بأقلامهم رضوان السيد يكتب عن :إيران.. الحضور والدور والمستقبل by admin 4 أكتوبر، 2024 written by admin 4 أكتوبر، 2024 56 إيران في مشكلةٍ كبرى؛ بسبب الأدوار الكبرى التي دخلت فيها بدوافع مختلفة. وستبقى حاضرةً في استراتيجيات المنطقة مهما عانت من انتكاسات. لكنها محتاجة لتجاوز الادعاء الكبير الديني والاستراتيجي، والعود لبعض التواضع سواء مع الأصدقاء أو مع الخصوم! الشرق الاوسط / رضوان السيد كاتب وأكاديميّ وسياسي لبناني وأستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب اعتبر «حزب الله» نوعاً من الردع في الزمان الذي تحاول فيه إيران إنتاج النووي! بحسب هذا الإدراك الصهيوني المبالغ فيه فإنّ إيران لا تستطيع حماية منشآتها النووية بقواها الذاتية. فيظل الحزب رقيباً جاهزاً كلما شعرت إيران بالخطر. تحضر إيران بقوة اليوم لدى كل الشيعة في العالم. ويضاف لذلك نوعان من الحركات الإسلامية السُّنية: أولئك الذين يقاتلون في فلسطين، وأولئك الذين يؤمنون بإقامة الدولة الدينية من «الإخوان المسلمين» وأشباههم. وعندما قتلت إسرائيل حسن نصر الله قبل أسبوع، تضاءل الانقسام حوله وحول دوره لدى جماهير أهل السُّنة؛ لكنه بقي. ففي ذمة الحزب عشرات آلاف القتلى وملايين المهجّرين في سوريا والعراق واليمن ولبنان، فضلاً عن تصديع الدول أو تعطيل مؤسساتها. أما الذين «غفروا» له، فقد قالوا إنّ إسرائيل قتلته بعد أن قاتلها ثلاثة عقود وأكثر! لقد قاتلت إيران العرب والولايات المتحدة وإسرائيل طوال عقود بواسطة وكلائها وأدواتها من الميليشيات. وكانت تساوم في الوقت نفسه الولايات المتحدة والعرب هنا وهناك. بيد أنّ إسرائيل (وأميركا) دفعتاها أخيراً باتجاه المواجهة المباشرة. عندما يخسر الإسرائيليون معركة يعتبرون الدنيا انتهت وسيُبادون، لكنهم عندما ينتصرون في معركة يذهبون باتجاه إبادة الخصم المهزوم! وعندما ترددت إيران في الرد بعد الخسائر القاسية، قيل إنها تريد «مصالحة» أميركا وفكّ الحصار عنها. لكنها بدت شديدة الضعف مثل مآلات «حماس» و«حزب الله». ولذلك لا بد من بعض التوازن بالمنطقة، لا ندري كيف سيحصل دون قدرةٍ للرد على سياسات القوة الإسرائيلية التي تصبح ساحقة بدعم الولايات المتحدة. ويفتح ذلك المجال لاستمرار حركات التطرف المدعومة من إيران أو من غيرها. تحتاج إيران لتغييرات جذرية في التفكير والسياسات. فسياسات القوة والميليشيات تجاه الجوار العربي ترتدّ عليها الآن. والصراع في إيران داخلي على السلطة، وقد تقدّم الخامنئي في السن، ويشيع التنافس بين «الحرس الثوري» والإصلاحيين. بيد أن كليهما يدرك أهمية المسالمة في السياسات الخارجية. وإنما من جهةٍ ثانية هناك الخوف الشديد من الهشاشة التي أفضت إليها الانتكاسات العسكرية والاختراقات الأمنية. وإذا كان التصدي لأميركا غير ممكن وكذلك لإسرائيل، فهل يسلكون سياسات حُسن الجوار مع العرب وقد تقدّم هؤلاء باتجاههم في السنوات الماضية دونما تغيير ملحوظ من جانب إيران في الاتجاه العام. وليس من المعروف كيف ستنتهي المواجهة الحالية مع إيران ومع الحزب ومع الحوثيين. وفي المرحلة المقبلة هل تفضّل إيران استمرار التعامل من خلال الميليشيات أم تميل للتعامل مع الدول مثل تركيا؟ لقد أفادت إيران كثيراً في المرحلة الماضية من أعمال وعمائل الميليشيات حتى من الناحية المادية. وبدا حجمها الاستراتيجي هائلاً لكنْ على حساب الداخل الإيراني المرهَق اقتصادياً والمحاصَر من الولايات المتحدة. وما كانت لإيران انفراجات كبرى مع روسيا والصين والهند رغم الافتراقات مع الولايات المتحدة من خلال الحرب الأوكرانية وبحر الصين و«البريكس»! لا نعرف كثيراً عن الإمكانات الداخلية للتغيير في إيران. ولذلك لا بد من التفكير بمبادراتٍ خارجيةٍ إذا صحَّ التعبير. يستطيع العرب مفاوضة إيران على الخروج من القتال في فلسطين في مقابل العمل معاً على حل الدولتين. ويستطيعون المفاوضة على سلامة الدول في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ويمكن التعاون لهذه الجهة مع الصين وتركيا. إيران في مشكلةٍ كبرى؛ بسبب الأدوار الكبرى التي دخلت فيها بدوافع مختلفة. وستبقى حاضرةً في استراتيجيات المنطقة مهما عانت من انتكاسات. لكنها محتاجة لتجاوز الادعاء الكبير الديني والاستراتيجي، والعود لبعض التواضع سواء مع الأصدقاء أو مع الخصوم! 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post علي بردى يكتب من واشنطن عن: أميركا تنتقل من محاولة منع «الحرب الشاملة» إلى إدارتها next post خفايا الموقف الروسي من الحرب في الشرق الأوسط You may also like غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 نادية شادلو تكتب عن: كيف يمكن لأميركا استعادة... 14 نوفمبر، 2024 جهاد الزين يكتب من بيروت عن: تأملات ثقافية... 12 نوفمبر، 2024