ألقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كلمة في قاعدة تابعة لـ _حلف شمال الأطلسي_ في لندن، 20 مارس 2025 (أ ب) عرب وعالم رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: علينا الاستعداد للحرب مع روسيا by admin 8 أبريل، 2025 written by admin 8 أبريل، 2025 17 يقول السير أليكس يانغر إن المملكة المتحدة بعيدة جداً من إدراك حجم التهديد الذي يمثله بوتين وإنه بات لزاماً علينا تغيير “جهدنا الجماعي” اندبندنت عربية / سام كيلي محرر شؤون دولية حذر الرئيس السابق لـ “جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني” السير أليكس يانغر، من أن بريطانيا بحاجة إلى إعادة التسلح وبناء احتياطات عسكرية من خلال فرض نوع من الخدمة الوطنية، لمواجهة طموحات فلاديمير بوتين في الهيمنة على أوروبا الشرقية وتقويض الغرب. وأوضح يانغر أن التهديد الذي يواجهه الشعب البريطاني من جانب روسيا- ولا سيما في ظل علاقاتها المستجدة مع الولايات المتحدة والتقارب الأخير بينهما – هو تهديد حقيقي. وقال إن” كلاً من بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب أكدا بوضوح شديد أن القواعد القديمة قد تغيرت”. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا تملك القدرة النفسية والمعنوية على خوض حرب شاملة، قال يانغر لـ “منصة اندبندنت التلفزيونية”، “أشعر بقلق بالغ لأننا قمنا بتجريد أنفسنا عسكرياً بشكل واضح. لقد فككنا إلى حد كبير قاعدتنا العسكرية والصناعية، وهذا يمثل مشكلة كبيرة”. وأضاف السير أليكس، “عشنا لأعوام طويلة في منأى عن أي تهديدٍ وجودي حقيقي، وارتكبنا بشكلٍ لا يُغتفر أخطاء جسيمة عبر خوض حروبٍ لم تكن ضرورية، ما فرض أعباء غير مبررة على الأجيال الشابة. ما خلق حالة من التشكيك الكبير في فكرة الجهد الجماعي للدفاع عن الوطن”. وتابع الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6)، “في كثيرٍ من الأحيان، نتصور الجيش البريطاني كما لو كان فريق كرة القدم الإنجليزي، بحيث يذهب عناصره لأداء مهماتهم ونحن نكتفي بمشاهدتهم على شاشة التلفزيون. لكن هذه الذهنية لم تعد مقبولةً الآن”. وفي معرض حديثه عن الإجراءات اللازمة للاستعداد، قال السير أليكس، الذي كان يُعرف بلقب “سي” خلال فترة توليه رئاسة جهاز الاستخبارات البريطانية، “ينبغي أن تسألوا عسكرياً عن مدى فعالية أمور مثل التجنيد الإجباري. ليست لدي فكرة… ما أعرفه فقط هو أنه ينبغي أن يكون جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية”. أشار السير أليكس الرئيس السابق لـ “جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني” إلى أن “المملكة المتحدة كانت لأعوام طويلة، في منأى عن أي تهديد وجودي” (اندبندنت) وأردف: “أعتقد أن ذلك سيحقق فوائد أوسع نطاقاً. لذا أظن أن المسألة تتعلق على الأرجح برؤية أكثر إبداعاً وشمولاً لمفهوم قوات الاحتياط”. وكان السير أليكس، الحاصل على شهادة في علوم الحاسوب والضابط السابق في الحرس الاسكتلندي (أحد أفواج “الحرس الملكي” الخمسة في الجيش البريطاني ويتولى حماية المقرات الملكية)، قدّم إجابة تعكس نهج المؤسسة البريطانية التقليدية حين سُئل عما إذا كان من الممكن، بعد الدعم العلني الذي أبداه دونالد ترمب لفلاديمير بوتين، أن يكون ترمب عميلا لروسيا، وهي تهمة وُجهت إلى الرئيس الأميركي في السابق من دون وجود أدلة تثبتها. وقال، “مَن يستطيع أن يؤكد ذلك؟ أنا شخصياً لا أعتقد أنه عميل روسي. لقد تجنبت عن عمد الخوض في الموضوع، لأنني ببساطة، لا أرى سبباً يدفعني لمعرفة ذلك. لذا، لا أستطيع أن أؤكد”. وأضاف، “في النهاية، هذا ليس جوهر الموضوع. فالمسألة الحقيقية هي أن ترمب يتفق مع بوتين في رأيه- بأن للدول القوية الحق في الهيمنة على الدول الأصغر منها، ولا سيما في محيطها الإقليمي”. تجدر الإشارة هنا إلى أنه ربما لم يسبق أن طُرح سؤال علني كهذا حول احتمال أن يكون رئيس الولايات المتحدة عميلاً لروسيا، ليرد عليه رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية بهذا البرود السياسي. وفي ظهورٍ للسير أليكس إلى جانب الدكتورة رايتشل إيليهوس المبعوثة السابقة لوزير الدفاع الأميركي لدى “حلف شمال الأطلسي“، في الحلقة الأولى من برنامج “ذا كونفرسيشن” – وهو سلسلة حوارية جديدة تُبث على قناة “اندبندنت تي في”- رأى أن بريطانيا تأخرت عن الدول الأوروبية الأخرى في قدرتها واستعدادها للدفاع عن نفسها. وقال “إن المسألة تعتمد بشكلٍ كبير على مدى القرب الجغرافي من موسكو. وأعتقد أن فنلندا تدرك جيداً التهديدات المحيطة بها، وتبني ثقافة قوية من الاستعداد والمرونة، تُشجع الجميع على المشاركة بفاعلية والقيام بدورهم في مواجهة أي خطر. لكن في البرتغال، يختلف الوضع تماماً، وهذا الأمر يمكن تفهمه من بعض النواحي”. وأضاف في تحليله للوضع البريطاني قائلاً “أعتقد أن المملكة المتحدة تعاني هي أيضاً من تناقضاتٍ داخلية. فنحن نمتلك تاريخاً عريقاً يجعل الناس يتصورون دوراً أكثر نشاطاً لبريطانيا، إلا أنه في المقابل، هناك تردد حقيقي عندما يتعلق الأمر بالمشاركة الفعلية في نزاع، لما ينطوي عليه الأمر من مسؤولية ومخاطر”. ما عناه بذلك أن المسألة لا تتعلق فقط بإرسال أعدادٍ كبيرة من الناس إلى القتال فحسب، بل أيضاً الإقرار بأن حرباً هجينة مع روسيا – لا يقل فيها التضليل والهجمات الإلكترونية والضغط الاقتصادي أهمية عن القوة العسكرية التقليدية- قد بدأت بالفعل. رأت الدكتورة رايتشل إيليهوس المديرة العامة لـ “المعهد الملكي للخدمات المتحدة”، أن الزعيم الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى إعادة رسم خريطة أوروبا (اندبندنت) أما الدكتورة إيليهوس المديرة العامة الراهنة لـ “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” – وهو مركز أبحاثٍ رائد في مجال الأمن في بريطانيا- فتحدثت عن التحديات الملحة لجهة التهديد الذي تواجهه الدول الأوروبية. هذا التهديد ازداد حدةً في أعقاب التحول المفاجئ في الاتجاه الأيديولوجي الاستراتيجي في واشنطن في عهد دونالد ترمب. فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، أكد أن على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها. كما أعلن أنه لم يعد يرى في حلف شمال الأطلسي، الذي شكل أساس الأمن الغربي طيلة ثمانين عاماً، تحالفاً مفيداً. إضافةً إلى ذلك، لوح ترمب باحتمال استعمار كل من كندا وغرينلاند. وأعرب عن دعمه لمعظم مطالبات بوتين الإقليمية، بما فيها ضم ما لا يقل عن خُمس أراضي أوكرانيا، ووافق على الطرح القائل بأن أوكرانيا قد “لا تكون دولةً” في المستقبل. الدكتورة إيليهوس وهي أميركية، اعتبرت أنه في حين أن تهديد الكرملين لا يزال قائماً، فإن التغيير الأبرز يتمثل في التحول الجذري في نهج واشنطن الذي كان بمثابة الصدمة الاستراتيجية الأكبر. وقالت: “هل هي لحظةٌ حاسمة ومحفزة بالنسبة إلى أوروبا؟ نعم. انظروا إلى العلاقة بين ترمب وبوتين، أو إلى العلاقة بين ترمب وأنصاره في حركة (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) وبوتين”. ورأت المتخصصة في شؤون الدفاع أن “الرئيس الروسي بوتين يسعى إلى إعادة رسم الخريطة. فالقرارات التي اتُخذت في نهاية “الحرب الباردة”، والتي أخرجت أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا من الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن تصبح هذه الدول جزءاً من “حلف شمال الأطلسي” أو الاتحاد الأوروبي، تركتها في حالٍ من عدم اليقين”. ترمب يتحدث مع بوتين خلال اجتماع قادة اقتصادات منتدى “التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ” في نوفمبر 2017 (غيتي) واعتبرت إيليهوس أن ذلك “منح بوتين فرصةً لاستغلال نقاط الضعف على طول حدود تلك الدول، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار فيها وانعدام أمنها، وذلك لعرقلة مسار اندماجها الكامل في حلف الـ ’ناتو‘ أو الاتحاد الأوروبي”. وأردفت قائلة، “هل ألمح هنا إلى أنه سيغزو غداً دول البلطيق أو بولندا؟ كلا. لكنه بالتأكيد سيختبر حدود الالتزام بما نسميها المادة الخامسة (من ميثاق “حلف شمال الأطلسي”)، التي تنص على مبدأ أن الهجوم على حليفٍ واحد في الحلف يُعد هجوماً على جميع الأعضاء. في أي حال، لقد سبق أن بدأ بوتين اختبار هذه الحدود من خلال أنشطةٍ غير تقليدية لم تصل إلى حد الهجمات العسكرية المباشرة”. وقد شهدت الهجمات غير التقليدية التي قامت بها روسيا على أوروبا تصاعداً خلال العام الماضي 2023 – 2024، بحيث سجل “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في واشنطن زيادةً بنسبة 300 في المئة في هذا النوع من الهجمات، وفق ما جاء في تقرير نُشر أخيراً وجاء فيه، “استهدفت 27 في المئة من هذه الهجمات قطاع النقل (مثل القطارات والمركبات والطائرات)، فيما تعرضت منشآتٌ حكومية (مثل القواعد العسكرية ومسؤولين رسميين) لنسبةٍ مماثلة من الهجمات. أما البنية التحتية الحيوية (مثل خطوط الأنابيب وكابلات الألياف الضوئية البحرية وشبكات الكهرباء) فكانت هدفاً لنحو 21 في المئة من تلك العمليات، وهي النسبة ذاتها التي طاولت قطاعاتٍ صناعية (مثل شركات الدفاع)”. السير أليكس رأى أيضاً أن دونالد ترمب وفلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، يعملون على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، في سياقٍ قد يُفضي إلى تقويض مفاهيم السيادة الوطنية، وذلك في أماكن مثل القارة الأوروبية. إضافةً إلى ذلك، أشار إلى أن الثقة التي ترسخت طويلاً بين الولايات المتحدة وحلفائها تتعرض للاهتزاز، سواء في ما يتعلق بالعقيدة العسكرية- كما تمثلها المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)- أو في إطار منظومة تبادل المعلومات الاستخباراتية المعروفة بـ “تحالف العيون الخمس“، الذي يضم المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. يشار إلى أن الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها كانت قد بدأت تتزعزع خلال الولاية الأولى لدونالد ترمب، حين كان السير أليكس على رأس “جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية”، وذلك بعدما كشف الرئيس الأميركي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن معلوماتٍ استخباراتية حساسة تتعلق بمؤامرة تفجير خطط لها تنظيم “داعش”. وقد تلقت هذه الثقة ضربةً جديدةً في الآونة الأخيرة، بعد الفضيحة المتعلقة بمجموعة الدردشة على تطبيق “سيغنال” (المجموعة ضمت مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة ترمب، وانكشفت محادثاتها المتعلقة بعملياتٍ عسكرية وشيكة ضد الحوثيين في اليمن، عندما أضاف مستشار الأمن القومي مايك والتز عن غير قصد، جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” إليها). السير أليكس عزا حال الفوضى هذه إلى قرار الرئيس الأميركي تعيين قادة يفتقرون للخبرة في المناصب العليا لأجهزة الاستخبارات. وقال: “بصرف النظر عن طبيعة القرار، فإنه يترتب عليه ثمن، يتمثل في غياب الفهم الأساسي لطبيعة البيئة التي نعمل فيها جميعاً، ولحجم التهديدات التي نواجهها”. وأضاف: “بالنظر إلى الأمر بسطحية، فإن استخدام هاتف – آيفون أو أي جهاز آخر- للتخطيط لهجوم لا تريد أن يعرف به عدوك، ليس بالأمر الحكيم”. الدكتورة إيليهوس اعتبرت هي أيضاً أن استخدام هواتف شخصيةٍ محمولة في اتصالاتٍ بالغة السرية، أمرٌ لا يُغتفر. وأوضحت أن هذه الاتصالات كانت تُجرى عادةً عبر روابط فيديو آمنة، نظراً إلى كونها لا تقتصر على عناصر أميركية (أو بريطانية) فحسب، بل تشمل أيضاً قواتٍ وعملاء استخبارات قد يكونون معرضين للخطر الميداني. ويرى السير أليكس أنه مهما كانت الضغوط والمخاطر الجديدة التي جلبتها إدارة دونالد ترمب على وكالات الاستخبارات الغربية، فإن مسؤولي “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية” CIA “سيبذلون أقصى ما في وسعهم” لحماية مصادرهم البشرية”. وختم بالقول “إنها فترة استثنائية. لكن ما أود التأكيد عليه في ما يتعلق بالدفاع عن سلامة قدراتنا في دول “العيون الخمس”، هو أنه ستكون هناك آلية قوية للغاية، لضمان الحفاظ على هذه السلامة، على رغم أنني لا أستطيع إنكار حقيقة أن هذه القدرات أصبحت الآن أكثر عرضةً للخطر مما كانت عليه في الماضي”. © The Independent المزيد عن: أليكس يانغرالحروب الهجينةالسياسة الأميركيةالاستعداد للحرببريطانياالخدمة الوطنيةالتجنيد الإلزاميفلاديمير بوتيندونالد ترمبحلف الناتوالتهديد الروسيتحالف العيون الخمس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا تنتشر “كنائس سرية” في الأحياء الشعبية بالمغرب؟ next post هل نشرت إسرائيل مراسلات “حماس” لنيل موافقة أميركية على ضرب إيران؟ You may also like محطات في زيارة أورتاغوس تستوجب التوقف عندها 8 أبريل، 2025 إسرائيل تعمل على اتفاق جديد للإفراج عن الرهائن... 8 أبريل، 2025 ما احتمال عودة “الدعم السريع” للسيطرة على الخرطوم... 8 أبريل، 2025 “الرصاص في جمجمته الفارغة”… صحيفة إيرانية تهدد ترمب 8 أبريل، 2025 قصف وإنذارات واغتيالات… ثلاثية إسرائيل لمنع العودة إلى... 8 أبريل، 2025 فصائل عراقية مدعومة من إيران مستعدة لنزع سلاحها... 8 أبريل، 2025 هل نشرت إسرائيل مراسلات “حماس” لنيل موافقة أميركية... 8 أبريل، 2025 ترمب: «حرب غزة» ستتوقف قريباً وأميركا ستجري «مباحثات... 7 أبريل، 2025 هلع في أسواق العالم وترمب تحدث مع زعماء... 7 أبريل، 2025 مورغان أورتاغوس: يجب نزع سلاح “حزب الله” في... 7 أبريل، 2025