بأقلامهم دلال البزري تكتب عن: ترامب- نتنياهو إلى أهل المشرق.. إمّا تموتون أو تموتون by admin 11 أبريل، 2025 written by admin 11 أبريل، 2025 17 يريد الثنائي ترامب – نتنياهو قتلنا مرَّتَين، مرّة ونحن نقاومهما، ومرّة ونحن نصادقهما العربي الجديد / دلال البزري – كاتبة وباحثة لبنانية الثنائي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو مثل عاشقَين وجدا بعضهما بعضاً أخيراً، كلاهما شرّه مطلق. الأوّل مجاله كوكب الأرض برمّته، والثاني يركّز في ما جناه من المشرق العربي، بتسليح وتمويل ومخيّلة يتحمّس لها الأوّل. والسير بما يتقدّمان به يشترط وحدةَ أخلاقٍ سياسية قوامها القتل؛ نقتلك إذا لم ترضَ، ونقتلك بعدما ترضى. لكن، مع هرمية واضحة في ترتيب القتل. في رأس المشرقيّين يقف الفلسطينيون، في غزّة وفي الضفة، بتغطية أقلّ. في الأولى، تطوّرت رؤى الثنائي العالمي، ترامب – نتنياهو، وأصبحت الخطّة العسكرية لا تحتمل التأويل. “يعود” نتنياهو إلى الحرب منتصراً، يحرق المفاوضات ومشاريع الاتفاقات كلّها. “ستكون سنة حرب” هدفها “إعادة احتلال غزّة”، يُعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير، “يقطّع” غزّة إلى مربّعات، وأكثر من مليون غزّي تحت قتل وتجويع وتعطيش وتشريد وتحطيم. الموت هكذا، لأكثر من مليون غزّي، أو الاقتلاع “الناعم”. أخيراً، تأكّد أحد ملامح الخطّة “الجديدة” لغزّة؛ وزير الأمن يسرائيل كاتس يدشّن رسمياً “مكتب الهجرة الطوعية لسكّان غزّة”. هدف هذا المكتب “إعداد وتسهيل الممرّ الآمن للغزّيين الذاهبين الى دول ثالثة”. يقول كاتس إن الحكومة وافقت على هذا المشروع، ويفصّل بنوده، نقاط تجميع الغزّيين، وضع الطرق المعتمدة لبلوغهم النقاط المحدّدة، وضع البنى التحتية التي ستسمح لهم بالانتقال عبر البحر أو الأرض أو الجو. إلى أين يرحل هؤلاء المطرودين من أرضهم؟… لا يجيب كاتس عن السؤال. ولكن في ذهن الجميع، مشروع “الريفييرا” الترامبي في “غزّة الجميلة”، والوجهتَين المصرية والأردنية. وبلسان نتنياهو أيضاً، الذي صرّح بأن هدفه (الآخر) من الحرب هو “تطبيق خطَّة ترامب للتَّهجير”. وإن كانت الأردن “معفاةً” (مؤقّتاً ربّما) من ثقل استقبال الغزّيين، إلا أنها مهدّدة باستقبال أهل الضفة، الذين تحوّلوا نازحين داخل بلداتهم المحاصرة. وملفت كم هو اليأس، كم هي الشدّة الواقعة على الفلسطينيين، عندما يتوجّه المسؤول الحمساوي، سامي أبو زهري، إلى العالم أجمع: “لا تدّخروا عبوة أو رصاصة أو سكّيناً أو حجراً، ليخرج الجميع عن صمته، كلنا آثمون إن بقيت مصالح أميركا والاحتلال الصهيوني آمنةً في ظلِ ذبح وتجويع غزّة”. الجيش السوري مطلوب منه أن ينمحي، أن تختفي آثاره، منعاً لتحوّل فصائله نحو “الجهاد” ضدّ إسرائيل، كما يقول الإسرائيليون أنفسهم قبل سقوط بشّار الأسد، كانت إسرائيل تضرب بطائراتها العمق السوري، ولم يكن يتحرّك ساكنٌ واحدٌ لدى الأسد. مع أن المستهدف من هذا ضيوفه المُنقِذون، ثكنات إيرانية، ومخابئ أسلحة لحزب الله. والآن، بعدما سقط الأسد، وصعد أحمد الشرع، أخذت إسرائيل راحتها، في البداية بضرب ثكنات الجيش السوري. كانت حجّتها وقتها أنها تستبق بذلك خروج عناصر جهادية “أنتي” إسرائيلية من الهيئة التي يرأسها أحمد الشرع، قبل تولّيه السلطة الرسمية. وبعدما استتبّ أمر الشرع، صارت حجّتها بالقصف أنها تريد “إرسال رسالة تحذير للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان”. ولا أحد يتكلّم عن الجولان المحتلّ. نوع آخر من العدوان الإسرائيلي على سورية في الجنوب السوري، وبأعماق متفاوتة، تصل بعضها لستّين كيلومتراً بعيداً من دمشق. وأخيراً في ريف درعا، دخل الإسرائيليون بقوى راجلة بلدة كويّا الواقعة غرب المدينة، وكأنّهم في نزهة. تصدّى لهم شبان القرية، فعاد الإسرائيليون بطائراتهم يقصفون القرية بعنف، ويقتلون تسعة منهم، فكانت نداءات تُسمع للمرّة الأولى بضرورة “المقاومة الشعبية” ضدّ الإسرائيليين، بل وتكبيرات خرجت من المساجد في بلدة نوى أثناء تشييع أولئك الشبان التسعة، تدعو إلى “الجهاد ضدّ العدو الإسرائيلي”. أمّا في لبنان المنهار، فالعقدة مقيمة. انتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق نار يجرّد حزب الله من سلاحه، على الأقلّ في جنوب الليطاني. إسرائيل لم تحترم ولا لحظة وقف إطلاق النار هذا، بل احتلّت خمس نقاط في الحدود، وأبقت على نيرانها فوق بقيّة القرى. ومن كان محظوظاً، وعاد إلى قريته (ولو ببيت جاهز معلّب) كان مصيره تفجير هذا البيت، وإعادته إلى العراء. أي أن إسرائيل تمنح حزب الله حُجّةَ إبقائه على سلاحه، حجّةً قويةً، خصوصاً إزاء بيئته. العهد الجديد، من جهته، أخذ على عاتقه مهمّة نزع هذا السلاح. يلحّ عليه ترامب، عبر مبعوثته الجديدة، مورغان أورتاغوس، (ونتنياهو كذلك) بتكراره وعود الحرب ضدّ لبنان، إن لم يسلّم الحزب سلاحه، والعهد حائر، حكومته الجديدة فيها وزيرَين “عاقلين” من حزب الله، والجيش ليس بوسعه نزع هذا السلاح بقوّة عسكرية لا يملكها، ولا بقوّة معنوية. يترقّب لبنان حرباً أهلية في هذه الحالة، والجيشان (السوري واللبناني)، يتعرّضان لمعاملة متناقضة. الجيش اللبناني مطلوب منه أن يقيم في مكان حزب الله، ويقف في وجه إسرائيل، من دون أن يمكّنه مموّلوه الأميركيون من التسلّح بما يؤهله لذلك. الجيش السوري مطلوب منه أن ينمحي، أن تختفي آثاره، منعاً لتحوّل فصائله نحو “الجهاد” ضدّ إسرائيل، كما يقول الإسرائيليون أنفسهم. والثلاثة (لبنان وفلسطين وسورية)، يجمعهم جبل الشيخ الذي تحتله إسرائيل، وتقيم فيه مراكز المراقبة ومكاتب، إلى جانب منتجعات التزلّج القائمة أصلاً في فلسطين. الذي يجمع هذا المشرق العربي اليوم أقوى من الذي يجمع ترامب ونتنياهو. والثلاثة تحوّلت أراضيهم المحتلّة “مزاراتٍ” لمستوطنين متديّنين، يحملون أعلام إسرائيل، يقيمون فيها بعض الوقت. في غزّة، شمالها عند حدود “غلافها”، يغرسون أولى أوتاد خيمهم، يغنّون ويأكلون ويصلّون، ويرفعون أعلامهم، يعرضون خرائط مشاريعهم المستقبلية هناك منذ أواسط الحرب عليها. في سورية أيضاً، المنطقة العازلة أصبحت إسرائيلية، وكذلك أعماق في جنوب سورية إلى وادي الرقاد السوري، رحلة سيّاح الفصح اليهودي، سينظّمها معهدان دينيان للتعليم، وبجولات صباحية ومسائية. وفي لبنان، لا تعديل في برامج السياحية الاحتلالية. الشهر الماضي (مارس/ آذار)، دخلت مجموعةٌ من المستوطنين بلدة حولا (غير المحتلّة)، بزيارة “دينية”، نظّمها أيضاً جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومقصدهم كان “قبر العبّاد”، الواقع في أطراف البلدة. تريد إسرائيل إعادة احتلال غزّة، وطرد أهلها. كذلك ما تبقّى من الضفة، من دون أن تقول إنها تريد مع الفلسطينيين سلاماً أو تطبيعاً، من دون توقّف القتل والطرد والجرف والحرق. تريد استسلاماً، ومواصلة أسباب الاستسلام. من لبنان وسورية، أعلنت أنها تريد “تطبيعاً” يُبقي البلدَين محتلَّين، ويوقّعان معها اتفاقاً يعترف بحقّها في أراضيهما هذه، مع إبقاء نيرانها مسلَّطةً عليهما. الممانعة، بقيادة إيران، فشلت في مشروعها وساحاتها، ودعاة إسقاطها فاشلون أيضاً. فهل نسلّم للتطبيع، ونلقي على كاهل الأجيال المقبلة تبعاته كلّها؟ نخنق إمكانية أن يتنفّسوا، فتُخنق مقاومتهم من المهد، ونتحوّل عبيداً منزوعي الذاكرة؟ الثنائي ترامب – نتنياهو يريد قتلنا مرَّتَين، مرّة ونحن نقاومهما، ومرّة ونحن نصادقهما.. يصوّبان المسدّس إلى رؤوسنا ويخيّروننا؛ إمّا نقتلك وأنت عدوّنا أو نقتلك وأنت صديقنا. المزيد عن: يسرائيل كاتسالإبادة الجماعيةأحمد الشرعحزب الله 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الكنديون أقلّ ميلاً للسفر إلى الولايات المتحدة بسبب تهديدات ترامب next post فتوى من خامنئي لفصائل عراقية تُجيز «المناورة»… وفريق قاآني يجهز «الخطة ب» You may also like رضوان السيد يكتب عن: الخوف في كل مكان…... 11 أبريل، 2025 جاك واتلينغ يكتب عن: حرب أوروبا في أوكرانيا 10 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لكنْ ماذا نفعل؟ 10 أبريل، 2025 بقاء النظام الإيراني رهن بالتفاوض مع أميركا 9 أبريل، 2025 مايكل شيريدان يكتب عن: ترمب يجعل الصين تبدو... 9 أبريل، 2025 غسان شربل يكتب عن: إما نتنياهو وإما أورتاغوس 7 أبريل، 2025 وليد الحسيني يكتب : لن نتراجع عن الهزائم 6 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: ماذا لو حدث ما... 6 أبريل، 2025 محمد بدر الدين زايد يكتب عن: ما الذي... 5 أبريل، 2025 علي رضا نوري زاده يكتب عن: اليمن من... 5 أبريل، 2025