ثقافة و فنونعربي دورة الحياة الإنسانية في مطلع العام الجديد على وقع جائحة كورونا by admin 6 يناير، 2022 written by admin 6 يناير، 2022 90 كيف تستطيع الفلسفة أن تصون الإنسان والأرض في مواجهة التهديد الدائم؟ اندبندنت عربية \ مشير باسيل عون مفكر لبناني تختتم البشرية عاماً منقضياً أفرج عن جميع أسراره، لكنه لم يبح بكل تداعياته الكورونية والبيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والجيوسياسية. وتستقبل عاماً مقبلاً لا تقوى على استجلاء سماته وخصائصه واستطلاع تحدياته وإشكالاته وصعوباته. يجدر بنا عند هذا المنعطف أن نستذكر تصورات الفيلسوف الألماني أوسڤالد شبنلغر (1880-1936) التي استودعها كتابه الشهير “أفول الغرب” (Der Untergang des Abendlandes) الذي نحتفل بمئويته الأولى، إذ إنه أنهى إنشاء قسمه الثاني في العام 1922. كان متأثراً بتشاؤمية نيتشه، وبتطورية داروين التي كان يدافع عنها في ألمانيا عالم البيولوجيا والفيلسوف الألماني إرنست هكل (1834-1919). ومن ثم، انطوت كتاباته، لا سيما “الإنسان والتقنية” (Der Mensch und die Technik)، على تصور تحذيري يستبق مآلات البشرية المتمادية في هدم إنسانيتها. احتمال انعقاد الشروط الأساسية اعتمد شبنغلر في كتابه “أفول الغرب” منهج غوته (1749-1832) المورفولوجي الذي استخدمه الأديب الألماني لكي يتحرى عن تطور الأشكال الطبيعية. لذلك جاء عنوان الكتاب الفرعي (تصميم ملامح مورفولوجيا تاريخ العالم) يفصح عن مقاصد شبنغلر في تقصي أشكال التاريخ البشري وهيئات الحضارات الإنسانية. فإذا به يعارض الثقافة بالحضارة، إذ تدل الأولى على عظمة الإبداع الفكري في حياة الأمة، في حين أن الثانية تنطوي على دلالات الانحطاط والانهيار والانحلال. ومن ثم، كان شديد الحرص على استخراج سمات الثقافة الجرمانية يعاينها في قيم الواجب والنظام والشرعية، ويقارنها بقيم الحضارة الغربية الساقطة المتجلية في الحرية والمساواة والأخوة. أما يقينه الفكري السياسي فكان يملي عليه أن يرفض الاتجاهين المتطرفين المتواجهين: الماركسية والليبراليا البرلمانية، ويعتمد الاشتراكية القومية الألمانية المحافظة المبنية على المؤالفة بين النظام الملكي وقواعد الاقتصاد الموجه. شبنغلر ونظرية أفول الغرب (موقع فلاسفة) في اختتام العام المنقضي وافتتاح العام المقبل لا بد للإنسانية من أن تكب على التفكر في مصائر الأرض والبيئة والحياة والإنسان، من غير المغامرة القصوى في استشراف أفول الغرب والشرق. غير أن أفظع ما يرعب الناس إنما يعتلن في صور الفناء المرتسمة في أفق الزمن القريب، وذلك من بعد أن أيقن الجميع أن الكوارث الطبيعية المفتعلة وغير المفتعلة، والحروب الإبادية المشتعلة والقابلة الاشتعال، والجوائح الفيروسية المصطنعة وغير المطصنعة، أخطار وشيكة الحدوث تهدد الجنس البشري برمته. يحاول المهندس البوليتكنيكي وفيلسوف العلوم الفرنسي جان-بيار دبوي (1941-….) أن يستطلع أصناف الأخطار التي تتهدد الطبيعة والحياة والإنسان، فإذا به في كتاب “الهلع” (La panique) يحلل ظاهرة الرعب الأعظم الذي ينتاب الناس في قرائن سقوط القيم الإنسانية الهادية، وفي كتاب “من أجل كارثانية مستنيرة: عندما يصبح المستحيل أكيداً” (Pour un catastrophisme éclairé. Quand l’impossible devient certain)، يبين كيف أن البشرية تستطيع أن تفني نفسها كل سنة حين تقرر أن تستخدم أسلحة الدمار النووي، أو حين تهلك البيئة وتعدم شروط الحياة من جراء إسرافها في استنزاف موارد الأرض الطبيعية وينابيع المياه السليمة وطاقات الهواء النقي. أما في كتابه الأخير “الكارثة أو الحياة: خواطر في زمن الجائحة” (La catastrophe ou la vie. Pensées par temps de pandémie) الصادر في العام 2021، فإنه يستشيط غضباً على المثقفين المعاصرين الذين يسخفون الوباء الكوروني ويستخفون بأخطاره الداهمة، ومنهم الفيلسوف الفرنسي أندره كونت سبونڤيل (1952-….) الذي يشكك في الظاهرة الوبائية كلها. كتاب “الهلع” لجان بيار دوبوي (أماز-ون) ومن ثم، فإن دبوي ينتقد انتقاداً لاذعاً الحكومات الغربية التي تتخبط تخبطاً مخزياً يجعلها تناصر الخيارات العلمية المتشنجة التي تستميت في الدفاع عن مقام الاقتصاد والإنتاج، وتهمل الناس وترهبهم وتحبس على حرياتهم، وحجتها في ذلك كله أنها تروم صون الحياة الإنسانية، في حين أن من أبسط قواعد التضامن الأخلاقي الاعتناء بصحة الناس في المجتمعات الفقيرة، ومساعدتهم في الحصول على اللقاحات الضرورية والعلاجات الملائمة. هل الإنسان صاحب القرار في استنقاذ الأرض؟ لا شك في أن مصير الإنسانية مرتبط بأمرين لا ثالث لهما: حكمة الإنسان في تدبر شؤون الأرض والفضاء القريب، ومصادفات الانفجارات الفضائية والالتحامات الكوكبية والاختراقات النيزكية والجوائح الوبائية الإبادية. ليس لي القدرة الراغبة في الترصد الفلكي والتكهن الاستنبائي. يبقى أمامي الاعتصام بحكمة الإنسان على إشكاليتها المستعصية، غير أن المسألة ترتبط بما يعاينه الكائن العاقل هذا في صميم جوهره. قل لي كيف تعرف ذاتك، أخبرك بطبيعة قراراتك، وسمة أفعالك، ومصير وجودك كله! والحال أن الإنسان ما إن وعى ذاته وعياً تفكريا ناضجاً حتى أدرك ضرورة البحث عن ماهيته. لوسيت سين ولوحة “الزمن” (صفحة فيسبوك) كان الفلاسفة الإغريق يسلمون بانتماء الإنسان إلى الكون الأرحب (الكوسموس)، فلم يسائلوا إنسانية الإنسان في عمق فرادتها. ذلك بأن الاستفسار عن الماهية الإنسانية كان غريباً عن فضائهم الفكري، إذ إن الإنسان كان في نظرهم الحيوان الأوثق التحاماً بالكون والأشد ملاءمة له، ومن ثم فإن تصورهم الأنثروبولوجي وثيق الاقتران بالتصور الكوسمولوجي الأوسع. لذلك ما كان يفطنون لما هو إنساني في الإنسان، بل كانوا يبحثون عما فيه من بذار إلهية أو عناصر إنسانية، فيكبون بالأحرى على تهذيب المسلك الحياتي، وضبط أهواء النفس، وتدبر المعية الاجتماعية. الاختلاف في تعيين جوهر الإنسان أعود إلى السؤال عن جوهر الإنسانية في الإنسان، إذ إنه السؤال الذي يحدد مصير البشرية في قرائن الوجود التاريخي الراهن. فما الذي نعتبره في الإنسان بمنزلة الجوهر والعمق والصميم؟ ما الإنساني المحض في الإنسان؟ جرت العادة على استخراج ضمة من العناصر والمكونات والثوابت، منها الحرية والعقل والوعي واللغة والوصالية بين الذوات. بيد أن مثل هذه المحددات تنطوي أيضاً على أبعاد أخلاقية تجعل الإنسان في موضع المساءلة، لا بل الاتهام الذي يكشف عن مسؤولياته الخطرة في رعاية شؤون الوجود. ها هي ذي الأديان التوحيدية ترسم في الكائن الإنساني صورة آدم العبد المفروز لخدمة الإنسانية (اليهودية)، أو الابن المنتدب لوراثة وديعة الكون (المسيحية)، أو الخليفة المصطفى من أجل صون الشريعة الإلهية (الإسلام). أما شرعة حقوق الإنسان، فتتصوره صانعاً ماهيته التاريخية، يستخرج أصول الحياة من صميم الكرامة التي انعقد عليه كيانه الواعي، فتعهد إليه بواجب إدارة الحياة بالفطنة والاعتدال والإنصاف. نيتشه بريشة إدوارد مونخ (متحف الرسام) لا غرابة، والحال هذه، من أن ينتصب الإنسان الحديث في وسط الكون كائناً مقتدراً، مخططاً، مدبراً، مستشرفاً. يتعزز مثل المقام المركزي هذا على قدر ما يعمد الفكر الأنثروبولوجي المعاصر، في مصادره المتافيزيائية والأخلاقية والبسيكولوجية، إلى افتراض الانعطابية والانجراحية والخطائية الإثمية في صميم الكيان الإنساني، ومن ثم فإن جميع التصورات تتناصر على دعم هذه الافتراض سواء في مقولة الخطيئة (الأديان التوحيدية)، أو في مقولة الشر الجذري (كانط)، أو في مقولة قتل الأب (فرويد)، أو حتى في مقولة الجرم القانوني الذي يقصي الضعفاء والمرذولين والأقليات المنبوذة (فكر شريعة حقوق الإنسان). وعليه، فإن مسعى الفكر الفلسفي الذي يروم تجاوز هذه الحداثة إنما ينحو منحى الانعتاق من مثل الاستذناب الإثمي هذا، فالناس لا يريدون اليوم أن يشعروا بذنب المسؤولية الكونية الخطرة. بليغة العبارة التي لخص بها جيل دلوز في كتابه “نيتشه والفلسفة” (1962) المأزق الأنثروبولوجي الذي أفضى إليه استذناب الإنسان: “ليس الحقد والضمير السيئ والعدمية سمات في علم النفس، بل إنها بمنزلة أساس الإنسانية في الإنسان. إنها مبدأ الكينونة الإنسانية بما هي عليه”. ذهنية الاستذناب والتجريم إذا كان الأمر على هذا النحو، كان علينا أن نسأل: هل يليق أن نستذنب الإنسان ونجرمه ونحكم عليه حتى يدرك خطورة مسؤوليته؟ أم ينبغي لنا أن نحرره من عقدة الخطيئة حتى يتدبر الكون والوجود والحياة بوعيه المعافى وحريته المبدعة وحسه الأخلاقي المتطلب؟ إذا حررنا الإنسان من تهمة الانحراف، فإننا نضعه في موضع المسؤولية الأخطر التي تستوجب وعياً فائقاً، وإدراكاً صائباً، وعزماً شريفاً. يحضرني هنا ما ساقه الفيلسوف الألماني هايدغر في تقريع الذات الإنسانية الحديثة التي استباحت الكينونة والكائنات والوجود والموجودات، فجعلت الإنسان رأس الهرم الكوني وسلطته على مصائر الطبيعة، منذ أن استقر في وعي الناس أنه “سيد الطبيعة ومالكها” (دكارت). ذلك بأن العلوم والتقنيات الحديثة نجحت في تحقيق حلم الذات الدكارتية المركزية المهيمنة، بحيث إن الإنسان أضحى يتغنى بقدراته الفائقة في تغيير طبائع الكائنات والموجودات والأشياء، مستهلا التحولات الخطرة باستبدالات عضوية بيولوجية قد تفضي به إلى استنبات كائن إنساني مختلف القوام والهيئة والوعي. كتاب شبنغلر الشهير (أمازون) لا ريب في أن الأنا الدكارتية المفرطة في هيمنتها استولدت تصورات أنتروبولوجية سوغت نشوء جواهر ذاتية ترسم ماهية الإنسان، سواء في الجوهر المونادي المتوحد (لايبنيتس)، أو في الأنا اللامتناهية (فيشته)، أو في الروح المطلق (هيغل)، أو في الإنسان الأعلى (نيتشه) الذي يصر على هدم جميع القيم وابتكار قيم أخرى تمجد الذات الإنسانية الحرة المتفوقة. يعاين هايدغر في التعريفات الأنثروبولوجية هذه آثار التصور المتافيزيائي الذي يقيم الإنسان في مقام المرجعية المطلقة الآمرة الناهية ويهمل النظر في أصل الأصول، عنيت به الكينونة الأرحب. والحال أن التحول الذي ينبغي الانخراط فيه من الآن فصاعداً يتطلب إزاحة الإنسان عن عرشه وإخضاعه لمشيئة هذه الكينونة التي تتجلى على خفر عظيم في الكائنات والموجودات والأشياء. وحدها الكينونة، في سر انبساطها، تستطيع أن تلهم الإنسان سبيل صون الأرض والطبيعة والحياة والكون، إذ تعهد إليه بمسؤولية الرعاية الفطنة. ليس الإنسان سيد الكينونة، بل راعيها الوديع المتضع. مسؤولية الحكمة الفلسفية لا بد، والحال هذه، من مساءلة الوظيفة الكيانية الجديدة التي استودعها هايدغر الإنسان المعاصر، ولكن من غير أن يحدد له كيفيات استخدامها وإنجازها وتطبيقها. كيف يرعى الإنسان المنعتق من مطامح الهيمنة الكينونة التي تنتظر منه أن يصون خصوصيتها ويحافظ على حيويتها الخاصة؟ وكيف يمكن الإنسان أن يتخلى عن مشاريعه العلمية والتقنية والإبداعية لكي يسلك في مسالك التأمل الصبور والسكينة المترقبة، على حد ما يشير إليه هايدغر في كتاباته الأخيرة؟ إذا كانت الكينونة سر الكائنات وعمق الموجودات ومنفسح الأشياء وباعثة الوقائع ومرشدة الأحداث ومستثيرة الأفكار، كان على الإنسان أن يخشع خشوع التقوى والإنصات ويصغي إلى نداءاتها. يبدو أن صورة الإنسان الجديد في فكر هايدغر الأنطولوجي تحرره من أثقال الذنب والخطيئة، ولكنها تجرده من مسؤوليات القرار العقلاني العازم، إذ تحيل كل المراسيم الحاسمة في الوجود على مشيئة الكينونة عينها. ليس يفيدنا، في مطلع العام الجديد، أن نحقر الإنسان أو أن نمجده، إذ إنه كائن التوسط والترجح والتذبذب بين الحكمة والضلال، بحسب عبارة الفيلسوف الفرنسي الشهير بسكال (1623-1662): “من يبر بر الملائكة، يأثم إثم الشياطين” (Qui fait l’ange, fait la bête). وعليه، تتعادل اليوم، كما في كل عصر من عصور الإنسانية، مقادير التفاؤل والتشاؤم، وتتكافأ احتمالات النهوض والسقوط، وتتآلف مقاصد الخير ونيات الشر في الشخص عينه، وفي الوضع نفسه، وفي التصميم ذاته. كما أنه لا يجوز لنا أن نجرد الإنسان من كل قرار مصيري، وحجتنا في ذلك أنه تجبر واستعلى وطغا فانتهك الطبيعة وأذل الكائنات وأخضع الكينونة لسلطانه العقلاني الخانق، كذلك لا يليق بنا أن نطلق العنان للعقل العلمي التقني الانتفاعي، وأن نستسلم لمشيئة الاقتدار الذاتي التي لا تراعي موازين الحياة الدقيقة. لست من الذين يستحسنون الإنذاريات التشاؤمية واستنباءات الفناء الكوني الوشيك. ولكن ترعبني الهوة المتعاظمة بين التقدم العلمي التقني الراهن، والتقهقر المعنوي الأخلاقي في مسلك الإنسانية جمعاء. من المحزن كذلك أن يعاين المرء المسافة المرضية بين النبوغ العلمي والفكري والتقني في حياة الأفراد، وسذاجة الاقتناعات الإيديولوجية الذاتية التي تفضي بهم غالباً إلى قرارات واختيارات ومبايعات عنفية معيبة لا تليق بكرامة الكائن الإنساني فرداً وجماعة، لا سيما في حقول التصرف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبيئي. قد يغرينا اليوم أن نسترسل في أدبيات الاضطراب الكوني والاختلال البيولوجي الكوروني، غير أن الفوضى النازلة بنا لا تنطوي موضوعيا على احتمالات الفناء القريب. لن يفنى الإنسان في المنظور الزمني القريب، ولكني موقن أنه سيتبدل بيولوجيا، لا سيما حين ينجح العلماء في استيطان كوكب المريخ أو أي كوكب آخر، من غير رجعة ممكنة إلى الأرض. وعليه فإن السؤال الأخطر ينشأ من معاناة الأرض والحياة والبيئة في زمننا الحاضر: ما الأصول والمبادئ والقيم التي ينبغي أن نعتنقها حتى نجعل الأنظمة السياسية والاقتصادية والمصرفية، والمختبرات العلمية والتقنية، ومنتديات الأوليغارشيا العالمية النخبوية تدرك أن تعاقب السنين على حياة الإنسان في قرائن المشاحنات الأيديولوجية المتفاقمة سوف يجر على الإنسانية أوخم الآثار المدمرة؟ في الوقت عينه، لا بد لنا من التأمل في مسيرة الوعي الإنساني الأرحب حتى نستطيع أن نعتصم ببعض من الرجاء الخلاصي الفطن، مستلهمين قولة الشاعر الألماني هولدرلين، “حيث الخطر، هناك ينمو الإنقاذي أيضاً” (Wo aber Gefahr ist, wächst das Rettende auch). لذلك قد تنقلب الكارثة (désastre) بهاءً خلاصياً يتلألأ في تواطؤ نجوم (des astres) الانفراج الكوني الذي يسعف الوعي الإنساني ويرشده إلى سواء السبيل. على الرجاء الفلسفي هذا، نستقبل العام الجديد ونسكب فيه أبهى مقاصدنا الطيبة. المزيد عن: الزمن\ الوجود\رؤية فلسفية\نيتشه\باسكال\ديكارت\العقلانية\البشرية 57 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “بحث في الهارموني” لرامو: نسف مبكر للحدود بين الفن والعلم next post ريتشارد رايت… الروائي الذي لم تفسد السياسة مواهبه الأدبية You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 57 comments login sbobet88 6 يناير، 2022 - 4:51 ص Good post. I learn something new and challenging on blogs I stumbleupon every day. It’s always exciting to read through content from other authors and practice something from their sites. Reply slot online 6 يناير، 2022 - 4:57 ص Asking questions are truly pleasant thing if you are not understanding anything fully, but this paragraph presents fastidious understanding even. Reply Blog Maquillaje 6 يناير، 2022 - 5:38 ص An intriguing discussion is definitely worth comment. There’s no doubt that that you need to write more about this subject, it might not be a taboo subject but typically folks don’t speak about such issues. To the next! Best wishes!! Reply horuscasino 6 يناير، 2022 - 5:39 ص Während einige der Angebote in diesem Abschnitt von den Studios von Evolution Gaming gestreamt werden, stammen andere von jüngeren Anbietern wie Ezugi, Vivo Gaming und Asia Gaming. Feel free to visit my web site; horuscasino Reply 카지노사이트검증 6 يناير، 2022 - 5:42 ص Greetings! Very useful advice within this article! It’s the little changes which will make the most important changes. Many thanks for sharing! Reply coronavirus counter 6 يناير، 2022 - 5:47 ص That is really interesting, You are an excessively skilled blogger. I’ve joined your rss feed and sit up for seeking more of your great post. Also, I’ve shared your site in my social networks Reply Elvia 6 يناير، 2022 - 6:21 ص Wоnderful websіte. A lot of helpful info here. I ɑm sending it to a few pals ans additionallly sharіng іn delicious. And naturally, thanks for your sweat! my homepage Joe Sinkᴡitz nterviews (Elvia) Reply car Lost key 6 يناير، 2022 - 6:47 ص We’re a group of volunteers and opening a new scheme in our community. Your site offered us with valuable information to work on. You’ve done a formidable job and our entire community will be thankful to you. Feel free to surf to my web blog car Lost key Reply register 6 يناير، 2022 - 6:55 ص It is truly a nice and useful piece of info. I’m happy that you just shared this useful information with us. Please keep us up to date like this. Thank you for sharing. Reply lost car keys replacement cost 6 يناير، 2022 - 7:05 ص Hey there would you mind letting me know which web host you’re utilizing? I’ve loaded your blog in 3 different internet browsers and I must say this blog loads a lot quicker then most. Can you suggest a good hosting provider at a reasonable price? Cheers, I appreciate it! Feel free to surf to my page … lost car keys replacement cost Reply sv388 6 يناير، 2022 - 7:06 ص Thanks for the auspicious writeup. It in reality was once a entertainment account it. Glance complex to far brought agreeable from you! However, how could we keep in touch? Reply A Roof Deck 6 يناير، 2022 - 7:13 ص I seriously love your website.. Excellent colors & theme. Did you make this website yourself? Please reply back as I’m looking to create my very own website and want to know where you got this from or what the theme is named. Kudos! Reply Credit Repair Dallas 6 يناير، 2022 - 8:12 ص Hi, yes this article is truly pleasant and I have learned lot of things from it about blogging. thanks. Reply essay writing service 6 يناير، 2022 - 8:31 ص I truly love your website.. Pleasant colors & theme. Did you build this web site yourself? Please reply back as I’m wanting to create my own personal site and would love to know where you got this from or just what the theme is called. Thanks! Reply car keys lost 6 يناير، 2022 - 8:51 ص Thanks for sharing your thoughts about car lost key. Regards my web site car keys lost Reply diuretic blood pressure medicines 6 يناير، 2022 - 9:06 ص Wow, wonderful blog layout! How long have you been blogging for? you made blogging look easy. The overall look of your web site is great, let alone the content! Reply stitching shop near me 6 يناير، 2022 - 9:46 ص Definitely believe that that you said. Your favourite justification appeared to be at the internet the simplest factor to take into account of. I say to you, I definitely get irked while folks think about worries that they plainly don’t realize about. You managed to hit the nail upon the top and also defined out the entire thing without having side effect , other folks could take a signal. Will likely be back to get more. Thanks Reply 6.5 creedmore bulk ammo 6 يناير، 2022 - 10:39 ص It’s perfect time to make some plans for the long run and it is time to be happy. I have read this submit and if I may just I wish to suggest you few fascinating issues or advice. Perhaps you could write subsequent articles regarding this article. I want to learn more things about it! Reply 먹튀검증 6 يناير، 2022 - 10:49 ص Simply wish to say your article is as amazing. The clarity in your post is simply excellent and i can assume you’re an expert on this subject. Fine with your permission let me to grab your RSS feed to keep updated with forthcoming post. Thanks a million and please keep up the enjoyable work. Reply software to position your links in the top positions of search engines 6 يناير، 2022 - 11:07 ص I visited multiple blogs but the audio quality for audio songs existing at this site is in fact wonderful. Reply judi slot online bet kecil 6 يناير، 2022 - 11:37 ص Nice replies in return of this query with firm arguments and explaining the whole thing regarding that. Reply Boruto episode 232 6 يناير، 2022 - 12:25 م I am in fact thankful to the holder of this web site who has shared this wonderful post at at this time. Have a look at my webpage – Boruto episode 232 Reply takipçi satın al 6 يناير، 2022 - 12:29 م I am sure this post has touched all the internet viewers, its really really pleasant article on building up new website. Reply 먹튀검증 6 يناير، 2022 - 12:50 م Howdy just wanted to give you a quick heads up. The words in your content seem to be running off the screen in Ie. I’m not sure if this is a formatting issue or something to do with web browser compatibility but I thought I’d post to let you know. The layout look great though! Hope you get the problem solved soon. Thanks Reply kampus terbaik di lampung 6 يناير، 2022 - 1:20 م After going over a handful of the blog posts on your blog, I really appreciate your technique of writing a blog. I saved it to my bookmark website list and will be checking back soon. Take a look at my web site too and tell me how you feel. Reply la blogueuse 6 يناير، 2022 - 1:55 م Nice blog right here! Additionally your site quite a bit up fast! What host are you using? Can I get your associate hyperlink for your host? I want my site loaded up as quickly as yours lol Reply fisting 6 يناير، 2022 - 2:19 م Amazing! Its really remarkable paragraph, I have got much clear idea concerning from this article. Reply car lost Key 6 يناير، 2022 - 2:54 م Admiring the time and energy you put into your site and detailed information you offer. It’s good to come across a blog every once in a while that isn’t the same outdated rehashed information. Wonderful read! I’ve bookmarked your site and I’m adding your RSS feeds to my Google account. My web site car lost Key Reply slot joker123 6 يناير، 2022 - 3:04 م If you desire to improve your know-how simply keep visiting this web site and be updated with the most recent news update posted here. Reply atoallinks.com 6 يناير، 2022 - 3:48 م Hey there I am so thrilled I found your website, I really found you by mistake, while I was researching on Digg for something else, Regardless I am here now and would just like to say kudos for a remarkable post and a all round entertaining blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read it all at the minute but I have saved it and also added your RSS feeds, so when I have time I will be back to read much more, Please do keep up the excellent job. Reply เกมฟรีสปิน 6 يناير، 2022 - 4:42 م Hey there! I know this is somewhat off-topic however I had to ask. Does managing a well-established website such as yours require a lot of work? I’m brand new to writing a blog however I do write in my journal daily. I’d like to start a blog so I will be able to share my own experience and thoughts online. Please let me know if you have any ideas or tips for brand new aspiring blog owners. Thankyou! Reply pts terbaik Sumatera 6 يناير، 2022 - 4:55 م Whats up very cool website!! Guy .. Beautiful .. Amazing .. I’ll bookmark your web site and take the feeds additionally? I am satisfied to search out numerous helpful information right here within the publish, we’d like work out more techniques on this regard, thanks for sharing. . . . . . Reply vagina 6 يناير، 2022 - 5:12 م Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You definitely know what youre talking about, why throw away your intelligence on just posting videos to your site when you could be giving us something enlightening to read? Reply Australian crayfish 6 يناير، 2022 - 5:34 م Fantastic beat ! I wish to apprentice at the same time as you amend your site, how can i subscribe for a weblog site? The account helped me a applicable deal. I were tiny bit acquainted of this your broadcast provided vibrant clear concept Reply electronic components 6 يناير، 2022 - 6:18 م Hello There. I discovered your weblog using msn. That is a very neatly written article. I will make sure to bookmark it and come back to read more of your helpful information. Thanks for the post. I’ll certainly return. Reply discuss 6 يناير، 2022 - 6:53 م My family members all the time say that I am killing my time here at net, however I know I am getting know-how everyday by reading thes pleasant posts. Reply stevenleon.net 6 يناير، 2022 - 7:05 م I go to see everyday some web pages and blogs to read articles or reviews, however this webpage gives feature based posts. My homepage; lost Key car (stevenleon.net) Reply glo extracts 6 يناير، 2022 - 7:17 م Whoa! This blog looks exactly like my old one! It’s on a totally different subject but it has pretty much the same page layout and design. Excellent choice of colors! Reply หลั่งข้างนอกรับรองปลอดภัยร้อยเปอร์เซ็นต์ 6 يناير، 2022 - 7:27 م I am in fact thankful to the holder of this website who has shared this great piece of writing at here. Reply Evden Eve Nakliyat 6 يناير، 2022 - 7:28 م Hello, I read your new stuff like every week. Your humoristic style is awesome, keep doing what you’re doing! Reply webpage 6 يناير، 2022 - 7:33 م Hello friends, how is the whole thing, aand what youu wwish for to say regarding this post, in my view its really amazing for me. webpage Reply news flavor 6 يناير، 2022 - 8:11 م I every time used to study paragraph in news papers but now as I am a user of internet therefore from now I am using net for content, thanks to web. Reply joker123 6 يناير، 2022 - 8:27 م It’s a shame you don’t have a donate button! I’d certainly donate to this excellent blog! I guess for now i’ll settle for bookmarking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to new updates and will talk about this website with my Facebook group. Chat soon! Reply result hk hari ini 6 يناير، 2022 - 8:29 م Nice blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A theme like yours with a few simple adjustements would really make my blog jump out. Please let me know where you got your theme. Thanks a lot Reply casino news from the gambling industry 6 يناير، 2022 - 8:30 م Today, I went to the beach with my children. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She placed the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is entirely off topic but I had to tell someone! Reply 中文 6 يناير، 2022 - 8:41 م I go to see everyday a few blogs and information sites to read articles, but this webpage presents quality based posts. Reply entertainment 6 يناير، 2022 - 9:02 م Asking questions are in fact pleasant thing if you are not understanding anything completely, but this piece of writing gives pleasant understanding even. Reply kampus terbaik di lampung 6 يناير، 2022 - 9:15 م Great beat ! I wish to apprentice at the same time as you amend your web site, how could i subscribe for a weblog web site? The account aided me a acceptable deal. I were a little bit familiar of this your broadcast provided shiny clear concept Reply N1 Casino 12 فبراير، 2022 - 5:17 ص Możesz zacząć stawiać zakłady i grać bezzwłocznie po otwarciu strony. Also visit my web blog … N1 Casino Reply lsbet sportwetten 4 مارس، 2022 - 2:12 ص Die Limits sind äußerst moderat, wohingegen für den Zugabe mindestens 20 € eingezahlt werden zu tun sein. Also visit my web blog: lsbet sportwetten Reply Uta 27 فبراير، 2024 - 5:40 م I гead this areticle fսlly regarding thee resemblance of hottest and preceding technologiеs, it’s amazing article. Feel free to surf ttⲟ my web page veterans (Uta) Reply Nancy 19 مارس، 2024 - 10:56 م Ηello There. I found your blog using msn. This is a really ѡekl written article. I wil mаke sᥙre to booқmark it and come back to read more off your useful information. Thanks forr the post. I will Ԁefinitely ⅽomebacқ. my web page … Anya Belcampo (Nancy) Reply democrat 17 يونيو، 2024 - 2:27 م My brofher ѕuɡgestеd I might lіke this web ѕite. Hе was entirely right. This post truly made my day. You can not imagine simpⅼy how much time I hɑd spent for this info! Тhanks! my web-site :: democrat Reply www.todaysparent.com 25 سبتمبر، 2024 - 8:15 ص Ⅴеry good post. I am going through ome of these iѕsues as well.. My sitе Hiya metals (http://www.todaysparent.com) Reply Alexandria 12 أكتوبر، 2024 - 7:20 ص Woᴡ, this article is pleasant, myy yߋubger ѕister is analуzing these things, tһerefore I amm going to convey her. my page tamar rubin (Alexandria) Reply vitamins 23 أكتوبر، 2024 - 3:47 م I ԝas very hаppy too uncover this web site. I neeeԁ too to thank you ffor your time due to this fantɑstic read!! I definitelу enjoyed ever part of it and I have you saved as a favorite to see new information оn your web site. my blog … vitamins Reply Philomena 25 أكتوبر، 2024 - 11:34 ص I’d lіke to find oоut more? I’d like to find out m᧐re details. My web page: fгzսd [Philomena] Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.