لا تقام الدول يا عدوي فوق عظام أصحابها .
مالمو – السويد \ خالد عيسى
لا تُستفز يا عدوي المبتهج بيومك ” الوطني ” في وطن هو وطني .. ولا ترفرف بعلم غريب فوق هضاب ليست لك .
لا تكفي يا عدوي بلادة نجمة سداسية في علمك لاختراع بلاد هي بلادي .. ولا أزرق في علم لقيط يفتعل بحرا هو بحري ، ولا بياض مدنس بين خطين أزرقين متوازيين لا يلتقيان ، يصنع سلاما ناصعا ملطخا ببطشك .
يا عدوي المزهو بنصرك ، و “باستقلال ” احتلالك ! تشرب قهوتك هذا الصباح في بيتي ، وتدخن سجائرك وتنفث دخانها في هوائي ، وتلوث نظرات عينيك نقاء صورة بلادي بين يافا وتل أبيب .
في يومك ” الوطني ” تحتفل احتفال اللصوص بوطن مسروق من خزائن أصحابه ، وطن عابر بلكنة عبرية ” يمغص ” فصاحة شتلة مريمية في الجليل ، ويستفز قرص فلافل في عكا ، ويسبب الصداع لبرتقالة حزينة تعصر نزيف بيارات أصحابها في يافا .
في يومك ” الوطني ” لا تقام الدول يا عدوي على ظهر جرافة ، ومن قال لك يا عدوي أن الدول تصنع أوطانا ؟ الوطن من يصنع الدولة لنا الوطن ولكم الدولة .
من الذي احتلك يا عدوي لتحتفل اليوم بـ استقلالك ؟
الم تخرج من حقيبة بلفور وترث الاحتلال من المحتل البريطاني ؟
لا تزعج نفسك يا عدوي في يومك ” الوطني ” لا أريد ان أسد ّ شهيتك للشواء الذي تستعد له في عيد استقلالك ..
أين تريد ان تشوي اللحم اليوم يا عدوي ؟
لنا من القرى المهجرة من أصحابها التي حولتها ” دولتك ” الى محميات طبيعية وزرعت الأشجار المستوردة فوق أنقاضها لافتعال وطن تشوي فيه روح أصحابه الذين يشهرون نكبتهم كل عام في يوم ” استقلالك ” ..
لا تقام الدول يا عدوي فوق عظام أصحابها .