا يمكن للمملكة أن تدفع باتجاه الوصول إلى حلٍ تفاوضي للقضية الفلسطينية؟ هناك أسباب عديدة لذلك، وأهمّها أنّ المملكة في هذا العهد بلغت ذروة في قوة التأثير الإقليمي والعالمي، وصارت القيادة الرئيسية في العالمين العربي والإسلامي، بحيث يكون من المرجَّح أن تصغي سائر الأطراف لمبادرتها السلمية التي تحمي ولا تهدد، وتصون ولا تبدد. ويكفي دليلاً على ذلك أنه قبل يومٍ على انعقاد القمة العربية الإسلامية في 11/ 11/ 2023، برئاسة ولي العهد السعودي، كانت هناك قمة سعودية – أفريقية جمعت كل القارة الأفريقية من حول المملكة من أجل التعاون التنموي والاقتصادي، وصدر عنها بيان بإدانة العدوان على غزة. وهكذا، فإنّ أكثر من نصف دول العالم اجتمعت في المملكة خلال يومين. وعندما مضت الدول العربية إلى الهيئة العامة للأمم المتحدة، صوَّت ثلثا الأعضاء وأكثر لصالح وقف النار، وإدانة العدوان على المدنيين. والسبب الثاني لقدرات المملكة المتنامية الموقف العربي والإسلامي الواحد من ورائها. والسبب الثالث زيارات الغربيين، ومنهم الأميركيون – وبعضهم من أشدّ الداعمين لإسرائيل – للمملكة للتشاور في إمكان دعم مبادرتها وتأثير مواقفها على علاقات المملكة بها. وهكذا فكما كان موقف ولي العهد تحدياً لسياسات العدوان والاحتلال، صار فرصة لبلوغ السلام من طريق حلّ الدولتين، الذي صارت عشرات الدول الأوروبية وغير الأوروبية تدعمه. جاء في المثل العربي القديم: «الدم يستسقي الدم». والعرب اليوم مع المملكة على أرض صلبة باعتبار الدعوة للسلم ووقف سفك الدم، وصنع الجديد والمتقدم في البناء وإنسانية الإنسان. لا نريد أن نخاف من العالم، ولا أن نخيفه، بل نريد أن نكون جزءاً معتبراً في أمنه وسلامه وتقدمه. التاريخ هو بالفعل حوار بين الماضي والحاضر والمستقبل. ونعرف الماضي القريب للمملكة مع فلسطين من موقف الملك عبد العزيز الذي عبّر عنه في محادثاته مع الرئيس الأميركي روزفلت، خلال لقائهما في البحيرات المرّة، عام 1945. أما الحاضر والمستقبل فهما في قيادة المملكة في هذا العهد الزاهر للعرب والمسلمين، من أجل وحدتهم، وصون مصالحهم الكبرى، واستقرارهم، وموقفهم المشهود في الإقليم والعالم. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كندا: ارتفاع معدل البطالة إلى 5,8% الشهر الفائت next post جهاد الزين يكتب من بيروت عن: فلسطين بين انقلابَيْن You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024