قد يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج أنواع نادرة من السرطان على نحو أسرع من فحص الخزعة (داتا ساينس سنترال.كوم) الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي قد يحقق نتائج علاجية أفضل لآلاف مرضى السرطان by admin 4 نوفمبر، 2023 written by admin 4 نوفمبر، 2023 184 طور باحثون خوارزمية تستشرف مدى عدوانية الورم على نحو أكثر دقة من فحص الخزعة اندبندنت عربية / ستورم نيوتن أشارت دراسة حديثة إلى أن ذكاء اصطناعياً (AI) في مقدوره أن يساعد في تشخيص وعلاج أنواع نادرة من السرطان على نحو أسرع من فحص الخزعة [أخذ عينة من الأنسجة أو أحياناً السوائل من المنطقة المشتبه فيها]. بناء عليه، يحدو الباحثون الآن أمل في استخدام الخوارزمية الذكية التي طوروها في تشخيص وعلاج أنواع أخرى من المرض، ما يعود ربما بالنفع على آلاف الأشخاص سنوياً. اكتشف فريق من مؤسسة “رويال مارسدن” التابعة لـ”هيئة الخدمات الصحية الوطنية” Royal Marsden NHS Foundation Trust ، و”معهد بحوث السرطان” (ICR) في لندن سبل استخدام الذكاء الاصطناعي بغرض تشخيص [مدى] عدوانية بعض أورام “الساركوما” Sarcoma كما تسمى [مصطلح عام لمجموعة واسعة من السرطانات التي تُصيب العظام والأنسجة الرخوة]. و”الساركوما” نوع من السرطان يتطور في الأنسجة الضامة connective tissues في الجسم، مثل الدهون والعضلات والأعصاب. وتسجل إنجلترا، وفق “مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة”، أربعة آلاف و300 حالة جديدة سنوياً من هذه السرطانات. يشير الباحثون إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في تصميم العلاج بشكل أكثر دقة مقارنة مع فحص الخزعة، ويمكن أن يساعد الأطباء أيضاً في تشخيص الأنواع المتفرعة من المرض بشكل أسرع. في الدراسة، تفحص الفريق سرطان “الساركوما خلف الصفاق” تحديداً، الذي يتطور في الجزء الخلفي من البطن ويصعب تشخيصه وعلاجه بسبب موقعه. الدكتورة أماني آرثر، الطبيبة المسجلة لدى مؤسسة “رويال مارسدن” التابعة لـ”هيئة الخدمات الصحية الوطنية” وزميلة بحوث سريرية في “معهد بحوث السرطان”، أشارت إلى “الحاجة الملحة” إلى إدخال تحسينات على تشخيص هذا النوع من “الساركوما”. وقالت الدكتورة آرثر “إنه مرض نادر جداً، ربما لا يرى الأطباء سوى حالة واحدة أو حالتين فقط منه في حياتهم المهنية، ما يعني أن تشخيص هذا السرطان بطيء جداً”. ومن الصعب أيضاً، وفق الدكتورة آرثر، علاج هذا النوع من “الساركوما” [مصطلح عام لمجموعة واسعة من السرطانات] لأنه ينمو حتى يبلغ أحجاماً كبيرة، ونظراً إلى موقع الورم في البطن، فإنه يتطلب جراحة معقدة.” استخدم فريق البحاثة الأشعة المقطعية على 170 مريضاً من مرضى “رويال مارسدن” الذين يكابدون النوعين الأكثر شيوعاً من “ساركوما خلف الصفاق”، وهما “الساركوما العضلية الملساء” و”الساركوما الشحمية”. وإذ استعانوا ببيانات جمعوها في عمليات المسح، أنشأوا خوارزمية ذكاء اصطناعي خضعت في مرحلة لاحقة للاختبار من طريق استخدامها على 89 مريضاً موجودين في مراكز علاجية في أوروبا والولايات المتحدة. تبين أن هذه التكنولوجيا قد نجحت في تشخيص العدوانية المحتملة للورم بدقة بلغت 82 في المئة من الحالات، في حين جاءت نتائج الخزعات دقيقة في 44 في المئة من الحالات. كذلك استطاع الذكاء الاصطناعي أن يميز بين “الساركوما العضلية الملساء” و”الساركوما الشحمية” في 84 في المئة من الأورام اللحمية التي خضعت للاختبار، بينما تعذر على اختصاصيي الأشعة أن يميزوا الفرق في 35 في المئة من الحالات. وفي المرحلة التالية من الدراسة، سيعكف العلماء على اختبار هذه التكنولوجيا في العيادة على مرضى يُشتبه في معاناتهم “الساركوما خلف الصفاق”. وقالت المشرفة على الدراسة كريستينا ميسيو، استشارية الأشعة في “رويال مارسدن” والبروفيسورة في التصوير لطب الأورام المخصص في “معهد بحوث السرطان”: “تعترينا حماسة بالغة تجاه الإمكانات التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا الحديثة، والتي من شأنها أن تقود إلى حصول المرضى على نتائج علاجية أفضل من طريق التشخيص الأسرع والعلاج الأكثر فاعلية المخصص لكل حالة على حدة”. و”لما كان المرضى الذين يعانون “ساركوما خلف الصفاق” يخضعون للفحص بشكل روتيني باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، نأمل في الاستفادة من هذه الأداة على نحو شامل، ما يضمن ألا يكون تحديد المرض وتشخيصه الموثوق محصورين بالمراكز المتخصصة فقط، التي يقصدها يومياً مرضى يعانون الساركوما”، أضافت ميسيو. والجدير بالذكر أن النتائج هذه نشرت في المجلة الطبية “لانسيت أونكولوجي” The Lancet Oncology، ويأمل الباحثون في الاستفادة من هذه التقنية في تشخيص وعلاج أنواع أخرى من السرطان. ورأت البروفيسورة ميسيو أنه “في المستقبل، ربما يساعد هذا النهج في الكشف عن خصائص أنواع أخرى من السرطان، وليس “ساركوما خلف الصفاق” فحسب. “يستخدم أسلوبنا الجديد ميزات خاصة بهذا المرض، ولكن من طريق تطوير الخوارزمية أكثر، يمكن لهذه التكنولوجيا يوماً ما تحسين النتائج العلاجية لدى آلاف المرضى كل عام”، وفق البروفيسورة ميسيو. وفي تعقيبه على النتائج، قال الدكتور بول هوانغ، المشرف على فريق الأورام والأنظمة الجزيئية في “معهد بحوث السرطان” إن “أشكال الساركوما تمثل مجموعة معقدة بيولوجياً من السرطانات، إذ تشمل كثيراً من الأنواع المتباينة، ويشكل التفريق بين هذا النوع وذاك باستخدام العين البشرية تحدياً مهولاً، خصوصاً خارج المراكز المتخصصة”. ولكن في المقابل، وفق الدكتور هوانغ، في متناول هذا النوع من التكنولوجيا تغيير حياة المصابين بالساركوما، إذ تسمح بوضع خطط علاجية [مخصصة] لكل مريض على حدة وفق الخصائص البيولوجية للسرطان الذي يكابده. إنه لأمر رائع أن نرى مثل هذه النتائج المبشرة.” وتلقت الدراسة تمويلها من “المؤسسة الخيرية رويال مارسدن للسرطان”، و”المعهد الوطني لبحوث الصحة والرعاية” (NIHR)، و”صندوق ويلكوم ترست” البريطاني، و”مجموعة الأنسجة الرخوة وساركوما العظام” EORTC. وقال ريتشارد ديفيدسون، الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية “ساركوما في المملكة المتحدة”، إن نتائج الدراسة “تبدو مبشرة جداً”. وأضاف: “طالبنا منذ فترة طويلة بالنهوض بمزيد من البحوث بغية فهم كيفية تطور أورام “الساركوما” وانتشارها، والوقوف على أفضل السبل لتشخيصها وعلاجها”. “يرتفع احتمال نجاة مرضى “الساركوما” في حال التشخيص المبكر للسرطان، إذ يعطي العلاج مفعوله في هذه الحالة ولا يكون “الساركوما” [المرض العضال على أنواعه] قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم”، على ما شرح ديفيدسون. “ينتظر واحد من كل ستة أشخاص مصابين بنوع من هذه السرطانات [ساركوما] أكثر من سنة للحصول على تشخيص دقيق، لذا نرحب بأي بحث يساعد المرضى في الحصول على علاج ورعاية ومعلومات ودعم أفضل”، قال ديفيدسون. وفي سياق متصل، قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في بريطانيا ستيف باركلي “إن في يد الذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث ثورة في رعاية مرضى السرطان من طريق إنهاء الإجراءات العلاجية التي تتطلب التدخل الجراحي وتسريع التشخيص والعلاج، ما قد يصنع الفارق بين الحياة والموت”. “توظف الحكومة البريطانية استثمارت تفوق 1.2 مليار جنيه استرليني سنوياً في البحوث، بغية إطلاق الجيل المقبل من العلاجات وأدوات التشخيص، ومن الرائع أن يصار إلى تبني هذه التكنولوجيا الرائدة واستفادة مرضى “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” (“أن أتش أس” NHS) منها.” تذكيراً، تأتي هذه النتائج بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن تمويل بقيمة 100 مليون جنيه استرليني بغية تعزيز بحوث تسعى إلى إيجاد علاجات بالذكاء الاصطناعي تستهدف أمراضاً كان علاجها مستعصياً في السابق. وقد قال الوزير إن هذه التكنولوجيا قادرة على الإسهام في “توفير حلول لبعض أكبر التحديات الاجتماعية في عصرنا”، بما في ذلك تطوير “علاجات جديدة للخرف أو لقاحات للسرطان”. المزيد عن: ذكاء اصطناعيالسرطانالخوارزميات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حداثة شيروود أندرسون “من فوق” على عكس “أزمنة” تشابلن next post ماسك يخشى من الروبوتات الشبيهة بالبشر في المستقبل You may also like هل تفوق الذكاء الاصطناعي على الأطباء في تشخيص... 26 ديسمبر، 2024 البشر والذكاء الاصطناعي شراكة لاختراق كل المجالات 21 ديسمبر، 2024 كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء... 19 ديسمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي قد يكشف سمات شخصيتك من خلال... 19 ديسمبر، 2024 هل يعالج الذكاء الاصطناعي الشعور بالوحدة؟ 18 ديسمبر، 2024 كل ما تحتاج إلى معرفته عن ميزة «Image... 18 ديسمبر، 2024 توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في... 18 ديسمبر، 2024 “الروبوت المجرم” يشكل “عصابة” بفضل الذكاء الاصطناعي 1 ديسمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي ربما ينهي عقلية الإجهاد لدى المبدعين 1 ديسمبر، 2024 حوار فلسفي مع الذكاء الاصطناعي: كيف تفكّر الآلة... 25 نوفمبر، 2024