رحيل الكندية الأكادية أنتونين ماييه الفائزة بـ’’غونكور‘‘

راديو كندا الدولي /  RCI

توفيت الروائية والكاتبة المسرحية الكندية الأكادية أنتونين ماييه، أحد ألمع الأسماء الأدبية في كندا، في مونتريال صباح اليوم عن 95 عاماً، حسبما ذكر ناشرها في بيان.

وماييه، الحائزة على دكتوراه في الأدب من جامعة لافال الكيبيكية، قدّمت للقراء نحو 40 عملاً أدبياً وكانت أول أديبة فرنكوفونية غير أوروبية تفوز بجائزة ’’غونكور‘‘ الفرنسية العريقة، وكان ذلك عام 1979 عن روايتها ’’بيلاجي لا شاريت‘‘ (Pélagie-la-Charette).

وبعد مرور أكثر من 45 عاماً على تلقيها هذه الجائزة، كانت ماييه لا تزال الكندية الوحيدة التي حققت هذا الإنجاز الأدبي.

وُلدت ماييه عام 1929 في مدينة بوكتوش الصغيرة في مقاطعة نوفو/نيو برونزويك، وروّجت لتاريخ شعبها الأكادي وثقافته. ويقيم معظم الأكاديين (les Acadiens) في هذه المقاطعة الأطلسية فيما يتوزع الباقون على المقاطعات الأطلسية الأُخرى.

والأكاديون ناطقون بالفرنسية، كاثوليكيون في غالبيتهم العظمى، وينحدرون من الفرنسيين الذين استوطنوا منطقة أكاديا في شرق كندا الحالية ابتداءً من القرن السابع عشر. وعام 1755 أجبرت بريطانيا نحو 12 ألفاً منهم، أي غالبيتهم الساحقة، على الرحيل عن ديارهم بسبب رفضهم أداء يمين الولاء للتاج البريطاني. فقصدوا ولايات الشرق الأميركي التي كانت مستعمرات بريطانية آنذاك، كما نقلت البواخر عدداً منهم إلى فرنسا. وعام 1763، عندما وقّعت بريطانيا وفرنسا معاهدة باريس، سلك قسم منهم طريق العودة إلى الشرق الكندي.

الأديبة أنتونين ماييه تلقي خطاباً في جامعة سايمون قرايزر في مقاطعة بريتيش كولومبيا في 9 حزيران (يونيو) 1989.
الصورة: La Presse canadienne / Chris Helgren

وتحكي رواية ’’بيلاجي لا شاريت‘‘ قصة امرأة خلال ’’الاضطراب الكبير‘‘ (le Grand dérangement)، عندما رحّلت القوات البريطانية الأكاديين عن ديارهم قبل 270 عاماً.

’’نحن مُبعدون إلى الأبد. لقد عشنا كشعب صدمة كبيرة. كان ’الاضطراب الكبير‘ من بين أولى عمليات التطهير العرقي في تاريخ الغرب‘‘، قالت ماييه في مقابلة مع صحيفة ’’لا بريس‘‘ الصادرة بالفرنسية في مونتريال، كبرى مدن كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.

لكن في كندا، تبقى ’’لا ساغوين‘‘ الأكثر شهرة بين شخصياتها، وذلك بفضل ما تتمتع به هذه المرأة التي تعمل في غسل أرضية المنازل من روح ساخرة، مكرِّمةً الـ’’شياك‘‘ (le chiac)، اللغة المحكية في جنوب شرق نوفو برونزويك، وهي لغة أكادية فرنسية مطعّمة بالكثير من المفردات الإنكليزية.

أنتونين ماييه تتلقى من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ’’وسام جوقة الشرف‘‘ من رتبة ’’قائدة‘‘ في قصر الرئاسة الفرنسية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.
الصورة: Associated Press

’’سيظل إرثها الأدبي حياً‘‘، قالت عن الراحلة الكبيرة اليوم وزيرةُ الثقافة الكندية، باسكال سانت أونج، في منشور على منصة ’’إكس‘‘.

’’كانت هناك مجموعة أعمالها الهائلة، وشقاوتها، وقوتها المتمردة، وأحاديثها التي ترفع الروح. رحلت أنتونين ماييه. الفرنكوفونية تبكيها هذه الليلة، من أكاديا إلى المحيط الهادئ‘‘، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ’’نضمّ إلى الحزن العالمي التزامنا بقضيتها، لغتنا الفرنسية‘‘.

وكانت ماييه حائزة على ’’وسام جوقة الشرف‘‘ الفرنسي من رتبة ’’قائدة‘‘، وهي كانت مواطِنة فخرية لمونتريال حيث كانت تعيش في شارع أعطته بلدية المدينة اسمَها.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية مع إضافات من راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)