الجمعة, ديسمبر 27, 2024
الجمعة, ديسمبر 27, 2024
Home » رئيس الوزراء العراقي المكلف.. من الصحافة إلى دهاليز المخابرات

رئيس الوزراء العراقي المكلف.. من الصحافة إلى دهاليز المخابرات

by admin

DW / بعد محاولتين فاشلتين، تم تكليف رئيس المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، فيما يرى مراقبون أن تكليفه ناجم عن توافق غير منسق بين واشنطن وطهران والرياض. فما هي فرصه في تغيير سياسي في العراق؟

أعلن الرئيس العراقي برهم صالح الخميس (التاسع من نيسان/ أبريل 2020) تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، في ثالث محاولة لاستبدال عادل عبد المهدي وإخراج البلاد من مرحلة ركود سياسي عمقتها بوادر أزمة اقتصادية في ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في منظمة أوبك مع انهيار أسعار الخام العالمي. وكان رئيس الوزراء  العراقي المكلف عدنان الزرفي قد أعلن اليوم اعتذاره عن تشكيل الحكومة. و ذكر الزرفي في بيان أن تقديم اعتذاره جاء “لأسباب داخلية وخارجية”، مؤكداً استعداده للانتخابات القادمة المبكرة.

ويأتي تكليف الكاظمي متزامناً مع الذكرى السنوية لاجتياح القوات الأمريكية للعاصمة بغداد عام 2003 مطيحة بنظام صدام حسين. وفي أول تصريح له قال رئيس الوزراء العراقي المكلف إن الحكومة الجديدة ستلبي تطلعات العراقيين وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية: “سأعمل على تشكيل حكومة تضم تطلعات العراقيين وفي مقدمتها أولوياتهم”.

وأوضح “مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة العراقية أتعهد أمام شعبي الكريم بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في مقدمة أولوياتها وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق”.

من إيران إلى بريطانيا مروراً بألمانيا

والمرشح لمنصب رئيس الحكومة الجديدة مصطفى عبد اللطيف مشتت الغريباوي من مواليد بغداد، ويُلقب بالكاظمي بسبب سكنه في حي الكاظمية ببغداد وهو من مواليد 1967. والكاظمي حاصل على البكالوريوس في القانون، وغادر العراق في حقبة نظام البعث عن طريق كردستان العراق إلى إيران ثم ألمانيا ثم بريطانيا، واختار لقب الكاظمي خلال عمله كصحفيّ.

وعمل رئيس تحرير مجلة الأسبوعية في مجال حل النزاعات وتوثيق جرائم النظام السابق، كما عمل مديراً تنفيذياً لمؤسسة الذاكرة العراقية وساهم في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وأدار مؤسسة الحوار الإنساني لتأسيس الحوار بديلاً عن العنف في حل الأزمات. وعمل أيضاً كاتب عمود ومديرا لتحرير قسم العراق في موقع المونيتور الدولي. وعاش سنوات في المنفى لكنه لم ينضم لأي حزب سياسي عراقي.

شخصية غير جديدة في مجريات الأحداث

وعُين الكاظمي بمنصب رئيس جهاز المخابرات العراقي عام 2016 وما يزال مستمراً في منصبه حتى تاريخ تكليفه. فقد كانت مفاجأة أن يعين رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي كاتب العمود والناشط الحقوقي في رئاسة جهاز المخابرات. وإضافة إلى دوره في مكافحة الإرهاب والتهريب على أنواعه، طور الكاظمي مواهبه كمفاوض ووسيط. في هذا السياق يقول سياسي مقرب من الكاظمي لوكالة فرانس برس “للكاظمي شخصية لا تعادي أحداً، صاحب عقلية براغماتية، ولديه علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية: علاقة جيدة مع الأميركيين، وعلاقة عادت إلى مجاريها مؤخراً مع الإيرانيين”.

والكاظمي ليس شخصية جديدة مطروحة على طاولة السياسة العراقية. فقد كان اسمه وارداً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك كبديل لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في 2018.

واسم الكاظمي (53 عاماً) كان متداولاً أيضاً في أروقة المرجعية الدينية في النجف، كخيار محتمل لقيادة مرحلة ما بعد دحر تنظيم “داعش” في العراق، كما يؤكد مراقبون في الشأن العراقي لوكالة الأنباء الفرنسية.

لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله التوافق، خصوصاً مع وصفه من بعض الأطراف الشيعية على أنه “رجل الولايات المتحدة” في العراق. وقبل نحو شهر، وجه فصيل عراقي مسلح مقرب من إيران اتهامات للكاظمي بتورطه في عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، التي نفذتها واشنطن في بغداد.

عقبة الاتهامات بالتورط بمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أسقطها الكاظمي خلال زيارة إلى بيروت

كن ذلك الاتهام “الفردي” كما يصفه مصدر في الحشد الشعبي، لم ينل استحسان ما يُسمى بـ “محور المقاومة”. وفي هذا السياق قال مصدر مقرب من حزب الله اللبناني لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الكاظمي زار بيروت مؤخراً لحلّ هذه العقبة، وكانت النتيجة إيجابية”.

ضوء أخضر من طهران؟

وعززت فرص رئيس الوزراء المكلف، الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس فيلق القدس الإيراني الجديد إسماعيل قآني إلى العراق الأسبوع الماضي. و التقى قآني غالبية أعمدة البيت السياسي الشيعي العراقي، وشدد للجميع على أن ملف العراق إيرانياً هو بين أيدي فيلق القدس ولا أحد غيره.

وبحسب ما أشار المصدر، فإن هناك توجهاً إيرانياً إلى التهدئة في العراق في إطار عمليات التسوية التي تجري في المنطقة، والكاظمي أحد وجوه هذه التسوية. ولفت مصدر سياسي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أن تسمية الكاظمي “تأتي مكسباً للعراق، خصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، ولضمان تجديد استثناء بغداد من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران”.

دليل التوافق كان حضور صقور الشيعة مراسم تكليف الكاظمي في قصر السلام بوسط بغداد:

زعيم تنظيم بدر هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورجل الدين الشيعي عمار الحكيم. كما حضر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.

هل سينجح مصطفى الكاظمي في تشكيل حكومة تسهم في إطفاء غضب الشارع العراقي؟

ثلاث ركائز قوة

المراسم التي رافقت تكليف الكاظمي توحي بأن هناك توافقاً إقليمياً على رجل المخابرات الأول في العراق، الذي صار يملك ثلاث ركائز قوة في العراق.

أولى هذه الركائز هي علاقة متينة مع الولايات المتحدة، عززها في التعاون خلال مرحلة قتال تنظيم “داعش” وصولاً إلى القضاء على زعيمه أبو بكر البغدادي.

أما الثانية فهي بث الروح وتجديد خط التواصل مع إيران التي استثمرت ذلك بوضع ثقتها في الكاظمي كشخصية قادرة على نزع فتيل الأزمة في البلاد.

والركيزة الثالثة هي علاقة أكثر من جيدة مع الجارة السعودية، خصوصاً وأن هناك علاقة صداقة تربط الكاظمي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب مصادر سياسية.

ومنذ استقالة حكومة عبد المهدي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، يعيش العراق ركوداً سياسياً. وأصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي. وأمام الكاظمي الآن حتى التاسع من أيار/ مايو المقبل، لتقديم تشكيلته الحكومية.

مرحلة جديدة وتحديات كبيرة

لكن مصدراً مقرباً من دائرة القرار، أشار إلى أن المرحلة الصعبة “مرّت”، مشيراً إلى أن “الحكومة وبرنامجها سيكونا جاهزين خلال ثلاثة أسابيع، والمحور الآن في مرحلة الحديث عن دور الحكومة في مستقبل العراق”. بيد أن ذلك لا يعني أن التحديات التي واجهت أسلافه لن تتواصل. فما يزال الكاظمي أمام عقبة المطالبة بالانسحاب الأميركي من البلاد، ومواجهة أزمة وباء كورونا، إضافة إلى تراجع إيرادات النفط العراقي إلى نحو النصف في آذار/ مارس الماضي

فيما يرى بعض المشككين في العراق أن الكاظمي ليس إلا حلقة في “مسلسل المماطلة السياسية” للإبقاء على عبد المهدي في منصبه.

ع.غ/ ز.أ.ب (آ ف ب، رويترز، د ب أ)

المزيد عن : من هو مصطفى الكاظمي/ من هو رئيس الوزراء العراقي الجديد/ التغيير السياسي في العراق/ برهم صالح/ العراق اليوم/ العراق الآن/ أخبار العراق/ عادل عبد المهدي/ مقتدى الصدر

 

You may also like

11 comments

Rosella 23 يونيو، 2020 - 9:16 ص

Hi there, for all time i used to check website posts here in the early hours in the dawn, since i love to gain knowledge of more and more.

Here is my webpage :: g rsacwgxy

Reply
Lacy 27 يونيو، 2020 - 11:58 م

Hi i am kavin, its my first occasion to commenting anyplace, when i read this article i thought i could
also make comment due to this brilliant post.

My web site – cbd oil that works 2020

Reply
Sally 29 يونيو، 2020 - 4:19 ص

This piece of writing presents clear idea for the new viewers of blogging, cbd oil that works 2020 genuinely how to do blogging and site-building.

Reply
Jeremiah 16 يوليو، 2020 - 1:14 م

Cool blog! Is your theme custom made or did you download it
from somewhere? A theme like yours with a few simple tweeks would really make
my blog stand out. Please let me know where you got your design. Thanks a lot

Also visit my page – web hosting company

Reply
Shad 26 يوليو، 2020 - 7:54 م

Great blog here! Also your website loads up very fast!
What host are you using? Can I get your affiliate link to
your host? I wish my site loaded up as fast as yours lol

Take a look at my site best web hosting 2020

Reply
Piper 30 يوليو، 2020 - 10:49 ص

Thank you for sharing your info. I really appreciate your
efforts and I will be waiting for your next write
ups thanks once again. adreamoftrains web hosting services website hosting services

Reply
Christopher 13 أغسطس، 2020 - 11:36 م

This is really interesting, You are a very skilled blogger.
I have joined your feed and look forward to seeking more of your
fantastic post. Also, I’ve shared your website in my social networks!

Feel free to visit my page – best web hosting company

Reply
Arden 14 أغسطس، 2020 - 2:00 م

Hurrah! In the end I got a website hosting from where I
can really take helpful information concerning my study
and knowledge.

Reply
Corrine 24 أغسطس، 2020 - 6:36 م

I’m not sure exactly why but this site is loading incredibly slow for me.
Is anyone else having this issue or is it a problem on my end?
I’ll check back later on and see if the problem
still exists. cheap flights yynxznuh

Reply
Louella 26 أغسطس، 2020 - 5:33 م

I love your blog.. very nice colors & theme. Did you create this website yourself or did you hire someone to do it for you?
Plz respond as I’m looking to construct my own blog
and would like to know where u got this from. thanks a
lot

Also visit my webpage: cheap flights

Reply
Glinda 31 أغسطس، 2020 - 3:18 ص

Hello it’s me, I am also visiting this web site regularly, this website is really nice
and the viewers are truly sharing good thoughts.

Also visit my web site; black mass

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00