يكمن الفرق الرئيس بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل في نهجهما بأداء المهام واتخاذ القرارات (pixabay) الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي وكيل يفكر ويتصرف بالنيابة عنك by admin 4 يونيو، 2025 written by admin 4 يونيو، 2025 14 يمكن اعتباره كزميل قادر على أخذ زمام المبادرة والعمل بصورة مستقلة لتحقيق أهداف أوسع اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا لن تقتصر الموجة القادمة من الذكاء الاصطناعي على توليد النصوص والصور والرموز ومقاطع الفيديو فحسب، بل ستتخذ قرارات مستقلة وتسعى لتحقيق أهدافها بنفسها. ما نحن بصدد الحديث عنه هنا ليس ضرباً من الخيال، إنما حقيقة باتت تفرض نفسها يوماً بعد آخر. فعلى رغم وجود أدوات مبهرة تعمل بالذكاء الاصطناعي وأهمها “تشات جي بي تي”، إلا أنها لا تمثل سوى البداية الحقيقية لإمكانات هذه التقنيات، خصوصاً مع ظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الوكيل، وهو التطور التالي للذكاء الاصطناعي الذي سيغير جذرياً كيفية تفاعل الآلات مع عالمنا. ولكن ما يميز الذكاء الاصطناعي الوكيل عن أدوات الذكاء الاصطناعي الحالية؟ يكمن الفرق الرئيس بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل في نهجهما بأداء المهام واتخاذ القرارات، إذ يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يشغل أدوات شائعة مثل “تشات جي بي تي” و”جيميني” و”كلود”، كنظام متطور لمطابقة الأنماط وإكمالها، وعند توجيهه يحلل كميات هائلة من بيانات التدريب لتوليد استجابات مناسبة، سواء كان ذلك كتابة قصيدة أو إنشاء صورة أو المساعدة في تصحيح أخطاء الأكواد البرمجية. وعلى رغم أن ما نتحدث عنه هنا هو بلا شك مثير للإعجاب، إلا أن هذه الأنظمة تفاعلية في جوهرها وتستجيب لمطالبات محددة من دون أي فهم حقيقي للسياق أو الأهداف طويلة المدى. يكمن الفرق الرئيس بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل في نهجهما بأداء المهام واتخاذ القرارات (pixabay) في المقابل، يعمل الذكاء الاصطناعي الوكيل بدرجة من الاستقلالية، ويمكن لهذه الأنظمة تحديد أهدافها الخاصة وتطوير استراتيجيات لتحقيقها وتكييف نهجها بناءً على الظروف المتغيرة. وتالياً يمكننا اعتبار الذكاء الاصطناعي التوليدي كمساعد ماهر ينتظر التعليمات، بينما يشبه الذكاء الاصطناعي الوكيل زميلاً يمكنه أخذ زمام المبادرة والعمل بصورة مستقلة لتحقيق أهداف أوسع. وعلى سبيل المثال، قد يساعدك الذكاء الاصطناعي التوليدي في كتابة بريد إلكتروني عند الطلب، بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي الوكيل مراقبة بريدك الوارد بصورة استباقية، وتحديد الرسائل المهمة التي تحتاج إلى اهتمام، وصياغة ردود مناسبة بناءً على مراسلاتك السابقة، كل ذلك مع تكييف نهجه انطلاقاً من ملاحظاتك وأولوياتك المتغيرة. وما يجعل الذكاء الاصطناعي الوكيل ثورياً حقاً هو بنيته، فبينما يتفوق الذكاء الاصطناعي التوليدي في معالجة وإنتاج المحتوى بناءً على أنماط في بيانات التدريب، تتضمن الأنظمة الوكيلة وحدات تخطيط متطورة وأنظمة ذاكرة وأطر عمل لاتخاذ القرارات، مما يسمح لها بالحفاظ على السياق والسعي لتحقيق الأهداف بمرور الوقت. كما يمكنها تقسيم المهام المعقدة إلى خطوات سهلة الإدارة وتحديد أولويات الإجراءات، وحتى تحديد متى لا ينجح نهجها الحالي ويحتاج إلى تعديل. التقارب بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل بدأنا نشهد أولى بوادر التقارب بين القدرات التوليدية والوكيلة في أدوات الذكاء الاصطناعي السائدة، ويمثل إدخال شركة “أوبن أي آي” الأميركية قبل بضعة أشهر للمهام المجدولة في روبوت الدردشة “تشات جي بي تي”، خطوة مبكرة في هذا الاتجاه. تتيح هذه الميزة للذكاء الاصطناعي العمل بصورة شبه مستقلة وتنفيذ الإجراءات المجدولة والحفاظ على المسؤوليات المستمرة من دون مطالبة متواصلة من المستخدم. وعلى رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تشير إلى مستقبل تجمع فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي بين القدرات الإبداعية والتحليلية للذكاء الاصطناعي التوليدي والقدرة على اتخاذ القرارات بصورة مستقلة للذكاء الاصطناعي الوكيل. وقد يتسارع في الأشهر المقبلة التوجه نحو قدرات أكثر استقلالية، حيث تشير التقارير الأخيرة إلى أن مختبرات الذكاء الاصطناعي المختلفة تستكشف اتجاهات جديدة طموحة، وترددت إشاعات في الصحافة الأميركية عن عمل “أوبن أي آي” على مشروع يحمل الاسم الرمزي “أوبيريتور”، والذي قد يمكّن وكلاء الذكاء الاصطناعي من التحكم في أجهزة الكمبيوتر بصورة مستقلة. وأشار بعض خبراء التكنولوجيا إلى عمل “أوبن أي آي” أيضاً على مشروع يُسمى “كاتيربيلار”، والذي يتوقع البعض أنه قد يهدف إلى تمكين الذكاء الاصطناعي من البحث الاستباقي عن المعلومات وتحليل المشكلات والتنقل في البيئات الرقمية بأقل قدر من الإشراف البشري. التطبيقات والتأثيرات الواقعية تتمتع التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي الوكيل بإمكانيات واسعة النطاق، وعلى عكس الأتمتة التقليدية، يلغي الذكاء الاصطناعي الوكيل الحاجة إلى التدخل البشري المستمر، ومن خلال الإدراك والتخطيط والتنفيذ المستمر للمهام، يضمن سلاسة العمليات، مع إتاحة الوقت للعمال البشريين لجهود أكثر استراتيجية وإبداعاً. وبفضل القدرة على العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من دون تعب، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل معالجة مجموعات بيانات ضخمة، وأداء مهام متعددة في وقت واحد وتحسين سير العمل، مما يؤدي إلى مكاسب إنتاجية هائلة. ويمكن للذكاء الاصطناعي الوكيل اتخاذ قرارات آنية بناءً على ظروف متغيرة، سواء في المجالات المالية أو الرعاية الصحية أو الخدمات اللوجستية، وبذلك يحلل البيانات التاريخية ويعدل الاستراتيجيات بصورة مستقلة تحقق نتائج أعمال أفضل. وأخيراً وليس آخراً تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات القدرات الوكيلة توقع المشكلات واقتراح إجراءات استباقية والتعامل مع الاضطرابات غير المتوقعة، مما يجعلها بالغة الأهمية في قطاعات حساسة مثل الأمن السيبراني والتمويل والاستجابة للطوارئ. التطلع إلى المستقبل: التحديات والفرص مع ازدياد تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيل، من المرجح أن نشهد تحولاً جذرياً في كيفية تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي. وبدلاً من الاكتفاء بإصدار الأوامر وتلقي المخرجات، سنطور علاقات تعاونية أكثر مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها الانخراط في حوار متبادل حقيقي واقتراح حلول بديلة، بل وحتى تحدي افتراضاتنا عند الاقتضاء. قد يؤدي هذا التطور إلى مستويات غير مسبوقة من التآزر بين الإنسان والآلة، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي منخرطاً أكثر في حل المشكلات والابتكار بدلاً من كونه مجرد أداة. ولا يخلو تطوير الذكاء الاصطناعي الوكيل من التحديات، فالتساؤلات حول شفافية صنع القرار والحدود الأخلاقية ومستويات الاستقلالية المناسبة تحتاج إلى دراسة متأنية. وهناك أسئلة حاسمة ستشكل مستقبل تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الوكيل ولا بد من الإجابة عليها، وأهمها كيف نضمن أن تظل هذه الأنظمة متوافقة مع القيم والمصالح البشرية مع الحفاظ على قدرتها على العمل بصورة مستقلة؟ وكيف نوازن بين فوائد زيادة الأتمتة والحاجة إلى الرقابة والتحكم البشريين؟ ومع ذلك لا بد لنا أن نشدد على أن التحول من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الذكاء الاصطناعي الوكيل يمثل إعادة تصور جذرية لما يمكن أن يكون عليه الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، ومع ازدياد تعقيد هذه الأنظمة وانتشارها، فإنها تمتلك القدرة على إحداث تحولات جذرية في الصناعات وتعزيز القدرات البشرية وفتح آفاق جديدة في التعاون بين الإنسان والآلة. المزيد عن: الذكاء الاصطناعيالأمن السيبرانيالاستجابة للكوارثتشات جي بي تيالصورمقاطع الفيديوالبريد الإلكترونيالأتمتةالتكنولوجيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عجز الميزان التجاري في مصر يتراجع 38.6 في المئة في مارس next post رحيل هادئ لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب عن عمر 93 سنة You may also like كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على... 26 مايو، 2025 الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا… فما الذي... 24 مايو، 2025 هل حان الوقت ليصبح الروبوت زميلنا في العمل؟ 22 مايو، 2025 9 طرق يمارس فيها الذكاء الاصطناعي التمييز ضد... 21 مايو، 2025 تشريعات الذكاء الاصطناعي… السباق مع الزمن 19 مايو، 2025 البنتاغون يزج الذكاء الاصطناعي في الميدان 19 مايو، 2025 “استوديو غيبلي”… براعة الذكاء الاصطناعي تقلق الإبداع البشري 15 مايو، 2025 مكالمات الاحتيال بالذكاء الاصطناعي… تزداد ذكاءً 9 مايو، 2025 “مرضى افتراضيون”… محاكاة مولدة بالذكاء الاصطناعي 7 مايو، 2025 “كرات دايسون”: هل يصبح حلم الطاقة اللامتناهية حقيقة؟ 24 أبريل، 2025