حافظ بشار الأسد أثار الجدل بكشفه تفاصيل ليلة هرب عائلته إلى موسكو (رويترز) عرب وعالم رحلة أبناء الرؤساء المخلوعين بحثا عن زعامة “افتراضية” by admin 3 مارس، 2025 written by admin 3 مارس، 2025 18 آخرهم نجل الأسد الذي كشف أسرار ليلة الهرب الكبير ومتخصصون يعتبرون الظاهرة محاولة للرد على الاتهامات وتعويضا عن غياب النفوذ اندبندنت عربية / حميدة أبو هميلة كاتبة ظل الظهور المدوي لحافظ بشار الأسد صاحب الـ24 سنة على موقع “إكس” حديث الجماهير لأيام عدة، بخاصة بعد أن شكك كثيرون في أن صاحب الحساب هو ابن الرئيس السوري السابق اللاجئ إلى روسيا بشار الأسد، فلم يتوقع أحد أن يعتلي الابن الأكبر المنصة بهذه السرعة محاولاً جمع أكبر قدر من المتابعين ليكشف لهم عن حقيقة ما حدث أثناء ليلة الهرب الكبير في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 2024. ربما كان هدف الشاب تبرئة ساحة عائلته، أو وضع حد للصفحات المزيفة التي تتحدث باسمه، أو صنع مجد شخصي لم يتمكن من الاستفراد به خلال سنوات حكم والده الطويلة، فكان مجرد ابن يعيش في الظل يجتهد في دراسته، مثله مثل أخويه كريم وزين. وربما يكون الشاب الذي يدرس الفيزياء والرياضيات وحصل على شهادة الدكتوراه وهو في الـ23 من عمره من جامعة موسكو، يعتقد بأن لديه رواية يجب أن تُحكى بالفعل مع عدم السماح لأبيه بأن يتواصل مع أي وسيلة إعلام، وتم الاكتفاء بالبيان المسهب شديد الطول الذي أصدره بعد هربه من سوريا بأسبوع واحد، فيما جاءت رسالة الابن الشاب سريعة ومحددة وتعبر عما يريد، فهل يبحث شبل الأسد عن مجد في العالم الافتراضي بالفعل؟ أم أنه يستغل الغضب الذي دب بين بعض الفرق السورية جراء حوادث العنف التي تشهدها البلاد، وتفتح المجال للمقارنة بين أحمد الشرع وسابقيه، ليخلق من ورائها انطباعاً بأن لا فرق بين العهود في ما يتعلق بالدم السوري؟ على رغم أن الـ”سوشيال ميديا” هي المنفذ الأول الذي يستخدمه الجميع للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، وحتى لمشاركة يومياتهم، فإن الأمر يأخذ منحى مختلفاً حينما يتعلق بمن يحسبون على السياسيين المخضرمين الذين ظلوا في السلطة عقوداً طويلة وشهدت المنطقة في عصورهم، وحتى بالتزامن مع أفول نجمهم أحداثاً مفصلية، فسبق حافظ الأسد الصغير إلى عالم السلطة الافتراضية كثير من أبناء الرؤساء الذين تمت تنحيتهم على غير رغبة منهم عن مشهد الحكم، واشترك غالبيتهم في الهدف نفسه وهو إظهار مآثر الآباء وإبرازهم كأبطال استثنائيين ومحاولات نقد النظم الحالية في بلادهم ولوم الشعوب التي أتت بهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويفعلون هذا ولديهم شعور واضح بالاستحقاق وبأنهم يتمتعون بالنفوذ القديم، إنها السلطة الافتراضية التي تؤسس في دويلات الـ”سوشيال ميديا”. أبناء مخلصون يبحثون عن مجد وشخصيات مثل رغد صدام حسين وعلاء مبارك وسيف الإسلام القذافي من أبرز أسماء أبناء الرؤساء “المخلوعين” الذين يظهرون بصورة خاصة على الـ”سوشيال ميديا” ويدخلون هم بشخصهم أو من خلال “جمهورهم” في مناوشات مع المتابعين مثيرين قضايا، حتى لو لم تكُن سياسية بالأساس، فهي تصنف هكذا وتفسر من هذه الوجهة حتى لو لم يرغبوا هم في ذلك. وإذا كان هؤلاء الأبناء المخلصون لآبائهم استغرقوا بعض الوقت للوصول إلى قرار بث رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن حافظ بشار الأسد كان أكثرهم سرعة، تحديداً لتغريداته، كما أنه أكثر حظاً نظراً إلى أن تحت يده وسائل متنوعة ليطل عبرها، وإذا حظره “إكس” فسيطل على “تيليغرام”، وإذا أخطأت كلماته المكتوبة الهدف، فيمكنه أن يصور فيديو سريعاً وهو يتمشى في شارع فاخر بالعاصمة الروسية موسكو لتوضيح بعض النقاط. البدائل كثيرة ومتاحة ومتنوعة لدى الدكتور الشاب الذي كان بالكاد يُسمع صوته حينما كان أبوه على رأس الحكم، وحتى في أشد الظروف، إذ صارع بشار للإبقاء على السلطة لفترة تقترب من 14 عاماً وحارب خلالها المعارضة بكل قوته وعتاده ولم يكُن يسمح للابن إلا بلقطات خاطفة وبضع كلمات، ثم يخرج من الكادر ربما حفاظاً على صورته، وكان بعضهم يعتقد بأنه يجري إعداده لتولي زمام الأمور في وقت ما، كي يرث العرش مثلما حصل مع والده طبيب العيون، خلفاً لحافظ الأسد الكبير. تمرد صبياني أم خطة مدروسة؟ الشاب الذي لم يكمل الـ24 من عمره بعد يبدو أنه يحاول أن يندمج في الحياة وألا يجعل الماضي عائقاً أمام تقدمه المهني والأكاديمي وألا يترك نفسه رهينة لأي تحول في الموقف الروسي تجاه أسرته فاختار المواجهة، لكن هل ورط عائلته؟ يقول الباحث في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي إن ما فعله حافظ بشار الأسد لا يزيد على أنه تصرف صبياني استغل فيه الشاب أنه يقيم بصورة طبيعية في الدولة الروسية كطالب علم، وليس لديه في سجله القانوني ما يمنعه من الحديث، بخلاف حال والده الذي يحظر عليه أن يتحدث في أي شأن سياسي لأنه لاجئ إنساني، منوهاً بأنه إذا استمر في الكشف عن الأسرار والتفاصيل، فقد يؤدي الأمر إلى عواقب وخيمة. وتابع الأفندي أن “الوضع يمكن تصنيفه في خانة التمرد الشبابي، لكنه قد يسبب حرجاً للدولة المستضيفة، بخاصة حينما كشف عن أن عمه ماهر الأسد، المطلوب في جرائم أكثر فداحة من أبيه، موجود في روسيا أيضاً”، مستبعداً أن يكون ما حدث بالتنسيق مع الدولة الروسية، بل على العكس ويتوقع أن يكون بعض مسؤوليها وبخوا الشاب لأن ظهوره عبر وسائل الإعلام ربما يفتح ملفات لا تريد روسيا الاقتراب منها مثل الحديث عن صفقات تسليم أفراد النظام السوري السابق مقابل الاحتفاظ ببعض القواعد العسكرية في سوريا، وهو تصرف لا تريد روسيا الوقوع فيه لأنه قد ينتقص من هيبتها. الإخفاق السياسي ثغرة مضمونة ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور أوس نزار درويش أن عدداً من أبناء الزعماء ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لأبناء الزعماء المخلوعين وضعاً خاصاً بالطبع، مشدداً على أن المنطقة العربية، لا سيما دول “الربيع العربي”، شهدت غالبيتها أزمات سياسية كبرى، بل تغييراً للأسوأ بعد إزاحة حكامها الذين ظلوا في مناصبهم عقوداً من الزمن، بالتالي فإن أقارب وذوي هؤلاء المخلوعين يجدونها فرصة للمكايدة السياسية ربما. وتابع أن “حافظ الأسد مثل غيره ربما يستغل الحنين الذي قد ينتاب بعضهم إلى الأنظمة القديمة، بالتزامن مع أي إخفاق تقع فيه السلطة الجديدة، فيحشد مؤيدين افتراضيين ممن يرفضون ما آلت إليه الأوضاع من إقصاء للمعارضين الوطنيين وعدم وجود دستور وانفلات أمني، إضافة إلى أن من هو على رأس السلطة آتٍ من تنظيمي ’القاعدة‘ و’داعش‘ ولا يزال يصنف إرهابياً في دول عدة”. قد يكون مدخل الأزمات السياسية ينطبق أيضاً على علاء مبارك، النجل الأكبر للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، فلمع نجمه على الـ”سوشيال ميديا” كمنظر شعبي بصورة خاصة خلال أوقات التوتر السياسي والاقتصادي، لا سيما خلال الفترات التي كان يهاجم فيها قيادة جماعة الإخوان عقب خروجهم من الحكم، كما أنه استغرق بعض الوقت كي يعتلي منبر موقع “إكس” ويصبح من أبرز نشطائه، خصوصاً أنه منذ تنحي أبيه عقب تظاهرات ثورة الـ25 من يناير (كانون الثاني) عام 2011، دخل هو ووالده الراحل وشقيقه جمال في نزاعات قضائية طويلة الأمد، كما قضيا عقوبة بالسجن اقتربت من أربع سنوات في قضية الفساد المعروفة بـ”القصور الرئاسية”. علاء مبارك مع والده في إحدى المحاكمات (أ ف ب) وعلى رغم أن جمال مبارك كان الأقرب لعالم السياسة بموقعه في لجنة سياسات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قبل الثورة والأقرب لخلافة أبيه، بل أحد أسباب الثورة نظراً إلى رفض عموم الشعب توريث الحكم بانتخابات “صورية”، فإن الوضع أصبح مختلفاً تماماً بعد التقلبات السياسية، إذ تولى علاء مبارك زمام الأمور نيابة عن العائلة عبر الـ”سوشيال ميديا”، ومعه أيضاً نجله عمر الذي يغرد من حين لآخر مذكراً بمآثر جده ومعبراً عن تقديره له كحاكم ويدخل في مناوشات مع المتابعين. إرث العائلة بينما علاء يبدو أكثر صدامية وأكثر نشاطاً أيضاً منذ تدشين حسابه على “إكس” الذي يتابعه ما يقارب مليون ونصف المليون منذ عام 2017، إذ لا يفوت حدثاً تقريباً إلا ويتدخل فيه بآرائه ويهاجم الإعلاميين والصحافة ويتهمهم بفبركة أخبار عن والده ويعادي جماعة الإخوان ورموزها ويتهكم على الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، كما دخل في سجالات شتى مع عدد من مشاهير المجتمع بسبب مواقفه السياسية، ويدلي بوجهة نظره في القضايا الدينية بكل حزم، إضافة إلى حرصه على تذكير الجماهير بإيجابيات أفراد عائلته، فتصدر اسم والدته السيدة سوزان مبارك الـ”تريند” قبل أسابيع بعدما حرص علاء على أن يحيي جهودها في مشروع القراءة للجميع الشهير، بالتزامن مع فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 التي أقيمت في يناير الماضي، فتبرز تغريدات علاء مبارك بصورة خاصة مع كل حدث كبير يجري في البلاد، كما أنه لا يتردد في التعليق على الأحداث الفارقة في الدول المجاورة كذلك. ويعتبر الباحث السياسي محمود الأفندي بصورة عامة أن أفراد العائلات التي كانت حاكمة معتادون على الشهرة والضوء ووجدوا أنفسهم فجأة بلا أي وسيط يعبر عن رأيهم، في مقابل سيل لا ينقطع من الأخبار التي تنقل ما يخصهم وفق رواية لم يشرفوا عليها كما اعتادوا، موضحاً أن اللجوء إلى إبراز شخصيتهم عبر الـ”سوشيال ميديا” رد فعل طبيعي. زعامة افتراضية وفيما تشارك رغد صدام حسين بين حين وآخر في لقاءات إعلامية مثيرة للجدل، فإنها عبر حسابها على موقع “إكس” الذي دشنته عام 2016 تظهر وكأنها في موقع سلطة لا تزول، فتحرص على تقديم التهاني في المناسبات الوطنية والدينية لبلدها والدول العربية وتظهر وهي تجلس كقائدة وخلفها صورة الأب وإلى جوارها علم العراق القديم بنجومه الثلاث، متمسكة بتلابيب مكانتها العائلية والسياسية في زمن مضى وتلقي خطابات ورسائل للأمة برصانة وقوة وثقة كأنها زعيمة حقيقية. رغد صدام تصف سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بـ”أخي” وتنتظر منه دوراً محورياً “يليق بمكانته” في بلاده وتقارن الأوضاع المتأزمة في غزة بما حدث في وطنها العراق إبان الغزو الأميركي، وتقدم سجلاً حافلاً بذكرياتها مع والدها الراحل ولا تترك أي ذكرى متعلقة به إلا وتحييها، متذكرة كلماته ومواقفه وصوره النادرة ومذكراته كذلك. رغد صدام حسين (مواقع التواصل) وعلى ذكر سيف الإسلام القذافي، فعلى رغم أنه لا ينشط بشخصه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هناك صفحات عدة مرتبطة بعائلته تروج لكل تصريح له مراراً، وتدعو الليبيين إلى الالتفاف حوله، بخاصة مع تنامي شعبيته وسط توتر الأوضاع في البلاد، حيث إن هناك دعوات إلى عودته ليقوم بدور سياسي على رغم أنه مطلوب من قبل الجنائية الدولية، لكن من حين لآخر تدشن تلك الصفحات المرتبطة بالأسرة حملات تدعو إلى السماح له بالترشح لمنصب الرئيس ومواجهة الآراء القائلة إنه يمثل إرث الماضي السلبي والتركيز دوماً على تصريحاته ومواقفه، ومن حين لآخر تسرب لقطات شخصية له في إطار الدعاية الإعلامية تظهره كرجل قوي وودود ويتمتع بحنكة وخبرة سياسية. ظروف متباينة وأوضاع تتبدل لا يختلف الوضع كثيراً عند السفير أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فعلى رغم عدم وجوده رسمياً على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن هناك عشرات الصفحات الداعمة له التي تحظى بمتابعة كبيرة وتنشر جميع تحركاته وأي تحديث يخصه. سيف الإسلام القذافي (مواقع التواصل) وصالح الابن الذي ظل نشاطه السياسي محظوراً على مدى أكثر من 10 أعوام نتيجة وضعه على قائمة المعاقبين من قبل مجلس الأمن، وهو القرار الذي جرت مراجعته العام الماضي ليحذف اسمه وكذلك اسم والده الراحل، صنعت نجوميته تغريدات متواصلة على موقع “إكس” وحملات تحشد الصفوف خلفه من مؤيدين يرونه وجهاً سياسياً يصلح للإسهام بصورة فاعلة في المشهد اليمني. ويشير أستاذ العلوم السياسية أوس نزار إلى أنه لا يمكن وضع أبناء الزعماء جميعاً في خانة واحدة، معتبراً أن كلاً منهم يمثل حالاً خاصة ويتحرك وسط ظروف ومتغيرات إقليمية ودولية وخلفيات متباينة تقوم بدور في وضعه وتصنيفه، بالتالي لا يمكن مطابقة أي اسم منهم بالآخر، ضارباً المثال بحافظ الأسد الصغير وعلاء مبارك، معتبراً أن الأخير دخل المعترك وهو في سن كبيرة ولديه قوة ونفوذ ودوائر متشابكة من العلاقات، في حين أن الأسد الابن لا يزال يشق طريقه في الحياة والتعليم والمجال المهني، كما أنه كان بعيداً من أي اشتباكات سياسية مباشرة إبان حكم أبيه. كذلك قال الأفندي إن هناك بالطبع اختلافات جذرية بين الاثنين، فأفراد عائلة مبارك ظلوا في أرض الوطن ولم يهربوا ولم يعاملوا كلاجئين أبداً ولم يكونوا بحاجة إلى طلب قوات أجنبية لحمايتهم. المزيد عن: سوريابشار الأسدحافظ بشار الأسدأبناء الزعماءعلاء مباركرغد صدام حسينسيف الإسلام القذافيعلي عبد الله صالحأحمد علي عبد الله صالحجمال مباركمصر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جرائم القتل في الجزائر… من الفضاءات المغلقة إلى الشارع next post صوتان شعريان بين الواقعية العصرية والفانتازيا الساخرة You may also like أزمة الودائع: المصارف تسوّق لتسييل الذهب قبل إعادة... 3 مارس، 2025 جرائم القتل في الجزائر… من الفضاءات المغلقة إلى... 3 مارس، 2025 جنبلاط يحذر الدروز من المكائد الإسرائيلية: سأزور سوريا... 3 مارس، 2025 هاليفي: “حزب الله” كاد يصل إلى حيفا 3 مارس، 2025 “الأمن العام” السوري يدخل إلى جرمانا.. وهذه بنود... 3 مارس، 2025 نتنياهو يشكر ترمب على توفير أسلحة لـ«إنهاء المهمة»... 3 مارس، 2025 ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم... 3 مارس، 2025 رويترز: الشرع طالب روسيا بإعادة أموال أودعها الأسد... 3 مارس، 2025 البرلمان الإيراني يصوت على إقالة وزير المال 2 مارس، 2025 توتر بضواحي دمشق يحرك “شهية” إسرائيل… ماذا حدث... 2 مارس، 2025