اضطر يهود مشهد إلى اعتناق الإسلام سعياً إلى إنقاذ حياتهم (أ ف ب) عرب وعالم خفايا حياة اليهود “الأنوسيين” في إيران وارغامهم على الإسلام by admin 7 أكتوبر، 2024 written by admin 7 أكتوبر، 2024 53 خافوا من بطش النظام ومنهم من لا يزال يمارس الشعائر سراً اندبندنت عربية / اندبندنت فارسية طيلة السنوات الماضية اتهم يهود إيران دوماً بالعداء للجمهورية الإسلامية، وتشبه نظرة الأجهزة الأمنية تجاههم ظروف العصر الصفوي والقاجاري، والسبب الرئيس لذلك هو التفكير المعادي لليهود لدى علماء الشيعة. ومن خلال كلام المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران يمكن التأكد من مستوى التهديد والترهيب الذي تتعرض له الطائفة اليهودية في إيران، وزعم علي خامنئي مراراً وتكراراً أن النفوذ اليهودي في العهد البهلوي كان السبب وراء اعتقاله بسبب تصريحاته حول الديانة اليهودية. ومن خلال وهم المؤامرة تقوم الجمهورية الإسلامية بمراقبة أنشطة المواطنين اليهود في إيران، كما تقدم الأعذار لاعتقال وتقييد أنشطة الجالية اليهودية، فضلاً عن ذلك فإن تقديم الذريعة بأن اليهود يشاركون في أنشطة مناهضة للحكومة كانت بمثابة خدعة لاتخاذ التدابير الأمنية ضد الجالية اليهودية في إيران. وعلى مدى العقود الأربعة كان التجسس وإقامة علاقات مع إسرائيل والتواطؤ ضد طهران هي الاتهامات المعتادة للنظام ضد اليهود، وأصبح هذا القمع خدعة في الصراع مع إسرائيل، وعندما يتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، يوجه الجهاز القمعي رأس سهمه نحو الطائفة اليهودية. الهجوم المتكرر على ضريح أستر ومردخاي في مدينة همدان، والذي يعد أحد الأماكن الدينية المهمة لليهود في العالم، هو عمل نفذ في أوقات مختلفة، وتعد القوى الدينية المتطرفة المقربة من زعيم الجمهورية الإسلامية أن تدميرها بالكامل أداة لتهديد المجتمع اليهودي. اليهود المتخفين ويعد اعتقال 13 مواطناً يهودياً في شيراز في شتاء 1999 إحدى الحالات التي يمكن فيها رؤية آثار معاداة السامية بوضوح، کما اعتقل مواطنون يهود واستدعي يهود من مدن أخرى بتهمة التجسس واعتقل مراهق يهودي يبلغ من العمر 16 سنة. وفي أعقاب اغتيال إسماعيل هنية في طهران، زعمت بعض شخصيات النظام أنه يجب متابعة احتمال اختراق اليهود المتخفين في الشبكة الأمنية للبلاد، وبالطبع تشير هذه التعليقات إلى مجموعة من اليهود في مشهد الذين أجبروا على تغيير دينهم خلال فترة حكم القاجار. تشتهر حادثة الله داد في مدينة مشهد عام 1839 بأنها اليوم الذي أجبر فيه اليهود على اعتناق الإسلام، وأدت تلك الحادثة إلى مقتل ما لا يقل عن 36 رجلاً يهودياً، واختطاف فتيات ونساء يهوديات، وتدمير منازل التجار اليهود في المدينة. وهكذا اضطر يهود مشهد إلى اعتناق الإسلام سعياً إلى إنقاذ حياتهم، ويعرف هؤلاء الذين أرغموا على ترك دينهم واعتناقهم الإسلام باسم “الأنوسية”، وبحسب الروايات فإنه على رغم أن هؤلاء اليهود أصبحوا مسلمين ظاهرياً ويتظاهرون بأداء الشعائر الدينية، فإنهم يتمسكون بالمعتقدات اليهودية سراً. وقام صمد بن يوسف الدلماني أحد اليهود الذين أجبروا على اعتناق الإسلام بتسجيل حادثة الله داد، إذ أشار إلى أسباب تلك الحادثة وتفاصيلها، علماً أن مكتبة القدس تحتفظ بنسخة من هذا الكتاب، وكما يروي صمد يوسف فقي أعقب حادثة الله داد ذهب مجموعة من زعماء اليهود إلى إمام الجمعة في مشهد وطلبوا منه المساعدة، إلا أن الإمام أخبرهم أنه لا يستطيع مساعدتهم طالما أنهم يهود، ولهذا قبلوا عرضه على مضض نظراً إلى الظروف التي كانت إيران تمر فيها آنذاك. طرق سرية وبحسب إحدى الروايات، فإن رفض اليهود دفع المبالغ التي طلبها مؤسسو إحدى الحسينيات في مشهد، هو السبب الرئيس الذي أدى إلى حادثة الله داد، وبناءً على تقارير أخرى، كانت العائلتان اليهوديتان، حكيمي ورحيمي، أول عائلتين أنقذتا حياتهما على ما يبدو بقبول الإسلام. وإدراكاً منهم للخطر الوشيك، حاول اليهود المختفون العمل سراً للحفاظ على عقيدة أسلافهم، ومن أجل حماية أبنائهم وأحفادهم من خطر العدوان سمت تلك العائلات أنفسهم بالمسلمين الجدد (الحديثيين)، وقاموا بتغيير أسمائهم السابقة، ووصل عدد الذين أعلنوا إسلامهم إثر حادثة الله داد في مدينة مشهد إلى 2400 شخص ونحو 400 عائلة. بعد حادثة الله داد، خطط اليهود الذين عاشوا في حي عيدكاه في مشهد لإنقاذ حياتهم من خلال إنشاء طرق سرية بين منازلهم في حالة تكرار الهجوم من قبل المتشددين في المدينة. السيدة جاليه بيرنازار هي من الأشخاص الذين تعد كتاباتهم وأبحاثهم مهمة فيما يتعلق بحادثة الله داد ومصير اليهود المتخفين في إيران، وفي إشارة لتلك الحادثة تقول “بعد القبول القسري للدين الجديد، اتخذ هؤلاء المسلمون الجدد أو (الحديثيون) في مدينة مشهد الخطوات الأولى للتعود على طريقة الحياة والهوية الجديدة، وكان عدد منهم يؤمنون بإخلاص وعمق بالدين الجديد وقبلوه، وتم استيعابهم تدريجاً في مجتمع مشهد الأكبر”. تجدر الإشارة إلى أن الجالية اليهودية في إيران لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتصاد منذ العصر الصفوي، وهذا هو سبب تعيين بعض اليهود المتخفين في مناصب مثل أمين صندوق ومن بينهم أمين صندوق مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة في مدينة مشهد، ومنذ العصر القاجاري وحتى اليوم تلعب الجالية اليهودية واليهود المتخفون دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في إيران. وفي كتاب “تروعا: اليهود الإيرانيون في التاريخ المعاصر”، والذي يعد أحد أهم المصادر القيمة للتاريخ الشفهي لليهود الإيرانيين، سجلت مجموعة من ذكريات اليهود “الأنوسيين”، ويمكن من خلال هذا الكتاب التعرف على أهمية الأنشطة السرية للجالية اليهودية في إيران. ونقل هذا الكتاب عن أحد أحفاد عائلة حكيمي، الذي كان من أوائل العائلات التي أعلنت إسلامها إثر حادثة الله داد في مدينة مشهد قوله، “منذ السنوات الأولى من ولادة كل طفل، كان يتم إخباره بأنه يمر بحالة أزمة استثنائية وعليه أن يعيش حياة مزدوجة”. ومن بين أشهر اليهود الذين أعلنوا إسلامهم يمكن الإشارة إلى الملا محمد علي أشكبوتي، أحد زعماء الصوفية في مشهد، والذي كان في نهاية فترة فتح علي شاه وبداية فترة محمد شاه مقصداً للصوفيين الشيعة والمؤمنين بالصوفية. عائلات “الأنوسي” لا شك أن وحدة عائلات “الأنوسي” إلى جانب قوتها الاقتصادية مكنت تلك العائلات من أن تكون أكثر حرصاً في الدفاع عن نفسها ضد برنامج ودعاية علماء الشيعة في ذلك الوقت، وذكر بعض الكتاب مثل حبيب ليفي أن “الأنوسية” أو اليهود المتخفين تمكنوا من الحفاظ على عقيدتها لفترة امتدت إلى ثلاثة إلى أربعة أجيال متتالية، أي أكثر من 130 عاماً. ويشير الكاتب إلى شخص اسمه مردخاي زار، الذي عاش والده وجده حياة دينية مزدوجة أيام شبابهما في إيران، وفي عام1961، انتخب ممثلاً عن حزب العمل في الكنيست (برلمان إسرائيل) وفي عام 1969، تولى منصب نائب رئيس الكنيست. وفي العصر البهلوي عاشت الجالية اليهودية الإيرانية في أمن وسلام، ومع تراجع دور رجال الدين الشيعة المعادين للسامية في الهيكل الحكومي، وزادت حرية اليهود الإيرانيين في العيش والقيام بالأعمال التجارية، أما أبناء الجيل الثالث من الأسر اليهودية الذين أرغموا على اعتناق الإسلام فقد تركوا الحياة الدينية السرية وعاشوا حياة عادية كمسلمين من أصول يهودية، فيما عاد البعض منهم إلى اليهودية وتركوا إيران واستقروا في إسرائيل. وبعد وصول الثورة الإسلامية إلى السلطة، وجد اليهود أنفسهم أمام عقبات وتحديات جديدة يصعب التكيف معها، إذ إن تصاعد التوتر بين الحكومة الجديدة وإسرائيل أدت إلى عودة وجهات النظر المعادية للسامية للعصرين الصفوي والقاجاري في إيران، وهنا بدأت الحكومة باستغلال أزمة اليهود المتخفين وجعلها أداة لقمع هذه الجالية. وفي السنوات الأخيرة أثيرت ضجة كبيرة حول أصول عائلات عدد من الشخصيات السياسية البارزة وبعض المرجعيات الشيعية واتهموا بأن جذورهم تعود لأصول يهودية، ويدعي مؤيدو فرضية تأثير اليهود المتخفين في الجمهورية الإسلامية بأن الجيلين الأول والثاني من “الأنوسية” الذين أدركوا أهمية وتأثير رجال الدين، أرسلوا أبنائهم للدراسة في الحوزات العلمية في إيران. ويؤكد بعض أنصار هذه الفرضية أن ميل “الأنوسية” إلى فرضيات نهاية العالم بنزعته الكابالية، جعلهم من أشد المؤيدين للمهدوية، بينما يتظاهرون بأنهم شيعة، ولهذا السبب، أصبح اختيار اسم المهدي، الذي يحمل مكانة المسيح بالنسبة إلى اليهود بين الشيعة، شائعاً بين اليهود الذين يبدو أنهم تحولوا إلى الإسلام. خط “الفارسيهود” بالطبع، لا يمكن التأكد من صحة الادعاءات حول اليهود المتخفين، لكن إنشاء الجمعية الحجتية بزعامة الشيخ محمود حلبي في مشهد والمركز الشيعي بزعامة فرهنك ريمن نخعي، أجج النظريات المطروحة، والمواجهة الفكرية بين النخعي الذي تحول من البهائية إلى الإسلام وأحمد كسروي، تؤكد جزئياً بعض هذه الادعاءات. تظهر ملاحظات جوزيف وولف عن رحلته إلى إيران في العصر القاجاري أن الحياة المزدوجة لبعض اليهود المتظاهرون بالإسلام على ما يبدو كانت شائعة أيضاً قبل حادثة الله داد في مدينة مشهد. وفي الكتاب الذي ألفه جوزيف وولف قبل حادثة الله داد بثماني سنوات في الأقل، في نهاية عهد فتح علي شاه، ويصف رحلة الكاتب إلى إيران، يتحدث عن لقائه مع حاكم خراسان أحمد علي ميرزا، الابن الـ17 لفتح علي شاه، وهو من أم يهودية، وكتب وولف عن ذلك “أرسلني حاكم مشهد لأقيم في منزل مسيح عجون رئيس يهود مشهد”. وأشار وولف إلى أن هذا الشخص كان يعرف بين المسلمين بالملا مهدي أو آغا مهدي، مما يدل على أنه حتى قبل حادثة الله داد، كانت هناك حياة مزدوجة ووجود إسلامي ظاهري بين يهود مشهد. وما يجدر الإشارة في هذا السياق هو استخدام اليهود المسلمين الجدد للأحرف الفارسية في كتابة اللغة العربية، ويشار إلى هذا الخط باسم “الفارسيهود”، وبالطبع فإن هذا النوع من الخط يعد جزءاً من الأبحاث القيمة حول موضوع اليهود الإيرانيين. ويعود تاريخ استخدام هذا الخط إلى ما قبل فترة اليهود المتخفين، وتعد ترجمة التوراة التي كتبها يعقوب بن يوسف طاووس بالخط الفارسي من أقدم الكتابات بهذا الخط. وفي القرن الـ17 جمع الرحالة الشهير جيامباتيستا فيكو بعض الكتابات المكتوبة بخط “الفارسيهود” في أوروبا، واليوم يحتفظ بهذا الكنز الثمين في متحف الفاتيكان. نقلا عن بودكاست اندبندنت فارسية المزيد عن: إيرانإسرائيليهودالأنوسيينالشيعيعلي خامنئي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “نورة” فيلم سعودي يعبر مهرجان “كان” إلى دور السينما الفرنسية next post تفاصيل جديدة عن عملية “البيجر”: التخطيط بدأ منذ 9 سنوات You may also like “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 ماذا ينتظر غزة… حكم عسكري إسرائيلي أم لجنة... 23 نوفمبر، 2024 طهران ترد على قرار “الطاقة الذرية” باستخدام “أجهزة... 23 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 مصادر:الغارة الإسرائيلية استهدفت رئيس قسم العمليات بحزب الله 23 نوفمبر، 2024 غارات عنيفة تهز بيروت وتوسع العمليات البرية وأنباء... 23 نوفمبر، 2024 شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024