الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتظر خارج الجناح الغربي قبل الترحيب بالملك عبد الله الثاني ملك الأردن في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 11 فبراير 2025. (Jim Watson / AFP) عرب وعالم دافيد هوروفيتس : نتنياهو والملك عبد الله يعيشان الآن في عالم ترامب. هل تعيش حماس هناك أيضا؟ by admin 18 فبراير، 2025 written by admin 18 فبراير، 2025 32 بينما كان العاهل الأردني يصلي أن تبتلعه أرضية المكتب البيضاوي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول معرفة الارتفاع الذي يريد الرئيس الأمريكي أن يقفز منه، ولكن ماذا عن بلطجية حماس؟ تايمز اوف اسرائيل / دافيد هوروفيتسt في المؤتمر الصحفي الذي عقد في المكتب البيضاوي يوم الثلاثاء الماضي، بدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي توقع جلسة قصيرة إلى حد ما نظرا لجدولة مؤتمر صحفي كامل في وقت لاحق من اليوم، منزعجا في البداية من منح الصحفيين الوقت للصراخ بوابل من الأسئلة عليه وعلى مضيفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال نتنياهو في بداية ما تحول إلى جلسة أسئلة وأجوبة استمرت 14 دقيقة: “أعتقد أن هذا يكفي”، ثم اتهم المراسلين الإسرائيليين في الغرفة بالسيطرة على الحدث، ثم قال بحدة: “أعتقد أنه يتعين علي التحدث إلى الرئيس ترامب، حسنا؟” ولكنه أدرك تدريجيا أن ترامب كان يستمتع باللحظة، وعلاوة على ذلك كان يتحدث عن نقل سكان غزة “بشكل دائم”. وإذا نظرتم إلى نص المقابلة، فستجدون أن ترامب سيطر على بقية الإجراءات، في حين اختار نتنياهو الجلوس في المقعد الخلفي بكل سرور. وبعد مرور أسبوع، كان الزعيم الأجنبي الذي حظي بالمعاملة المميزة في المكتب البيضاوي هذا الثلاثاء هو الملك الأردني عبد الله الثاني. وعلى النقيض من لقاء نتنياهو، كان اللقاء بالنسبة للملك كابوسا من بدايته وحتى نهايته. ولعل أدنى نقطة وصل إليها اللقاء كانت عندما أصر ترامب على أن “نحصل على قطعة أرض في الأردن، وقطعة أرض في مصر”، حيث سيعيش سكان غزة المنفيون “بسعادة وأمان شديدين”. وبطبيعة الحال سئل عبد الله “وهل هناك قطعة أرض في الأردن أنت على استعداد أن يكون فيها فلسطينيون…؟” وأجاب الملك عبد الله، وهو يستجمع الكلمات التي تسمح له بأكثر ما يمكن أن يجرؤ عليه من التحدي خلال جلوسه جنبا إلى جنب مع زعيم العالم الحر الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، والذي تعتمد مملكته على دعمه ويصر على أن ينقل إلى مملكته المترنحة أعداد كبيرة من السكان الذين قد يزعزعون استقرارها إلى الأبد: “حسنا، أعتقد أن ما قلناه، ايه، هو أنني لابد أن أنظر إلى المصالح الفضلى لبلدي”. طوال المحنة، بدا عبد الله على نحو خاص مثل سمكة رشيقة تلوح يائسة على الخطاف، وكانت ملامحه مثبتة على ابتسامه عريضة، وتشنج عصبي سلط الضوء على عدم ارتياحه – كل عصب من أعصابه كان يصرخ، “أخرجوني من هنا”. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (على يمين الصورة) يلتقي الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 11 فبراير، 2025. (Photo by Saul Loeb / AFP) ولكن نتنياهو عالق هو أيضا على خطاف ترامب – كما يتضح من الدراما التي كانت تجري في القدس بالتزامن تقريبا. بينما كان عبد الله متوجها إلى البيت الأبيض، اجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في إسرائيل، في أعقاب إعلان حماس يوم الإثنين عن وقف إطلاق سراح الرهائن الذي التزمت به بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتى إشعار آخر. ولكن في واقع الأمر، كان نتنياهو وكبار وزرائه يحاولون معرفة ما يعنيه ترامب بالضبط بإنذاره لحماس، الذي وجهه يوم الاثنين وكرره يوم الثلاثاء، حيث طالب بإطلاق سراح “جميع الرهائن” بحلول ظهر يوم السبت أو المخاطرة بـ”فتح أبواب الجحيم”. من غير الواضح إلى حد ما، كما هي الحال في كثير من الأحيان، ما يدور في ذهن ترامب عندما يتعلق الأمر بإطلاق العنان للجحيم. من الصعب أن نتخيل أي جحيم آخر يمكن توجيهه إلى حماس في غزة دون إلحاق الضرر العميق أيضا بأولئك الذين وصفهم ترامب بالسكان “الرائعين” الذين لا علاقة لهم بحماس هناك والرهائن أنفسهم – الذين يُعتقد أن 33 منهم على قيد الحياة – الذين يشعر الرئيس بالقلق العميق بشأن سلامتهم. ولكن من الواضح أن إحباط ترامب المثير للاعجاب من الصفقة التي يتم في إطارها إطلاق سراح الرهائن “في قطرات” من ثلاث رهائن في كل مرة، حيث يبدون كـ”ناجين من الهولوكوست”، هو رفض علني للإطار المرحلي المطول الذي وافق عليه نتنياهو ونقله إلى إدارة بايدن في مايو، والذي بدأ مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أخيرا في تحريكه في الشهر الماضي. منذ السابع من أكتوبر، رفض نتنياهو وائتلافه التفكير بجدية في صفقة لمرة واحدة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن في مقابل أعداد كبيرة من السجناء الأمنيين الفلسطينيين وإنهاء الحرب. وقضى رئيس الوزراء شهورا – من مايو 2024 إلى يناير 2025 – في إدانة حماس لرفضها إطار العمل المرحلي المفضل لديه، بينما نفى بشدة أنه كان يمنع تنفيذه. ومع ذلك، سارع نتنياهو ووزراءه يوم الثلاثاء إلى النأي بأنفسهم عن الاتفاق الذي أرادوه هم بأنفسهم، لصالح نهج ترامب “كلهم الآن”. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقي بيانا مصورا بشأن رد إسرائيل على تعليق حماس لإطلاق سراح الرهائن، 11 فبراير، 2025. (Screenshot/GPO) وبينما كانت سلسلة من التصريحات القصيرة والمُصاغة بعناية والمتناقضة في نهاية المطاف تُنشر على وسائل الإعلام من جانب مصدر واحد أو أكثر من المصادر الرسمية التي لا ينبغي ذكر أسمائها، وبينما أصدر نتنياهو بيانا مصورا خاصا به، وكل ذلك في غضون ساعتين تقريبا، تساءلت عما إذا كان أحد في البيت الأبيض يتصل بمكتب رئيس الوزراء بعد كل تصريح ويقول، بلهجة غاضبة على نحو متزايد، “خطأ، افعلها مرة أخرى”. لقد انتقلنا من بيان ملطف صادر عن مسؤول مجهول مفاده أن الوزراء أيدوا بالاجماع دعوة ترامب للافراج عن عدد غير محدد من الرهائن بحلول يوم السبت؛ إلى مطلب محدد، نقله مرة أخرى السيد بلا اسم، بإطلاق سراح الرهائن التسع الأحياء الذين لم يتم الافراج عنهم حتى الآن في المرحلة الأولى؛ وصولا إلى قيام نتنياهو شخصيا بالتحذير من إنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال الكثيف إذا لم يتم إطلاق سراح “مختطفينا” بحلول الموعد النهائي؛ والعودة أخيرا إلى المسؤول X الذي نطق كلمة “جميعها”: “رئيس الوزراء نتنياهو والحكومة متمسكان برسالة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن إطلاق سراح المختطفين: أي أنهم جميعا سيخرجون يوم السبت”. تريدني أن أقفز يا سيدي الرئيس؟ بالطبع، ولكن إلى أي ارتفاع؟ يبدو أن أكثر من عضو في الكابينت الأمني يرون أن انذار ترامب، الذي تم اعتماده أخيرا في المحاولة الرابعة، سينجح – على الأقل إلى حد ما. وفقا لتقرير في إذاعة الجيش صباح الأربعاء، فإن التوقعات في الكابينت الأمني هي أن حماس ستفرج يوم السبت عن أكثر من ثلاث رهائن، وهو العدد المطلوب منها بموجب الصفقة والذين قالت إنها ستجمد إطلاق سراحهم. من الجدير بالذكر أن التهديد المخيف وغير المحدد الذي أطلقه ترامب بفتح أبواب الجحيم إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق الحالي والتوقيع عليه بحلول يوم تنصيبه هو الذي جاء بالفعل بالتأثير المطلوب – وإن كان هذا الاتفاق هو ما يندد به الآن. والسؤال الرئيسي هذه المرة هو أي نوع من النفوذ يمكن لترامب أن يمارسه – أو تخشى حماس أن يمارسه – لدعم مطلبه الجدير بالثناء بالإفراج عن جميع الرهائن الآن. الرئيس دونالد ترامب يستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض، 9 يوليو، 2019، في واشنطن. (AP Photo/Alex Brandon) من الواضح أن ترامب يتمتع بنفوذ على قطر – التي تحتفظ بأصول معرضة للخطر في الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي للولايات المتحدة، وتستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وقد مكنت قطر حماس لسنوات من الازدهار ماليا. وهي تمول شبكة “الجزيرة” التي يحظرها بين الحين والآخر العديد من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وخارجها، وحظرتها حاليا السلطة الفلسطينية (بدعوى التحريض) وإسرائيل (باعتبارها تهديدا للأمن القومي). ولكن هل هو مستعد لاستخدام هذا النفوذ؟ لقد قال في جلسة المكتب البيضاوي مع نتنياهو إن “قطر تحاول بكل تأكيد المساعدة” في غزة. وهل تهتم حماس إذا حاولت قطر بدورها الضغط عليها؟ سكان غزة يتجمعون حيث يقوم مسلحون من حماس بمرافقة الرهائن الإسرائيليين (من اليسار إلى اليمين) أوهاد بن عامي وإيلي شرعبي وأور ليفي على خشبة المسرح قبل تسليمهم إلى فريق من الصليب الأحمر في دير البلح، وسط غزة، في 8 فبراير، 2025.(Bashar Taleb / AFP) وكما هي عادته، كان ترامب واثقا بخفة يوم الثلاثاء بخصوص وحوش غزة الإرهابيين وإنذاره. فقد صرح معلنا: “يريدون أن يلعبوا دور الرجل القوي، ولكننا سنرى مدى قوتهم. إنهم بلطجية. حماس بلطجية. إن أضعف الناس بلطجية”. ومثل الملك عبد الله، الذي كان يصلي من أجل أن تنفتح أرضية المكتب البيضاوي وأن تبتلعه بالكامل، كذلك أصبح نتنياهو وحكومته وبالتالي بقيتنا هنا نعيش جميعا في عالم ترامب الآن. ونحن على وشك معرفة ما إذا كانت حماس تعيش في هذا العالم أيضا. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحكومة اللبنانية تُسقط بند «المقاومة» من بيانها الوزاري next post “الرسائل المحترقة” تكشف الوجه الخفي لحياة جين أوستن You may also like رياح القلق تتقاذف الأسد في صقيع منفاه بموسكو 20 فبراير، 2025 خطوط نتنياهو الحمر تصادر “اليوم التالي” مسبقا 20 فبراير، 2025 لماذا اعتذرت “بي بي سي” عن فيلم حول... 20 فبراير، 2025 حفتر وحكومة المركز… صراع السيطرة على النفط في... 20 فبراير، 2025 “توابيت سوداء”… “حماس” تثير غضب إسرائيل خلال تسليم... 20 فبراير، 2025 جونسون: “وعد بلفور كان دولتين”… علينا أن نفي... 20 فبراير، 2025 “ريفييرا” الشرق الأوسط… تدخل لبنان في الاختبار الصعب 20 فبراير، 2025 تهجير سكان غزة… إسرائيل جاهزة بخطة التنفيذ 20 فبراير، 2025 المغرب يحبط مخططا إرهابيا بتحريض من “داعش” 20 فبراير، 2025 تسليح الجيش المصري… التنويع للهرب من المأزق الأميركي 20 فبراير، 2025