الخميس, يناير 23, 2025
الخميس, يناير 23, 2025
Home » خطة “فينيق غزة”: إزالة الركام تحتاج لعقدين

خطة “فينيق غزة”: إزالة الركام تحتاج لعقدين

by admin

 

خلفت الحرب أكثر من 50 مليون طن من الركام كلفة تنظيفها تبلغ 1.2 مليار دولار

اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz

 

وقف سامر تائهاً أمام أنقاض منزله الذي دمره الجيش الإسرائيلي أثناء حرب غزة، يفكر في آلية لإزالة جزء بسيط من ركام بيته، ليبني مكانه خيمة تؤوي عائلته التي بات الشارع ملجأها الأخير، لكن أمام كومة الحجارة المتناثرة فشل مخطط الأب.

يدور سامر حول الأنقاض حائراً، ويقول “لا يمكنني البقاء طوال حياتي في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين، جميعنا يفكر في الانتقال لمناطق سكننا الأصلية، لا بد من العيش أمام منزلي لو حتى في خيمة”، ويكمل سامر تجوله في الحي يتفقده ولا يعرف ما الحل.

50 مليون طن

في جميع الأرجاء تتناثر الحجارة التي خلفها قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، أكوام مهولة من الأنقاض يصعب على سامر التعامل معها بمفرده، ولا يقوى ولا حتى سكان غزة على إزالتها، ويضيف سامر “الأنقاض عدو جديد في غزة”.

تسببت الحرب الإسرائيلية الطويلة على غزة في دمار كبير، إذ مسحت أحياء بأكملها عن خريطة غزة المعمارية، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن العمليات العسكرية العنيفة في القطاع خلفت 50 مليون طن من الركام.

وعلى رغم أن قطاع غزة كان مسرحاً لعدد من العمليات العسكرية التي تسببت في تدمير أجزاء كبيرة من المباني والبنية التحتية، لكن لم يسبق للجهات الحكومية المتخصصة أن تعاملت مع 50 مليون طن من أنقاض المباني، وهذه كمية هائلة من الأنقاض يصعب على دول كبيرة التعامل معها.

أعدت بلديات القطاع خطة “فينيق غزة” لإعادة إعمار القطاع خلال 15 عاماً (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

21 عاماً لإزالة الأنقاض

جميع أصحاب المباني السكنية المدمرة يشعرون بالحيرة في التعامل مع الأنقاض، ويفكرون أين يسكنون هذه الفترة، ريثما تبدأ الفرق المتخصصة في عملية إزالة الركام، تقول المواطنة كارينا “هذا الدمار ليس مجرد عدو، إنه يشبه المستوطن، يجلس مكان بيوتنا ولا نستطيع التعامل معه”.

قد يكون من الصعب على كارينا العيش داخل بيت خلال الأعوام الـ21 المقبلة، وقد تقضي حياتها في خيمة أقامتها أمام ركام منزلها، وتتساءل “كيف ستعمل الفرق الميدانية على إزالة هذا الكم الهائل من الأنقاض؟”.

إذ وفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن إزالة الركام من غزة قد يستغرق 21 عاماً في حال تضافرت الجهود الدولية لمساعدة القطاع في هذه المهمة، وقد يحتاج الأمر لنحو 350 عاماً إذا عملت المؤسسة الحكومية في غزة وحدها على إزالة الأنقاض.

1.2 مليار دولار لإزالة الأنقاض

كان يبحث شادي في إمكانية استدعاء جرافات لإزالة أنقاض بيته المدمر، لكن عندما أبلغه العامل أن أجرته تقدر بنحو 2100 دولار شهق وتراجع عن الفكرة على الفور، ويقول “عملية إزالة الركام مكلفة، وواجهتني صعوبة أخرى تتمثل في أين سأنقل هذا الكم الهائل من الحجارة؟”.

بالفعل، تحتاج غزة إلى دعم مالي يقدر بقيمة 1.2 مليار دولار لمهمة إزالة أنقاض المنازل المدمرة فحسب، وهذه الكلفة بحسب الأمم المتحدة لا تشمل إزالة الركام من الشوارع لإعادة فتح الطرقات أو تنظيف أماكن البنية التحتية.

بدأت الفرق الميدانية التابعة لبلديات غزة ووزارة الأشغال العامة والإسكان في إزالة الركام المتناثر على الطرقات وفي محيط البيوت المدمرة، باستخدام آليات محدودة من جرافات ورافعات، لكن هذه المعدات متهالكة بسبب قدمها والاستخدام المكثف لها ونقص الصيانة.

1.8 مليون فرد بلا مأوى

لا تشمل العمليات الحالية إزالة أنقاض المباني المدمرة وإنما يقتصر الأمر على تنظيف الشوارع، وهذه المهمة البسيطة تسير ببطء شديد، ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة “ننفذ إجراءات ميدانية تهدف لفتح الشوارع وتهيئة الطرق لتسهيل حركة المواطنين والمساعدات الإنسانية، إلا أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص المعدات والجرافات والآليات اللازمة للقيام بعمليات رفع الأنقاض بصورة فعالة وسريعة”.

ولتوضيح حجم الدمار، يقول مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مهند هادي “هناك 170 ألف مبنى سوي بالأرض، وهذا يعادل نحو 69 في المئة من إجمال المباني داخل قطاع غزة، كان يعيش في هذه الوحدات أكثر من 1.8 مليون شخص، الآن جميعهم يحتاجون إلى مأوى جديد”.

ويراجع مهدي صور مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية “يونوسات” التي التقطت لقطاع غزة، ويضيف “صدق سكان غزة حين وصفوا الأنقاض بالعدو الجديد، والأمر قد يحتاج 21 عاماً لإزالة مخلفات الحرب في غزة من ركام المباني، هذا وفقاً لسيناريو التدخل الدولي، الذي ينص على وجود 100 شاحنة تعمل على مدار الساعة في اليوم ولمدة سبعة أيام في الأسبوع”.

مؤتمر دولي

لكن مهمة إزالة ركام المنازل المدمرة ليست سهلة، يوضح مهدي أن “الحرب خلفت آلاف القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض، لذا عند بدء العملية يجب أن تكون هناك فرق متخصصة تتابع الأنشطة وتعطي تعليمات الحذر على مدار الساعة”.

مصر التي لعبت دور الوسيط في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، تستعد لاستضافة مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار غزة، وقال رئيسها عبدالفتاح السيسي “من الضروري البدء في مشروعات التعافي المبكر تمهيداً لإعادة إعمار القطاع”.

خطة “فينيق غزة”

بجهود محلية، جهز اتحاد بلديات قطاع غزة خطة عمل أطلق عليها “فينيق غزة” لإعادة إعمار القطاع، تتوافق مع تطلعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قال “تطل غزة على البحر وتتمتع بمناخ رائع، يمكن إعادة بنائها بصورة رائعة واستغلال دمار القطاع لإعادة تصميم غزة كمدن حديثة”.

يقول رئيس اتحاد بلديات القطاع يحيى السراج “خطة فينيق غزة جرى إعدادها بواسطة خبراء محليين من غزة والضفة الغربية وساعدنا متخصصون دوليون، وهي تمثل إطار عمل للسير عليه خلال إعادة الإعمار”.

ويضيف السراج “الخطة تجمع بين الاستجابة الإنسانية السريعة ووضع الأسس للاستدامة، وتعتمد على إعادة البناء والحفاظ على هوية غزة التاريخية والثقافية والمعمارية، ومن خلالها تنهض غزة نحو مستقبل مستدام بعمارة حديثة”.

ويوضح السراج أن “خطة فينيق غزة تحتاج إلى نحو 15 عاماً لإعادة إعمار القطاع، وجرى تجهيز خرائط جديدة لغزة تعتمد على توصيات البنك الدولي في تحسين عملية البناء للمباني التي كانت قائمة قبل الحرب، وتشمل الخطة رسوماً هندسية وتوصيات فنية تنفذ خلال عملية الإعمار، وبنوداً متعلقة بتطوير الاقتصاد الفلسطيني في القطاع بصورة تحاكي التطورات الهندسية”.

المزيد عن: غزةحرب القطاعإسرائيلالأنقاضالردمالركامحرب إسرائيلالنازحون الفلسطينيونحركة حماسمنطقة المواصيالبنى التحتيةالأمم المتحدة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00