حكومة نواف سلام: 10 أسئلة

أبرز ملامح هذه التشكيلة أن “حزب الله” لا يمتلك فيها ورقة “الثلث المعطل” ولا يتمثل فيها التيار “الوطني الحر”

اندبندنت عربية / جوزيان رحمة مديرة مكتب اندبندنت عربية في بيروت @josianerahme

بعد انتظار دام نحو أربعة أسابيع خرجت حكومة نواف سلام إلى العلن وأبصرت النور متجاوزة مجموعة ألغام، تبدأ بالسياسة ولا تنتهي بالأمن والطائفية اللبنانية، ومنها المحاصصة الحزبية ومشاركة “الثنائي الشيعي”، أي “حزب الله” وحركة “أمل”، وغيرها من التحديات.

هذه الحكومة ستكون محط الخارج قبل الداخل، وهي التي أطلق عليها تسمية حكومة “الإصلاح والإنقاذ”، نظراً إلى المرحلة الحساسة جداً التي تمر بها البلاد والتحديثات الكبيرة التي سيواجهها الوزراء الجدد، بخاصة أنهم يتولون مهامهم بعد حرب بين إسرائيل و”حزب الله” دامت أكثر من سنة وتركت خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً.

من رئيس الحكومة؟

يترأس هذه الحكومة القاضي نواف سلام الذي شغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية، وهو سليل أسرة سياسية لبنانية عريقة يعود نشاطها إلى ما قبل الاستقلال، والده عبدالله سلام أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، وجده لوالده سليم علي سلام، كان رئيساً لبلدية بيروت ونائباً في مجلس “المبعوثان” العثماني في إسطنبول وأحد مؤسسي “الحركة الإصلاحية في بيروت” المناهضة للسياسة التركية في الشرق، وكان أيضاً عضواً في الحكومة العربية الكبرى التي أسسها الملك فيصل بن الحسين ومديراً لمكتبها في بيروت. وقد تم تكليفه من قبل النواب اللبنانيين في المشاورات النيابية الملزمة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في الـ13 من يناير (كانون الثاني) الماضي بتأييد 84 نائباً، ومنهم نواب حزب “القوات اللبنانية” المستقلون والنواب التغييريون والحزب “التقدمي الاشتراكي” والتيار “الوطني الحر”، واعتراض الثنائي على تسميته.

ممن تتألف الحكومة؟

تتألف حكومة العهد الجديد الأولى، أي عهد الرئيس جوزاف عون، من 24 وزيراً هم في غالبيهم اختصاصيون إنما تمت تسمية جزء من من قبل الأحزاب اللبنانية، وهم: نائب رئيس الحكومة طارق متري وميشال منسي وزير الدفاع وأحمد الحجار وزير الداخلية ويوسف رجي وزير الخارجية وياسين جابر وزير المالية وغسان سلامة وزير الثقافة ولورا الخازن لحود وزيرة السياحة وكمال شحادة وزير المهجرين ونورا بيرقدريان وزير الرياضة وريما كرامي وزير التربية وعادل نصار وزير العدل وركان ناصر الدين وزير الصحة ومحمد حيدر وزير العمل وجو صدي وزير الطاقة وعامر البساط وزير الاقتصاد وشارل الحاج وزير الاتصالات وجو عيسى الخوري وزير الصناعة وفايز رسامني وزير الأشغال ونزار الهاني وزير الزراعة وفادي مكي وزير التنمية الإدارية وتمارا الزين وزيرة البيئة وحنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية وبول مرقص وزير الإعلام.

كيف انقسمت حصص الأحزاب في الحكومة؟

لا تشبه هذه الحكومة مثيلاتها من الحكومات اللبنانية السابقة منذ عام 2008 لناحية توزيع الحقائب وعددها على الأحزاب اللبنانية، وقد انقسمت وفق ما يلي:

حصة رئيس الجمهورية ثلاثة، وهي وزارات الدفاع والسياحة والإعلام.

حصة رئيس الحكومة هي 6، وهي نائب رئيس الحكومة ووزارات الداخلية والتربية والثقافة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد.

وزيران تمت تسميتهما بالاشتراك بين الرئيسين عون وسلام، وهما وزير الاتصالات ووزير التنمية الإدارية.

حصة حزب القوات اللبنانية أربعة، وهي وزارات الطاقة والخارجية والمغتربين والمهجرين والصناعة.

حصة الثنائي الشيعي، أي “حزب الله” وحركة “أمل”، أربع، وهي وزارات المال والصحة والبيئة والعمل.

حصة الحزب التقدمي الاشتراكي، وزارة الأشغال والنقل ووزارة الزراعة.

حصة حزب الكتائب اللبنانية وزارة العدل.

حصة حزب الطاشناق وزارة الشباب والرياضة.

هل تتضمن الحكومة الثلث المعطل؟

تعد حكومة نواف سلام الحكومة اللبنانية الأولى منذ عام 2008 التي لا تتضمن ما يعرف بـ”الثلث المعطل”، أي ثمانية وزراء كانوا يتضمنون وزراء الثنائي وحلفاءهم، وبيدهم القدرة على تعطيل الحكومة وأعمالها وحتى إسقاطها، تحت مسمى “التعطيل الميثاقي”.

وقد خسر اليوم الثنائي هذا الثلث بعدما أصر الرئيسان نواف سلام وجوزاف عون على تسمية الوزير الشيعي الخامس، وهو فادي مكي المستشار السابق لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، الذي وافق عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتعد المرة الأولى التي ينال فيها الثنائي أربعة وزراء شيعة من أصل خمسة.

متى تعقد الحكومة أول اجتماع لها؟

بعد دقائق من إعلان تشكيلها صدر بيان عن رئاسة الجمهورية اللبنانية أعلن فيه أن أول اجتماع للحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام سيكون الثلاثاء المقبل الـ11 من فبراير (شباط) الجاري، إذ ستلتقط الصورة التذكارية في القصر الجمهوري ويتم صوغ لجنة البيان الوزاري.

من هم خارج الحكومة؟

شاركت غالبية الأحزاب اللبنانية في حكومة نواف سلام باستثناء التيار “الوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل، وهو الحليف السابق لـ”حزب الله” وهي المرة الأولى الذي يكون فيها خارج الحكومة منذ عام 2005، وكذلك بقي خارجها تيار “المردة” الحليف المسيحي الحالي للثنائي، وهو ما يعد انتكاسة جديدة للأخيرة باعتبار أن لا حلفاء له في الحكومة، كما كان يحصل في الحكومات السابقة.

ماذا سيحصل بعد تشكيل الحكومة؟

بعد تشكيل الحكومة وتوقيع مرسوم مشترك بين الرئيسين عون وسلام بالأمر، تعد المرحلة التالية تلاوة البيان الوزاري والتقاط الصورة التذكارية للحكومة في قصر بعبدا، أما المرحلة الأهم فهي أن تنال الحكومة ثقة مجلس النواب اللبناني ضمن مهلة 30 يوماً وفق الدستور اللبناني. وينص الدستور على أن نصاب جلسة الثقة هو الأكثرية البسيطة، أي أن يحضر نصف عدد النواب الـ128، ويجب على الحكومة أن تنال ثقة نصف عدد النواب الحاضرين، فيما إن لم تنل الحكومة الثقة، فهي ستصبح حكومة تصريف أعمال.

ما عدد الوزيرات في حكومة سلام؟

يبلغ عدد الوزيرات في الحكومة اللبنانية الجديدة خمساً، أي ما نسبته 20 في المئة من أصل 24 وزيراً. والوزيرات هن:

ريما كرامي وزيرة التربية والتعليم العالي ونورا بيرقدريان وزيرة الشباب والرياضة وتمارا الزين وزيرة البيئة وحنين السيد وزيرة الشؤون الاجتماعية ولورا لحود وزيرة السياحة.

وتعد الحصة النسائية في حكومة نواف سلام أفضل بكثير مما كانت عليه في حكومة نجيب ميقاتي مع وزيرة وحيدة هي وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا الرياشي عساكر، لكنها تظل أقل من المتوقع وسط مطالبات بتعزيز الحضور النسائي في مؤسسات الدولة اللبنانية.

 أبرز التحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة؟

كثيرة هي التحديات والاستحقاقات التي تنتظر حكومة العهد الأولى، إنما أبرزها الملف الأمني المتمثل بتطبيق القرار 1701 وضمان خروج الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان قبل مهلة الـ18 من فبراير، في مقابل سحب السلاح غير الشرعي على كامل التراب اللبناني وليس فقط جنوب الليطاني، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، والذي أنهى الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.

يضاف إلى ما ذكر أعلاه، عملية إعادة الإعمار بعد الحرب الأخيرة المدمرة، وضع خطة إصلاحية للنهوض بالاقتصاد اللبناني، معالجة مسألة الودائع العالقة في المصارف اللبنانية بعد أزمة عام 2019، وغيرها الكثير.

حتى متى ستبقى هذه الحكومة في الحكم؟

ستستمر هذه الحكومة في أعمالها بعد نيل ثقة البرلمان اللبناني حتى ربيع عام 2026، أي بعد نحو سنة ونصف السنة من الآن حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، والتي تحصل كل أربعة أعوام، ويتوقع حصولها في مايو (أيار) 2026. وبعد دخول النواب الجدد إلى المجلس النيابي، تتم مرة جديدة مشاورات بين النواب ورئيس الجمهورية لتسمية شخصية جديدة تولي تشكيل الحكومة الجديدة.

المزيد عن: 10 أسئلةحكومة نواف سلامالثنائي الشيعيالثلث المعطلجوزاف عونفادي مكي