السبت, مايو 31, 2025
السبت, مايو 31, 2025
Home » “ذا لاست أوف أس” أفضل مسلسل يتناول الأبوة في العصر الحديث

“ذا لاست أوف أس” أفضل مسلسل يتناول الأبوة في العصر الحديث

by admin

 

في حين ركزت أعمال التلفزيون الأميركية دائماً على عيوب الرجال، يقدم المسلسل شيئاً مختلفاً وعميقاً بشخصية الأب “جويل” التي يجسدها بيدرو باسكال

اندبندنت عربية / نيك هيلتون

“ذا لاست أوف أس” The Last of Us مسلسل إثارة تنتجه شبكة “سكاي” وتدور أحداثه في أميركا قاحلة ويسكنها موتى أحياء يتسمون بالعنف، دفع المشاهدين إلى دوامة عاطفية، فالانتصار دوماً تسبقه مأساة، والخطر يتناوب بشكل وثيق مع الملاذ الآمن.

والموسم الثاني من المسلسل زاد من حدة الإثارة، أولاً في صدمة وفاة شخصية رئيسة، ثم في الحلقة الأخيرة التي حملت عنوان “الثمن”، تأملات مؤلمة حول الأبوة والإرث، وإنجاز لا يُستهان به بالنسبة إلى مسلسل مقتبس من لعبة فيديو قتالية.

المسلسلات التلفزيونية الرائعة ليست دائماً مصدراً لشخصيات آباء عظماء، مثلاً دون درايبر في مسلسل “رجال مجانين” Mad Men المتأرجح في حياة ابنتيه سالي وبوبي، أو والتر وايت في مسلسل “اختلال ضال” Breaking Bad وهو يخاطر بسلامة ابنه والت جونيور، أو حتى فشل توني في مسلسل “آل سوبرانو” The Sopranos في منح ميدو وإيه جاي إحساساً بالتوجيه، ذلك أن معيار التلفزيون الأميركي ركز بصورة حصرية على الرجال السيئين أو البطل الشرير، لذلك كانت المسلسلات أرضاً خصبة للآباء السيئين، وبين التناقض والحقد كانوا رجال إعلانات أو زعماء مخدرات أو رجال عصابات أولاً، وآباء ثانياً.

كثيراً ما دارت أحداث مسلسل “ذا لاست أوف أس” حول الأبوة، فقد بدأ المسلسل بخسارة جويل (بيدرو باسكال) ابنته سارة البالغة من العمر 14 سنة مع نهاية العالم من حوله، وبعد ذلك يستمر المسلسل بتكوين جويل عائلة بديلة مع إيلي (بيلا رامزي) المتمردة، ويخبرنا المسلسل أن جويل كان أباً صالحاً قبل ظهور الوباء القاتل وانقلاب الحياة رأساً على عقب، ومع مرور الوقت الذي قضاه جويل في تهريب إيلي عبر الولايات المتحدة القاحلة والمدمرة، تعود له غريزة الأبوة بقوة، ففي ذروة الموسم الأول من المسلسل يتخذ جويل قراراً من الممكن أن يكون كارثياً لإنقاذ إيلي من أولئك الذين يريدون تشريحها حية لإيجاد علاج للمرض الذي أطاح بالمجتمع، وجويل المتمرد وجويل المتشائم وجويل الصامد، جميعهم في تلك اللحظة يُقمعون ليظهر جويل الأب.

وصفت هالي غروس كاتبة حلقة “الثمن” بأنها “حلقة زجاجة [حلقة مركزة] عن جويل وإيلي، تتناول أفضل لحظات علاقتهما وتفككها التدرجي في جاكسون”، وتُستخدم عبارة “حلقة زجاجة” عادة للإشارة إلى حلقات تلفزيونية تخرج عن نمطها المعتاد وتقتصر أحداثها على موقع واحد، كما لو كانت محبوسة داخل زجاجة، لكن ذلك ليس ما تمثله حلقة “الثمن”، إنها نظرة شاملة حول كيفية نضج هذه العائلة المرتجلة على مر الأعوام بين مواسم المسلسل، فلديها لحظات جميلة مثل حين يلعبون في وحدة قيادة “أبولو-15” خلال زيارة لمتحف علمي مهجور، ولحظات مؤلمة أيضاً يُظهر فيها جويل لطفه وصلابته، وتتراوح أحداث الحلقة بين طفولته وبدء إيلي بالانتقام، فإذا كانت هذه حلقة زجاجة فقد جرى فتحها.

يقول خافيير (توني دالتون)، والد جويل المُسيء، لابنه في مشهد من ذكريات الماضي، “أنا أفضل بقليل من والدي، وآمل أن تكون أفضل بقليل مني عندما يحين دورك”، وهذه الجملة ستتكرر مع انحسار جيل ليحل محله جيل آخر، فعلى رغم أن مسلسل “ذا لاست أوف أس” يبدو مجازاً للانحطاط الاجتماعي ونهاية القرن الأميركي، لكن مع تطور المسلسل تحول التركيز بصورة متزايدة نحو صمود البشرية اليومي في مواجهة الرعب، فما جدوى النجاة من دمار العالم المعروف على يد الموتى الأحياء إن لم تقم بتربية أولادك بصورة جيدة؟

الحياة تستمر، هذه هي الرسالة المحورية لمؤلفي المسلسل كريغ مازن ونيل دراكمان، وبعض الحلقات جسدت هذه الرسالة بصورة أفضل من “الثمن”، فأعياد الميلاد تشير إلى مرور الزمن من آخر البراءة إلى تعقيدات سن الرشد، “حسناً”، يقول جويل بغضب عندما يضبط إيلي تغازل فتاة في غرفة نومها. “كل تصرفات المراهقين دفعة واحدة”، فعلى رغم من كل ما مرّا به، كل هذا الرعب، لم يكن هناك أي استعداد للتعامل مع فتاة مراهقة، وهذا هو التطور الذي فاته مع سارة، اليأس من رؤية ملاكك المثالي تتحول إلى بالغة مستقلة، وغالباً ما تكون معتوهة، وحتى مع الانحدار والانهيار التام للحضارة الغربية لا يزال جويل، وهو من مواليد جيل X [الأشخاص المولدون بين منتصف الستينيات وأواخر السبعينيات]، يعاني تربية ابنة مثلية، وأحياناً يكون القتال للخروج من المجاري المليئة بالموتى الأحياء أسهل من التواصل عاطفياً مع ابنتك.

عندما يظهر المشهد الأهم في “الثمن”، وهو المشهد الذي يكشف فيه جويل أخيراً لإيلي عما حدث في سولت ليك سيتي والثمن الذي جعل العالم يدفعه لحمايتها، يعلم المشاهدون أن هذه هي آخر تجربة أبوية لجويل على الإطلاق، فالحقيقة معرفة ينقلها إلى إيلي، تماماً كما نقل إليه والده الساعة التي لا يزال يرتديها والجملة التي لا يزال يرددها، “إن رزقتِ يوماً بطفل”، قال لإيلي والدموع تنهمر من عينيه، “أتمنى إذاً أن تكوني أفضل مني بقليل”.

بالنسبة إلى مسلسل يتناول الأبوة فإن هذا يُعد ميلاً نحو الإرث، إذ ينقل جويل إلى إيلي إرثاً لا يمكنها التخلي عنه أو نسيانه أو فقدانه، وقد أثبت مسلسل “ذا لاست أوف أس” فعاليته الكبيرة في تقديم هذه الحلقات القائمة بحد ذاتها (مثل حلقة “فترة طويلة جداً” من الموسم الأول) والتي تعكس حقائق عاطفية بسيطة، إذ لا توجد أية رمزية شاملة ولا أي تلميح إلى نقد الشعبوية أو القومية العدوانية، مجرد فوضى يومية بسيطة في محاولتنا القيام “أفضل بقليل” من آبائنا، مما يغير تدريجاً من تصورنا عن الأبوة، وبمراعاته لهذه التحديات أثبت “ذا لاست أوف أس” أنه ربما يكون المسلسل التلفزيوني الأروع عن الأبوة في العصر الحديث.

 يعرض “ذا لاست أوف أس” في المملكة المتحدة على شبكتي “سكاي” و”ناو”.

© The Independent

المزيد عن: ذا لاست أوف أسالأبوةالمسلسلات التلفزيونيةالمسلسلات الخياليةبيدرو باسكال

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili