السبت, أبريل 19, 2025
السبت, أبريل 19, 2025
Home » خريطة غزة الجديدة… أصغر حجما وأكثر عزلة

خريطة غزة الجديدة… أصغر حجما وأكثر عزلة

by admin

 

إسرائيل أحالت رفح إلى منطقة عازلة ووسعت المنطقة الأمنية شمال القطاع ورسمت حدوداً جديدة شرقه وأعادت السيطرة على “نتساريم”

اندبندنت عربية / عز الدين أبو عيشة مراسل @press_azz

 

في إطار خطة إسرائيلية لإعادة رسم خريطة غزة، فرض جيش تل أبيب تغييرات جغرافية على الأرض بما يضمن للقوات السيطرة الميدانية والعسكرية على الأرض، لكن هذه التعديلات الطبوغرافية تحرم الغزيين من أراضيهم وتجعل القطاع أصغر حجماً.

في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منع تولي حركة “حماس” أو السلطة الفلسطينية إدارة القطاع مدنياً أو عسكرياً، وقال “سيكون للجيش السيطرة المطلقة على غزة أمنياً، أما السيطرة المدنية فإن جهات دولية هي الحل الوحيد لتولي إدارة غزة”.

الخطوة الأولى: اجتياح رفح

في الجولة الأولى للقتال العسكري، التي امتدت لنحو 16 شهراً ركزت إسرائيل على تدمير قدرات “حماس” الحكومية والعسكرية، وعندما استأنف الجيش قتاله مرة أخرى بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار أخذ يطبق تغييرات جغرافية على أرض غزة ويغير جغرافيا القطاع وحجمه.

أول خطوة نفذها الجيش الإسرائيلي في هذا الإطار كانت اجتياح مدينة رفح أقصى جنوب القطاع بالكامل، وتطويقها وعزلها عن باقي مدن غزة، إذ أنشأ محور موراغ وضم الأرض كاملة إلى المنطقة الأمنية العازلة.

وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن تل أبيب لن تسمح للغزيين بعد اليوم بالوصول إلى رفح، إذ تحولت المدينة بالكامل إلى منطقة عازلة يحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ذلك بالقول “سيطرنا على محور موراغ في إطار توسيع رقعة المنطقة العازلة الأمنية، وحماية البلدات العبرية القريبة من القطاع. غزة ستصبح أصغر حجماً وأكثر عزلة وسيضطر مزيد ومزيد من سكانها إلى النزوح وترك مناطقهم”.

لن تسمح إسرائيل للغزيين بعد اليوم بالوصول إلى رفح (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

 

وتبلغ مساحة مدينة رفح نحو 75 كيلومتراً مربعاً، والآن أصبحت تقع بين محوري فيلادلفي الذي تسيطر عليه إسرائيل وموراغ الذي انتهى الجيش من السيطرة عليه وحوله إلى الحدود الجديدة للقطاع، وفقاً للخريطة الجديدة التي تنوي إسرائيل رسمها لغزة.

وكان يعيش في مدينة رفح نحو 300 ألف نسمة، وجميع هؤلاء نزحوا من مناطقهم إلى أحياء أخرى ليست أكثر أماناً، لكنهم لن يعودوا إلى أراضيهم بعد ذلك، ولن يعيدوا إعمار بيوتهم، بعد أن حولت إسرائيل مدينتهم بالكامل إلى منطقة أمنية تسيطر عليها، وربما تضمها لاحقاً إلى أراضيها.

وتشكل رفح المقتطعة من غزة خُمس أراضي القطاع. ويقول أستاذ الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي “واقع جغرافي جديد فرضته قوة سلاح الجيش الإسرائيلي والتهجير القسري للسكان في غزة بابتلاع مدينة رفح، وهذا ليس كل شيء، إذ تسيطر تل أبيب الآن على 40 في المئة من أراضي القطاع”.

وفي السياق، يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة “احتلال رفح يأتي ضمن مشروع إسرائيلي قائم على التهجير القسري، وتغيير معالم الجغرافيا والديموغرافيا في القطاع”.

ويضيف الثوابتة “تحويل رفح إلى منطقة عازلة لا تقتصر أبعاده على جعل غزة أصغر حجماً، وإنما يفصل القطاع عن عمقه وارتباطه الجغرافي مع مصر وإبقائه تحت حصار دائم”.

ويبين الثوابتة أن تحويل رفح إلى منطقة عازلة خنقت غزة نهائياً من خلال قطع التواصل البري مع العالم الخارجي بالسيطرة على معبر رفح البري، وبات التحكم في حركة الإمدادات والمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد بيد تل أبيب.

الخطوة الثانية: التوسع شمالاً

وفي إطار تغيير جغرافيا غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي ثاني خطوة له، والتي أوضحها الوزير كاتس قائلاً “بعد تحويل رفح إلى منطقة عازلة، نعمل الآن على توسيع المنطقة العازلة شمال غزة، قلت سابقاً ستُقلص غزة بصورة متزايدة، وستصبح أكثر عزلة”.

وفي محافظة بيت حانون، التي تضم مدن بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وبعض القرى الصغيرة وتقع على الخريطة أقصى شمال القطاع، أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء مناطقهم المدمرة أصلاً في جولة القتال الأولى.

وبسرعة توغلت الآليات العسكرية في بيت حانون وبيت لاهيا شمالاً، وأينما توقفت الدبابات فإن جميع الأراضي خلفها تحولت إلى منطقة عازلة أمنية، وتشير التقديرات الجغرافية إلى أن الجيش الإسرائيلي قضم نحو 20 كيلومتراً مربعاً من شمال غزة، في إطار إعادة رسم خريطة غزة الجغرافية الجديدة.

الخطوة الثالثة: حدود جديدة شرقاً

ثالث خطوة نفذها الجيش الإسرائيلي في هذا الإطار، تركزت في شرق غزة وبخاصة في أحياء الشجاعية والتفاح وجباليا، حيث أخلت تل أبيب المنطقة من السكان وتوغلت الآليات ورسمت حدوداً جديدة.

وفي شرق غزة هناك منطقة عازلة بالأساس، لكن إسرائيل وسعتها أكثر وقضمت من إجمال المساحة الشرقية على طول حدود القطاع نحو 18 كيلومتراً مربعاً، ولا ينفي وزير الدفاع كاتس ذلك وإنما يؤكد أنه يعمل على تحويل مساحات كبيرة وواسعة من القطاع إلى مناطق أمنية، خاضعة لسيطرة إسرائيلية.

الخطوة الأخيرة: استعادة “نتساريم”

آخر التغييرات الجغرافية على خريطة القطاع يتمثل في إعادة السيطرة على محور نتساريم وسط غزة، والذي تقدر مساحته بنحو 18 كيلومتراً مربعاً، وهو محور استراتيجي يفصل القطاع إلى نصفين شمالي وجنوبي، وتستخدمه القوات الإسرائيلية كممر عسكري واستراتيجي في تحركاتها داخل غزة.

ويلخص كاتس هذه التغييرات الجغرافية بالكشف عن سيطرة قواته على ما يقارب 40 في المئة من أراضي قطاع غزة، أي نحو 142 كيلومتراً مربعاً، مما يعني أن مساحة القطاع البالغة 356 كيلومتراً مربعاً اختزلت حالياً إلى 214 كيلومتراً مربعاً يعيش عليها 2.3 مليون نسمة، من دون مبان ولا غذاء ولا مستشفيات ولا حتى ماء وكهرباء.

قضمت إسرائيل ما يقارب 40 في المئة من أراضي القطاع (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)​​​​​​​

 

يقول أستاذ الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية خليل بشارات “عملت إسرائيل على إحداث تغيير جذري في الواقع الجغرافي للقطاع بما ينسجم مع مصالحها الأمنية والسياسية، وتعمل الآن على تفكيك البنية الجغرافية من خلال تقسيمها إلى محاور جغرافية، هذا السلوك يسعى إلى إحداث تغييرات ديموغرافية كبيرة”.

ويضيف “شهد قطاع غزة تحولاً جذرياً في جغرافيته، إذ أعادت العمليات البرية الإسرائيلية تشكيل حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون هناك، وبدأ يتبين شكل المدينة الجديد، خصوصاً بعد أن انتهت وحدات العمل الهندسي في الجيش الإسرائيلي من عملها”.

“حماس”: إجراءات موقتة

يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ناداف شوشاني “هذه إجراءات لأسباب عملياتية، بعض المباني هدمت بهدف توسيع المناطق الأمنية، وإسرائيل تستعد للبقاء فترة طويلة في غزة، وتحاول إحكام السيطرة على المناطق بطريقة تسهل منع انتشار الفوضى”.

أما “حماس” فتنظر إلى هذه التغييرات على أنها موقتة، إذ يقول متحدث الحركة سامي أبو زهري “نبحث حالياً مقترحات لوقف الحرب، ونتمسك بمطلبين… الانسحاب الكامل من القطاع والإعلان الرسمي عن انتهاء الحرب، أما التغييرات على جغرافيا غزة فهي موقتة وستنتهي مع إعلان وقف القتال”.

المزيد عن: غزةحرب القطاعحركة حماسالجيش الإسرئيليبنيامبن نتنياهويسرائيل كاتسمعبر رفحمحور نتساريم

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili