الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » حكاية غرام وانتقام وراء رواية “النصب” لإلسا تريوليه

حكاية غرام وانتقام وراء رواية “النصب” لإلسا تريوليه

by admin

هل كانت المثقفة الروسية كاتبة كبيرة أم رفيقة آراغون فحسب؟

اندبندنت عربية/ إبراهيم العريس باحث وكاتب

لعل واحدة من أطرف الحكايات التي تَمثل في خلفية عمل أدبي صدر في فرنسا، تلك المتعلقة برواية تبدو اليوم منسية تماماً وإن كانت أقامت الحياة الثقافية الباريسية ولم تقعدها حين صدرت في عام 1957، وعُرف أن كاتبتها إلسا تريوليه، امرأة الشاعر الكبير لوي آراغون وأخت زوجة الشاعر الروسي المنتحر قبل سنوات من ذلك ماياكوفسكي، كتبتها حين كانت تقوم بزيارة تشيكوسلوفاكيا “مستوحية إياها” من حادث حقيقي وقع في ذلك البلد الذي كان شقيقاً في منظومة البلدان الاشتراكية حينها. والحقيقة أن تلك المعلومات كانت صحيحة، بل إن غلاف الطبعة الفرنسية الأولى للرواية حمل رسماً كان من الواضح أنه يمثل أحياء براغ القديمة التي يُفترض بالأحداث أنها تدور فيها. غير أن للحكاية خلفية أخرى تماماً لا علاقة لها لا ببراغ ولا بالنصب الذي تدور الرواية من حوله. فإلسا تريوليه إنما كانت تبتغي من وراء كتابة هذا النص التدخّل في صراع سياسي – حزبي كان يدور في باريس بالذات ومن حول مجلة “الآداب الفرنسية” les letters francaises التي كان يصدرها، ولكن بالتوافق مع الحزب الشيوعي الفرنسي، رجل إلسا وحبيبها ورفيقها في النضال، آراغون. ومن هنا لا بد أن نتوقف عند حكاية ذلك الصراع كي نفهم رواية “النصب”.

الحكاية حكاية ستالين

قبل ذلك بسنوات قليلة، في 1953، مات ستالين. وفي ذلك الحين كان الشيوعيون في مشارق الأرض ومغاربها، يعتبرون الزعيم السوفياتي الراحل، نصف إله. ومن هنا كان لموته وقع الصاعقة فساد النحيب والزعيق والرعب… ولو إلى حين، أي إلى أن يقف خليفته نيكيتا خروتشيف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في العام 1956 ملقياً تلك “القنبلة” التي حملت اسم “تقرير خروتشيف”. لماذا قنبلة؟ ببساطة لأن التقرير فضح الجرائم الستالينية من دون مجاملة. لكننا هنا سنعود إلى موضوعنا الأول: ففي باريس وقبل “التقرير”، كان الحزب الشيوعي بين الذين فُجعوا بموت ستالين. وكذلك كانت حال لوي آراغون الذي كرس العدد التالي من مجلته لذلك “الحدث الجلل” طالباً من رفاق الدرب أن يساهموا فيه. فساهم بيكاسو بين آخرين، برسم تصدّر الصفحة الناعية ستالين. والحقيقة أن آراغون وبيكاسو كانا يعتقدان أنهما فعلا ما يتوجب عليهما بكل راحة بال. لكن قيادة الحزب الفرنسي لم ترَ ذلك فوجهت لوماً فورياً إلى آراغون طالبة منه سحب الصورة. لماذا؟ لأنه رسم “شاربي ستالين فيها مالسين وقسماته ناعمة ونظراته طفولية” ما يتناقض مع سمات البطل!

غضب بيكاسو يومها وخاف آراغون على مكانته الحزبية ولكنه لم يكن قادراً على تغيير الأمور فزمن الإلكترونيات والمواقع الصحافية التي يمكن تعديل أي شيء فيها في أية لحظة، لم يكن قد حلّ بعد. فما العمل؟ لا شيء. فموريس توريز زعيم الحزب الذي كان يشارك في جنازة ستالين في موسكو أُعلم بما يحصل فاتصل بقيادة الحزب من فوره لائماً ومطالباً بسحب اللوم من آراغون والاعتذار لبيكاسو. وانتهت هذه الحكاية هنا.

اقرأ المزيد

لكنها لم تنتهِ بالنسبة إلى إلسا التي اكتشفت خلال زيارتها براغ حكاية مشابهة، عن نصب أقامه فنان ملتزم تمجيداً لستالين فإذا بحزبه وصحافته التشيكيين ينددان به وبعمله ما أوصله إلى الانتحار لاعتقاده أنه قد أخفق في إبداعه. وهكذا وجدت إلسا في هذه الحكاية ضالة منشودة لترويها في تلك الرواية في نوع من الثأر ممن تسببوا لآراغون بذلك الخوف الذي أحسّ به يوماً.

وصلت الرسالة وأدهشت!

والحقيقة أن كل الذين قرأوا “النصب” حينها فهموا رسالة إلسا تريوليه، بل فهموا في ما هو أبعد من ذلك، وقوفها وآراغون إلى جانب القلبة الأساسية التي حدثت في الذهنية الحزبية الشيوعية طاوية ستالين في أرشيفات التاريخ. ولا بد ههنا من الاعتراف بأن ذلك كان مفاجئاً من إلسا التيكانت عُرفت دائماً بمواقفها الستالينية، إلى درجة أن كثراً قالوا عنها إنها الدافع دائماً وراء كل ما اتخذه آراغون من مواقف ستالينية في مساره الحياتي والكتابيّ هو الذي شكّل مع إلسا وطوال عقود من السنين ذلك الثنائي المدهش الذي أنتج لديه بعض أعظم أشعاره (مثل “عينا إلسا” و”مجنون إلسا”) وكرّسها هي ككاتبة وشاعرة ومترجمة ناهيك عن كونها تلك المناضلة التي ألقت بظلها الكثيف على جزء كبير من حياة آراغون، أكثر مما كرسها ما كتبته هي نفسها. فالحال أن ما كتبه آراغون عنها، ساهم في شهرتها، أكثر مما ساهمت في تلك الشهرة كتب لها مثل “الجواد الأبيض” و”الروح” وغيرهما من مؤلفات لم تنل أبداً من الشعبية ما كان النقد اليساري يرى أنها تستحقه، ومن هنا اعتبرت رواية “النصب” نوعاً من ردّ الجميل ولو الموارب للشاعر الكبير.

غلاف رواية “النصب”

ومن هنا حين ماتت إلسا تريوليه في عام 1970 لم يفت عدداً من النقاد أن يتساءل عما إذا كانت فاتنة آراغون وملهمته تعتبر، حقاً، كاتبة كبيرة. والحال أن نسيان الجمهور إلسا، بعد ذلك باعتبارها كاتبة، وتذكّرهم لها فقط حين يؤتى على ذكر آراغون، أمر من شأنه أن يعزز الشكوك التي طالت موهبة تلك السيدة التي كانت، حتى في سنواتها الأخيرة ذات سطوة تعززها شخصية قوية وموقع حزبي سياسي ساهم كثيراً في إعادة آراغون إلى جادة “صوابية” طاعة الحزب الشيوعي في كل مرة كان فيها يحاول أن يحلق بجناحيه. ومن هنا ما لاحظه الكثيرون ممن كانوا يحيطون بآراغون بعد رحيل إلسا، أنه، على الرغم من حسرته المعلنة عليها وتغزله الدائم بها، كان يبدو كمن تحرّر من عبء ثقيل. والحال أن شخصية طاغية مثل شخصية إلسا ما كان يمكنها إلا أن تكون عبئاً ثقيلاً على روح حساسة رقيقة مثل روح الشاعر الكبير لويس آراغون.

من موسكو إلى عاصمة النور

وهل كان يمكن إلسا تريوليه أن تكون ذات شخصية عادية وهي امرأة روسية الأصل وأخت زوجة ماياكوفسكي، وعرفت لينين عن كثب وكان مكسيم غوركي أول الذين شجعوها على الكتابة، وكانت منذ صباها (وهي من مواليد موسكو في العام 1896) منخرطة في النضال الشيوعي وتعتبر من ارستقراطيي الحزب البلشفي إلى درجة أتاحت لها أن تقوم بما يحلو لها من أسفار في وقت كان الاتحاد السوفياتي بأسره يعيش فاقة ومجاعة، ولا يغادره إلى الأبد إلا الإرستقراطيون الباذلون الشرف والمال في سبيل الفرار؟

في 1928 كانت إلسا تريوليه متزوجة من أندريه تريوليه، وكانت قد عادت إلى باريس من رحلة قادتها إلى تاهيتي وبرلين، حين التقت آراغون في باريس، وكان في شرخ صباه وعزّ عطائه فأغرمت به وصارت رفيقة أيامه وملهمة كتاباته والتصقا ببعضهما بعضاً في عروة وثقى لم تنفصم بعد ذلك أبداً. ومن المعروف أن إلسا هي التي قادت شاعرها الشاب بعيداً بعض الشيء من رفقة السورياليين ومن إغراءات التروتسكية، إلى أحضان الشيوعية الرسمية الستالينية بالتحديد.

خلال الحرب العالمية الثانية ساهمت إلسا مساهمة أساسية في المقاومة ضد النازيين، وواصلت نضالها بعد انقضاء الحرب في سبيل الديمقراطية ونشر الأفكار الاشتراكية. وهي كانت قد بدأت تكتب وتنشر بالفرنسية منذ 1938، بعد أن ترجمت العديد من النصوص الروسية ومنها أشعار لصهرها ماياكوفسكي. أما أولى كتاباتها الفرنسية فكان نصاً روائياً عنوانه “مساء الخير يا تيريز” وهي بعده واصلت الكتابة واتخذت معظم كتاباتها طابع التأريخ الروائي للعصر ولروح العصر منظوراً اليهما بعيني فرنسية ذات أصل روسي موزعة الولاء والانتماء، ترى في نهاية الأمر أن وطنها الحقيقي هو حبها: آراغون. إلى جانب هذا وضعت إلسا العديد من الكتب السياسية والفكرية التي عالجت فيها مسائل التعصب والأممية والشرط الإنساني ومستقبل الاشتراكية. وكانت، على أي حال، من أوائل الكتاب الذين نددوا بالأفكار القائلة إن الاستهلاك يمكن أن يكون مصدراً للسعادة (في روايتها “أزهار بالتقسيط”). وكانت إلسا تؤمن بالشعر وبالتطور العلمي في آن (كما عبّرت في كتابها “لونا بارك”) كما آمنت بقوة وإرادة الروح (كما في “الروح”). إلسا تريوليه لم تتوقف عن الكتابة، ومع هذا من الصعب النظر إليها اليوم على أنها كانت شيئاً آخر غير رفيقة آراغون وملهمته ورقيبته الحزبية.

المزيد عن: إلسا تريوليه/روسي/افرنس/أدب/ستالين/ماياكوفسكي/الاتحاد السوفياتي

 

 

You may also like

31 comments

зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 1:35 ص

What’s up mates, its impressive piece of writing about tutoringand completely explained, keep it up all the time.

Reply
глаз бога тг 11 أبريل، 2024 - 11:42 ص

It is not my first time to visit this website, i am visiting this web site dailly and take good information from here daily.

Reply
бот глаз бога телеграмм 12 أبريل، 2024 - 12:10 ص

Nice blog here! Also your website rather a lot up fast! What host are you using? Can I am getting your associate link on your host? I desire my site loaded up as fast as yours lol

Reply
глаз бога бот 12 أبريل، 2024 - 8:13 م

I simply could not leave your web site prior to suggesting that I extremely enjoyed the standard information a person supply for your visitors? Is going to be back ceaselessly in order to check up on new posts

Reply
глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 6:02 ص

When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get four emails with the same comment. Is there any way you can remove me from that service? Thanks!

Reply
глаз бога бот 13 أبريل، 2024 - 4:34 م

Oh my goodness! Amazing article dude! Thanks, However I am encountering problems with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anybody else getting the same RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!!

Reply
бот глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 2:51 ص

Can you tell us more about this? I’d care to find out more details.

Reply
глаз бога бот 14 أبريل، 2024 - 1:02 م

If you desire to improve your knowledge simply keep visiting this web site and be updated with the most up-to-date gossip posted here.

Reply
глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 10:34 م

Wow that was odd. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyways, just wanted to say great blog!

Reply
бот глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 8:12 ص

Thanks for your marvelous posting! I actually enjoyed reading it, you will be a great author.I will make certain to bookmark your blog and definitely will come back down the road. I want to encourage continue your great job, have a nice day!

Reply
глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 6:29 م

I loved as much as you will receive carried out right here. The sketch is tasteful, your authored subject matter stylish. nonetheless, you command get bought an edginess over that you wish be delivering the following. unwell unquestionably come further formerly again since exactly the same nearly a lot often inside case you shield this increase.

Reply
глаз бога бот 16 أبريل، 2024 - 4:45 ص

I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s equally educative and engaging, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something which not enough people are speaking intelligently about. I’m very happy that I found this in my search for something concerning this.

Reply
глаз бога 16 أبريل، 2024 - 3:27 م

It’s very straightforward to find out any topic on net as compared to books, as I found this piece of writing at this web site.

Reply
cs2 skin bet websites 2024 8 مايو، 2024 - 2:31 م

Heya! I just wanted to ask if you ever have any trouble with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing many months of hard work due to no backup. Do you have any solutions to protect against hackers?

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 3:27 م

ГГУ имени Ф.Скорины

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 11:51 ص

Hello! I could have sworn I’ve been to this site before but after reading through some of the post I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely happy I found it and I’ll be bookmarking and checking back often!

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 10:02 ص

Simply wish to say your article is as astonishing. The clearness in your post is simply nice and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please continue the rewarding work.

Reply
乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 8:37 ص

Keep on working, great job!

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 10 يونيو، 2024 - 6:00 م

When I originally commented I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now each time a comment is added I recieve four emails with the same comment. Perhaps there is a way you can remove me from that service? Many thanks!

Reply
hot fiesta казино 15 يونيو، 2024 - 12:56 ص

I’m impressed, I must say. Rarely do I encounter a blog that’s equally educative and entertaining, and let me tell you, you have hit the nail on the head. The issue is something that not enough folks are speaking intelligently about. I’m very happy that I found this in my search for something concerning this.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 6:45 م

Do you mind if I quote a couple of your posts as long as I provide credit and sources back to your webpage? My blog site is in the very same area of interest as yours and my visitors would certainly benefit from a lot of the information you present here. Please let me know if this alright with you. Cheers!

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 7:32 ص

I constantly spent my half an hour to read this webpage’s posts everyday along with a cup of coffee.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:16 م

Hi there to every one, because I am in fact keen of reading this blog’s post to be updated regularly. It consists of good information.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 5:05 ص

Good way of describing, and nice piece of writing to get information about my presentation topic, which i am going to deliver in institution of higher education.

Reply
строительство автомойки 5 يوليو، 2024 - 6:27 م

Франшиза автомойки – отличное решение для начинающих бизнесменов. Мы предлагаем проверенную модель и постоянную поддержку.

Reply
строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 3:15 م

Выбрав услугу “автомойка самообслуживания под ключ”, инвестор получает полностью оснащенную и готовую к эксплуатации моечную станцию без необходимости заниматься её организацией самостоятельно.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 11:12 م

This piece of writing is really a good one it helps new web users, who are wishing for blogging.

Reply
строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 9:22 ص

Мойка самообслуживания под ключ обеспечивает комфорт для клиентов и стабильную прибыль для владельца. Присоединяйтесь к успешным предпринимателям!

Reply
us marshals badges 13 أغسطس، 2024 - 4:34 م

Such a well-structured and engaging article. Thank you!

Reply
купить JAC 15 أغسطس، 2024 - 2:37 م

I’d like to find out more? I’d like to find out more details.

Reply
theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 9:38 م

Howdy! Do you know if they make any plugins to help with SEO? I’m trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I’m not seeing very good results. If you know of any please share. Thank you!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00