الممثل المغربي الرائد محمد الخلفي (صفحة الفنان - فيسبوك) ثقافة و فنون رحيل محمد الخلفي الممثل الرائد الذي لم ينل حقه by admin 24 ديسمبر، 2024 written by admin 24 ديسمبر، 2024 82 يملك موهبة كبيرة في التمثيل ورافق الجمهور المغربي على الشاشة والمسرح اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار أثار رحيل الممثل الرائد محمد الخلفي (مواليد 1937 – الدار البيضاء) نوعاً من الأسى المضاعف، فمن جهة فقدَ الوسط الفني واحداً من أبرز رواد المسرح والدراما والسينما بالمغرب، ومن جهة أخرى أحسّ النقاد والمتابعون بأن هذا الفنان، وإن كان يحظى بتقدير كبير لدى محبيه، لم ينل حقه الوافي والكافي في مجال التمثيل الذي انتسب إليه منذ أواسط القرن الماضي. فقد كان الفنان، الذي غادر عالمنا قبل يومين، يملك من موهبة التشخيص ما يؤهله لأدوار كبيرة في أعمال سينمائية مهمة داخل المغرب وخارجه. يعرف النقّاد كفاءة محمد الخلفي وقدرته الفريدة على تقمص الأدوار، كما أن نظرته وصوته وحركاته تتسم بالكثير من الاحترافية في الأداء. وإن كان مسار الفنان الراحل حافلاً بالكثير من الأعمال المهمة في مختلف فنون التمثيل من أفلام ومسرحيات ومسلسلات، فإن معظم المشاهدين المغاربة يختصرون حضوره في التلفزيون، لسببين، هما عدم توثيق الأعمال المسرحية الرائدة التي شارك فيها منذ خمسينيات القرن الماضي، إضافة إلى الشهرة الواسعة لسلسلة “للا فاطمة” التي أدى فيها باقتدار كبير دور “الحاج بنزيزي”، ولعلّ حضوره في هذه السلسلة بالذات كان بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة. فـ “للا فاطمة” هي أشهر عمل تمثيلي تلفزيوني في تاريخ المغرب، فقد حققت أعلى نسب المشاهدة خلال بثها في ثلاثة أجزاء بدءاً من عام 2001، ولم تكن هذه السلسلة الكوميدية تشاهد داخل المغرب فحسب، بل كانت لها متابعات كبيرة من مشاهدي بلدان المغرب العربي. ولعب فيها محمد الخلفي دور عميد شرطة متقاعد، ما زال يواصل مهامه الأمنية، لكن في بيت ابنه، حيث تعيش أسرة كبيرة معظم أفرادها يتسمون بصفات غريبة وطريفة تخلق باستمرار حالات من الضحك. الممثل المظلوم (صفحة الفنان – فيسبوك) وكان الحاج بنزيزي، الذي جسد الخلفي شخصيته، غريب أطوار فعلاً، فهو مهووس بتتبع التفاصيل الصغيرة داخل الأسرة، في سياق من التحري الذي اعتاد عليه في عمله. حسرة متأخرة دخل محمد الخلفي عالم التمثيل من باب أبي الفنون، فقد شارك في منتصف الخمسينيات مع رواد المسرح المغربي الراحلين المصطفى التومي والطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج، وتتابعت مسرحياته “في سبيل التاج”، “بين يوم وليلة”، “الوريث” وغيرها. ووقف على الخشبة رفقة أبرز روادها الذين رحلوا تباعاً، قبل أن يؤسس فرقة “المسرح الشعبي” عام 1959، وبعدها فرقة “الفنانين المتحدين” التي أدّت فيها الفنانة الراحلة ثريا جبران أدواراً بطولية، بدءاً من المسرحية الأولى التي حملت عنوان “العائلة المثقفة”. اللافت أيضاً أن محمد الخلفي كان من الفنانين المغاربة الأوائل الذين ظهروا على الشاشة الصغيرة، حيث شارك في مسلسل تلفزيوني عنوانه “الضحية” كان التلفزيون المغربي يبثه خلال سنوات الستينيات. ومع مطلع السبعينيات دخل الخلفي عالم السينما، عبر فيلمين للمخرج عبدالله المصباحي، هما “الضوء الأخضر” و”الصمت اتجاه ممنوع”، ليشارك بعدها في أعمال سينمائية أخرى مثل “الورطة”، “أوشتام”، “هنا وهناك”، “الوتر الخامس”، “الدم المغدور” وغيرها. أما حضوره على الشاشة الصغيرة فقد ترسخ مع الكثير من الأعمال التلفزيونية مثل “بوعزة الحكيم” و”المعطي” و”لابريكاد/ المخفر” و”الخواتات” والمسلسل العربي “ملوك الطوائف” وغيرها. غير أن الخلفي، وفق المختصين في عالم التمثيل، لم ينل تلك الفرص التي كان بالإمكان أن تجعل حضوره أقوى وأعمق وأكثر ترسخاً في الحياة الفنية. وفور رحيله تتالت تصريحات في الصحافة المغربية وتدوينات في مواقع التواصل تؤكد كلها أن الخلفي عاش مظلوماً من طرف الذين يديرون دواليب الحياة الفنية في المغرب. وفي هذا السياق كتب الناقد السينمائي بلال مرميد على صفحته: “الغريب هو أن أغلب المتحسرين على رحيل محمد الخلفي، لم يفضُوا باستيائهم من حرمانه من أدوار سينمائية كان يستحقها حين كان قادراً على العطاء، ولا من غياب مشاهد حقيقية (مُصورة) تؤرخ لمشاركاته في تجارب مسرحية منذ ستينيات القرن الماضي”. يضيف مرميد: “يزعجني حقاً رحيله بهذه الطريقة، وأن يتذكر أغلب الناس فقط دور الحاج قدور بنزيزي في سلسلة تلفزية عابرة، في زمن نحتفي فيه بالعابر، ونتناسى الأصيل”. المزيد عن: ممثل مغربيمسرحسينماتلفزيونالجمهورالريادة الفنيةادوار 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كاتب مسلسل “يلوستون” أبدع قصة ويسترن معاصرة وصنع ثروة next post الثنائي هتلر – ستالين في ما هو أبعد من البؤس المشترك You may also like مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 31 يناير، 2025 المجلة في ملف خاص : خمسون عاما على... 31 يناير، 2025 محمد أبي سمرا يكتب عن: أم كلثوم التي... 31 يناير، 2025 البدايات الأولى… مذكرات أم كلثوم كما روتها على... 31 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: أم كلثوم التي في... 31 يناير، 2025 ما الذي أغاظ اليساريين والإسلاميين في مسيرة أم... 31 يناير، 2025 ليلى أربيل توثق تاريخاً من الصراع في تركيا... 31 يناير، 2025 سيرة ريتشارد فاغنر بين لوثة السياسي ونقاء الموسيقي 31 يناير، 2025 أعمال والت ويتمان الكاملة عربها عابد إسماعيل مع... 30 يناير، 2025 كاهن من كابول يطمح في أن يكون البابا... 30 يناير، 2025