تشكل دعوات انفصال دروز سوريا بخاصة في السويداء مصدر قلق للأردن لأسباب عدة (أ ف ب) عرب وعالم دعوات انفصال دروز سوريا… قلق أردني في السر والعلن by admin 19 مارس، 2025 written by admin 19 مارس، 2025 14 القرب الجغرافي يجعل أية تطورات أمنية أو سياسية ذات تأثير مباشر في المملكة اندبندنت عربية / طارق ديلواني صحافي @DilawaniTariq تبدي مستويات أردنية عليا قلقاً متزايداً إزاء التطورات المتسارعة في مدينة السويداء السورية، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً فقط من حدود المملكة، وعلى مقربة من مدينة الأزرق التي تضم بدورها مكوناً درزياً. يرجع هذا القلق إلى تصاعد دعوات الانفصال وما قد يرافقها من فوضى أمنية في المنطقة المحاذية للحدود الأردنية، التي لا تبعد سوى مسافة قصيرة أيضاً عن مدينة المفرق والحدود الشمالية للمملكة. ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل تهديداً مباشراً للأردن، الذي أكد التزامه وحدة الأراضي السورية ودعمه استقرارها، لا سيما بعد 14 عاماً من المعاناة جراء تداعيات الحرب، خصوصاً تهريب المخدرات والسلاح الذي جعل من الحدود الشمالية بؤرة توتر دائمة. تغييرات جيوسياسية لعل أي تصعيد في السويداء سيخلق تداعيات مباشرة على الأردن، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية، أو حتى السياسية، مما يدفع المملكة إلى مراقبة ما يجري بحذر والتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية لمنع انفلات الأوضاع قرب حدوده. ويطالب مراقبون بأن يستغل الأردن علاقاته الجيدة مع دروز سوريا، لحماية مصالحه مع التغييرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، فضلاً عن محاولات إعادة تشكيل النفوذ. وتشكل دعوات انفصال دروز سوريا، بخاصة في محافظة السويداء، مصدر قلق للأردن لأسباب عدة أهمها الخشية من زعزعة استقرار حدوده الشمالية، وما قد يترتب مستقبلاً على خطر تفكك سوريا مما يزيد من تعقيد المشهد، ويستدعي تدخلات إقليمية ودولية، مثل إسرائيل وإيران أو حتى روسيا. احتجاجات سابقة في السويداء رفضا لمحاولة الانفصال عن سوريا (أ ف ب) أما المخاوف الديموغرافية فتتمحور بالخشية من حدوث تفاعلات داخلية غير مرغوبة مع وجود أقلية درزية صغيرة في الأردن الذي يسعى إلى استقرار سوريا ووحدتها، لأنه خلاف ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمنه القومي. وتضم السويداء ممرات تهريب تقليدية خصوصاً للمخدرات والأسلحة، مما يجعلها ذات أهمية أمنية كبرى للأردن. قلق أم مخاوف يؤكد المحلل العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد في حديثه إلى “اندبندنت عربية”، وجود قلق رسمي أردني مما يحدث في السويداء من دعوات للانفصال، لأن ما يهدد وحدة الأراضي السورية من شأنه الإضرار بالمملكة بخاصة مع وجود تشابك أمني اقتصادي، لكنه لم يرتق بعد إلى مخاوف حقيقية، ويضيف “نعم هناك قلق أردني بخاصة أن مدينة الأزرق ذات المكون الدرزي لا تبعد سوى نحو 60 كيلومتراً من مدينة السويداء”. لكن ما يبدد هذه القلق أردنياً، وفق أبو زيد، هي تصريحات شيخ الدروز في المملكة عجاج مهنا عطا التي تشير إلى أن دروز الأردن منفصلون تماماً عن نظرائهم في السويداء، وليس لديهم النظرة ذاتها. ويرى أبو زيد أن دروز سوريا أيضاً منقسمون إلى قسمين وليسوا كتلة واحدة، هناك قسم يتبع لشيخ العقل حكمت الهاجري وهو من مؤيدي النظام السوري السابق وهو لا يشكل سوى 25 في المئة من دروز السويداء لذا فإن طروحاته الانفصالية لا تشكل رأي الغالبية، بينما القسم الذي يتبع ليث البلعوس وهو الأكبر ويشكل 75 في المئة من دروز السويداء وهو معارض للنظام السابق وموقفه ليس واضحاً من الإدارة الجديدة في دمشق بعد، لكن لديه شروط للتعاون معها وقد يتوصل إلى اتفاق مشابه للاتفاق الذي وقعه الرئيس أحمد الشرع مع الأكراد (قسد). تطويق الأردن على رغم كل ذلك يقول المحلل العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد إن ثمة قلقاً رسمياً أردنياً من الحالة الدرزية في سوريا، خشية أن تمتد آثارها إلى المملكة، موضحاً أن عمان استشعرت مبكراً هذه الحالة والتقطت المخاوف ولا بد من أن يكون لديها خطط للتعامل معها إذا ما تطورت لاحقاً. ويوضح أن الأردن قلق من دعوات الانفصال في السويداء من باب إتاحة الفرصة لإسرائيل التي تخطط لتطويق المملكة ووضعها بين فكي كماشة من الغرب والشمال، تنفيذاً لأهداف اقتصادية تدعى “ممر داوود”، وهو ممر يضر بالبلد العربي ويستهدفه. ويعتقد أن إسرائيل دخلت على خط المسألة الدرزية في سوريا أيضاً بهدف السيطرة على غالب الموارد المائية في الجنوب المحاذية للحدود الأردنية. أحد المعابر الحدودية بين سوريا والأردن (أ ف ب) ولا يستبعد أبو زيد أن يستغل الأردن علاقته الجيدة مع دروز سوريا، التي تعززت عام 2014 عندما طالب الدروز بفتح معبر جديد مع الأردن، تحديداً من منطقة دير الكهف. ويضيف “علاقات الأردن مع الدروز في سوريا إيجابية، وإن كانت لا تشمل جميع أطيافهم، إلا أن ذلك لا يمنع عمان من لعب دور يسهم في فرض الاستقرار في الدولة السورية الجديدة عبر التوصل إلى اتفاق مع جناح ليث البلعوسي”. وهذا يعني أن الأردن قد يجد نفسه في أية لحظة جزءاً من الأزمة الدرزية، حفاظاً على مصالحه، تماماً كما فعلت تركيا حين تدخلت في الملف الكردي. الأزرق مدينة إستراتيجية تعد مدينة الأزرق الأردنية المجاورة للسويداء ذات أهمية إستراتيجية وبيئية، مع تركيبة ديموغرافية متنوعة، بما في ذلك مجتمع درزي صغير لكنه متجذر ومنسجم مع باقي المكونات كالبدو والشركس والشيشان. تقع الأزرق في محافظة الزرقاء شرق المملكة، وهي من أهم المناطق البيئية والإستراتيجية في البلاد، إذ تشتهر بواحة الأزرق، كما تضم قاعدة جوية، مما يمنح المدينة أهمية أمنية وإستراتيجية كبيرة، ومع انطلاق الأزمة السورية افتتح في المدينة مخيم للاجئين. ويعود وجود الدروز في الأردن إلى فترات تاريخية مختلفة، حين استقرت مجموعات صغيرة منهم في بعض المناطق، وتحافظ أقلية الدروز في المملكة على خصوصيتها الدينية والاجتماعية، لكنهم مرتبطون تاريخياً واجتماعياً بمحيطهم وغير منعزلين عن مجتمعهم. نفوذ أردني تقول مصادر إن الأردن الرسمي بدأ بالفعل اتصالات مع قيادات في السويداء لمصلحة تهدئة المناخ العام والاندماج في الدولة السورية الجديدة، استناداً إلى فرضية وجود نفوذ أردني في الوسط الدرزي ولدى مرجعيات في السويداء منذ الثورة السورية. ففي يناير (كانون الثاني) 2024، وجه أكبر فصيل عسكري في محافظة السويداء جنوب سوريا، وهو “حركة رجال الكرامة”، خطاباً للأردن دعا فيه المملكة إلى الانتظام بـ”جهود تنسيق” وتبادل معلومات من أجل مكافحة المخدرات في المنطقة الحدودية، بعد قصف جوي قامت به مقاتلات أردنية لجنوب السويداء بسبب عمليات التهريب. وكان وجهاء عشائر الدروز في الأردن طالبوا عام 2015 عمان بتسليح دروز سوريا في السويداء لحماية أنفسهم، بخاصة من تنظيم” داعش”، لكن السلطات لم تعلق في حينه على هذه الدعوات. سوريون يرفعون لافتة ترفض استخدامهم ورقة للضغط على سوريا (أ ف ب) كما كان للأردن تأثير كبير في فصائل الجنوب السوري من خلال ما عرف بغرفة “الموك”، التي أُسست عام 2013 لكنه تراجع بعد 2018 مع اتفاق التسوية الروسي – الأميركي، مع استمرار النفوذ الأمني والاستخباراتي غير المباشر لمراقبة الوضع ومنع التهديدات عبر الحدود. كان دور غرفة “الموك” التي جمعت في عضويتها دولاً غربية تمويل وتسليح الفصائل المسلحة في الجنوب السوري، بما في ذلك الجيش الحر والتحكم في العمليات العسكرية في الجنوب السوري، إضافة إلى التنسيق الأمني مع الأردن وضبط التهديدات الأمنية القادمة من تلك البقعة، بخاصة من قبل “داعش” و”جبهة النصرة”، وضمان عدم انتقال الفوضى إلى أراضيه. المزيد عن: الأردنسورياالسويداءالدروزالانفصالالمخدرات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: النظام الإيراني يحاول خداع ترمب next post الجيش اللبناني يدخل بلدة حوش السيد علي المتداخلة في سوريا You may also like إسرائيل تعيد ترتيب خططها العسكرية وغزة أمام “مرحلة... 19 مارس، 2025 الجيش اللبناني يدخل بلدة حوش السيد علي المتداخلة... 19 مارس، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: النظام الإيراني يحاول... 19 مارس، 2025 القرداحة… مهد الأسد وضحيته 19 مارس، 2025 تفاصيل العرض الأميركي للبنان: اتفاق هدنة وتفاوض دبلوماسي 19 مارس، 2025 كندا وأستراليا تطوران رادارا لرصد الصواريخ في القطب... 19 مارس، 2025 من أبرز قادة «حماس» الذين قُتلوا في الضربات... 19 مارس، 2025 ترمب يخرس “أصوات الحرية” الأميركية 19 مارس، 2025 أحزاب مصر تتجهز للانتخابات بولائم رمضان 19 مارس، 2025 سيناريو جنوب لبنان يتكرر على الحدود السورية: هل... 18 مارس، 2025